يو٢: ١٨ فأجاب اليهود وقالوا له: أية آية ترينا حتى تفعل هذا؟
“12وَبَعْدَ هذَا انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ، هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتَلاَمِيذُهُ، وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّامًا لَيْسَتْ كَثِيرَةً 13وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيبًا، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، 14وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَرًا وَغَنَمًا وَحَمَامًا، وَالصَّيَارِفَ جُلُوسًا. 15فَصَنَعَ سَوْطًا مِنْ حِبَال وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ، اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ، وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ. 16وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ:«ارْفَعُوا هذِهِ مِنْ ههُنَا! لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ!». 17فَتَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي». 18فَأَجَابَ الْيَهُودُ وَقَالوُا لَهُ:«أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هذَا؟» 19أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ». 20فَقَالَ الْيَهُودُ:«فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟» 21وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. 22فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هذَا، فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكَلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ.“ (يو2: 12-22)
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“فأجاب اليهود وقالوا له:
أية آية ترينا حتى تفعل هذا؟” (18)
إذ قام السيد المسيح بتطهير الهيكل بسلطانٍ لم تستطع القيادات أن تقاومه أمام الشعب. لقد أرادوا إبراز اهتمامهم الشديد بالهيكل وكل ما يدور فيه، فعوض الاعتراف بما حلَّ في الهيكل من فساد بسبب التجارة فيه سألوه: “أية آية ترينا حتى تفعل هذا؟” إذ توجعوا لما انقطع ربحهم المستقبح عنهم، أرادوا بهذا السؤال أن يمنعوه عما يفعله معهم.
حين جاء موسى ليخلص شعب الله من عبودية فرعون صنع آيات واضحة، فما هي الآيات التي يفعلها يسوع ليقبلوه أنه جاء من عند الله. لم تدرك القيادات أنه وهو أعزل من أي سلطان بشري أو مركز ديني رسمي أو سلاح بسلطان إلهي طهر الهيكل دون مقاومة. حضوره الإلهي بدد الظلمة.
v إن كان ذلك قد أُخفي عن اليهود، فلأنهم وقفوا خارجًا، وأما بالنسبة لنا فقد كُشف لأننا نعلم بمن نؤمن. سنحتفل بنَقْض ذاك الهيكل قريبًا في الاحتفال السنوي المهيب، والذي نحثكم أن تستعدوا له، حيث تنالون نعمة كموعوظين.
v لم يستطع قادة اليهود أن يوبّخوه… لكنهم اخترعوا طرقًا لتأخير هروب التجار، ملتمسين العذر لأنفسهم بأنهم لم يخضعوا له فورًا أو بدون بحث لكي يقبلوه كابن اللَّه دون أن يهبهم آية.
v وحسرتاه علي جنونهم المطبق! هل توجد حاجة إلي علامة قبل أن يتمكنوا من الكف عن أفعالهم الشريرة، ويحرروا بيت الله من مثل هذا العار؟ أليست أعظم آية لسموه أن تكون له مثل هذه الغيرة علي ذاك البيت؟ لقد تميز موقف التلاميذ اللائق إذ تذكروا “أنه مكتوب: “غيرة بيتك أكلتني” (17). أما اليهود فلم يتذكروا النبوة، فقالوا: “أية آية ترينا؟” متوقعين بذلك أن يوقفوه، راغبين في تحديه بصنع معجزة، ليجدوا علة عليه.
تفسير الأب متى المسكين
18:2- فَسَأَلَهُ الْيَهُودُ: «أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هَذَا؟».
هي أولاُ محاولة لإظهار أنفسهم أنهم هم أصحاب السلطة ولكن بنوع من الحياء! وثانياً هي نوع من الدفاع عن عدم إيمانهم، لذلك لم يحتج اليهود ولا أصحاب السوق ولا المنتفعون لأن العمل يشهد أنه عمل الله. والخطأ الذي ارتكبوه لا يحتمل الدفاع أو المماحكة. وخزي حنان في ذلك اليوم كان فوق ما يتصور أحد وكل ما يمكن أن يقوله اللص, العظيم في عين نفسه, للعسكري الذي قبض عليه وهو متلبس بالجريمة هو أن يطلب من العسكري أن يثبت شخصيته أن له الحق في القبض عليه. ولكن المسيح ليس في موقع الدفاع ولا استجاب لهم بما كانوا يطلبون. بل أنبأهم، ولكن بأسلوب الأحجية، بالعقاب الحتمي الذي سيقع عليهم نظير عدم قبولهم لدعوته للتطهير، بالإضافة إلى التنكر له وهو صاحب البيت. وبلغة الأنبياء في العهد القديم يقول قائل… فماذا يصنع بهم؟ يأخذ بيته منهم ويهدهه حتى التراب ويقيم لنفسه ما هو أفضل منه ثم يبددهم في أقصى الأرض. ولا يكون هو الذى هدمه عليهم, بل هم الذين هدموه على أنفسهم.
تفسير القمص أنطونيوس فكري
(آية18): هو سؤال للسيد أن يثبت أنه مرسل من الله بأن يصنع معجزة كما حدث مع موسى فالذي له سلطان على الهيكل هو المسيا (ملا1:3) يظهروا بها أنفسهم أنهم أصحاب السلطة، وهي دفاع عن عدم إيمانهم.