المحبة فلتكن بلا رياء

“المحبة فلتكن بلا رياء” (رو ۹:۱۲)

المحبة هي أول حجر في بناء الهيكل الأخلاقي للعبادة المسيحية . ولكنها إذا تلوثت بالرياء فلا يمكن أن تبنى فوقها أي صفة صالحة أخرى . فإذا ساد الرياء على المحبة صار الحق إذا رُكب فوقها كذباً، والأمانة إذا اتحدت بها خيانة وانهار البناء الأخلاقي . لماذا ؟ لأن المحبة و هي موهبة الله الخاصة التي يسكبها بالروح في قلوبنا لنتطهر بها ونتقدس ، فإذا جنحت نحو الرياء يكون هذا معناه أن الشيطان نال من طهارتها ولوثها دون أن ندري.

ما معنى محبة فيها رياء ؟ معناه أنها (لا محبة) على الإطلاق ، ربما تكون أكذوبة أو حيلة أو حتى بُغضة عليها غطاء من الرياء يخفي حقيقتها . فإن كانت المحبة هي قمة الصلاح ؛ فالرياء هو قمة الخبث . ويقيناً إن صاحب المحبة القائمة على الرياء يستحيل عليه أن يبني لنفسه بناءً خلقياً مسيحياً، لأنه إذا فسدت المحبة فمعنى هذا أنه قد فسد القلب بكل خلجاته وملكاته وانعمت بصيرته وضل ذكاؤه.

المحبة بلا رياء هي محبة بلا عائد ، لا ينتظر الإنسان من ورائها حباً بالمثل أو رداً للجميل . محبة صادرة من قلب سلم كل شيء إلى الله وسلم نفسه لله، ومن الله  يأخذ الحب ويعطيه كما هو ، دون أن ينقص منه لنفسه شيئاً.

الحب عديم الرياء هو حب من لا ينظر وجه من يحبه بل وجه الله وحده ينظر، وقلب الله يُحاكي ! فلا يهتز في حبه لبغضة أو عداوة . هو كمجنون حب ، لا يعرف إلا أن يحب بكل القلب لأن الله قال وليكن بعد هذا ما يكون.

هو ربط قلبه على الحب وألقاه بين يدي الله يسحب منه ويُبدد و ورصيده يزداد . هذا هو الحب بلا رياء لأنه مصون في يد الله.

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى