إش54: 4 لا تخافي لأنك لا تخزين، ولا تخجلي لأنكِ لا تستحين…

 

“لاَ تَخَافِي لأَنَّكِ لاَ تَخْزَيْنَ، وَلاَ تَخْجَلِي لأَنَّكِ لاَ تَسْتَحِينَ. فَإِنَّكِ تَنْسَيْنَ خِزْيَ صَبَاكِ، وَعَارُ تَرَمُّلِكِ لاَ تَذْكُرِينَهُ بَعْدُ. “(إش54: 4)

فاصل

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

إن كان الصليب عارًا، يتعثر فيه اليهود ويحسبه الأمم جهالة (1 كو 1: 23)، لكننا نحمل ثمره فندركه “قوة الله وحكمته” ولا نستحي منه (غل 6: 14). لهذا يقول النبي: “لا تخافي لأنك لا تخزين، ولا تخجلي لأنكِ لا تستحين، فانك تنسين خزى صباكِ وعار ترملك لا تذكرينه بعد” [4]. عند الصليب تلتقي النفس بعريسها واهب الحياة غالب الموت فتنسى ترملها القديم وخزى صباها إذ عاشت زمانًا طويلاً كوحيدة متروكة ليس من يملأ فراغ قلبها. تطلعها للعريس المصلوب يشبع كل أعماقها الداخلية فلا تبالي بسخرية بنات أورشليم الرافضات الخلاص، بل في قوة الحب تقول: “أحلفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحق ألاَّ تُيقظن ولا تُنّبِهن الحبيب حتى يشاء” (نش 3: 5).

يقول لنا القديس يوحنا الذهبي الفم حوارًا بين العريس السماوي والنفس البشرية، جاء فيه:

[عظيم هو مهري!… جاء وأخذني، وعّين لي مهر، قائلاً: اعطيكِ غناي!

هل فقدتِ الفردوس؟ أرده لك…

ومع ذلك لم يعطني المهر كله هنا؛ لماذا؟

لكي اهبه لكِ عندما تدخلين الموضع الملوكي.

هل أنتِ جئتِ إليّ؟ لا، بل أنا الذي جئت إليكِ… لا لكي تمكثي في موضعك، وإنما لكي آخذك معي وارجع بكِ. فلا تطلبي مني المهر وأنتِ هنا في هذه الحياة، بل كوني مملوءة رجاءً وإيمانًا[585]].

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية (4) لا تخافي لأنك لا تخزين و لا تخجلي لأنك لا تستحين فانك تنسي خزي صباك و عار ترملك لا تذكرينه بعد.

لا تخافي = من أن لا ينجز الوعد. خزي صباك = عبودية مصر. فإن حررنا المسيح نكون بالحقيقة أحراراً. وعار ترملك = في سبى بابل صارت إسرائيل كامرأة مهجورة بسبب خطيتها. والمعنى أن الفرح الذي يعطيه المسيح سينسيها أيام العار والخزي. وهذا الكلام لكل نفس عاشت بعيداً عن المسيح لفترة طويلة متروكة كما في السبي ليس من يملأ فراغ قلبها. لكن إن عادت يفرحها المسيح وينسيها خزيها.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى