الذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله

 

“الذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله” (رو ۸ : ۸)

الذين يعيشون في الجسد أو بالحري الذين جعلوا حياتهم للجسد ويسترضون كل رغباته، كيف يستطيعون أن يُرضوا الله؟ فإن كان مجرد الاهتمام بالجسد يحسب عداوة لله ؛ فالذين جعلوا حياتهم وقفاً على الجسد كيف يترجون وجه الله؟

إما إرضاء الجسد أو إرضاء الله ، ولا خلط بينهما.

إما الجسد والعالم والخطية ؛ وإما الروح والمسيح والقداسة ، اختلاط قط.

والمقصود بقوله : « هم في الجسد » ، أي الذين ليسوا في الروح القدس ولا في المسيح . لأنه يستحيل أن يكون إنسان في المسيح وفي الروح ويعيش حسب الجسد ، أي بحسب أهوائه وشهواته . علماً بأن كل أعمال الجسد غير المعمولة بالروح وغير المقدمة له بالروح لا قيمة لها لدى الله مهما زاد وزنها المادي ، ومهما ظهرت في أعين الناس والعالم أنها خيرة وعظيمة.

لا يستهن أحد بمداعبة الخطية ، فالخطية شرسة ، سلاح مرعب قتَّال ، والجسد قابل للالتهاب ، والخطية كالنار إذا سكنت فيه لا تتركه إلا هشيماً.

ولكن الرُعبة لا ننظرها هنا فقط والإنسان كومة حطام ، فهو مهما ادعى القوة والإرادة إلا أنه مسلوب من كل ما يجعله إنسانا أماما الله ؛ ولكن الرعبة الحقيقية هي في الدهر الآتي حينما يستعلن الإنسان أنه عدو لله ومقره في صفوف الأعداء ! حيث الغضب. 

فاصل

من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى