يو ٢: ٢٠ فقال اليهود: في ست وأربعين سنة بُني هذا الهيكل، أفأنت في ثلاثة أيام تقيمه؟
“12وَبَعْدَ هذَا انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ، هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتَلاَمِيذُهُ، وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّامًا لَيْسَتْ كَثِيرَةً 13وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيبًا، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، 14وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَرًا وَغَنَمًا وَحَمَامًا، وَالصَّيَارِفَ جُلُوسًا. 15فَصَنَعَ سَوْطًا مِنْ حِبَال وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ، اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ، وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ. 16وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ:«ارْفَعُوا هذِهِ مِنْ ههُنَا! لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ!». 17فَتَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي». 18فَأَجَابَ الْيَهُودُ وَقَالوُا لَهُ:«أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هذَا؟» 19أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ». 20فَقَالَ الْيَهُودُ:«فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟» 21وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. 22فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هذَا، فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكَلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ.“ (يو2: 12-22)
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“فقال اليهود:
في ست وأربعين سنة بُني هذا الهيكل،
أفأنت في ثلاثة أيام تقيمه؟” (20)
بني الهيكل في 46 عامًا، ويرى البعض أنه قد بدأ في أيام هيرودس حوالي عام 20/19 ق.م. فيكون قد انتهى البناء منه في حوالي 28م. ويرى آخرون أنه قد بدأ إعادة بنائه هيرودس الكبير في السنة الثامنة عشر من ملكه وانتهي من العمل الرئيسي في تسع سنوات ونصف لكن تمت إصلاحات وإضافات للمبنى استمرت إلى سنوات طويلة. بدأ هيرودس العمل في السنة ١٦ قبل ميلاد السيد، والحديث هنا في السنة الثلاثين من ميلاده. فكان عمر المبنى القائم ٤٦ عامًا. وقد استمر البناء بعد ذلك. موضحًا بذلك البناء الأخير للهيكل لأن بناءه الأول كمل على مدى عشرين سنة. وكأنه مع بداية خدمة المسيح كان اليهود في أكثر لحظات اعتزازهم بالهيكل المبني حديثًا. فلم يكن من السهل قبول كلمات السيد المسيح الخاصة بهدمه في ثلاثة أيام.
نفس المدة أيضًا استغرق فيها بناء الهيكل حين وضع زرُبابل أساسات الهيكل في السنة الثانية من مُلك كورش إلى إتمام البناء في السنة ٣٢ من ملك ارتحشستا Artaxerxes.
v إنهم يهزأون بالآية، إذ لم يعرفوا عمق السرّ، بل يتمسكون بمرض جهلهم كعذرٍ معقول يبررون به عدم طاعتهم له… كيف يكون عاجزًا عن إتمام أي شيء مهما كان، وهو الذي في ستة أيام كوّن العالم كله بقوة تفوق التعبير، وقوته كائنة في مشيئته فقط؟
في تفسيره الرمزي لرقم 46 يرى القديس أغسطينوس أن الأربعة حروف لآدم Adamهي الحروف الأولى لكل اتجاهات العالم: الشرق Anatole والغرب Dysis والشمالArctos والجنوب Mesembria. وكأن آدم قد انشق وتبعثر في كل اتجاهات العالم. هذه الحروف في اليونانية لآدم (ِAdam) تعادل رقم 46. حيث ألفا A (ِA) تعادل رقم 1، ودلتا D(D) تعادل رقم 4، وميّ M (M) تعادل رقم 40. فكلمة آدم تعادل 1+4+1+40=46. هذا هو الهيكل أو الجسد الذي أخذه الكلمة من آدم فنقضه ليقيمه في ثلاثة أيام ليتمتع بالأبدية، إذ أقامه الآب بإرادته والابن بقوته، والروح القدس بكونه روح القيامة.
تفسير الأب متى المسكين
20:2- فَقَالَ الْيَهُودُ: «فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هَذَا الْهَيْكَلُ أَفَأَنْتَ فِي ثلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟».
لقد بُدىء في بناء الهيكل في خريف سنة 20 ق. م. على يد هيرودس الكبير، في السنة الثامنة عشرة من ولايته واكتمل بناؤه سنة 64 ميلادية على يد هيرودس أغريباس الثانيبحسب يوسيفوس المؤرخ اليهودي. أما رقم الستة والأربعون سنة فهي في زمان زيارة المسيح للهيكل. وذلك في ربيع سنة 27 م احتمالاً! واليهود هنا وهم محصورون في أفكارهم التي تدور بين الحرف والرقم لم يستطيعوا أن يدركوا مضمون الآية التي قدمها لهم أن في ثلاثة أيام يقيمه, وليس يبنيه. والعجيب أنهم يكررون نفس لفظة «يقيمه» التي قالها المسيح دون أن يتمنعوا مقصدها. لأن المسيح لم يقصد أن الهيكل من حيث العبادة وسكنى الله يمكن أن يُنقض, وإنما سينفك وينحل ليخرج منه هيكل العبادة الجديدة: الكنيسة، بنوع من التجلي والقيامة. حيث الحرف يصير روحاً والحجارة المنحوتة بالأزميل تصير حجارة حية منحوتة بالروح القدس. وغسل التطهير يصير غسل الميلاد والخلقة الجديدة. ودم الذبائح يصير دم المسيح بروح أزلى.
تفسير القمص أنطونيوس فكري
(آية20): بدأ البناء في الهيكل سنة 20ق.م. على يد هيرودس الكبير. والآن نحن في سنة 26م أو سنة 27م. فالمسيح ولد سنة 4 ق.م. والهيكل إنتهى العمل فيه سنة 63م على يد هيرودس أغريباس الثاني.