إش54: 17 كل آلة صورت ضدك لا تنجح…
“«كُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّكِ لاَ تَنْجَحُ، وَكُلُّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَيْكِ فِي الْقَضَاءِ تَحْكُمِينَ عَلَيْهِ. هذَا هُوَ مِيرَاثُ عَبِيدِ الرَّبِّ وَبِرُّهُمْ مِنْ عِنْدِي، يَقُولُ الرَّبُّ.”(إش54: 17)
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
ما يفرح قلب الكنيسة التي بناها الرب بنفسه واختارها عروسًا له وملكة سماوية، متلمذًا أولادها على يديه، واهبًا إياهم سلامه الفائق، مقدمًا لهم برّه عاملاً فيهم ليعيشوا بالبر ويرفضوا كل شر وظلم، إنها في ذات الوقت تُقاوم من قوات الظلمة مجتمعة فيهبها الرب نصرة عليهم وغلبة حتى على الموت.
أ. اتحاد قوات الظلمة ضدها: “ها انهم يجتمعون اجتماعًا ليس من عندي” [15]… يتشاورون ويعملون معًا ضد كنيسة المسيح كما اجتمعت قوى الشر قبلاً تطلب صلب عريسها فتحول ظلمهم إلى خلاص للعالم، وأخرج الله من الآكل أكلاً ومن الجافي حلاوة.
ب. اتحادهم معا يسقطهم تحت قدمي الكنيسة: “من اجتمع عليكِ فإليكِ يسقط” [15].
ج. اجتماعهم هو بسماح إلهي: “وأنا خلقت المهلك ليخرب” [16]؛ لهذا لا نخشاه ولا نضطرب من شدة عنفه، فإنه في يد الخالق ممسوك به.
د. تنتهي حتمًا كل مقاومة وتكلل الكنيسة لتنال ميراثًا برًا أبديًا: “كل آلة صورت ضدك لا تنجح وكل لسان يقوم عليكِ في القضاء تحكمين عليه. هذا هو ميراث عبيد الرب وبرهم من عندي يقول الرب” [17].
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آيات (15 – 17) ها أنهم يجتمعون اجتماعا ليس من عندي من اجتمع عليك فإليك يسقط. هاأنذا قد خلقت الحداد الذي ينفخ الفحم في النار و يخرج آلة لعمله و أنا خلقت المهلك ليخرب. كل آلة صورت ضدك لا تنجح و كل لسان يقوم عليك في القضاء تحكمين عليه هذا هو ميراث عبيد الرب و برهم من عندي يقول الرب
هناك مؤامرات كثيرة ضد الكنيسة وهى قطعاً ليست من عند الله ولذلك فهي محكوم عليها بالفشل. ولكن ما يسمح به الله أن يتم من ضيقات على الكنيسة هو لصالحها للتأديب. فالله وحده قادر أن يخرج من الآكل أُكل الأكل هنا هو مؤامراتهم. والأكل هو التأديب. بل إن أعظممثال لهذا هو الصليب نفسه. وفى النهآية ستنتهي كل مقاومة ضد الكنيسة وتتكلل الكنيسة عروس المسيح.
اجتماعاً ليس من عندي = فأشور وبابل خربوا أورشليم بعلم وأوامر الرب، أما الآن فلن يخرب أحد كنيسة الله. ومن يفعل إليك يسقط = أعداء الكنيسة سوف ينضمون إليها وأشهر مثال على هذا الإمبراطورية الرومانية أشهر من أضطهد المسيحية تحولت أخيراً للمسيحية. أنا خلقت الحداد = كل من يقوم ضد الكنيسة كأنه حداد ينفخ فى النار ليشكل الحديد، والله يستعمل الضيقات لتشكيل كل مؤمن ليخلص، الله يستعمل أعداء الكنيسة لخلاصها. هذا هو ميراث = كل ما ذكر من بركات كالسلام والبر والأمان والابتعاد عن الظلم هو ميراث الكنيسة. عبيد الرب = جسد المسيح عبد الرب. برهم من عندي= عبيد الرب تبرروا حينما آمنوا واعتمدوا وصار المسيح حياً ثابتاً فيهم يعطيهم حياته وبره فيسلكون بالبر وجعل روحه فيهم يبكتهم إذا أخطئوا، وإن تابوا يغفر لهم والروح يبكتهم إن لم يسلكوا في البر وتكون لهم أعمال بر وإن جاهدوا وسلكوا في النور وسلكوا في أعمال صالحة يعطيهم من بر المسيح.