رؤ21: 10 و ذهب بي بالروح الى جبل عظيم عال…
“وَذَهَبَ بِي بِالرُّوحِ إِلَى جَبَل عَظِيمٍ عَال، وَأَرَانِي الْمَدِينَةَ الْعَظِيمَةَ أُورُشَلِيمَ الْمُقَدَّسَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، ” (رؤ21: 10)
+++
تفسير أنبا بولس البوشي
121- (9) وجاءني واحد من الملائكة السبعة الذين معهم الجامات السبعة المملوءة من الضربات السبع الأخيرة وكلمني قائلا هلم فأريك العروس امرأة الحمل (10) وذهب بي بالروح إلى جبل عال وأراني المدينة المقدسة أورشليم نازلة من السماء من عند الله (11) لها مجد الله وضوءها يشبه نور حجر الجوهر الكريم كحجر الزبرجد البلوري .
هنا وصف لمجد مدينة الله ، وأن ضوءها كنور حجر الجوهر وكالذهب المصفى اللامع . وبحق أن مجد الملكوت أعظم من ذلك ، لأن الرائي لم يجد شيئا على الأرض أعلا الجوهر والذهب ، فماثله بها كما مثل متى الإنجيلي ضوء لباس الرب في التجلي كمثل الشمس، لأنه لم يوجد شيء في الطبيعة أفضل من الشمس حتى يماثله به.
بل هو أفضل من ذلك أضعافا ، حتى أن مرقس الإنجيلي بين ذلك قائلا : «إنه لا يقدر شيء على الأرض أن يكون كبياض ذلك البهاء»
وقد قال بولس الرسول يصف مجد الملكوت : «ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر ما أعده الله لقديسيه ومحبيه »
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“ثم جاء إلى واحد من السبعة الملائكة
الذين معهم السبعة الجامات المملوءة من السبع الضربات الأخيرة،
وتكلم معي قائلاً: هلم فأريك العروس امرأة الخروف” [9].
اختار الرب أن يرسل ملاكًا من الذين معهم السبعة الجامات ليرى الرسول “العروس امرأة الخروف“، وذلك ليظهر لنا حب هؤلاء الملائكة لنا وحنانهم تجاه البشر، فمع كونهم يسكبون الجامات لكنهم يتوقون إلى رؤية البشر في حالة تقديس كامل، ليس فقط هكذا بل ويريدون أن يعلنوا ذلك لكل أحد.
ستكون الكنيسة في قداستها موضوع إعجاب الملائكة، فيترنمون مع المرتل قائلين: “جعلت الملكة عن يمينك بذهب أوفير…” ويناجيها العريس نفسه إذ يرى فيها جمالاً، فيقول “ها أنت جميلة يا حبيبتي…“ (نش 1: 15). هذا الجمال السماوي الذي هو القداسة المشعة من الله تجاه أولاده.
أما سر قداستها فهو:
- “علوّها وسموّها”: “وذهب بي الروح إلى جبلٍ عظيمٍ عالٍ، وأراني المدينة العظيمة أورشليم المقدسة” [10]. إنها مرتفعة جدًا، سماوية، لا يقدر أن يقترب إليها إبليس أو جنوده، لأنهم ملقون في البحيرة المتقدة.
- “نازلة من عند الله” [10]. سرّ قداستها إنها مرتفعة كما رأينا، وإنها “نازلة من السماء من عند الله”. ففي علوِّها لا يقدر أحد أن يصعد إليها، وبنزولها من السماء يعلن أن الله يُصعدنا إليه. يقول القديس أغسطينوس إنه لا يستطيع أحد أن يصعد إلى شركة أورشليم السمائية ما لم يؤمن أن صعوده لا يتم بقوته الذاتية بل بعمل الله. وبنزولها أيضًا يعلن لنا أنه يجب علينا أن نختبر الحياة السماوية ونحن هنا على الأرض قبلما يأتي يوم الرب لنرتفع معه وبه. يقول القديس إكليمنضس الإسكندري إننا نستعيض عن الأرض بالسماء، إذ بالأعمال الصالحة نصير آلهة… وبسلوكنا في السماويات نصير كمن هم في السماء!
- “لها مجد الله شبه أكرم حجر كحجر يشب بلوري” [11]. مجدها ليس من ذاتها، بل مجد الله المُشرق عليها. وهي كالبلّور تستقبل الأمجاد الإلهيّة. فكما أنه هو “في المنظر شبه حجر يشب” (رؤ 4: 3)، هكذا باتحادنا به وتقبلنا إشعاعات مجده نصير كحجر يشب بلوري. هو شمس البرّ يتلألأ جمالاً، ونحن كالبلور الذي يحيط به من كل جانب حتى تختفي فينا ملامح البلّور ولا يظهر إلا الإضاءات القوية من شمس البرّ علينا. إن كل واحد منا كالبلّور يرى في أخيه مجد الله، وأخوه يرى فيه مجد الله. هكذا يصير الله الكل في الكل.
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية 9 “ثم جاء الي واحد من السبعة الملائكة الذين معهم السبعة الجامات المملوة من السبع الضربات الاخيرة و تكلم معي قائلا هلم فاريك العروس امراة الخروف”.
إذا كان الملاك قد حمل جاما يسكب منه ضربات، فليس معنى هذا أن الملاك يحمل مشاعر كراهية للبشر، بل هو ينفذ أحكام الله العادلة ضد الأشرار.وهنا نرى فرح الملائكة بما أعده الله من مجد للبشر. هنا الملاك يعلن عن قلبه المملوء محبة للكنيسة. ولكن هناك من له مجد عال (جبل عظيم) آية (10) وهناك من له ضربات. والملاك يعلن عدل الله بهذا وذاك.
آية 10 “و ذهب بي بالروح الى جبل عظيم عال و اراني المدينة العظيمة اورشليم المقدسة نازلة من السماء من عند الله”.
جبل عظيم = إشارة لأن أورشليم السماوية ستكون مرتفعة جدا وسماوية، لا يقدر إبليس وهو فى بحيرة النار أن يصل إليها أو يقترب منها. وايضا فى قوله جبل عظيم إشارة لثباتها وعدم إهتزازها.
آية 11 “لها مجد الله و لمعانها شبه اكرم حجر كحجر يشب بلوري”.
لها مجد الله.. كحجر يشب = سمعنا من قبل أن الله الجالس على العرش فى المنظر شبه حجر اليشب (رؤ3:4). وهنا نسمع أن الكنيسة ستكون كحجر يشب. وهذا ما شرحه يوحنا فى (1يو2:3) “لم يظهر بعد ماذا نكون. ولكن نعلم أنه إذا أظهر ذاك نكون مثله، لأننا سنراه كما هو” وشرحه بولس الرسول” الذى سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده” (فى21:3). ومجد الكنيسة ليس من ذاتها بل من الله، الله يعطى مجده لعروسه “وأنا قد أعطيتهم المجد الذى أعطيتنى” (يو22:17) نحن سنعكس الأمجاد الإلهية. سيكون لنا جسد ممجد ليس من نفسه ولكن لأن مجد الله ينعكس عليه وسيكون لنا جسدا نورانيا ليس من نفسه ولكن لأن نور الله ينعكس عليه وهذا معنى “لأننا سنراه كما هو” (1يو2:3).
تفسير كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة
ع10: ذهب بي بالروح: وهو ما يتمشى مع حال القديس يوحنا في الرؤيا كلها.
جبل عظيم عالٍ : التعبير هنا رمزي فقد جرى العرف عند العامة أن يتسلقوا القمم العالية حتى يروا المنظر كاملًا وشاملًا.
كان الغرض من أخذ الملاك للقديس يوحنا هو رؤية المدينة بالتفصيل من كل جوانبها وأبعادها، ولهذا كانت الرؤية من مكان مرتفع حتى لا يفوته شيء، والإرتفاع على الجبل يرمز للإرتفاع عن الماديات الأرضية لأن المدينة السماوية روحية تمامًا. ويكرِّر القديس يوحنا نفس ما جاء في (ع2) من أنها نازلة من السماء من عند الله (راجع الشرح).
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 21 للأنبا بولس البوشي
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 21 لابن كاتب قيصر
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 21 للقمص تادرس يعقوب ملطي
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 21 للقمص أنطونيوس فكري
- تفسير سفر الرؤيا اصحاح 21 كنيسة مار مرقس بمصر الجديدة
رؤ21: 9 | سفر الرؤيا | رؤ21: 11 | |
الرؤيا – أصحاح 21 | |||
تفسير رؤيا 21 | تفاسير سفر الرؤيا |