مز 6:1 يعرف الرب طريق الأبرار
“لأَنَّ الرَّبَّ يَعْلَمُ طَرِيقَ الأَبْرَارِ، أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَتَهْلِكُ.”(مز 6:1)
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
يعرف الله الأتقياء:
“يعرف الرب طريق الأبرار، أما طريق المنافقين فتُباد” [6].
معرفة الرب ليست إدراكًا ذهنيًا مجردًا بل شركة فعّالة (عا 3: 2).
v عرف الله أن آدم كان في الجنة، وكان يدرك تمامًا ما قد حدث، لكن لأن آدم أخطأ لم يعرفه الله، فقال له: “آدم ، أين أنت؟”…
إذ كان لإبراهيم إيمان عظيم بتقديمه ابنه ذبيحة، بدأ الله يعرفه (تك 22: 12).
لماذا نقول هذا كله؟ لأنه مكتوب: “يعرف الرب طريق الأبرار”. لنضع هذه (العبارة) بطريقة أخرى: المسيح هو الطريق والحياة والحق (يو 14: 6). لنسِر في المسيح فيعرف الله الآب طريقنا[80].
القديس جيروم
v إني لا أراكم (أيها الأشرار) في نوري، في البرّ الذي أعرفه[81].
يعرف الله الإنسان التقي [6]، لأن الأخير يعرفه [2]. يُقال إن الله يعرف الصلاح، بمعنى أنه يحبه ويكرمه. أما الشر فلا يستحق معرفة الله له. يقول القديس أغسطينوس: [بالنسبة لله المعرفة هي وجود، وعدم المعرفة هو توقف عن الوجود. يقول الرب: “أهيه (أنا كائن) الذي أهيه”، “أهيه أرسلني إليكم” (خر 3: 14)].
يرى كثير من آباء الكنيسة أن الإنسان التقي هنا هو ربنا يسوع المسيح، الذي صار إنسانًا لكي يهبنا ذاته برًا لنا؛ فيه ننال الحياة المطوّبة الجديدة خلال مياة المعمودية.
v جاء (المسيح) في طريق الخطاة، إذ وُلد كما يولد الخطاة، لكنه لم يقف هناك، إذ لم تمسك به إغراءات العالم…
آدم الإنسان الطوباوي:
إذ يماثل هذا القسم من سفر المزامير (1-41) سفر التكوين الذي يبدأ بخلقة آدم الإنسان الأول في طبيعته الطوباوية، يبدأ داود سفر المزامير بالإنسان (آدم) الثاني المطوّب، إذ فيه نتجدد ونتحد كما لو كنا جميعًا “رجلاً واحدًا مطوبًا”، أو “عروسًا سماوية”.
بحسب التلمود الثلاثة حروف العبرية المكون لاسم “آدم” تمثل ثلاثة أشخاص رئيسيين: آدم وداود والمسا[82]. آدم هو البداية، وداود تنبأ عما سيحدث، والمسيا آدم الثاني ابن داود الذي فيه تتحق الحياة المطوّبة.
آدم: آ. آدم = الطبيعة المطوّبة الأصلية المفقودة.
د. داود = الوعد بالطبيعة المطوّبة في المسيح.
م. مسيا = التمتع بالطبيعة المطوّبة فيه.
ملاحظة:
يُرنم المزمور الأول في “صلاة باكر” أو “تسبحة باكر” كل يوم ونحن نذكر قيامة السيد المسيح من الأموات؛ كأننا بهذا نسأل الرب القائم من الأموات أن يهبنا الحياة المطوّبة كنعمة إلهية، قبل أن نبدأ حياتنا اليومية.
صلاة
v أيها الكلمة الحقيقي… هب لي أن ألهج في حبك نهارًا وليلاً، في وقت الفرج كما في الضيق!
v أيها الطريق، احملني فيك وإليك، فأنعم ببرك!
v أيها المصلوب… يا من حولت الخشبة إلى شجرة حياة، أقمني شجرة مثمرة، مغروسة على مجاري روحك القدوس!
تفسير الأب متى المسكين
6- « لأن الرب يعلم طريق الأبرار ، أما طريق الأشرار فتهلك»:
« لأن الرب يعلم » :
التعليم في هذا المزمور إنما يقوم على التعليم عن العناية الإلهية . هكذا فكل آية تحمل مثيلتها المضادة لها . فالرب يعرف طريق الأبرار وتحت عنايته يكون لهم طريق الحياة :
+« تعرفني سبل الحياة ، أمامك شبع سرور . في يمينك نعم إلى الأبد.» ( مز 11:16)
+ « في سبيل البر حياة ، وفي طريق مسلكه لا موت.» ( أم 28:12)
+ وهو يكون طريق سلام : « طريق السلام لم يعرفوه وليس في مسالكهم عدل . جعلوا لأنفسهم سبلاً معوجة. كل من يسير فيها لا يعرف سلام.» ( إش 8:59)
+ وطريق أبدية : « وانظر إن كان فيَّ طريق باطل. واهدني طريقاً أبدياً. » ( مز 24:139).
وبالمثل هو يعرف طريق الأشرار ، وبحسب قانون أحكامه فهذا الطريق يؤدي فقط إلى الهلاك ، فهو طريق الموت :
+ « توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت.» ( أم 12:14)
« يعرف » :
المعرفة الإلهية لا يمكن أن تكون مجردة أو بلا فاعلية ، فهي تحوي العناية والقيادة ، كما لا تحمل تخلية قط . فطريق البار يقود إلى الله نفسه أبداً حتى النهاية:
+ « صالح هو الرب حصن في يوم الضيق وهو يعرف المتوكلين عليه.» ( نا 7:1)
+ « ولكن أساس الله الراسخ قد ثبت إذ له هذا الختم . يعلم الرب الذين هم له.» ( ۲ تي ۱۹:۲)
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية (6): “لأن الرب يعلم طريق الأبرار. أما طريق الأشرار فتهلك.”
الرب يعلم طريق الأبرار= العلم والمعرفة هنا هما معرفة الفرح والسرور والموافقة طريق الأشرار فتهلك= أي يمهلهم الله ويرذلهم ويطردهم من حضرته.
هذا المزمور نرنمه في صلاة باكر ونحن نذكر قيامة المسيح من الأموات لنسأل الله أن يعطينا الحياة المطوبة كنعمة إلهية قبل أن نبدأ حياتنا اليومية. هذا المزمور يذكرنا بأن الله خلق آدم أولاً في صورة الكمال ولما سقط أتى المسيح آدم الثاني الكامل ليكملنا.
- تفسير مزمور 1 للقمص تادرس يعقوب ملطي
- تفسير مزمور 1 للأب متى المسكين
- تفسير مزمور 1 للقص أنطونيوس فكري