تفسير سفر راعوث الاصحاح ٢ للقمص تادرس يعقوب

الأصحاح الثاني

إِذ جاءت راعوث إِلي بيت لحم في صحبة نعمي دخلت إِلي حقل بوعز تجمع السنابل الساقطة، وكأنها بجماعة الأمم التي دخلت إلى الإيمان وقبلت العضوية الكنسية (بيت لحم)، وقد التصقت بالناموس (نعمي) روحيًا… لكنها لم تأتِ متراخية بل دخلت حقل المسيح “بوعز الحقيقي” تجمع في أواخر الأزمنة ما قد سبق وتعب فيه الآباء والأبناء.

 

1. بوعز جبار بأس 1: 

وكان لنعمى ذو قرابة لرجلها جبار بأس من عشيرة أليمالك اسمه بوعز” [1].

إِذ جاءت راعوث إِلي بيت لحم ظهر بوعز ذا قرابة لها، وكأنها بالمؤمن الذي يدخل إِلي العضوية في الكنيسة بيت لحم ليجد السيد المسيح نفسه قد صار ذا قرابه معه، إِذ ينال فيه البنوة للآب السماوي خلال مياه المعمودية. وكما يقول القديس يعقوب السروجي: [المعمودية هي البطن التي تلد كل يوم أحباء، وتقدسهم، ليصيروا إِخوة الابن الوحيد… تعالوا أيها البعيدون وصيروا قريبين، لأن بيت الله مفتوح لكل القادمين إِليه[13]].

أما دعوته “بوعز” فتعني (فيه عزّ أو قوة) أو (يهوه عزّ أو قوة)، ففي المسيح يسوع ندرك أن الله هو عزنا وقوتنا، نحمله فينا فيرفعنا من أعماق مذلة الهاوية إِلي قوة الحياة السماوية ومجدها. 

ويدعوه أيضًا “جبار بأس”، وفي الأصل العبري لا تعني مجرد قوة في الحروب وإِنما إِنسان صاحب سلطان ومهابة. فالسيد المسيح جبار بأس لا في البطش بالناس والقسوة عليهم وإِنما يهب النفوس الخائرة سندًا فيه، يرفعها فوق الضيق والألم واهبًا إِياها حياة النصرة. وكما يقول القديس بولس: “ولكن شكرًا لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين ويظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان” (2 كو 2: 14). يقول العلامة أوريجانوس: [مادام المخلص هو البر والحق والقداسة… فهو أيضًا الاحتمال، لهذا يستحيل أن يصير أحد بارًا أو قديسًا بدونه، ولا يقدر أحد أن يحتمل الأتعاب بغير المسيح[14]].

 2. راعوث في حقل بوعز 2-7 :

فقالت راعوث الموآبية لنعمى: دعيني أذهب إِلي الحقل وألتقط سنابل وراء من أجد نعمة في عينيه، فقال لها :أذهبي يا بنتيّ” [2].

حسب الشريعة كانت تترك سنابل الحصادالساقطة من وراء الحاصدين للغريب والمسكين (تث 24: 19-22؛ لا 19: 9-10؛ 23: 22). فقد استأذنت راعوث الغريبة الجنس حماتها أن تقوم بهذا العمل وهي أرملة شابة غريبة الجنس. إنها لم تستنكف من العمل أيًا كان نوعه بل ولا عرفت الراحة إِذ شهد الحصادون عنها أمام بوعز: “جاءت ومكثت من الصباح إِلي الآن، قليلًا ما لبثت في البيت” [7]. وفي الترجمة السبعينية: “لم تسترح في بيتها ولا حتى القليل”، وفي ترجمة الفولجاتا: “لم ترجع إِلي بيتها ولا حتى القليل”. إِنها جاءت مبكرة للعمل ولا تجعل للراحة الجسدية أو للتراخي موضعًا في حياتها.

كأن راعوث تمثل جماعة الأمم التي قبلت الناموس روحيًا (نعمي)، وفي نفس الوقت بينما بقى رجال الناموس (نعمي) في البيت بلا عمل إِنطلق هؤلاء إِلي حقل بوعز الحقيقي وراء الحصادين تجمع كل سنبلة ساقطة على الأرض لتضمها لحساب المسيح. حقًا أنها لم تحرث الأرض ولا ألقت بالبذار فيها ولا عملت لكنها جاءت تجمع من الحصاد بعد أن تعب الآباء الأولون والأنبياء قديمًا، وذلك كقول السيد المسيح لتلاميذه: “لأنه في هذا يصدق القول أن واحدًا يزرع وآخر يحصد؛ أنا أرسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه؛ آخرون تعبوا وأنتم قد دخلتم على تعبهم” (يو 4: 37-38).

على أي الأحوال لم تكن راعوث بالإنسانة المدللة، بل الإنسانة المجاهدة التي تركت الحياة السهلة في بلاد موآب وسط عشيرتها وآلهتها، وجاءت في نضوج وجهاد تعمل في حقل بوعز في بيت لحم بأرض يهوذا، تعمل من الصباح حتى المساء دون أن تطلب الراحة… تجمع من الحصاد ما قد تعب فيه الزارعون قبلها!

خلال جهادها استحقت أن يسأل عنها بوعز: “لمن هذه الفتاة؟” [5]. لم يقل: من هذه الفتاة؟ وإنما: لمن هذه الفتاة؟ فقد كانت العادة في الشرق أن تنسب كل فتاة أو اِمرأة لرجل، وبكونها ابنته أو زوجته أو أمته. وإِذ لم يعرف الحصادون لها رجل ينسبونها إِليه، أجابوا: “هي فتاة موآبية قد رجعت مع نعمي من بلاد موآب” [6]. هذا هو حال كنيسة الأمم التي تركت أباها القديم وجاءت إِلي يهوذا بلا رجل… إِنها غريبة الجنس، محتاجة إِلي عريس يضمها إِليه وينسبها لنفسه.

لقد عاشت راعوث مع نعمي كما مع الناموس روحيًا لكنها بلا رجل تنتظر المسيح يسوع عريسًا لها. لقد أنصتت للقول الإلهي: “اسمعي يا بنتِ وانظري وأميلي أذنكِ وانسي شعبكِ وبيت أبيكِ، فيشتهي الملك حسنك لأنه هو سيدك فاسجدي له” (مز 45: 10-11). إِنها رفضت كل ماضيها وخبرتها وانتسابها للشيطان لتتقبل العريس السماوي. وكما يقول القديس أغسطينوس: [عندما جاء الأمم، جاءوا من عند الشيطان أبيهم، وقد جحدوا بنوتهم له]، كما يقول: [إلهك هو ملكك، وملكك هو أيضًا عريسك؛ لقد خُطبت لملكك الذي هو إِلهك، به تزوجت، وبه تزينت، وبه خلصت، وبه شُفيت، كل ما لديك مما يسره فهو من عندياته[15]].

 3. حوار محبة في الحقل 8-16 :

إِذ انطلقت راعوث إلى حقل بوعز كما إِلي العمل الكنسي استحقت لا أن يسأل عنها صاحب الحقل فحسب وإِنما أن يدخل معها في حوار محبة صادقة. ففي حقله وسط الجهاد الروحي الصادق نلتقي بالإيمان مع السيد لنسمعه يقول لنا: “ألا تسمعين يا بنتي لا تذهبي لتلتقطي في حقل آخر، وأيضًا لا تبرحي من ههنا، لازمي فتياتي” [8].

إِنه يدعو النفس التي كانت قبلًا غريبة الجنس “يا بنتي”، مشتاقًا ألا تترك حقله ولا تبرح موضعه، بل تكون دائمًا في دائرة حبه تتقبل قبلات فمه (نش 1: 2) وتهب كل حياتها له. أما علامة المعية معه فهي “ملازمة فتياته”، أي تكون في شركة مع قديسيه تنعم بخبرتهم الروحية وتسلك على منوالهم وترتبط معهم بحبه، لهذا يقول لها: “إِن لم تعرفي أيتها الجميلة في النساء فأخرجي على آثار الغنم” (نش 1: 18).              

سألها أن تلازم فتياته اللواتي تبعن الحصادين ليربطن الحزم، فلا تكون كالغريبة أو محتاجة إِنما كعاملة في الحقل، كابنة صاحب الحقل أو إِحدى قريباته، لذلك يكمل حديثه معها قائلًا: “عيناكِ على الحقل الذي يحصدون واذهبي وراءهم، ألم أوصِ الغلمان ألاَّ يمسوكِ، إِذ عطشت فاذهبي إِلي الآنية واشربي مما استقاه الغلمان” [9].

يُطالبها أن تجعل عينها على الحقل وكأنه حقلها، فقد أوصى الغلمان ألاَّ يمسوها. وإِذ يدرك أنها تجاهد وتتعب وأنه في جهادها تحتاج بالأكثر إِلي الماء لتشرب، سألها أن تذهب إِلي الآنية وتشرب مما استقاه الغلمان.

ما هو هذا الإناء الذي يحمل المياه للعطشى أثناء جهادهم إِلاَّ الكنيسة الحية التي تضم في وسطها السيد المسيح ينبوع المياه الحية، القائل: “إِن عطش أحد فليقبل إِليَّ ويشرب” (يو 7: 37)، “الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إِلي الحياة أبدية” (يو 4: 14). يفيض السيد المسيح بروحه القدوس على العالم خلال كنيسته لكي يروى كل نفس تقبله، واهبًا إِياها الحياة الأبدية.

أمام هذه المحبة الغامرة، إِذ قدم لها ينبوع المياه الواهبة الحياة، “سقطت (راعوث) على وجهها وسجدت إِلي الأرض، وقالت كيف وجدت نعمة في عينك حتى تنظر إِليَّ وأنا غريبة؟!” [10]. إِن عطية الروح القدس التي يفيض بها السيد المسيح على النفس البشرية خلال كنيسته تهب روح الخضوع والاتضاع فتنحني لتسجد إِلي الأرض اعترافًا بفضله وعلامة شكرها على العطية التي لا تستحقها.

في اتضاع اعترفت راعوث أنها غريبة ولا تستحق هذا الكرم فتزداد في عيني بوعز جمالًا، ويذكر لها أعمالها الفاضلة ليمجدها، قائلًا: “إنني قد أُخبرت بكل ما فعلتِ بحماتك بعد موت رجلك حتى تركت أباكِ وأمكِ وأرض مولدك وسرت إِلي شعب لم تعرفيه من قبل” [11].

إِذ تواضعت أمامه يذكر لها كيف تركت أباها الأول أي إِبليس والأم الأولى أي الحياة الشريرة التي نشأت فيها، تركت أرض مولدها أي محبتها للعالم، وتعلقت بنعمى أي الناموس روحيًا وسارت إِلي شعب لم تعرفه من قبل أي إِلي شركة السمائيين الذين كانوا قبلًا غرباء عنها، والآن دخلت معهم في عضويتهم إِذ حملت الطبيعة السماوية.

 يختم بوعز حديثه معها بقوله: “ليكافئ الرب عملكِ، وليكن أجركِ كاملًا من عند الرب إِله إسرائيل الذي جئت لكي تحتمي تحت جناحيه” [12]. إِذ تركت أرضها وشعبها وبيت أبيها وجاءت تحتمي بالله الحيّ ليكون هو أباها وغناها وكل شيء بالنسبة لها، صارت مستحقة أن تتمتع بالأجر الكامل. لقد حملت إِيمان إِبراهيم العملي الذي ترك حاران وانطلق تحت قيادة الدعوة الإلهية نحو كنعان ليسمع الصوت الإلهي: “لا تخف يا أبرام، أنا ترس لك؛ أجرك كثير جدًا” (تك 15: 1). ما هو هذا الأجر الكثير جدًا الذي لأبرام أو الأجر الكامل الذي لراعوث إِلاَّ التمتع ببوعز الحقيقي ليكون عريسًا للنفس تتحد به وتلتصق بكنيسته السماوية أبديًا.

أمام هذه العطية العظمى تنسحق راعوث في أعماقها لتقدم لبوعز شكرها في اتضاع، قائلة: “ليتني أجد نعمة في عينيك يا سيدي لأنك قد عزيتني وطيبت قلب جاريتك وأنا لست كواحدة من جواريك” [13].

إِذ كان بوعزنا يضمنا إِليه عروسًا متحدة معه، وأعضاء في جسده المقدس، يليق بنا أن نقدم حياتنا كلها ذبيحة شكر مدركين أنه قد طيب قلبنا ورفعنا نحن غير المستحقين أن نُحسب كأجراء أو كعبيد له.

أما علامة إِتحاده بها فإنه يطلب منها أن تُشاركه طعامه السماوي وشرابه الأبدي، تُجالس ملائكته (الحصادين) وتنعم بالشبع ويُفضل عنها، إِذ يقول لها: “عند وقت الأكل تقدمي إِلي ههنا وكلي من الخبز واغمسي لقمتك في الخل؛ فجلست بجانب الحصادين فناولها فريكًا فأكلت وشبعت وفضل عنها” [14]. ما هو وقت الأكل هذا إِلاَّ يوم خميس العهد إِذ تقدمت الكنيسة لا لتأكل خبزًا من يديه بل جسده المقدس ولا تغمس لقمتها في الخل بل تمتعت بدمه الطاهر، فجلست بهذا لا بجوار حصادين أرضيين بل بجوار الملائكة حصّادي السماء الذين ينتظرونيوم الحصاد ليأتوا مع الديان على السحاب يحصدون النفوس المقدسة لحساب ملكوته ليعيش الكل ككنيسة سماوية واحدة مسبحة الفادي إِلي الأبد!

هذا الخبز السماوي الذي ننعم به إِنما يسندنا للعمل في كرمه حتى لا نخور في الطريق… يهبنا جسده ودمه الأقدسين لننعم بحياته فينا عاملة في حصاده، إِذ يقول بوعز لغلمانه: “دعوها تلتقط بين الحزم أيضًا ولا تؤذوها، وانسلوا أيضًا لها من الشمائل ودعوها تلتقط ولا تنتهروها” [15-16].

في اختصار نقول أن حوار المحبة الذي دار بين بوعز وراعوث كشف عن محبة السيد المسيح الفائقة لعروسه التي دعاها ابنته؛ سألها أن تلازم حقله بكونه حقلها، وفتياته كأخوات لها، تأكل وتشرب جسده ودمه الأقدسين؛ يهبها ذاته أجرًا كاملًا يفرح قلبها، ويسألها أن تشارك ملائكته حياتهم السماوية! أما هي فقابلت الحب الفائق بالاتضاع أمامه والشعور بعدم الاستحقاق لهذه النعم الإلهية.

 4. راعوث في بيت نعمي 17-23 :

 “فالتقطت في الحقل إِلي المساء وخبطت ما التقطته فكان نحو إِيفة شعير، فحملته ودخلت المدينة فرأت حماتها ما التقطته وأخرجت وأعطتها ما فضل عنها بعد شبعها” [17-18].

بعد يوم طويل قامت فيه راعوث بالعمل منذ الصباح حتى المساء دون أن تستريح جسديًا جمعت الكثير من الشمائل الساقطة، خبطتها بعصا لتفرز الحبوب من التبن، فتدخل إِلي المدينة وتقدم لحماتها نحو إِيفة شعير تكفيها حوالي خمسة أيام. لكنه يوم مفرح وبهيج فيه التقت ببوعز وتمتعت بحديثه الطيب وبأعماله الرقيقة.

إِنها صورة حيَّة للنفس المجاهدة كل أيام غربتها فإنها لا تعرف لراحة الجسد طعمًا، لكن ما يفرحها هو لقاؤها وسط العمل بعريسها وتعرفها عليه واستماعها لكلماته وقبولها وعوده الإلهية. هنا ويليق بها في نهاية كل يوم أن تضرب ما قد جمعته خلال جهادها بعصا الصليب فتفرز الحبوب الصالحة من التبن المستحق للنار، وتنطلق بحصادها الروحي إِلي قلبها الداخلي كما إِلي المدينة وتقدمها لنعمى أي للوصية أو الشريعة الإلهية لتختلي بها تراجع حسابات اليوم معها، وتمجد الله العامل فيها.

لعل الذي فرح قلب نعمي ليس “إِيفة الشعير” التي جاءت بها راعوث في نهاية اليوم بعد شبعها، وإِنما بالأكثر رأت على ملامحها علامات فرح وبهجة قلب، فأدركت أنها نالت بركة، لذا قالت لها: “أين التقطتِ اليوم؟ وأين اشتغلتِ؟ ليكن الناظر إِليك مباركًا” [19]. لم تجد نعمي في راعوث علامات إِرهاق شديد أو تذمر وضيق بل وجدت فيها روح الفرح فقالت: “مبارك هو من الرب لأنه لم يترك المعروف مع الأحياء والموتى… الرجل ذو قرابة لنا، هو ثاني ولينا”[20].

من هو بوعز الذي فيه أُعلنت بركة الرب للأحياء والأموات والذي يُحسب ذا قرابة لنا، ثاني ولينا إِلاَّ شخص السيد المسيح، الذي فيه تبارك الجميع فانطلق الأموات من الجحيم إِلي الفردوس وامتلأ الأحياء رجاء فيه، هذا الذي ارتبط بنا وحمل طبيعتنا بكونه الأخ البكر، وقد تقدم كولي ثان لنا بعد أن شاخ الناموس، الولي الأول يعجز عن إشباعنا.

أما وصية نعمي “الناموس” لراعوث فجاءت تؤكد وصية بوعز أن تلازم فتياته… وكأن الناموس وقد قبلناه روحيًا إِنما يؤكد ما يقدمه لنا السيد المسيح: أن نلازم قديسيه ونحيا معهم ككنيسة واحدة مقدسة فيه.

يقول الكتاب: “فلازمت فتيات بوعز في الالتقاط حتى انتهى حصاد الشعير وحصاد الحنطة وسكنت مع حماتها”[23]. هكذا يليق بنا أن نسكن مع الناموس الروحي الذي فيه ننعم بالسيد المسيح لا خلال الحرف القاتل والشكل الجاف وإِنما خلال الروح الحيّ. ولننتظر في جهادنا على الأرض ملازمين فتيات بوعز أي العذارى الحكيمات في وحدةالإيمان العملي، وحدة الروح والعمل حتى ينتهي حصاد الشعير أو حتى ينتهي حصاد العهد القديم (الشعير) وحصاد العهد الجديد (الحنطة) لنلتقي جميعًا مع بوعز الحقيقي على السحاب كعريس الكنيسة الجامعة‍‍!

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى