تي 2،1:1 لأجل إيمان مختاري الله و معرفة الحق
1بُولُسُ، عَبْدُ اللهِ، وَرَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، لأَجْلِ إِيمَانِ مُخْتَارِي اللهِ وَمَعْرِفَةِ الْحَقِّ، الَّذِي هُوَ حَسَبُ التَّقْوَى، 2عَلَى رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، الَّتِي وَعَدَ بِهَا اللهُ الْمُنَزَّهُ عَنِ الْكَذِبِ، قَبْلَ الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ،
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“بولس عبد الله ورسول يسوع المسيح،
لأجل إيمان مُختاري الله،
ومعرفة الحق الذي هو حسب التقوى،
على رجاء الحياة الأبدية،
التي وعد بها الله المنزه عن الكذب قبل الأزمنة الأزلي”. [1-2]
إذ يكتب الرسول إلى تلميذه الأسقف يدعو نفسه “عبد الله” وليس حرًا، إذ أحنى ظهره ليحمل نير الخدمة ليكون عبدًا له بخدمته في أولاده. إنه بحريته قبل العبودية لله والخدمة للبشر حتى يبلغ بهم إلى حرية مجد أولاد الله.
أما عمله فهو:
1. رسول يسوع المسيح، مدعو من الرب للكرازة كسفيرٍ عنه، ليكرز من أجل مُختاري الله. وفي هذا تطمئن نفس الراعي، أنه بالرغم من كل الصعوبات التي يلاقيها في الخدمة لكن نفوس كثيرة اختارها الله بسابق علمه تسمع للراعي.هكذا يليق بالأسقف تيطس ألا تضطرب نفسه بالرغم مما اتسمت به الجزيرة من الفساد.
هذا من جانب ومن جانب آخر فإنه كرسولٍ وسفيرٍ للرب، يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: [متى جذب كثيرين من الإيمان لا يتكبر عالمًا أنه ليس ببره ولا بشخصه وذكائه وفلسفته بعث الإيمان في نفوسهم، بل هو هبة من الله الذي ائتمنه على الرسالة].
2. موضوع كرازته “معرفة الحق” لا بالكلام والوعظ أو الفلسفة والمنطق بل “حسب التقوى”، فهو يقدم معرفة عملية تقويه يلمسها المخدومين في حياة الراعي قبل أن يلمسوها في عظاته.
3. غاية الكرازة “على رجاء الحياة الأبدية“، لأن الإيمان بغير رجاء ممل، يملأ النفس قنوطًا ويأسًا، أما الرجاء – فكما يقول القديس أغسطينوس: ]أنه يدفع الإنسان تجاه الأبدية نحو المستقبل، في إيمان عملي، ومثابرة مع فرحٍ وبهجةٍ وسط الآلام.]
ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [اتسمت الرسالة كلها بهذه الروح التي تحث القديس نفسه وتلاميذه على الاجتهاد أكثر. لأنه ليس شيء يفيدنا أكثر من تذكر مراحم الله الخاصة أو العامة. فإن كانت قلوبنا تفرح من تلقى معروف من أصدقائنا أو سماع كلمة طيبة منهم فكم بالأكثر يكون ([فرحنا) وحماسنا لخدمة الله عندما ندرك مقدار الأخطار التي نسقط فيها والرب ينجينا من جميعها، “واهبًا إيانا الأبدية “! ]
هذه الأبدية التي هي غاية عبادتنا وكرازتنا وموضوع خلاصنا ورجائنا ليست أمرًا جديدًا، إنما دبرها الله منذ الأزل، ولم يظهرها إلا في الوقت المعين، إذ يقول الرسول:
“وإنما اظهر كلمته في أوقاتها الخاصة
بالكرازة التي اؤتمنت عليها”. [3]
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آيات 1، 2 :- بولس عبد الله و رسول يسوع المسيح لأجل إيمان مختاري الله و معرفة الحق الذي هو حسب التقوى. على رجاء الحياة الأبدية التي وعد بها الله المنزه عن الكذب قبل الأزمنة الأزلية.
عبد الله = هو بحريته قبل العبودية لله، فالعبودية لله تحرر. وهو كخادم لله إستعبد نفسه لله لكي يصل بشعبه لحرية مجد أولاد الله. حمل نير الخدمة ليكون عبداً لله. وهو يكتب بهذا لتلميذه تيطس حتي لا تضيق نفسه من الفساد المنتشر في كريت، فعلي تيطس أن يعتبر نفسه عبداً لأجل إيمان مختاري الله = فالله له هنا مختارين، عليهم كخدام لله أن يعملوا علي إجتذابهم وقوله مختارى الله يجعل الخادم لا يتكبر إذا نجح في إجتذاب أحد، لأن الله هو الذى إختاره وعمل معه. وما هو موضوع الكرازة معرفة الحق = وهذه لا تعني نظريات فلسفية وعقائد مجردة بل بحسب التقوي = هي حياة يلمسها كل واحد في الخادم والمخدوم. وغاية الكرازة = رجاء الحياة الأبدية فالأيمان بدون رجاء يملأ النفس يأساً أما الرجاء فيعطى فرحاً وسط الآلام. المنزه عن الكذب = فيها إشارة لما سيأتي فيما بعد عن الكذب المنتشر فى كريت، والله وعد أدم بهذا الخلاص، بل الخلاص في فكر الله قبل الأزمنة الأزلية. والله يعد ويفعل ولا يكذب.