التوبة سر إنجيلي
الـتـوبـة سر مـن أسـرار الـكـنـيـسة . ولكن هذا السر يعتبر في الواقع مدخلاً لجميع الأسرار، إذ لا يمكن أن يتم فعل أي سر في الإنسان إلا إذا كان تائباً إلى الله : « إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون» (لو 3:13).
وإذا نظرنا إلى الحياة المسيحية على أساس الخبرة الروحية والسلوك بمنهج الإنجيل ، نجدها عبارة عن عمل توبة مستمر، أي رجوع متواصل إلى الله ، لأن دخول الخطيئة في كـــان الإنسان جعلته ينزع إلى الإبتعاد عن الله : «فاختبأ آدم» (تك 8:3) وهو في حـالـة خـشـيـة مـن الله وخـوف لم تـكـن مـن طـبيعته أصلاً «سمعت صوتك في الجنة فخشيت» (تك 10:3)، وذلك بسبب التعدي على وصية الله . ولا يزال التعدي موجوداً ولا يزال الخاطيء يطلب الإبتعاد عن الله ويخاف .
المسيح جاء ليرفع حالة الخشية والخوف ، و يرد الإنسان إلى الله ، وذلك طبعاً برفع الخطيئة من كيان الإنسان .
رفع الخطيئة وآثارها المفسدة من طبيعة الإنسان هو عمل الغفران ، الذي يتم بفعل إلهي، يستمد قوته من سفك دم المسيح « ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية » (1یو1: 7). وهذا هو مضمون سر الفداء والمحبة .
التوبة ، إذن، كحالة رجوع إلى الله واطمئنان ، هي في الواقع دخول في سر الفداء، وقبول فعل المحبة المستقر في دم المسيح . لذلك صارت التوبة باختصار سراً إلهيا.
الرجوع إلى الله لا يمكن أن يتم بقدرة الإنسان وحده : « لا يقدر أحد أن يقبل إليّ إن لم يجتذبه الآب» (يو6: 44). وقديماً يقول النبي : «توَّبني فأتوب» (إإر31: 18).
كذلك فإن الله لا يجذب الإنسان إلا بناء على سعيه واشتياقه ، أي يلزم بالضرورة أن يكون عنصر مشيئة الإنسان فعالاً وموجوداً في التوبة ، لأن الله يطلب الإنسان بدون قسر ولا تعسف ، إكـرامـاً لحريته : «تعالوا إلي ياجميع المتعبين» (مت11: 28)!! « مـن يـقـبـل إلـي لا أخـرجـه خـارجـاً» (يو6: 37)، « إن عطش أحد فليقبل إلي » (يو7: 37)، «إرجعي أيتهـا الـعـاصـيـة ـ إعـرفي فقط إثـمك ـ ارجعوا أيها البنون العصاة» (إر3: 12-14).
إذن فالتوبة هي تقابل بين مشيئة الله المحبة ، الهادئة ، الجاذبة للإنسان الخاطىء بفعل دم المسيح، وبين مشيئة الإنسان المتعب الخائف ، ورغبته الجدية في العودة إلى الله .
تـقـابـل مـشـيـئـة الله مـع مـشـيـئـة الخاطيء هو في الواقع انفتاح جديد في الطبيعة البشرية، لتقبل أفعال الرحمة والمحبة واللطف الإلهي، بصورة جدية يشعرها الإنسان ، ويـتـأثـر بهـا جـداً، و يقف إزاءها حائراً، مفعماً بمشاعر مختلطة معاً من الشكر والعجز والندم والحب والإندهاش، ولا يسعه في النهاية إلا أن يسلم نفسه أسيراً الله إلى الأبد .
أفعال رحمة الله ومحبته ولطفه ليست مجرد مشاعر إلهية تعبر في طبيعة الإنسان التائب والمنفتح الله لزيارة عابرة، ولكنها أفعال إلهية تحدث تأثيراً جوهرياً مستمراً في طبيعة الإنسان ، يكون لها نتائج يستدل منها أنه قد حدث تجديد جذري في طبيعة الإنسان .
وإذ يظهر على الإنسان المتجدد صفات ومواهب روحية أخرى فائقة على الطبيعة البشرية، غير التي كانت فيه ، اعتبر الكتاب المقدس هذا التجديد « خليقة جديدة » (2کو5: 17) روحية للإنسان !!
ومن هنا يصير سر التوبة ذا صلة جوهرية بسر المعمودية ، لا يمكن فصلها ولا تحديد أي منها بدون الآخر. فالمـعـمـوديـة هـي توبة أولى عظمى إلى الله ، واقتبال تجديد في طبيعة الإنسان ، برفع الخطيئة الأولى وعـقـابها الموروث . والتوبة تجديد مستمر للمعمودية ، بقبول مغفرة دائمة عن الخطايا الشخصية لدوام الحياة مع الله بالروح .
المـعـمـوديـة ميلاد جديد لروح الإنسان، والتوبة تجديد مستمر لهذا الميلاد الثاني ، وذلك للسلوك الدائم حسب الروح .
الإنسان المولود من الروح إذا لم يسلك بالروح ، يطغى عليه الجسد، وتسود عليه الخـطـيـة، ويموت ثانية كما مات آدم أولاً . وهذه هي صورة الموت الثاني التي أشار إليها سفر الرؤيا (رؤ20: 6).
أي أن المعمودية ، إذا لم تسندها التوبة ، تفقد عملها « سيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام» (یو12: 35).
الميلاد الثاني الذي بالمـعـمـوديـة ، ودوام هذا الميلاد الثاني بالتوبة ( التجديد المستمر)، يخص روح الإنسان لا جسده .
الجسد سيكون له ميلاد ثان جديد أيضاً، وذلك في القيامة العامة ، لممارسة الخلود «سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شيء» (في3: 21).
أما الميلاد الثاني الذي يتم للإنسان الآن ، و يستمر بالتوبة ، فهو ميلاد للروح فقط، وهـو هـو صـورة ( ختم أو عـربـون ) القيامة الأولى، التي أشار إليها سفر الرؤيا : «مبارك ومـقـدس من له نصيب في القيامة الأولى . هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم» (رؤ20: 6)!!
أي أن بالمعمودية والتوبة الدائمة ينال الإنسان قوة حياة جديدة مستترة ، قوة قيامة حقيقية في كيانه الروحي : « قد قمتم مع المسيح » ( كو3: 1) تؤهله بالضرورة للقيامة العامة والحياة الآتية: «فالذي أقام المسيح… سـيـحـيـي أجسادكم المائتة » (رو8: 11)، « وحـيـاتـكـم مستترة مع المسيح في الله » (كو3: 3). أي أن كل من يحصل على قـوة الـقـيـامـة الأولى الآن ، بالمعمودية والتوبة ، يصبح له وحده القدرة في الـقـيـامـة الثانية أن يأخذ جسداً جديداً « على شبه جسد المسيح» الذي هو بمثابة ميلاد ثاني للجسد .
الـتـوبـة إذا هي سر تجديد ودوام الميلاد الثاني، وهي سر الحصول على قوة القيامة وعربون حياة الدهر الآتى أيضاً وذلك بالموت المستمر عن العالم، وهي سرعتيد أن ينال به التائب جسداً جديداً ثانياً غير فاسد، وذلك بعدم إطاعة شهوات هذا الجسد الفاني ، وإماتة أعضائه التي على الأرض (كو3: 5-10).
التوبة ممارسة فعلية مستمرة لسر الخلاص
رجـوع الإنسان الخاطيء إلى الله يبدأ من جهة الإنسان ، بحصر الخطيئة في الشعور، وتـسـلـيـط نـور حـق الله والـوصـيـة على الضمير، لـفـرز أعمال الخطيئة الميتة وميولها واتجاهاتها ، ولكن لا تعتبر التوبة قائمة فعلاً إلا بتوسط من جهة المسيح ، وذلك بسكب « روح الحياة» في كيان الإنسان ، بعمل الدم ، ليتم رفع الخطيئة كطبيعة ميتة ومهيأة للـمـوت ، لأن رفع طبيعة الخطيئة الميتة من كيان الإنسان هو مفهوم سر الخلاص ! « و تدعو اسمه . يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم» (مت1: 21).
التوبة مرتبطة بالخطيئة ، والخطيئة مرتبطة بالخلاص.
الخلاص يـبـدأ بـتـصميم الإنسان على نبذ الخطيئة والقيام بمحاولة جدية للعودة إلى الله، ويكمل بتوسط المسيح بسكب روح الحياة في كيان الإنسان ، لرفع الخطيئة بفعل الدم المسفوك … والإتجاه الأرثوذكسي لا ينظر إلى الخلاص كعمل يمكن أن يتم في فترة زمنية محددة ، بل يعتبره فعلاً دائماً مستمراً مرتبطاً بالحياة كلها ؛ سواء من جهة الإنسان بدوام فـحـصـه لسلوكه ودوام رجوعه إلى الله ، أو من جهة المسيح بدوام فعل دمه بالمغفرة والتطهير.
فالخلاص هو إذن تاج أو إكليل لحياة مسيحية ، ارتبطت بممارسة التوبة على طول المدى : «جاهدت الجهاد الحسن ، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيراً قد وضع لي إكليل البر» (2تی4: 7و8).
كذلك واضح أيضاً أن الإتجاه الأرثوذكسي يرفض أن يعتبر الخلاص حالة يمكن أن تـصـبـح مـنـفـصـلة عن التوبة، لأن السلوك المسيحي لا يمكن أن يستقيم بدون تصحيح مستمر « أقمع جسدي (الآن) واستعبده حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مـرفـوضـاً» (1ک9: 27). فإن كان الخلاص هو لبس الثوب الأبيض والقيام مع المسبح، فـالـتـوبـة هـي غسيل كثير بالضيق والتعب وسعي متواصل بالأنين والألم ، لـتـبـيـيـض الثياب في الدم : « هؤلاء هم الذين أتوا من الضيقة العظيمة وقد غشلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف » ( رؤ7: 14).
ولـكـن لا يُفهم أن الغسيل الكثير بالضيق والتعب والسعي المتواصل بالأنين والألم لتبييض ثياب الإنسان هو جهد إنساني محض أو عمل من طرف واحد، إذ يلزم جدا أن لا نغفل كلمة « في دم الخروف » التي تحصر كل جهد الإنسان في دائرة النعمة. بحيث أن أي محاولة لغسل الثياب وتبييضها بوسيلة أخرى غير دم المسيح يكون عبثاً.
واضح، إذن ، أن حـيـاة الـتـوبـة لا تـقـوم على مجرد رجوع مستمر إلى الله من جهة الإنسان، بل وتشمل ضمناً و باستمرار عملاً سريا إلهياً من جهة الله، وهو رفع الخطية التي يتقدم الخاطىء مقراً ومعترفاً بها ، وذلك بتطهير دم المسيح . أي أنه داخل في صميم حيـاة التوبة فعل غسل تطهير وتقديس بالدم ، وهو الذي يجعل التوبة «سر» : « لكن اغـتـسـلـتم بـل تـقـدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع و بروح إلهنا » (1كو6: 11). فإذا أغـفـل هذا الفعل الإلهي، الذي هو هبة النعمة، وسخاء عمل الفداء، وقوة الخلاص، تصير التوبة عملية بشرية مجردة فاقدة لمضمون «السر» .
معروف قطعاً أن الله يـدعـو كل إنسان ، وكل إنسان يستطيع أن يستجيب ، لو شاء. فإذا صادفت دعوة الله استجابة الإنسان ، بدأ في الحال حياة توبة.
دعـوة الله ، هي الخلاص المجاني المعروض على الإنسان. واستجابة الإنسان ، بمثابة باب للدخول في هذه النعمة.
لذلك فحياة التوبة ليست هي مجرد رجوع إرادي إلى الله ، بل هي أيضاً قبول دعوة للدخول ، دخول في عهد نعمة وحالة خلاص. هذا الدخول ليس محدوداً بزمن ، وليس له نهاية ، لأن نـعـمـة الله فائقة للزمان ، ولا يمكن استيعاب الإلهيات استيعاباً كلياً ، لذلك يظل الإنسان يغشي الحياة الإلهية الجديدة ، ويمتد، و يستمر يمتد فيها ما يشاء وما يشاء الله ، من ذلك صارت حياة التوبة لا تنتهي إلا بالإتحاد بالله !
إذن يلزم أن لا نفهم التوبة كأنها فترة أو طور من أطوار الحياة ، بل نأخذها حياة ، حياة مع الله .
هـذا يـتـضح بالأكثر لو علمنا أن كلمة «توبة»، في معناها الأصلي ، هي الميطانيا. والميطانيا حرفياً هي «تغيير فكر» أو « تحول في الروح » .
والـكـنـيـسـة ـ على مـسـتـوى عملي ــ تـفهمها تجديداً في كيان الإنسان ، يوهب للإنسان بعد المعمودية ، من قبل الله ، بواسطة الإعتراف.
أي أنهـا عـمـلـيـة ارتقاء مستمرة في طبيعة الإنسان ، على أساس الشعور بالخطيئة والندم عليها ، والإعتراف بها، التي هي في الواقع حالات تذلل واتضاع . ومعروف أن المـيـطـانيا تعلن بالسجود إلى الأرض وتعفير الوجه بالتراب ، سواء الله أو للناس، كتعبير عن التذلل والإنسحاق .
إذن فالتوبة مطابقة عملية لقول الإنجيل : « من يضع نفسه يرتفع» ( لو18: 14). وعلى قدر الإستمرار في الإتضاع، يكون الإستمرار في الإرتقاء، وبين الإثنين يكون تغيير مستمر!
فالـتـربـة عـمـلـيـة تغيير مستمر في كيان الإنسان، إلى أسفل بالإرادة ، وإلى فوق بالنعمة. هذا هو المفهوم الحيوي لكلمة ميطانيا . و بذلك تكون التوبة عكس البر الذاتي، الذي هو الإكتفاء أو الشعور بالكفاءة، حيث تتوقف عملية التغيير الداخلي إلى فوق ، بسبب عدم الشعور بالحاجة إليها، إذ يظن الإنسان « البار» عند نفسه أنه قائم في حالة نعمة فلا يشعر بلزوم الإتضاع. وهنا تبدأ تنعكس المطابقة الإنجيلية و يصير «كل مـن يـرفـع نـفـسه يتضع » ( لو18: 14)، أي يصير هناك حالة تغيير معاكس ، وهبوط ، وفقدان روحي مستمر.
هذا في الواقع منهج عملي . وسوف نجد في كتابات الآباء كيف مورست هذه الحقائق عملياً. وعن ذلك يعلم مارإسحق :
[ الـتـوبـة موافقة لكل وقت ولكل شخص، للخطاة وللصديقين الذين يتطلعون إلى الخلاص، إذ ليس هناك حـدود للكمال، بل إن كمال الذين يشعرون بالكمال هو هو عينه عدم الكمال !! وهكذا تكون أعمال التوبة وزمانها مفتقرة إلى تكميل ، حتى إلى لحظة الموت !! ] .
هذا المنهج الإنجيلي والأبـوي في مـفـهـوم الـتـوبة العملي هو أيضاً مطابق للمفهوم اللاهوتي في معنى الإقتراب إلى الله والإتحاد به ، حيث معروف لاهوتياً أن بقدر ما يتحد الإنسان بالله ، بقدر ما يشعر بحقارة معرفته وعجزه .
النفس التي لا تمارس التغيير الداخلي بالميطانيا ، أي التوبة على أساس الإنسحاق الله ، لا تدخل في النعمة ولا تدركها ، وتكون هذه علامة تحجر في قلب الإنسان ونذير موت . ومـن هـنـا تظهر خطورة التوبة كعمل حياة أو موت مثيل للمعمودية ، بل يوجد من الآبـاء مـن يـرى أن الـتـوبة أخطر من المعمودية نفسها . فنحن نقرأ للقديس يوحنا الدرجي:
[ إن يـنـبـوع الدموع بعد المعمودية قد صار أعظم من المعمودية نفسها ولو أن هذا جرأة في القول ] .
ولكن نحن نرى أن ليس في كلام القديس يوحنا الدرجي تهويل ، لأن التوبة هي ثـمـرة نـعـمـة المعمودية وتستمد قوتها السرية منها . فالذي عدم التوبة هو بالتالي عادم المـعـمـوديـة أيـضـاً. أي أن التوبة إما تقيم المعمودية وإما تلغيها . ومن هنا تظهر خطورة التوبة .
ولـكـن الـذي نـود أن ننبه ذهن القارىء إليه مبكراً، أن كلمة «ينبوع الدموع » التي تـفـيـد مـعنى الـتـوبـة والتي يستخدمها القديس يوحنا الدرجي باستمرار، وكل ما يشمل معنى البكاء على الخطايا عند الآباء، هو في الواقع « عمل نعمة» وليس جهاداً شخصياً، هـو مـوهبة وليس تدريباً، ويسميها مارإسحق : « موهبة الدموع» ، وهي أيضـاً عـلامـة على توبة مثمرة . لذلك فإن الدموع تشير سراً إلى الفرح الحقيقي ، والدليل على ذلك قول الرب : « طوباكم أيها الباكون الآن لأنكم ستضحكون» (لو6: 21).
لذلك فـالـدمـوع المـمـلـوءة رجاء، داخلة ضمن سر التوبة لأنها برهان على دخول التائب إلى النعمة، ورمز وإشارة خفية لبلوغه حالة الفرح الحقيقي !
ومن ذلك نفهم كيف أن الدموع تغسل الخطايا ، لا كأنها عمل بشري إرادي ، لأن أعـظـم عـمـل للإنسان لا يكفر عن أصغر خطيئة، ولكن الدموع تغسل الخطايا لأنها عـطـيـة الـروح الـقـدس وعمل ظاهر من أعمال النعمة، وهي تكشف عن ابتداء تغلغل قوة الله في كياننا . أي أن الدموع إعلان واضح عن حصول عملية تغيير داخلي . فهي برهان سر التوبة وقوتها أيضاً .
ولـكـن لا يـظـن أحـد أنـه يمكـن أن تـُعـطى لـه دموع توبة ، دون أن يكون هناك تكريس للإرادة والمشيئة ، واشتياق دائم للإتجاه بالقلب نحو الله ، وهذا عمل يتعلق بحرية الإنسان، أي أن عزم الإنسان على هجران حياة الخطية وتقديس حياته لله بالحب يفتح أمامه باب مواهب كثيرة من ضمنها الدموع . وفي هذا يحث القديس يوحنا الدرجي أن تكون حياة الإنسان التائب ( الراهب ) حياة التهاب مستمر: [ مـن هـو إذن الراهب الحكيم المخلص، إلا الذي احتفظ بحرارته من أن تطفأ ، وحتى إلى زمـان خـروجـه لا يكف أن يشعل في قلبه ناراً على نار، ونشاطاً على نشاط، وأشواقاً على أشواق ، وغيرة فوق غيرة ] .