بالاديوس

 

 يعتبر من أهم مؤرخي الرهبنة القبطية، زار منطقة نيتريا والقلالي، وعاش كصديق للقديس مكاريوس الإسكندري، لكنه كان بفكره أكثر قرباً لمار أوغريس البنطي بل يحسب تلميذاً له، إذ تلاقيا خلال محبتهما لفكر أوريجانوس من جهة الاتجاه العقلي التأملي عوض الحياة الرهبانية البسيطة، فأقاما أشبه بمدرسة رهبانية داخل الحياة الرهبانية المصرية، ضمت أنصار الفكر الأوريجاني، الأمر الذي سبب شرخاً وانقساماً في رهبنة نيتريا على وجه الخصوص .

و كان ينتقل من القلالي إلى شيهيت خلال التسع السنوات التي قضاها في منطقة القلالي، كما ذهب خلال هذه الفترة إلى أسيوط (ليكوبوليس) لیزور القديس يوحنا الحبيس الأسيوطي الذي تنبأ له أنه سيصير أسققا. وقد حضر نياحة معلمه أو غريس سنة ۳۹۹م.

ولد في غلاطية وتلقى تعليماً عالياً في الآداب اليونانية والرومانية.

 لما بلغ ۲۳ عاماً دخل ديراً في جبل الزيتون في أورشليم.

و في ۳۸۸م جاء إلى مصر لكي يتعرف على المتوحدين. وبعد أن قضى عاماً في الإسكندرية حيث التقى بالكاهن إيسيذوروس الذي يدير دار الضيافة بالبطريركية، فبعد ما أعطاه الكاهن إيسيذوروس المقدمة الأولى عن الحياة النسكية سلمه إلى المتوحد الطيبي دوروثيئوس الذي كان يسكن في مغارة تبعد حوالي خمسة أميال عن الإسكندرية.

و كانت معيشة هذا المتوحد تفوق احتمال بالاديوس فلعدم قدرته أن ينهي الثلاثة أعوام بسبب تدهور صحته، ذهب إلى نيتريا عام ۳۹۰م ثم إلى منطقة القلالي حيث قضى هناك تسعة أعوام أولاً مع القديس مكاريوس ، ثم مع مار أو غريس الذي ترك فيه تأثيراً لا يمحى.

 وعندما سقط مريضاً مرة أخرى نصحه الأطباء بالذهاب إلى فلسطين بحثاً عن مناخ أكثر ملائمة له.

و في حوالي عام 400م کرس أسقفاً على هيلينوبوليس في بيثينيا وسرعان ما دخل في الجدالات الأوريجانية، وظهر مع ذهبي الفم في مجمع السنديانة 403م وكان يدافع عنه.

 في 405م سافر إلى روما لكي يتشفع في قضية ذهبي الفم. وفي العام التالي (406م) نفاه الإمبراطور أركاديوس إلى صعيد مصر. وفي 412-413 م عندما سمح له بمغادرة مصر صار أسقفاً على أسبونا Aspuna في غلاطية.

 تنيح قبيل انعقاد المجمع المسكوني الثاني في أفسس ۳۱م.

كتاباته

 التاريخ اللوزياکي:
 هو أعظم أعماله ويسمى “اللوزياكي” نسبة إلى لوزوس رئيس الحجاب في بلاط الإمبراطور ثيئودوسيوس الصغير، والذي أهداه بالاديوس هذا الكتاب.

 كتبه في 420/419م، وفيه يصف الحركة الرهبانية في مصر وفلسطين وسوريا وآسيا الصغرى في القرن الرابع. ولهذا فهو يمثل مصدرا له أهمية قصوى بالنسبة التاريخ الرهبنة المبكرة.

حوار عن حياة القديس يوحنا ذهبي الفم:

حوالي عام 408م، أثناء نفيه في أسوان حيث نفي بسبب دفاعه عن ذهبي الفم. و يعد أهم مصدر عن حياة ذهبي الفم في سنينه الأخيرة. وبالنسبة لبالاديوس كان القديس ثيئوفيلس بابا الإسكندرية هو أسوأ أعدائه، بسبب مقاومته للأوريجانية، ولذلك فقد شوه تاريخ حياته واحتوى الكتاب تحاملاً شديداً عليه بلهجة قاسية. وللأسف نقل عنه جميع المؤرخين اللاحقين. وهو المصدر الوحيد تقريبا لتاريخ البابا ثيئوفیلس مما أعطى صورة مشوهة وترك آثارا سيئة بخصوص سمعة البابا ثيئوفیلس إلى يومنا هذا.

 في شعب الهند والبراهما:

:مقال صغير محفوظ تحت اسم بالاديوس. يتكون من أربعة أجزاء ويبدو أن الجزء الأول فقط هو من إنشائه.

و يقدم فيه وصفاً لاختبارات أحد الباحثين المصريين في رحلته إلى الهند. والأجزاء الثاني والثالث ربما كتبهما المؤرخ أريان Arian. أما الرابع فكتبه كاتب مسيحي مجهول. يحوي الجزء الثاني والرابع خطبة ألقاها داداميس. والثالث يحوي تقريراً عن لقاء بين الإسكندر الأكبر والبراهما.

 قال بالاديوس:

أولئك الذين يتخيلون أنه لا حاجة لهم إلى معلمين، وأولئك الذين لا يقتنعون بالذين يعلمونهم الصلاح، هم مرضي بنقيصة المعرفة التي هي أم ووالدة الكبرياء.

زر الذهاب إلى الأعلى