رؤ20: 11 ثم رايت عرشا عظيما ابيض و الجالس عليه الذي…
“ثُمَّ رَأَيْتُ عَرْشًا عَظِيمًا أَبْيَضَ، وَالْجَالِسَ عَلَيْهِ، الَّذِي مِنْ وَجْهِهِ هَرَبَتِ الأَرْضُ وَالسَّمَاءُ، وَلَمْ يُوجَدْ لَهُمَا مَوْضِعٌ!” (رؤ20: 11)
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“ثم رأيت عرشًا عظيمًا أبيض،
والجالس عليه والذي من وجهه هربت الأرض والسماء،
ولم يوجد لهما موضع” [11].
بعدما حدثنا عن ملكوت الله الذي في داخلنا ونتمتع به، والسلطان الذي لنا، وما سيحل بالكنيسة من ضيق من جراء حلّ الشيطان في آخر الأزمنة دون أن يتركنا الرب بل يعمل بروحه في الكنيسة، عاد ليطمئن أولاده أنه يعقب هذا بقليل مجيء الرب للدينونة.
وهنا يظهر الرب جالسًا على عرش أبيض إشارة إلى السلام، أو لا يعود يحارب ولا يدافع، لأن الكنيسة كلها صارت في أمان، ويأتي عدوها “إبليس” مقيدًا ليُطرح في النار، وقد هربت من أمامه الأرض والسماء الماديتان! لا يأتي في فمه سيف، لا يظهر هنا كفارس ليحارب، ولا كأسد ليطمئن نفوسًا خائرة، بل جالسًا على العرش لكي يهب للغالبين شركة الأمجاد السماوية.
أما وصفه بأنه “الذي من وجهه هربت الأرض والسماء، ولم يوجد لهما موضع“، فذلك لكي يطمئننا أننا لا نعود بعد إلى الحياة المادية القديمة، فلا نكون في حاجة إلى أرض بما عليها من بحار ومواد طبيعية وغير طبيعية، ولا نحتاج إلى كواكب وأفلاك.
إنه بهذا ينزع من أمامنا كل ذكريات قديمة لحياة امتلأت بالتجارب والأتعاب. معارك كانت بيننا وبين إبليس، بل هي بين الله وإبليس. فأمجاد الأبدية تبتلع الصور القديمة وتنزعها من ذاكرتنا!
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية 11 “ثم رايت عرشا عظيما ابيض و الجالس عليه الذي من وجهه هربت الارض و السماء و لم يوجد لهما موضع”.
هنا نرى صورة للمسيح الآتى للدينونة عرشا عظيما = إشارة لعظمته وجلاله وملكه على الكل إما برغبتهم عن حب أو بخضوعهم رغما عن إرادتهم أبيض = إشارة لعدالة حكمة وبره وقداسته.
الذى من وجهه هربت الأرض والسماء = ربما المقصود الإشارة لتهيب المثول قدام الديان. والأرض تشير للمخلوقات الأرضية، والسماء تشير للمخلوقات السمائية. الكل فى حالة تهيب من يوم الدينونة. وربما تشير الآية لزوال السماء والأرض بشكلهما الحالى كما ورد فى (رؤ1:21) + (أش17:65) فلن نحتاج للأرض ولا للسماء بشكلهما الحالى، ولن نعود لحياتنا المادية ثانية.
تفسير كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة
ع11: ثم رأيت: ينقلنا القديس يوحنا بهذا التعبير إلى مشهد الدينونة العامة والأخيرة..
عرشًا عظيمًا أبيض: أي عرش المسيح ذاته وقال عنه عظيمًا ليميزه عن أي عرش آخر كعروش التلاميذ أو القديسين (ع4). والبياض يرمز للطهارة والنقاء المطلق الذي يتميز به الله وحده.
هربت الأرض والسماء: زالتا ولم يكن لهما موضع أو حياة، والسماء هنا مقصود بها سماء النجوم والكواكب.
المشهد هنا مخيف ومهيب إذ جلس المسيح نفسه على عرش دينونته النقى والطاهر والعادل بعد أن زالت كل علامات العالم المادي المعروف لدينا، وصرنا في زمن الأبدية اللانهائية.
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 20 للأنبا بولس البوشي
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 20 لابن كاتب قيصر
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 20 للقمص تادرس يعقوب ملطي
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 20 للقمص أنطونيوس فكري
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 20 كنيسة مار مرقس بمصر الجديدة
رؤ20: 10 | سفر الرؤيا | رؤ20: 12 | |
الرؤيا – أصحاح 20 | |||
تفسير رؤيا 20 | تفاسير سفر الرؤيا |