1كو13:13  اما الان فيثبت الايمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن اعظمهن المحبة

 

أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ. (1كو13:13 )

+++

تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم

« أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة » (ع۱۳).

المحبة موهبة وطريق بليغ للمواهب والمواهب بدونها لا تفيد فائدة عظيمة.

أراد بولس الرسول هنا أن يرفع من شأن المحبة على وجه آخر فقال « أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة » وذلك لكونها تعلوهما.

فاصل

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة،

هذه الثلاثة،

ولكن أعظمهن المحبة” [13].

v سيكون الحب دائمًا في الملكوت, فسيسكن أبديًا في اتحاد الاخوة المنسجمين معًا. لا يمكن للخلاف أن يدخل إلى ملكوت السموات. من يتعدى على حب المسيح بعدم أمانة لا يمكن أن ينال مكافأة المسيح.

القديس كبريانوس

v الحب هو الأعظم، فإنه بينما يُكرز بالإيمان, وينسب الرجاء للحياة المقبلة إذا بالحب يملك.

أمبروسياستر

v الحب هو رباط الاخوة, أساس السلام, ثبات الوحدة وصرامتها. الحب أعظم من كل من الرجاء والإيمان. إنها تسمو على الأعمال الصالحة وآلام الإيمان. كفضيلة أبدية تقطن معنا إلى الأبد في ملكوت السموات.

الشهيد كبريانوس

v يخبر بولس الكورنثوسيين أن الحب هو أعظم من الكل إذ وُجد بينهم حسد وصراع, وكانت الكنيسة في خطر من الانشقاق.

ثيؤدور أسقف المصيصة

v إن كان الإيمان هو مادة كل الأمور التي نترجاها , كما جاء في العبرانيين (11: 1) , فإنه إذ نبلغ هذه الأمور يصير الإيمان أمرًا ثانويًا. هكذا بالنسبة للرجاء. أما بالنسبة للحب فهو أعظم عن هذه كلها, لأنه حين تنتهي الأتعاب تتحول أجسادنا في القيامة , فإن أذهاننا ستثبت بالحب , فلا نعود نطلب شيئا واحدًا أو آخر.

ثيؤدورت أسقف قورش

v من الضروري أن تكون لك المحبة ويكون لك الإيمان والرجاء، فتكون هذه الأمور الموهوبة عذبة لك. هذه الأمور المتشابهة: الإيمان والرجاء والمحبة هي ثلاثة؛ إنها أيضًا عطايا اللَّه. فإننا ننال الإيمان من عنده إذ يقول: “كما قسم اللَّه لكل واحدٍ مقياس الإيمان” (رو 3:12). والرجاء نتقبله من اللَّه الذي يُقال له: “لأنك أعطيتني الرجاء” (مز 49:119). وتقبلنا المحبة منه، الذي يقال عنه: “انسكبت محبة اللَّه في قلوبنا بالروح القدس الذي أُعطي لنا” (رو 5:5). الآن هذه الأشياء الثلاثة متشابهة، وإلى حد ما مختلفة، ولكن جميعها هي عطايا اللَّه، “يثـبت الإيمان والرجاء والمحبة، هـذه الثلاثة ولكن أعظـمهن المحـبة” [13] .

القديس أغسطينوس 

يعالج القديس أغسطينوس موضوع الإيمان والرجاء والمحبة في حياة بعض الكاملين نسبيًا، خاصة المتوحدين والنسّاك، حيث لا يعودوا في حاجة إلى قراءة الكتاب المقدس الذي يدخلون إلى غايته بهذه العطايا الإلهية الثلاثة، والمثل الواضح في ذلك القديس مريم المصرية التي عاشت في البرية بدون الكتاب المقدس، وقد عرفت الكثير منه دون قراءته.

v الذي يتكئ على الإيمان والرجاء والمحبة ويثبت فيها لا يحتاج إلى الأسفار المقدسة إلا بغرض تعليم الآخرين. لهذا كثيرون يعيشون بدون الاحتفاظ بنسخ من الأسفار المقدسة حتى في وحدتهم معتمدين على هذه النعم الثلاثة. ففي الحالة الأخرى أظن أنه يتحقق القول: “أما النبوات فستبطل والألسنة فستنتهي، والعلم فسيبطل” [18]. ولكن بهذه الوسائل (كما يمكن أن تُدعى) سيكون بنيان الإيمان والحب عظيمًا فيهم، فيمسكون بما هو كامل ولا يطلبون ما هو كامل جزئيًا – أقصد حتمًا قدر المستطاع – في هذه الحياة بمقارنته بما في الحياة العتيدة، فإن الحياة هنا لا يكون فيها الإنسان البار والقديس كاملاً. لهذا يقول الرسول: “أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن أعظمهن المحبة [13]. فإنه إذ يبلغ الإنسان إلى العالم الأبدي تبقى العطية العظيمة وتنتهي العطيتان الأخريتان.

القديس أغسطينوس 

v تبطل هذه (الأمور) عندما تظهر تلك، أما المحبة فتبقى سامية وتزداد قوة وحيوية.

v إن كانت فضيلة الحب عظيمة هكذا، أليس حسنًا يضيف قائلاً: “اتبعوا المحبة“؟ فإنه بالحقيقة توجد حاجة إلى اتباعها، وإن نجري وراءها بمشاعر ملتهبة، إذ هي تهرب بنوع ما منّا وكثير من الأشياء ترتفع عنّا في ذات الاتجاه. لذلك فإننا في حاجة إلى غيرة عظيمة لكي نمسك بها.

القديس يوحنا ذهبي الفم 

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية 13 : – اما الان فيثبت الايمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن اعظمهن المحبة

كل هذا التغيير سيحدث في الحياة الأخرى. ولكن الآن يوصى الرسول بالثبات في الإيمان والرجاء والمحبةوأعظمهن المحبة = لأن المحبة هي لغة السماء، نتعلمها على الأرض ونمارسها في السماء. لكن إلى حدٍ ما فالإيمان ينتهي دوره بعد أن نرى الله ونرى ما أعده لنا، سيكون مفهوم الإيمان في السماء هو الثقة في الله. والرجاء سينتهي دوره بعد أن ندخل فعلاًً إلى السماء، وسيكون مفهومه الجديد هو التطلع نحو أمجاد وخيرات جديدة كل يوم. فأمجاد وأفراح السماء هي بلا نهاية ولا نأخذها كلها مرة واحدة. أمّا المحبة فهي الأعظم، فمن قلبه مملوء محبة يقترب إلى الله ويقترب للكمال السماوى.

غير الناضج روحيا تكون مقاييسه مادية، فهو يتصور أن الله يحبه لو أعطاه نجاحاً مادياً وصحة وأموال، أمّا لو سمح الله له بتجربة ” يتساءل ليه يارب ما أنا ماشى معاك “. أمّا الناضج روحيا فهو يفهم أن الله يحبه مهما كانت الظروف الخارجية، وأن الله صانع خيرات. إذاً هذه التجربة للخير، فيشكر الله عليها. الناضج يدخل لعمق فكر الله، ويكتشف محبته فيحبه، وبهذا يدخل للعمق أكثر وأكثر. وكلما دخل للعمق تزداد التعزيات الإلهية. فكم وكم سيكون في السماء حيث لا ألم، بل إكتشاف محبة الله اللانهائية وتذوق الأفراح والأمجاد الأبدية، فيكون التسبيح الدائم لله. فما نأخذه الآن من أفراح ما هو إلاّ عربون ما سنأخذه هناك. فلنطلب أن نمتلئ من الروح القدس الذي يهبنا الأفراح والتعزيات الآن كعربون ولنغصب أنفسنا على التسبيح، وربما يبدأ هذا أولاً بالتغصب، لكنه مع الوقت سيتحول لمصدر فرح، وأيضا كعربون لما نأخذه في السماء

ثلاثية بولس الرسول، الأيمان الرجاء المحبة 

هذه الثلاثية وردت أيضا في (اتس 3:1 + ا تس 8:5 + عب 10:6 –12 + عب 22:10 –24). ونجد أن الرسول قد عَرَّفَ الإيمان في ” (عب 1:11) هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى“. وعَرَّفَ الرجاء في ” (عب 18:6 –20) لنمسك بالرجاء الموضوع أمامنا. الذي هو كمرساةٍ للنفس مؤتمنة وثابتة تدخل إلى ما داخل الحجاب. حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا” ومن هذا التعريف للرجاء الذي يُصَور فيه الرسول المؤمن في هذا العالم المضطرب، كمن في بحر مظلم، ولكن وجد نفسه ممسكاً بحبل مربوط في مرساة على الشاطئ، والذي ثبت المرساة وألقى الحبل هو يسوع الذي دخل إلى السماء لأجل أن يعد لنا مكانا. وما علىَّ الآن سوى أن أستمر في جذب الحبل (الجهاد السلبي أي الإمتناع عن الخطية والجهاد الإيجابي من صلاة وصوم وخدمة ….) ولكن يكون هذا بإطمئنان ففي يدي حبل مربوط في الشاطئ الذي هو السماء. أما المحبة فتعريفها في هذا الإصحاح. 

والإيمان هو الثقة بما يرجى. فنحن نرجو أن يكون نصيبنا هو المجد السمائى والإيمان هو الثقة بأن هناك قيامة للأموات، وحياة في الدهر الآتي. نحن نرجو أن يسندنا الله في موضوعٍ ما، فلماذا التردد في إتخاذ القرار. فالإيمان هو الثقة في أن الله لابد وسيبارك.

و في (اتس 3:1) نرى بولس الرسول يضع علامات تظهر هل نملك هذه الفضائل أم لا، فنجده يقول ” متذكرين بلا إنقطاع عمل إيمانكم وتعب محبتكم وصبر رجائكم ” فماذا يُظْهِرْ أن لك إيمان ؟ هذا إن كان لك أعمال صالحة. فمن يؤمن بالأمجاد المعدة في السماء، وبالميراث السماوى لن يتصارع على ميراث أرضى. ومن يؤمن بأن هناك دينونة لن يجرؤ على الإستمرار في خطية حتى لو أخطأ، بل يسرع مقدماً توبة.

بل هو لن يجرؤ أصلاً على فعل خطية. فالإيمان الحي يظهر في الأعمال. والمحبة الحقيقية تظهر في التعب من أجل الآخرين، هكذا ظهرت محبة المسيح في تجسده وصليبه. وظهرت محبة بولس للمسيح في أتعابه التي تحملها في كرازته وخدمته. والرجاء يظهر في الصبر على إحتمال الشدائد، فمن عينه على أمجاد السماء سيصبر على الضيقة الحالية. والصبر ليس هو البلادة الحسية ولا الشجاعة والإحتمال والبطولة، بل هو ناتج عن وجود رجاء. ومن (اتس 8:5) نرى فوائد الإيمان والمحبة فهما كدرع يحميان المؤمن من محاولات إبليس التشكيك في محبة الله إذا أصاب المؤمن ضيقة. والرجاء هو خوذة تحميني من خبطات الرأس أي اليأس والهم مهما إشتد الألم. فهذه هي طريقة إبليس أن يأتى وقت الشدة أي التجربة ويهمس في أذن الإنسان بأن الله قاسى ولقد تخلى عنه، وإلاّ فلماذا سمح بهذه التجربة المؤلمة. والمؤمن الواثق في أن الله صانع خيرات، والواثق في محبة الله له يرد قائلاًً …. الله لا يصنع سوى الخير. لذلك نسمع قول الرسول ” فلنصحُ لابسين درع الإيمان والمحبة “. وهما درع لأنهما يحميان صاحبهما من الشك في محبة الله وبالتالي في الإعتراض على أحكامه والتصادم معهُ. وهنا يخسر المؤمن 

1) سلامه وفرحه 

2) لن يستفيد من التجربة التي سمح بها الله، فكل تجربة لها هدف وهو كمال الإنسان

3) ربما يخسر أبديته …… وهذه هي أهداف إبليس. أمّا الرجاء فقال عنه الرسول … وخوذة هي رجاء الخلاص (1 تس 8:5). فالمؤمن بدون رجاء معرض لفقدان سلامه ومعرض لليأس، ولأن يحيا في هم فاقداً فرحه، ولكن من لهُ رجاء في مجد وأفراح السماء فستكون عينه على السماء، ولن يخسر فرحه وسلامه أبداً.

فاصل

زر الذهاب إلى الأعلى