1كو8:13 المحبة لا تسقط أبداً
اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ، وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي، وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ. (1كو8:13 )
+++
تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم
«المحبة لا تسقط أبداً وأما النبوات فستبطل والألسنة فستنتهي والعلم فسيبطل» (ع8).
المقصود من قول بولس الرسول «وأما النبوات فستبطل والألسنة فستنتهي» لأن هاتين القضيتين دخلتا لأجل الإيمان ، فإذ قد أنبت الإيمان في كل مكان فلا حاجة إليهما بعد ذلك ، وأما محبة الواحد للآخر فتنمو نمواً عظيماً في هذا العمر الحاضر وفي المستقبل.
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“المحبة لا تسقط أبدًا،
وأما النبوات فستبطل،
والألسنة فستنتهي،
والعلم فسيبطل” [8].
v الحب هو الأول بين كل الأنشطة التي ترتبط بالفضيلة وكل وصايا الناموس. لذلك إذا ما اقتنت النفس هذا الحب لا تحتاج بعد إلى الأمور الأخرى, إذ تبلغ كمال وجودها. يبدو أن الحب وحده يرى البعض يحتفظ في ذاته بسمة التطويب الإلهي؛ وتصير المعرفة حُبًا لأن ما يُعرف بالطبيعة هو جميل.
القديس ماكرينا
v المحبة لن تسقط, وتعنى أنها لن تسقط في خطية.
سفيريان أسقف جبالة
v ماذا بخصوص أعدائنا الوثنيين؟ أما يجوز لنا أن نبغضهم؟
لا! نحن لا نبغضهم, بل نبغض تعليمهم. لا الشخص بل سلوكه الشرير وفكره الفاسد.
لا تعجب أن النبوات والألسنة ستنتهي, ولكن ماذا بخصوص المعرفة؟ واضح أن بولس يُضم المعرفة أيضًا.
v ماذا يعني “لا تسقط“؟ إنها لا تتحطم ولا تنحل بسبب الاحتمال.
v استخدم معرفتك كأداة لبناء المحبة الشامخة الباقية إلى الأبد حتى بعدما تعبر المعرفة. فإن المعرفة التي تسُتخدم لنمو الحب نافعة, لكنها في ذاتها وبانفصالها عن الحب تصير ليس فقط غير نافعة بل ومضرة.
v [الزيت في مصابيح العذارى الحكيمات]
سأخبركم لماذا يعني بالزيت المحبة؟ يقول الرسول: “أريكم طريقًا أفضل” (1كو 31:12). “إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليست لي محبة فقد صرت نحاسًا يطن أو صنجًا يرن“ [1]. هذه هي المحبة الطريق الأفضل من الكل، والتي لسبب حسن يشار إليها بالزيت. فإن الزيت يقوم فوق كل السوائل. اسكب ماء ثم اسكب عليه زيتًا فسيعوم الزيت فوق الماء. اسكب زيتًا ثم اسكب ماءً عليه، سيعوم الزيت فوقه. إن حفظت التدبير العادي فإنه سيكون فوق الكل. إن غيّرت النظام يبقى فوق الكل. “هكذا المحبة لا تسقط أبدًا” [8] .
v خلود المحبة أو نقاوة القلب
لماذا نندهش من أن هذه الأعمال السابق ذكرها ستبطل بينما يخبرنا الرسول الطوباوي أنه حتى عطايا الروح القدس العظمى ستنتهي، مشيرًا إلى أن المحبة وحدها هي التي تبقى إلى الأبد، إذ يقول “وأمَّا النبوَّات فستبطل والأَلسِنَة فستنتهي والعلم فسيُبطَل” (1 كو 8:13). أما عن المحبة فيقول “المحبَّة لا تسقط أبدًا..” فالعطايا توهَب إلى حين من أجل الحاجة إليها لاستخدامها، فإذا ما انتهى عملها زالت، أما المحبة فلا تسقط أبدًا، لأن المحبة لا يتوقف نفعها عند هذه الحياة بل يتعداها إلى الحياة العتيدة. فإذ تزول أثقال احتياجات الجسد تستمر المحبة في نشاط أعظم وسعادة أوفر، فلا تعود بعد تضعف بتأثيرٍ ما، بل بعدم فسادها الدائم تلتصق باللَّه بأكثر نشاط وغيرة.
الأب موسى
تفسير القمص أنطونيوس فكري
أية 8:- المحبة لا تسقط ابدا واما النبوات فستبطل والالسنة فستنتهي والعلم فسيبطل..
المحبة لا تسقط أبداً = ختام رائع للسيمفونية السابقة. وثبات المحبة يأتى من ثبات الله نفسه، فالله محبة، والله لا يفشل. والمحبة تبقى هنا مع الإنسان في الحياة الحاضرة وفى الحياة الأبدية ولن يأتي وقت يكون فيه ما هو أعظم من المحبة، فتخلى النفس من المحبة ليحل ما هو أعظم و أسمى. الحكمة البشرية قد تقول فلان يحتاج لمعاملته بالتواء فهو ملتوٍ، أو فلان يحتاج لمعاملته بشدة فلنطلب من أحد أن يؤذيه. وكل هذا خطأ. بل علينا أن نتعامل بمحبة فهي لن تسقط أبداً. أما النبوات والألسنة والعلم = فهي مشاعل تنير ظلام الليل الآن ولكن حين يظهر نور الشمس في الأبدية (أي حين نرى المسيح شمس البر) فلا لزوم للمشاعل. أما المحبة فتظل ثابتة مؤكدة، صامدة، محتفظة بوضعها. تعامل مع الناس بمحبة وأنت لن تخسر أبداً. النبوات لها عمل الآن وهى من الروح القدس، أما في السماء فلا داع للنبوات. والعلم الآن هو علم ناقص مهما كان غزيراً، أمّا في السماء فسيكون لنا علم حقيقي. فلأن الموضوع خاص بالألسنة فالرسول يريد أن يقول أن كل المواهب ستبطل فى السماء إلاّ المحبة فلن تسقط أبداً حتى في السماء. فالمحبة هي لغة السماء لأن الله محبة. والإنسان الخالي من المحبة لا مكان له في السماء. فنحن مخلوقين على صورة الله، فإذا إنطبعت فينا صورته أي المحبة يكون لنا نصيب في السماء أما المطبوع فيه صورة الحقد والحسد والكراهية فمثل هذا مطبوع فيه صورة إبليس. لذلك علينا أن نجاهد من الآن أن نتعلم لغة السماء.