رؤ21: 17 و قاس سورها مئة و اربعا و اربعين ذراعاً …

 

“وَقَاسَ سُورَهَا: مِئَةً وَأَرْبَعًا وَأَرْبَعِينَ ذِرَاعًا، ذِرَاعَ إِنْسَانٍ أَيِ الْمَلاَكُ.” (رؤ21: 17)

+++

تفسير أنبا بولس البوشي

124- (17) وقاس سورها مائة وأربعا وأربعين ذراعا بحسب القياس الإنساني الذي كان الملاك يستعمله

إن العدد 144 هو حاصل ضرب 12× 12، رمزا على الاثنى عشر رسولا ، كمثل عدد أسباط بني إسرائيل الذين وعد الله آباءهم بأرض الميعاد الحاضر الزمني ؛ ووعد هؤلاء بالمستأنف الأبدى.

فإن قلت عن الرسول بولس إنه ليس من الاثني عشر ، وكذلك مرقس ولوقا ومن يقوم مقامهم ، أجبتك : إن الرب يقول : «لست أسأل من أجل هؤلاء فقط (یعنی الاثنى عشر) ، بل وكل من يؤمن بي وببقولهم ، ليكون الجميع واحدا ، كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك ، ليكونوا هم أيضا واحداً ، وإنما اختص الاثنى عشر أولا كعدد أسباط بني إسرائيل فينا ».

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

“والذي كان يتكلم معي كان معه قصبة من ذهب،

لكي يقيس بها المدينة وأبوابها وسورها” [15].

إن أبناء الملكوت معروفون ومقاسون من قبل الله ومحفوظون لديه. أما وحدة القياس فهي قصبة من ذهب أي سماوية، لأن الأمور الروحية والسماوية لا تقاس إلا بما هو روحي سماوي.

“والمدينة كانت موضوعة مربعة طولها بقدر العرض،

فقاس المدينة بالقصبة مسافة إثنى عشر ألف غلوة

للطول والعرض والارتفاع متساوية” [16].

هي مربعة لها أربعة زوايا متساوية، إشارة إلى أن حاملها الأناجيل الأربعة التي ترتفع بالمؤمنين تجاه السماويات وتهيئهم ليكونوا عروسًا سماوية بقوة الكلمة. أما قياسها 12000 غلوة فذلك لأن رقم 12 يشير إلى أبناء الملكوت، 1000 يشير إلى السماء، أي تتسع لكل أبناء الملكوت السمائيين.

“وقاس سورها مئة وأربعة وأربعين ذراع إنسان، أي الملاك” [17].

يشير رقم 144 إلى الكنيسة الجامعة (كنيسة العهد القديم 12× كنيسة العهد الجديد 12) التي هي مسورة بسور واحد لتنعم بإله واحد. أما الذي قاس فهو ملاك لا إنسان أرضي حتى لا نتخيل في السماء ماديات وأرضيات.

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية 17 “و قاس سورها مئة و اربعا و اربعين ذراعا ذراع انسان اي الملاك”.

قاس سورها 144 ذراع. ذراع إنسان أى الملاك 144 ذراع أى حوالى 70 مترا. وهذا الطول يعتبر لا شىء بالنسبة لإرتفاع المدينة نفسها والمقدر بحوالى 4500 كم. ولكن ليست الأبعاد هى التى تهمنا بل ما تشير لها الأبعاد من معانى ورموز.

فكون أن المدينة لها سور، فهذا يعنى الحماية. وإذا فهمنا أن الله كان يحمى شعبه فى العهد القديم والعهد الجديد، وكان لهم سور من نار (زك5:2) فبالأولى، فإن الله يحمى شعبه وهم فى السماء. فالسور يشير لحماية الله لشعبه فى العهدين وفى السماء وبينما كانوا على الأرض. وكون السور 144 ذراعا فهذا إشارة لأن الله كان يحمى شعبه فى العهد القديم وفى العهد الجديد (144 = 12×12). فنظرا لضعف الإنسان فهو محتاج لحماية الله. فالإنسان ضعيف وليس كالملائكة. فالملائكة بطبيعتهم أقوياء إذ ليس لهم أجساد ضعيفة. وكون الملاك يقيس هذا السور، فهذا يعنى أن الملاك صار يتصور كمية الحماية التى كان الله يحيط بها شعبه. وأن الكل كان ينعم بهذه الحماية عبر التاريخ وكون الملاك كان يقيس بذراع إنسان وليس بذراع ملاك فهذا يعنى أنه صاريتصور لزوم هذه الحماية للإنسان الضعيف بسبب جسده وأنه الآن هنا فى أورشليم السماوية بسبب تلك الحماية. لقد صار الملائكة يعطون عذرا للبشر فى سقطاتهم المتكررة، لقد صاروا يشعرون بضعفهم كبشر وأهمية الحماية التى كان الله يحيطهم بها. ربما فى وقت من الأوقات كان الملائكة يندهشون كيف يقبل الله إنسان صنع هذه الخطايا ربما ماكانوا يفهمون، كيف يكون للبشر نفس مجد الملائكة. ولكن كون أن الملاك يقيس السور بذراع إنسان فهذا يعنى أنه أصبح يعطى عذرا للبشر فيما كانوا يفعلونه. وصار يمجد الله على حمايته للبشر التى بدونها ما كان للإنسان أن يدخل هذا المكان

ولكن السور أيضا يشير لأن من فى المدينة ما عاد معرضا للخروج منها ثانية، كما خرج الإنسان مرة من الجنة، ما عاد الإنسان قابلا للسقوط. ولن يدخل لهذه المدينة شيطان مرة أخرى ولا حية فالشيطان الآن فى بحيرة النار.

تفسير كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة

ع17: أما ارتفاع سورها فكان (144 ألف ذراع)، ورقم “144000” قد تكرر في السفر مرتين في (رؤ 7: 4) عدد “المختومين”، و(رؤ 14: 1) “أتباع الخروف” وفي الحالتين كان هذا العدد كناية عن الكثرة، لأنه حاصل ضرب أرقام الكمال (12 × 12 × 1000)، وبالتالي يكون ارتفاع سور المدينة هنا كناية عن ارتفاع مجدها فوق تصور أي إنسان.

ذراع إنسان أي الملاك : الذراع الإنساني يساوى حوالي 50 سم ولكن الذي قام بالقياس هو الملاك، فالمقصود معنى روحي أي ارتفاع وسمو عظيم لهذه المدينة.

رؤ21: 16 سفر الرؤيا رؤ21: 18
الرؤيا – أصحاح 21
تفسير رؤيا 21 تفاسير سفر الرؤيا

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى