يو2: 2 ودُعي أيضا يسوع وتلاميذه إلى العرس

 

1وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. 2وَدُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ. 3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ، قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ:«لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ». 5قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ:«مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ». 6وَكَانَتْ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حِجَارَةٍ مَوْضُوعَةً هُنَاكَ، حَسَبَ تَطْهِيرِ الْيَهُودِ، يَسَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِطْرَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً. 7قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«امْلأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأُوهَا إِلَى فَوْقُ. 8ثُمَّ قَالَ لَهُمُ:«اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا. 9فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْرًا، وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ، لكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا، دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ 10وَقَالَ لَهُ:«كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً، وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ!». 11هذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ. (يو2: 1-11)

+++

تفسير الأب متى المسكين 

 

2:2- وَدُعِيَ أَيْضاً يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ.

عجيب حقاً أن يُدعى عريس, وهو في أوج عرسه, إلى حفلة عرس. إنها مضادة يمتنع أن تكون جزءاً من إنجيل. واذا قبلها الإنجيل هكذا بمستواها الظاهري هذا، لخرج الإنجيل عن حقيقة مستواه، إذ كيف يتسع درب الصليب لحفلة عرس؟؟ ولولا أن المسيح يعلم ما سينصع هناك لامتنع، بل لأنه كان قد سبق ودبر كيف يُظهر مجده في هذا العرس على أساس الصليب وفي مستواه، لذلك قبل الدعوة, وأصر أن يأخذ تلاميذه أيضاً لأنهم الوجه الآخر من حفلة عرسه الخاصة. أليس هو القائل: «من أجلهم أقدس أنا ذاتي» (يو19:17‏) بمعنى أكرس نفسي للصليب ‏من أجلهم؟

فاصل

تفسير القمص تادرس يعقوب

 

“ودُعي أيضا يسوع وتلاميذه إلى العرس”. (2)

عدم مفارقة السيد المسيح وتلاميذه للعرس يكشف عن روح العروسين وأهلهما وأصدقائهما. كان الجميع يسلكون كما يليق في الرب، فلا يدعون يسوع إلى حين ليستأذن فيتحول العرس إلى حياة خليعة غير لائقة.

v الذي ذهب مرة واحدة فقط إلى الزواج يعلمنا ألا تتزوج المرأة إلا مرة واحدة (مادام رجلها حيًّا)، لكن هذه الحقيقة يمكن أن تكون ضد البتولية إن فشلنا في إعطاء الزواج وضعه اللائق… الهراطقة وحدهم هم الذين يحتقرون الزواج فيطأون وصية اللَّه بأقدامهم، أما نحن فنصغي بكل بهجة إلى الكلمة التي قالها ربنا في مديحه للزواج. فإن الكنيسة لا تشجب الزواج، وإنما فقط تخضعه.

القديس جيروم

v لم يأتِ لكي يشترك في العرس بل بالأكثر ليحقق معجزته، ويقدس بدء الميلاد البشري الذي يتعلق بالجسد. كان لائقًا بذاك الذي جاء لتجديد طبيعة الإنسان نفسها وتقديمها بكاملها إلى حالٍ أفضلٍ أن يقدم بركته ليس فقط لمن ولدوا بالفعل وإنما أيضًا يعد بالبركة للذين يولدون فيما بعد، مقدسًا مجيئهم في هذا العالم… بتقديس الزواج، لقد أزال الحزن القديم على الولادة.

v جاء (إلى العرس) لكي يقدس بداية ميلاده، أعني ميلاده حسب الجسد… أن يهيئ نعمة، مقدمًا إياها للذين سيولدون، ويجعل مجيئهم مقدسًا…

v قيل للمرأة من قبل اللَّه: “بالحزن سوف تحبلين” (تك 16:3). ألم تكن الحاجة بالأكثر إلى القضاء على هذا اللعنة أيضًا، وإلا كيف يمكننا أن نتفادى زواجًا مدانًا؟ لكن لأن المخلص هو محب البشر فإنه هو الذي يرفع هذه اللعنة، إذ هو فرح الكل وسعادتهم. لقد أكرم الزواج بحضوره لكي يزيل العار القديم الخاص بالحبل. لأنه إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة، الأشياء القديمة قد مضت. هوذا الكل قد صار جديدًا” (2 كو 17:5).

v لم يأتِ المخلص إلى العرس بإرادته وحده، بل بدعوةٍ، أي برجاء وإلحاح أصوات القديسين، ولكن الخمر فرغت ولم يعد لدى المحتفلين منها أي شيء، لأن الناموس لم يكمل شيئًا، ولم تعطِ الوصايا الموسوية الفرح، ولم يستطع الناموس الطبيعي المغروس فينا أن يخلصنا.

القديس كيرلس الكبير

v كما قلت سابقًا أنه كان معروفًا في الجليل، لهذا دعوه في العرس، وقد لبى الدعوة، لأنه لم ينظر إلى كرامته، لكنه نظر إلى إحسانه إلينا، لأن من لم يستنكف من أن يأخذ صورة عبد (في 2: 7)، فأولى به وأليق ألا يترفع عن أن يحضر في عرس عبيده. ومن اتكأ مع عشارين وخطاة (مت 9 :13) فأليق به ألا يمتنع عن أن يتكئ في العرس.

والذين دعوا المسيح لم يمتلكوا التمييز الواجب من أجله، ولا دعوه على أنه شخص عظيم، لكنهم دعوه كشخصٍ بسيطٍ كواحد من الكثيرين على أنه معروف عندهم. هذا المعنى ذكره البشير مستورًا إذ قال: وكانت أم يسوع هناك”، فعلى نحو ما دعوها وكذلك دعوا يسوع أيضًا.

القديس يوحنا الذهبي الفم

فاصل
تفسير القمص أنطونيوس فكري

 

الآيات (1،2): المسيح ترك اليهودية ومعه 6 تلاميذ أتى بهم إلى هذا العرس وهم أندراوس/ يوحنا/ بطرس/ يعقوب/ فيلبس/ نثنائيل. منهم 4 أسماء يهودية وإسمان باليونانية، فالمسيح جعل الإثنين واحداً، وهو أتى ليعطي الفرح للجميع. وقانا الجليل واضح أنها في الجليل (هناك قانا أخرى في لبنان جنوب شرق صور).

والمسيح قَدَّس الزواج بحضوره عرس قانا الجليل، وصنع المعجزة حتى لا يحدث حرج للعريس وعائلته. فالمسيح يعيش وسط أفراحنا وحياتنا وآلامنا، يقدس حياتنا ويعزينا في آلامنا. ولكن لنرى وننظر من يحضر أفراحنا، فهذا الفرح كان يحضره يسوع وأمه وتلاميذه. والمسيح يشاركنا أفراحنا على أن تكون أفراح مقدسة. والمسيحية هي إنفتاح على العالم، نشارك الناس أفراحهم وضيقاتهم بقلب محب رقيق. والمسيح بالرغم من زهده حَوَّل الماء إلى خمر حتى لا يُحرج العريس. لذلك علينا أن نثق أنه يدبر كل أمورنا. وقارن مع فرح آخر، هو يوم سكر هيرودس فتحول الفرح إلى مأتم إذ قتل المعمدان، وهذا إسكات لصوت الحق. إذاً علينا أن نسأل أنفسنا هل المسيح في أفراحنا أم لا، وكيف نفرح.

اليوم الثالث= غالباً محسوب من (43:1) فهو اليوم الذي بعد الغد، فهو اليوم السادس للأيام التي حوت الحوادث الأولى، ونلاحظ أن رقم (3) هو رقم القيامة، فالمسيح إستعلن ذاته كعريس يُفرح عروسه الكنيسة بقيامته. القيامة هي سر فرحنا. والقيامة الآن لنا هي قيامة من موت الخطية بقوة المسيح.

ملاحظةالعرس يستمر عند اليهود 7 أيام (تك22:29-27+ قض11:14،12)

أم يسوع= يوحنا لا يذكر إسمه ولا إسم أمه ولا العذراء فهي خالته. ويبدو أنه كانت هناك قرابة بين العذراء وأهل العريس، فذهبت وذهب معها يسوع، والمسيح أخذ تلاميذه فهو كان يعرف أنه سيظهر مجده هناك فيؤمنوا به.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى