٢يو١٢ إذ كان لي كثير لأكتب إليكم لو أُرد أن يكون بورق وحبر
12إِذْ كَانَ لِي كَثِيرٌ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ، لَمْ أُرِدْ أَنْ يَكُونَ بِوَرَق وَحِبْرٍ، لأَنِّي أَرْجُو أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ وَأَتَكَلَّمَ فَمًا لِفَمٍ، لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُنَا كَامِلاً.
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“إذ كان لي كثير لأكتب إليكم لو أُرد أن يكون بورق وحبر، لأني أرجو أن آتي إليكم وأتكلم فمًا لفم، لكي يكون فرحنا كامل.
يسلم عليك أولاد أختك المختارة” [12-13].
والورق المنتشر في ذلك الوقت هو البردي.
يلاحظ أن هناك أمورًا لا تكتب على ورق نطق بها الرسل لأولادهم وتسلمتها الأجيال جيلًا بعد جيل. وهذا لم يحدث فقط بالنسبة ليوحنا الرسول، بل ومع بولس الرسول حيث ترك تيطس (تي 1: 5) لكي يرتب الأمور الناقصة (ما هي؟) ويقيم في الكنيسة قسوسًا (كيف يقيمهم؟ وما هي الصلوات التي يقدمونها؟!)… هذا ما تسلمناه بالتقليد السليم.
تفسير القمص أنطونيوس فكري
أية 12:– إِذْ كَانَ لِي كَثِيرٌ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ، لَمْأُرِدْ أَنْ يَكُونَ بِوَرَقٍ وَحِبْرٍ، لأَنِّي أَرْجُو أَنْآتِيَ إِلَيْكُمْ وَأَتَكَلَّمَ فَماً لِفَمٍ، لِكَيْ يَكُونَفَرَحُنَا كَامِلاً.
يلاحظ أن هناك أموراً لا تكتب على ورق، نطقبها الرسل لأولادهم، وتسلمتها الأجيال جيلاً بعدجيل، وهكذا فعل بولس مع تيطس كما فعليوحنا هنا، إذ تركه فى كريت لكى يرتب الأمورالناقصة، ولكى يقيم قسوساً هناك (تى5:1). فماهى الأمور الناقصة وكيف يقيم قسوساً، وما هىالصلوات التى يقدمونها،
هنا نرى أهمية التقليد الشفاهى، فالمسيح لقن تلاميذه الكثير عن ملكوت الله فى خلال الأربعين يوماً المقدسة، ما بين القيامة والصعود، وهذه لمتدون فى الأناجيل. والكتاب المقدس نفسه جزءمن التقليد الكنسى فالتقليد يشهد للكتاب المقدس، فالعهد الجديد تم تجميعه فى القرنا لثانى والثالث وإعتمدته المجامع بعد أن كان أسفاراً منتشرة فى صورة متفرقة، وكانت جميعها يحتاج إلى فحص. وإعتمدت الكنيسة الأسفار القانونية ورفضت ما سواها. فالكنيسة هى التى سلمتنا الكتاب المقدس التى إستلمته هى نفسها.
وهكذا إستلمت الكنيسة طقوس الأسراروالقداس الإلهى عبر الأجيال عن الرسل، والرسلإستلموها من المسيح. هذا هو التقليد.
والكتاب المقدس يحوى إعترافاً بالتقليد:
- قصة ينيس ويمبريس ومقاومتهمالموسى (2تى8:3). هذه ولم تأتى فى العهدالقديم بل إحتفظ بها التقليد.
- نبوة أخنوخ (يه14) لم تأتى فى العهدالقديم، وكذلك قصة إخفاء جسد موسى.
- ما قيل عن سفر ياشر (يش13:10 + 2صم1 :18، 17) فأين هو سفر ياشر.
- يؤكد صحة التقليد ما ورد فى(2تس15:2 + 2تس6:3) على لسان بولسالرسول. ونلاحظ فى الآيتين أنه قد وردتكلمة تعليم وصحتها تقليد، فهى نفسالكلمة فى (مت6:15) “قد أبطلتم وصيةالله بسبب تقليدكم“.
- وكلمة تقليد PARODICIS أى أشياءتسلم من يد إلى يد