يو3: 29 من له العروس فهو العريس…
“25وَحَدَثَتْ مُبَاحَثَةٌ مِنْ تَلاَمِيذِ يُوحَنَّا مَعَ يَهُودٍ مِنْ جِهَةِ التَّطْهِيرِ. 26فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، هُوَذَا الَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ، هُوَ يُعَمِّدُ، وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ» 27أجَابَ يُوحَنَّا وَقَالَ:«لاَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ السَّمَاءِ. 28أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ: لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ. 29مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ، وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحًا مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذًا فَرَحِي هذَا قَدْ كَمَلَ. 30يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ. 31اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، وَالَّذِي مِنَ الأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ، وَمِنَ الأَرْضِ يَتَكَلَّمُ. اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، 32وَمَا رَآهُ وَسَمِعَهُ بِهِ يَشْهَدُ، وَشَهَادَتُهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُهَا. 33وَمَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ أَنَّ اللهَ صَادِقٌ، 34لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمِ اللهِ. لأَنَّهُ لَيْسَ بِكَيْل يُعْطِي اللهُ الرُّوحَ. 35اَلآبُ يُحِبُّ الابْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ. 36الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ».” (يو3: 25-36)
+++
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“من له العروس فهو العريس،
وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه،
فيفرح فرحًا من أجل صوت العريس.
إذًا فرحي هذا قد كمل”. (29)
صديق العريس عند اليهود يُدعى showshabiyn وعند اليونانيين paranymphos. كان عادة يوجد صديق للعريس وآخر للعروس. غالبًا ما يكون الأخ هو صديق أخيه العريس.
أحيانًا لا يوجد شخص معين كصديقٍ للعريس أو للعروس، أما في حفلات الزواج الخاصة بالملوك والأمراء وأصحاب المراكز الكبرى كان لابد من وجود صديق للعريس. يرى اليهود أن هذه العادة أسسها الله، إذ كان هو نفسه صديق العريس shashobin لآدم في زواجه. لكن جاء في Bereshith Rabba كان آدم له صديقان في عرسه هما ميخائيل وجبرائيل.
كان دور صديق العريس هامًا لا يمكن الاستغناء عنه، وكان يُعفى من بعض الالتزامات الدينية ليتفرغ لمساعدة المتزوجين حديثًا خاصة في السبعة أيام الأولى للزواج. أما عمله قبل الزواج فهو أن يهتم بالمخطوبة ويحرسها ويقدم شهادة للعريس عنها؛ كما يقوم بحلقة الصلة بينهما، فيحمل رسائل كل منهما للآخر، حيث لم يكن يسمح للمخطوبة أن تفارق البيت.
أما بعد الزواج فيقوم بتعزيز شخصية العروس، ينام في شقة مجاورة لمسكن العروسين ليمنع حدوث أية أذية للعروس. وألا يسمح لأحد الطرفين أن يخدع الآخر، كما كان من واجبه فحص طهارة العروس، فمتى تأكد من ذلك تهلل وفرح. ولعل هذا ما قصده القديس يوحنا بقوله: “إذا فرحي هذا قد كمل” (٢٩). يقوم بتقديم الهدايا القادمة للعروسين، وأخيرًا يساهم في الاحتفال المبهج للزواج لمدة سبعة أيام.
بعد هذا الاحتفال الممتد لمدة أسبوع يصير صديق العريس أشبه بالمدافع عن العروس (٢كو ١١: ٢)، ويقوم بحل أية مشاكل زوجية تقوم بينهما ومصالحتهما.
يحتفظ صديق العريس بعقد الزواج، فإذا وجد العروس غير أمينة يقوم بتمزيقه، فيُحسب الزواج قد انحل. أما إن تركها العريس وطلقها فيقوم الصديق بدور الأخ الشرعي (أخ زوجها).
يعلن القديس يوحنا المعمدان فرحه بمجيء العريس الإلهي، وهو في هذا يعَّبر عن مشاعر رجال الله في العهد القديم نحو العرس. يعبر القديس غريغوريوس أسقف نيصص في تفسيره نشيد الأناشيد عن هذه الحقيقة، فيقول:
[إن الذين يخدمون الخطيبة البكر ويلازمونها هم البطاركة والأنبياء ومعلمي الناموس. إنهم يقدمون للعروس هدايا العرس، كما كانت. (من أمثلة هذه الهدايا: غفران المعاصي، نسيان الأعمال الشريرة، غسل الخطايا، تغيير الطبيعة، أي تصير الطبيعة الفاسدة طاهرة، التمتع بالفردوس، وكرامة ملكوت اللّه، والفرح اللانهائي.)
عندما تتقبل العروس كل هذه الهدايا من النبلاء الحاملين لها والذين يقدمونها خلال تعاليمهم النبوية حينئذ تعترف باشتياقاتها، ثم تسرع لتتمتع بامتياز جمال الواحد طالما اشتاقت إليه.
يصغي خدام البتول ومرافقوها إليها ويحثونها بالأكثر لاشتياق متزايد. ثم يصل العريس قائدًا جوقة من المغنين فيما بينهم أصدقاؤه والذين يترجون خيره. هؤلاء يمثلون الأرواح الخادمة التي تنقذ الإنسان أو الأنبياء الأطهار.
عند سماع صوت العريس يفرحون (يو 29:3)، إذ يتحقق الاتحاد الطاهر وتصير النفس الملتصقة بالرب روحًا واحدًا معه كما يقول الرسول (1 كو 17:6)].
v يقف هؤلاء الذين يتوقعون رجوع السيد المسيح باشتياق وانتباه على أبواب السماء عند ما يدخل ملك المجد إلى نعمته التي تفوق كل تصور، كما جاء في مز 6:18. “ومثل العروس الخارج من حجله”.
بالرغم من خطأنا وعبادتنا للأصنام، وقد طردنا اللّه، حظينا بالميلاد الجديد وصرنا أبكارًا بعد غسل كل فساد فينا. لذلك تمت كل احتفالات الزواج، وارتبط كلمة اللّه بالكنيسة. وكما يقول القديس يوحنا: “من له العروس فهو العريس” (يو 29:3).
واُستقبلت الكنيسة العروس في حجرة العرس المقدسة، وتوقعت الملائكة رجوع الملك أثناء قيادته للكنيسة كالعروس، وجعل طبيعتها مستعدة للنعمة. فقال أن حياتنا يجب أن تكون خالية من الشر والخداع، حتى نكون مستعدين لاستقبال الرب عند مجيئه الثاني.
وعندما نحرس أبواب مساكننا فإننا نُجهز أنفسنا لوصول العريس، عندما ينادينا ويقرع على الباب. “طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين” (لو 37:12). لأنه مبارك ذاك الذي يطيع ذاك الذي يقرع.
إن النفس تتطلع إلى هذه البركة بأن تستقبل عريسها الواقف على الباب.
إنها تراقب باب بيتها بيقظة قائلة: “صوت حبيبي قارعًا” (نش 2:5). كيف نفي العروس حقها إذ قد ارتفعت إلى ما هو أكثر قداسة؟
v كأن يوحنا المعمدان قال: إنني كنت أتألم كثيرًا لو لم يكن قد صار هذا. لو كانت العروس لم تتقدم إلى عريسها، لكنت حينئذ قد توجعت وغمني ذلك، لكنني لست أغتم الآن إذ كملت آمالي، وقد تحقق كل ما تمنيناه، وقد عرفت العروس عريسها، وأنتم شهدتم بذلك، وإذ رأيت هذا المطلب قد تحقق لذلك أسرّ وأبتهج.
v اسمعوا ما هو أقوى بكثير، شهادة أكثر وضوحًا. انظروا أي أمر تعالجونه، فإن من يحب شخصًا ما ويضعه موضع المسيح فهذا زنا… “من له العروس فهو العريس”… كونوا عفيفين، حبوا العريس…
الآن أرى زناة كثيرين يرغبون أن يقتنوا العروس التي اُشتريت بثمنٍ عظيمٍ هكذا، صارت محبوبة حين كانت مشوّهة، وذلك لكي تصير جميلة، أُشتريت ونالت خلاصًا وتزينت بذاك الواحد.
وأما هؤلاء الزناة فيصارعون بكلماتهم لكي يُحبوا عوض العريس…
لنسمع صديق العريس لا للزناة ضد العريس.
لنسمع لذاك الغيور، ولكن ليس لحساب نفسه.
v يقول إني أفرح، ليس من أجل صوتي، وإنما من أجل صوت العريس. أنا في مركز المستمع، هو في موقف المتكلم. أنا كشخص يلزم أن يستنير، أما هو فالنور. أنا مثل الأذن، وهو الكلمة. لذلك صديق العريس يقف ويسمعه.
لماذا يقف؟ لأنه لا يسقط.
كيف لا يسقط؟ لأنه متواضع.
انظروا فإنه يقف على أرض صلبة: “أنا لست أهلاً أن أحل سيور حذائه”. حسنًا تفعل إذ تتواضع، فتتأهل لعدم السقوط، تتأهل للوقوف، وتسمعه وتفرح جدًا بصوت العريس.
v بطرس عين في الجسم، وهذا الشخص هو إصبع، لكنه هو عضو في ذات الجسم الذي فيه بطرس عضو. وإن كان الإصبع له سلطان أقل من العين، لكنه لا يُبتر من الجسم.
من الأفضل أن تكون إصبعًا في الجسم، من أن تكون عينًا ومبتورًا من الجسم.
لذلك لا يخدعكم أحد يا اخوتي، لا يغرّكم أحد. حبّوا سلام المسيح الذي صلب عنكم وهو اللَّه. يقول بولس: “ليس الغـارس شيئًا، ولا الساقي، بل اللَّه الذي ينمّي” (1 كو 4: 7)…
لتحب الأعضاء بعضها البعض، وليحيا الكل تحت الرأس.
في حزنٍ يا اخوتي التزمت أن أتحدث معكم كثيرًا، ومع هذا فإنني تكلمت قليلاً، فإنني غير قادر على التوقف في الحديث.
v ما هو فرحه؟ أن يفرح بصوت العريس.
هذا قد كمل فيّ، لقد صارت لي نعمتي، إنني لا انتحل لنفسي ما هو ليس لي، لئلا أفقد ما أنا عليه…
ليفهم الإنسان أنه لا يفرح بحكمته الذاتية، بل بالحكمة التي ينالها من اللَّه.
لا يطلب أحد أمرًا أكثر (مما عليه) فلا يفقد ما قد وجده. فإن كثيرين إذ يؤكدون أنهم حكماء يصيرون أغبياء. يوبّخهم الرسول قائلاً لهم: “إذ معرفة اللَّه ظاهرة فيهم، لأن اللَّه أظهرها لهم” (رو 1: 19)…
يلزمهم ألا ينسبوا لأنفسهم ما لم ينالونه من أنفسهم، بل ينسبوه لهذا وهو ما وهبه اللَّه مجانًا يأخذه من الجاحدين. لم يرد يوحنا أن يكون هكذا، بل أراد أن يكون شاكرًا. لقد اعترف أنه نال، وأعلن أنه قد فرح بصوت العريس، قائلاً: “إذًا فرحي هذا قد كمل” (29).
v “إذًا فرحي هذا قد كمل” (29). بمعنى إن العمل الذي كان يلزمني أن أفعله قد تم، فلا أستطيع أن أفعل أكثر من هذا في المستقبل”. فلكي يمنع زيادة المشاعر الجسدية ليس فقط في ذلك الحين، بل وفي المستقبل يخبرهم بما يلزم أن يحدث، مؤكدًا أن ما يحدث هو حسب ما سبق أن قاله وفعله.
تفسير الأب متى المسكين
29:3- مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحاً مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذاً فَرَحِي هَذَا قَدْ كَمَلَ.
بينما تكلم المعمدان عن نفسه بوضوح وعلانية, إلا أنه لما جاء للمسيح سواء من جهة شخصه أو عمله نجده بدأ يستخدم الأسلوب السري. ولكن كلماته جاءت محكمة ترد رداً صحيحاً محبوكا، على مستوى فكر التوراة والأنبياء. فأسفار العهد القديم, وخاصة الأنبياء, لا تكف من البداية وحتى النهاية عن وصف يهوه بالنسبة لإسرائيل كعريس وعروس:
+ هوشع 19:2-21: «وأخطبك لنفسي بالعدل وأخطبك لنفسي بالعدل والحق والإحسان والمراحم, أخطبك لنفسي بالأمانة فتعرفين الرب. ويكون في ذلك اليوم أني أستجيب، يقول الرب، أستجيبت السموات وهي تستجيب الأرض».
+ حزقيال 8:16 «فمررت بك ورأيتك وإذا زمنك زمن الحب، فبسطت ذيلي عليك، وسترت عورتك، وحلفت لك, ودخلت معك في عهد، يقول السيد الرب، فصرت لى».
فالأن لا يصف المعمدان المسيح «العريس» مباشرة، بل جعلها للسامع بديهية وعلى السامع أن يقرر. فمن ذا الذي له العروس؟ ثم من هي العروس بالتحديد؟
القديس يوحنا الإنجيلي قدير في تقديم الصور الرمزية في حبك قصصى نادر المثال، كل صورة تخدم موقعها بأصالة وواقعية, ولكن الصررة تهدف إلى عمل أعلى بكثير من واقعها القصصي. المعمدان هنا صورة للنبي المخلص المجتهد العظيم حقاً، بشهادة المسيح، ولكن لا يخرج عن كونه مولود النساء، خدم موقعه كصوت صارخ في برية العالم فأسمع العالمين, ومهد للآتي بعده بتقواه ونسكه وصدقه وشجاعته؛ ثم بكرازته بحرارة التوبة وغسل الجسد. ولكن القديس يوحنا الإنجيلي يلتقط له صورة أعلى كممثل لأنبياء العهد القديم جيعاً، جاء بروح إيليا ليتكلم ويشهد باسم الأنبياء جميعاً عن حق وجدارة.
ثم يروي القديس يوحنا أن المعمدان، بصفته العليا هذه، أُنيط به غير إعداد الطريق، أو من ضمن ضروريات إعداد الطريق، إعداد العروس التي اتسخت جداً، ليس كإعداد إيليا في القديم بالتوبيخ والعنف والإنذار وقفل السماء وحجز المطر عن إنسان إسرائيل وحيوانه، بل بغسل الجسد والضمير بالماء والنصيحة والإعتراف والتوبة واعداد الآباء والأبناء حتى ترد قلوبهم بعضهم لبعض، لكي تتلقى الأرض بركة الأتي باسم الرب. وها هو الآن قد أكمل المهمة على أقصى صورة سمحت له بها العروس المتبلدة من كثرة السنين وكثرة الإثم, وقد جاء بها ممسكاً بيدها ومن وراء الحدود الفاصلة بين القديم والجديد يسلمها للعريس الذي تطوع ليغسلها بدمه.
تقول الآية, أو يقول المعمدان، إنه كصديق العريس لا يرى العريس بل يسمعه فقط، وكفاه هذا، فدور «النبوة» لا يزيد عن كونه صديق العريس, كما وأن الحدود والسدود التي تفصل ليل النبوة عن صبح المسيا, العريس، جد قاسية وعاتية وليست لها عيون تنظر بها بل أذان تتحسس بها الأصوات الأتية من بعيد وفي الظلام: «هذا جاء لا يأكل ولا يشرب»، وهذا «جاء يأكل ويشرب»، هذا «يصوم تلاميذه»، وهذا «تلاميذه لا يصومون»، لأنهم يعيدون لعرسه القادم, «هذا من الأرض يتكلم وهذا من السماءء». فالفواصل جد كبيرة، فكرية وزمنية وشخصية وروحية، فيكفي للنبي الحاذق أن يتعرف على صوت المسيا، وكفى النبوة كرامة أن تصادق العريس. أما وبعد أن يسمع النبي صوت من تنبأ عنه, الأمر الذي لم يحدث قط في تاريخ النبوة والأنبياء, فهذا حدث جلل أعطي للمعمدان دون جميع الأنبياء؛ لأن بأذن المعمدان تسمع جميع أنبياء الله في كل الدهور السالفة صوت العريس الذي طالما وصفوه بغير رؤيا وتسمعوه في ظلام الأحلام بغير صوت. فقد عمدة المعمدان حين قال: «فرحي الآن قد كمل»، فهو فرح جميع الأنبياء والآباء الذين نظروا المواعيد من بعيد وحيوها وماتوا على رجاء هذا اليوم. فالعمدان إنما يتكلم بروح إيليا وفم كل الأنبياء. وهل للنبي فرح يرجوه أكثر من أن يحقق الله له نبوته وفي حياته؟ كان المعمدان صوتاً صارخاً، ردد صوت المسيح صداه فسمعتهما الأجال والأجيال.
تفسير القمص أنطونيوس فكري
(آية29): تصوير المسيح أنه العريس، هذا جاء في الأنبياء (هو19:2-21+ حز8:19+ إش1:54-10). والمعمدان كنبي تنبأ عن المسيح بفرح إذ أن نبوته قد تحققت ورأى تحقيقها بعينيه. وعند اليهود كان صديق العريس يعد كل شئ للعريس وللفرح، وحينما ينتهي الفرح بنجاح وبدون مشاكل يفرح الصديق إذ أن مهمته قد نجحت. وكان هذا عمل المعمدان، إعداد الناس كعروس للمسيح العريس الحقيقي. أما لو أخذ صديق العريس العروس لصار مغتصباً.
- تفسير إنجيل يوحنا 3 للقمص تادرس يعقوب
- تفسير إنجيل يوحنا 3 للأب متى المسكين
- تفسير إنجيل يوحنا 3 للقمص أنطونيوس فكري