غير متكاسلين في الاجتهاد

 

“غير متكاسلين في الاجتهاد” (رو ۱۱:۱۲)

التكاسل في الاجتهاد لا يليق بالمسيحية . فالحياة المسيحية هي جهاد واجتهاد ، سواء على مستوى حياة المؤمن الداخلية أو الخارجية.

وفي الحقيقة إن الاجتهاد الأعظم هو حفظ الإنسان نفسه بلا دنس في العالم. ذلك لأن العالم يُحيط بالإنسان ويُضيق عليه لكي ، إما يبتلعه ؛ أو على الأقل يُحيده ، وذلك لكي لا يقف ضده ، ولكن أن يقف الإنسان ضد العالم فمعناه دفع غرامات كثيرة ، ولكننا نقول إن الغرامات في وزنها النهائي أقل بصورة مطلقة من ربح المسيح والدهر الآتي.

القديس بولس يقول عن خسارات العالم التي غرَّمه بها في سبيل تركه كل شيء واتَّباعه المسيح أنها في نظره نفاية ، والكلمة في أصلها وتعني زبالة.

ثم لو كنَّا نجاهد دون أن يكون لنا منه مؤازرة ؛ لكان التكاسل يمكن أن يكون وارداً؛ ولكن إن كان الله معنا فمن علينا ؟ وإن كان الله قد بذل ابنه الوحيد من أجلنا أجمعين فكيف لا يهبنا معه كل شيء وإن كان لنا شهادة من أرواح قديسين عظماء جاهدوا جهاداً حسناً ودخلوا فرح السيد والآن يطلون علينا من السماء ، فكيف نخور أو نكسل ؟

هذا كله تشجيع جيد ، ولكن هناك تحذير مخيف ، فنحن نجاهد ونجتهد ولنا في النهاية من سيحاسب ويعطي المكافأة . ولكن أقول : ليست – كل المكافآت هي مفاجآت حلوة في المجد ؛ ولكن أيضا يوجد وجه مقطب وعين حزينة وكلام تبكيت مؤلم خطير : “أيها العبد الشرير والكسلان اطرحوه إلى الظلمة الخارجية ، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان”. 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى