البابا يؤنس (يوحنا) الخامس عشر

وفاق روحي

 كان يعيش في ملوي إذ ذاك رجل اسمه يؤنس عفیفاً عالماً بالكتب الروحية، لم يلبث أن ترك بلدته واتجه نحو دير الأنبا أنطوني العظيم حيث ترهبن. وقد عاش عيشة نموذجية إذ عرف فيه اخوته نقاوة القلب والمحبة الملتهبة للكنيسة والتقوى والورع . وانتشر عبير فضائله في ربوع مصر. فلا عجب أن اتجهت إليه الأنظار يوم أن شغرت السدة المرقسية ، ولكن العجب في سرعة تنفيذ الرسامة فسلمه الأساقفة زمام الكنيسة بعد سبعة أيام فقط من نياحة سلفه إذ قد تمت شعائر رسامته يوم الأحد الموافق 9/15/ 1621 م باسمه الرهباني فأصبح بذلك الأنبا يؤنس الخامس عشر البابا الإسكندرى التاسع و التسعين .

عطف ونزاهة

 ولقد تميز هذا الأب بعطفه الشديد على الكهنة ، و بنزاهته التامة . فلم يكن يحابي انسانا مهما علت منزلته ولم يكن يظلم انسانا مهما بلغت ضعته . هذا الانصاف الدقيق جعل شعبه يطلق عليه لقب “القاضي العادل” .

رحلتان رعويتان

وبما أن قلب الانبا يؤنس الخامس عشر كان ملتهبًا بحب الكنيسة فقد فاض بحب أولاد الكنيسة وبدافع هذه المحبة الفياضة ، وعلى الرغم من الفتن والقلاقل ، استطاع أن يقوم برحلتين راعويتين خلال بابويته التي قاربت العشر سنوات .

خطية مزدوجة

 و بعد ان اتم رحلته الثانية، وكان في طريق العودة رای آن يبيت ليلة في ابنوب في بيت رجل اسمه ابن حويدة . وكان هذا الرجل من أثرياء القبط في تلك المنطقة ، ممن زاغوا عن الحق إذ كان يمارس التسري. فقصد البابا إلى بيته لينصحة و يردعه . وصحا الأنبا يؤنس من نومه في منتصف تلك الليلة لما احس به من وجع شديد في بطنه . فطلب مرکباً عند مطلع الصبح ركبها قاصداً السفر إلى مصر العتيقة فوراً. ولكن الوجع اشتد عليه في الطريق إلى حد أنه قضى عليه. فذهب به رجاله إلى البياضية حيث صلوا عليه ودفنوه في دير القديس انبا بيشای. ویری المؤرخون أن ابن حويدة أضاف إلى خطيته جريمة القتل إذ دس السم للبابا في شرابه . فبدلا من أن يتوب عن الخطية التي و بخه عليها البابا ، أو حتى بدلاً من التزام الصمت بازاء وقار المُوبخ، اندفع بغريزته الشهوانية إلى قتل خليفة مار مرقس وبهذه الجريمة الشنعاء افقد القبط أباً رحيماً عادلاً محباً. وكانت مدة رياسته تسع سنوات واحد عشر شهراً واثنين وعشرين يوما .

فاصل

البابا مرقس الخامس القرن السابع عشر العصور الوسطى البابا متاؤس الثالث 
تاريخ البطاركة
تاريخ الكنيسة القبطية

 

زر الذهاب إلى الأعلى