تفسير سفر الرؤيا اصحاح 15 لابن كاتب قيصر
الإصحاح الخامس عشر
الفصل الخامس عشر
73- (1) ورأيت علامة أخرى عظيمة في السماء وهي أعجوبة سبعة ملائكة ومعهم السبع الضربات الأخيرة لأن بها كمل غضب الله.
هذا الفص أول النبأ السادس في الضربات التي يضرب بها الدولة الدجالية ومن فيها وما يتعلق بها هو عنوان لما يأتي من هذه الرؤيا والعلامة التي أدركها الرسول بعقله المرتقى بروح النبوة إلى السماء ، هي سبعة ملائكة ومعهم سبع ضربات . أدرك عند ترائيهم واستعدادهم أنهم قد أمروا بما سيأتي ، فكان ذلك علامة لما سوف يظهر ، وأدرك من قوة عزمهم عظم العلامة ، وأدرك الضربات التي معهم كما ندرك الحركة من التهييء ، والغضب من التعبيس ، والتعجب من الضحك . فأما العقول المجردة والروحانيون المتأهلون فلا يحتاجون إلى ذلك ، بل إدراكهم أولى بلا فكرة ولا روية ولا وسط.
قوله : « وهي أعجوبة» ، أي لم ير مثل هؤلاء الملائكة في عظمتهم وزيهم وقوة حركتهم ، فاستعظم حركتهم ، واستغرب جلالتهم.
قوله : « ومعهم السبع الضربات الأخيرة لأن بها كمل غضب الله» ، الضربة يريد بها العقوبة . وهذا القول فيه ثلاث مسائل ، إحداها : أن هذه الضربات السبع التي تحل بالدولة الدجالية ، لم يجر لهذه الدولة قبلها ضربة أو أكثر من ضربة ، فتكون هذه أخيرة بالنسبة إليها الثانية : أن الحرب العظيمة ، وإن كان ق تقدم ذكرها لبعض مجاريها ، تكون ضرورة بعد هذه الضربات ، لأن بها فناء الدولة الدجالية ومن فيها . فكيف يستأنف هذه الضربات بعدها حتى تكون أخيرة ؟ الثالثة : كيف يكون كمال غض الله بهذه الضربات والحرب العظيمة بعدها التي هي أخرى وأجدر أن يكمل بها الغضب ؟ فنقول :
أما جواب الأولى : فإن العصر الذي يكون فيه الشهيدان العظيمان ( أخنوخ وإيليا) هو الذي تكون فيه الدولة الدجالية ، ومدته سبع سنين منها ثلاث سنين ونصف مدة إنذار الشهيدين ومنها ثلاث سنين ونصف مدة الدولة الدجالية . وقد ضرب أهل ذلك العصر بسبع ضربات : الأولى في أيام إنذار الشهيدين وهي ضربات البوقات ، فهذه أخيرة بالنظر إلى تلك.
وأما جواب الثانية : فإن هذه الضربات السبع لم يذكر أنها أخيرة بالنسبة إلى الحرب العظيمة ، بل بالنسبة إلى ضربات البوقات المتقدمة.
وأما الجواب عن الثالثة : فإن كمال غضب الله بهذه الضربات ، لأن ضربات البوقات والجامات أربع عشرة ضربة تنزل في عصر واحد . والغرض بها توبة أهل ذلك العصر ورجوعهم إلى الله تعالى في إيمانهم وأفعالهم ، ولا غاية بعد هذه الرحمة منه سبحانه أن يرسل الأنبياء لوعظهم ، وينزل الآيات ليؤمنوا ، ويضربهم بعدة ضربات ليتأدبوا ، فلا يتعظون ولا يتأدبون ، كما مثل الإنجيل اليهود : « تقول صبيان لصبيان : زمرنا لكم فلم ترقصوا ونحنا لكم فلم تبكوا »، فعند ذلك يكمل غضب الله عليهم ، ويأتى بعد كمال غضبه بالحرب العظيمة المفنية لذلك العصر ، وينقضى الأمر بكمال غضب الله بهذه الضربات الأخيرة كما قالت الرؤيا.
74- (2) ورأيت مثل بحر زجاج مختلط بنار وجميع الذين غلبوا الوحش وصورته وعدد اسمه واقفين على بحر الزجاج ومعهم قياثير الله (3) ينشدون بتسبيحة الحمل مع موسى عبد الله قائلين عظيمة هي أعمالك وعجيبة أيها الرب الإله ضابط الكل أنت الحق وطرقك حق هي يا ملك الأمم (4) فمن الذي لا يخافك أيها الرب ويمجد اسمك لأن الأمم كلهم يأتون ويسجدون لاسمك لأن حقوقك قد ظهرت.
قوله : « ورأيت مثل بحر زجاج مختلط بنار» ، قد ذكر الرسول في الفص السابق أنه رأى علامة أخرى في السماء ، ثم عطف عليها هذا القول فقال : ورأيت مثل بحر زجاج ، فدل على أن هذه الرؤيا أيضا في السماء . وذكر في الفص التاسع عشر أنه رأى أمام عرش الله مثل بحر زجاج وهو جليد ، وذكر هنا أنه مثل بحر زجاج مختلط بنار ، والحال فيهما متقارب يجوز أن يكون أحدهما هو الآخر ، فإنه قال في الفصين أن المرئى مثل بحر زجاج ، إلا أنه قال في فص 19 إنه جليد ، وقال هنا إنه مختلط بنار ، ويجوز اجتماع الوصفين في البحر المشار إليه المشبه بالزجاج . وبقى علينا أن ننظر إن كان هذا القول على ظاهره ، وإن كان رمزا فعلى ماذا يدل ؟ وقد بينا في تفسير الفص التاسع عشر أن هذا البحر رمز على أورشليم السمائية ، وأن وصف هذه المدينة المذكورة في فص مائة وخمسة عشر ، وذكرنا في ذلك وجهين من المناسبات المستدل بها ، أولهما : قوله : « وبناء سورها من حجر اليشب والمدينة من الذهب الخالص كالزجاج النقي» والثاني : قوله : « وأسس سوق المدينة مزينة بكل حجر كريم فالأول يشب » . واليشب والثلج والزجاج يجمعها الإشفاف والصفاء ، وهو المشبه في فص 19 بالجليد ، وأما في هذا الفص فقد شبهت أورشليم السمائية ببحر زجاج مختلط بنار ، وقد ذكر في وصفها في فص مائة وخمسة وعشرين وجهان مناسبان له ، أولهما : قوله : « والمدينة من الذهب الخالص كالزجاج النقى» والثاني : قوله : « وسوق المدينة من ذهب نقى كالزجاج الشفاف» . فالمدينة وسوقها التي ذكر أنها ذهب نقی وزجاج شفاف ، هي المشبهة ببحر الزجاج المختلط بالنار ، فقد حصلنا على أربع مناسبات مطابقة لهذه الرؤيا صححت لنا تأويلهم بأورشليم السمائية ، وأما وجه التشبيه لها بالبحر ، فقد مضى بيانه في الفص التاسع عشر.
قوله : « ومعهم قياثير الله ينشدون بتسبيحة الحمل» ، القيثارة في العرف آلة موسيقية لطيفة تؤدى بها الألحان بالصناعة ، ومراده هنا معناها الروحاني وهو حركة النفس التي تؤدي بها نعاني التسبيح للرب الإله والنشيد والإنشاد في اللغة هو التعريف بالإعلان ، يقول من ذلك : أنشدت القصيدة ؛ إذن عرفها بالإعلان . وأما في اصطلاح أصحاب علم الموسيقى ، فإن النشيد ضرب خالص من ضروب اللحن المتفق ، واللحن هو النغم المؤلف على نسب ما وينقسم قسمين ، متفق : وهو الذي تلتذه النفس ومختلف : وهو الذي تنفر منه وتنبذه عند سماعه ، وربما لا يسمى هذا لحناً أصلاً. واعتبار اللحن المتفق روحانيا هو ما تدركه النفس من ذلك والتسبحة رالسبح ألفاظ إلهية تشتمل على لفظ التسبيح ، فيكون معنى التسبحة أنها معان إلهية تشتمل على معنى السبح ، وهو المعنى هنا أيضا فصار تقدير القول : وكانت نفوسهم متحركة بطرب مستعينة بمعاني التسبيح للسيد المسيح.
قوله : «مع موسى عبد الله» على ظاهرة ؛ لكن لماذا خصص موسى دون غيره ؟ يظهر أنه لميزة اختص بها وإلا لما حصل التخصيص ، وليس هذا من جهة النبوة ، فإن الأنبياء كثيرون وقد تنبأوا على مجيء السيد المسيح.
ولا لكونه صاحب تسابيح ، فإن داود وكثيرا من الأنبياء لهم تسابيح ولا لأن تسابيحه تضمنت شيئا من ألفاظ هذه التسبحة ، فإن ذلك أيضا مشترك ولا لعدالته وبره ، فإن الأبرار كثيرون . ولا لأنه أخشع قلبا من كل من في الأرض ، فقد قال الله عن داود النبي : «إني رأيت قلب داود عبدی مثل قلبی ». ولا لتواضعه ، فإن داود وإبراهيم وغيرهما يشتركون معه في ذلك . ولا لأنه شجاع مقدام ، فإن شمشون وداود وغيرهما كذلك . وإنما هذا الاختصاص وهذه المزية لشيء واحد ، حيث بشرهم بالتجسد عندما قال : «كما سألت في حوريب يوم الاجتماع وقلت لا أعود أسمع صوت الله ربی ولا أعود أعاين هذه النار العظيمة كي لا أموت وقال لي الله حسن ما قالوا ، سأقيم لهم نبيا من إخوتهم مثلك وأجعل كلمتي في فيه فيقول لهم كالذي آمره به ، وكل نفس لا تسمع من ذلك النبي تهلك من قومها ».
ومذاهب المفسرين في هذه النبوة ثلاثة ، أولها : أنها عن يشوع بن نون خليفة موسى النبي على الخصوص وثانيها : ذهب جماعة من علماء التلمود وتابعهم موسى بن ميمون أنها عن النبي على الإطلاق ، أي نبي كان لا نبيا معينا وثالثها : وهو مذهب جمهور علماء اليهود وعلماء النصارى أنها عن السيد يسوع المسيح المخلص المنتظر . واستشهد بها لوقا في كتاب الإبركسيس(أع7: 37) مما قاله بطرس الرسول مما قاله بطرس الرسول . والحق أنه مع هذه النبوة قرائن تنطبق عمومها على سائر الأنبياء ، وفيها ما يقتضى التخصيص .
وعلى كل حال ، يصح أن يطلق العام على الخاص ، لا سيما إن كان واضحا لمن تأمله ، سواء قاله بإشارة خاصة أو لم يقله.
فأما ما يقتضى العموم ، فإنه قبلها نهاهم عن أعمال الشعوب كجواز الأولاد على النار ، والاستقسام ، والأخذ بالعيون والنظار والطارق ، وسؤال المنجم أو العراف ، أو سؤال الأموات ، ثم تلى ذلك بقوله : «فأما أنت فليس كذلك بل وهب الله ربك لك من إخوتك نبيا »، أي أنبياء تسألهم عن حوائجك ومآربك ، ولست تحتاج أن تسأل هؤلاء عنه ؛ ولا تنقطع الأنبياء من بينكم ، فهذا ما يقتضى العموم.
أما ما يقتضى التخصيص فوجهان : أولهما : تطمينهم من خوف أنوار العظمة بالتجسد ، وكنى عنه بقوله بعد إقامته النبي : « وأجعل كلمتي في فيه» . والثاني : قوله : « مثلك» ، لأنه لو قال نبيا فقط لساغ أن ينصرف إلى العموم ، ولكنه أراد قيدا آخر فقال مثلك . وقال في آخر التوراة بعد موت موسى : «ولم يقم بعد في بني إسرائيل مثل موسى» ، فبطل أن تكون المماثلة بالنبوة ، وتخصصت بالمنتظر مخلص المجد له المجد . لأنه واضع شريعة الفضل كما كان موسى واضع شريعة العدل ، فهذا وجه المماثلة . ولهذا تعين لموسى التقدم في التسبحة للحمل وبقية المسبحين معه.
قوله : «قائلين عظيمة هي أعمالك وعجيبة أيها الرب الإله ضابط الكل» معاني هذه الألفاظ هي التسبحة التي تحركت بها نفوسهم ، وهي على ظاهرها ، وسيأتي كمالها.
قوله : أنت الحق وطرقك حق هي يا ملك الأمم» ، هذا المبتدأ ، وهو لفظة أنت ، محذوف في اللغة القبطية وخبره يدل عليه ، وحذف منها لكثرة استعماله تخفيفا ، فلم يكن للمترجم بد من من إيراده لبيان المعنى . والمراد بقوله أنت الحق أي أنت الإله الحق وما سواك إلا باطل ، وأما طرقك فيريد بها أحكامه وأفعاله . والقول بأنه ملك الأمم ، أي ملك جميع الخلائق أمنوا أم كفروا ، بروا أم أثموا.
قوله : « فمن الذي لا يخافك أيها الرب ويمجد اسمك» أي عندما تظهر آثار القدرة العالية ، تخاف كل جبلة من جابلها وتخور قواها . ولذلك يكون مرجع المؤمن والكافر في الشدائد والمضائق إلى الله تعالى ، والتضرع بتمجيد اسمه . لكن الكافر إذا أفرج عنه ، ربما قسا قلبه وعاد لكفره ، كما جرى لفرعون وبختنصر وأمثالهما.
قوله : «لأن الأمم كلهم يأتون ويسجدون لأن حقوقك قد ظهرت » أعطى علة تمجيد الأمم لاسمه ، فقال لأنهم يأتون ويسجدون لاسمك وأراد بالاسم المسمى ، ثم أعطى علة السجود ، فقال : «لأن حقوقك قد ظهرت » ، والحقوق التي ظهرت يريد بها الضربات السبع عند إدراكهم لها مع الملائكة.
75- ( 5 ) وبعد هؤلاء رأيت هوذا هيكل قبة الشهادة انفتح في السماء (6) وخرج السبعة الملائكة من الهيكل الذين معهم السبع الضربات وعليهم ثياب مغسولة زاهية مربوط على صدورهم مناطق ذهب (7) فأعطى واحد من الأربعة الحيوانات للسبعة الملائكة سبع جامات ذهب مملوءة من غضب الله الحي إلى الأبد أمين (8) فامتلأ الهيكل من دخان مجد الله ومن قوته ولم يستطع أحد أن يدخل إلى الهيكل حتى كملت هذه الضربات من السبعة الملائكة
قوله : « وبعد هؤلاء رأيت هوذا هيكل قبة الشهادة انفتح في السماء» هؤلاء إشارة إلى الملائكة السبعة ، أي بعد أن رأيت الملائكة في قبة الشهادة يشف عن مناظرهم ، انفتح باب القبة في السماء فرأيت الهيكل ، وقد بينا كيفية انفتاح السماء في الفص الثامن عشر ، وذكرنا أن المذبح هو الهيكل وأما القبة فإنها تسمى قبة الشهادة وقبة الزمان ، وهي قبة واحدة منقسمة بقسمين بينهما حجاب ، وفي القسم الداخلي تابوت العهد بما فيه وفوقه الصفيحة وفوقهما الكروبين ، وفي القسم الآخر الهيكل الذي هو مذبح البخور والمنارة والمائدة.
قوله : « وخرج السبعة الملائكة من الهيكل الذين معهم السبع الضربات » هؤلاء هم الملائكة الذين رأهم الرسول قبل فتح القبة ، وقد رأهم الآن بصورة أجلى وأوضح . ووصفهم بأنهم الذين معهم الضربات إعلاما بأنهم هم الأولون أخذ في وصف زيهم وخدمتهم المرسومة لهم ، فقال : «وعليهم ثياب مغسولة زاهية» ، لم يذكر لهذه الثياب لونا بل قال إنها مغسولة ، وقد تقدم في تفسير الفص الخامس عشر بأن الثياب رمز على المنزلة ، وأما كونها مغسولة فإنه يريد بالغسل القداسة والطهارة ، ، وكذلك قال داود النبي في المزمور الخمسين : «اغسلني فأبيض أفضل من الثلج » ، وأراد : طهرني من الأدناس . وأما كونها زاهية فيريد إنها مشرقة معجبة.
قوله : « مربوط على صدورهم مناطق ذهب» ، قد تقدم لنا في تفسير الفص الثامن أن المنطقة الذهب رمز على الملك ، وبذلك استدللنا هنا على أن هؤلاء السبعة من طغمة السلاطين ، وهكذا قال حزقيال في الإصحاح الرابع من نبوته أن رجلا مطقسا وهو لا بس فرفير ومنطقة مشدود بها ظهره ، وذكر دیونسیوس أن هذا الملاك من طغمة السلاطين.
قوله : «فأعطى واحد من الأربعة الحيوانات للسبعة الملائكة سبع جامات ذهب مملوءة من غضب الله الحى إلى الأبد أمين» ، يا للعجب ! لقد قال في الفص الثالث والسبعين إنه رأى الضربات السبع مع الملائكة ، فكيف استأنف هنا فقال إنه رأى أحد الحيوانات أعطاها للملائكة ؟ فهل استعيدت منهم بعد رؤياه لها معهم ثم سلمها لهم الحيوان الآن ، أم أن هذه ضربات أخرى غير تلك ؟
والجواب : إنها هي لا غيرها ، بدليل إحالته هنا بالألف واللام التي للعهد السابق على ما ذكر أولا ، وهذا معنى قوله : « وخرج السبعة الملائكة من الهيكل الذين معهم السبع الضربات» ، وإنما رأى الملائكة والضربات على دفعتين ، الأولى في [فص 73] على وجه مجمل كالعنوان ، وهذه على وجه مفصل لتلك ، وسيفصل هذه أيضا بجاماتها في فص آخر.
وأما أي حيوان من الأربعة هو الذي أعطى الجامات لهذه الملائكة ؟ فالمناسب لذلك ، هو الذي يشبه وجه أسد لاختصاص هذا الشبه بالغضب والانتقام والشدة . ولعلو مرتبته ، يتلقى الأمر من مقر العظمة ويؤديه للملائكة والجامات ، آنية الغضب ، هي رمز على أمر الله تعالى المشتمل على الغضب . وأما كونها ذهب فرمز به هنا على العدل فيما حل بأهل ذلك العصر . وأما وصفه لله تعالى بالحياة إلى أبد الأبد ، فالمراد هو أنه الذي يبقى ويزول الكل ، وأحكامه النافذة في كل حكم وقبله وبعده قوله : «آمين» لتحقيق هذا الرأى وتثبيته.
قوله : «فامتلأ الهيكل من دخان مجد الله ومن قوته» ، الامتلاء على 4 ظاهره ، والدخان رمز يدل على حلول القوة الإلهية المهلكة كدلالته على النار المحرقة . ومجد الله برید به جلاله وقوته يريد بها قوة غضبه إطلاقا للعام على الخاص ، فتقدير القول : فامتلأ هيكل الله من جلاله وقوة غضبه وقد وقع الكلام في الإدراك الروحاني للغضب وغيره بما فيه كفاية.
قوله : «ولم يستطع أحد أن يدخل إلى الهيكل حتى كملت هذه الضربات من السبعة الملائكة» ، أي لم يستطع أحد من الملائكة أن يدخل الهيكل ليستشفع عن خطايا البشر حتى كملت الضربات ، لأنه ذكر في الفص السابع والثلاثين أن ملاكا وقف عند المذبح ومعه مجمرة مملوءة بخورا من صلوات القديسين ، وبينا في تفسيره أن ذلك الاعتماد استشفاع من الملائكة عن خطايا البشر.
تفسير سفر الرؤيا – 14 | سفر الرؤيا – 15 | تفسير سفر الرؤيا | تفسير العهد الجديد | تفسير سفر الرؤيا – 16 |
ابن كاتب قيصر | ||||
تفاسير سفر الرؤيا – 15 | تفاسير سفر الرؤيا | تفاسير العهد الجديد |