يو3: 32 وما رآه وسمعه به يشهد، وشهادته ليس أحد يقبلها

 

25وَحَدَثَتْ مُبَاحَثَةٌ مِنْ تَلاَمِيذِ يُوحَنَّا مَعَ يَهُودٍ مِنْ جِهَةِ التَّطْهِيرِ. 26فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، هُوَذَا الَّذِي كَانَ مَعَكَ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، الَّذِي أَنْتَ قَدْ شَهِدْتَ لَهُ، هُوَ يُعَمِّدُ، وَالْجَمِيعُ يَأْتُونَ إِلَيْهِ» 27أجَابَ يُوحَنَّا وَقَالَ:«لاَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ السَّمَاءِ. 28أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ: لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ. 29مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ، وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحًا مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذًا فَرَحِي هذَا قَدْ كَمَلَ. 30يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ. 31اَلَّذِي يَأْتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، وَالَّذِي مِنَ الأَرْضِ هُوَ أَرْضِيٌّ، وَمِنَ الأَرْضِ يَتَكَلَّمُ. اَلَّذِي يَأْتِي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الْجَمِيعِ، 32وَمَا رَآهُ وَسَمِعَهُ بِهِ يَشْهَدُ، وَشَهَادَتُهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُهَا. 33وَمَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ أَنَّ اللهَ صَادِقٌ، 34لأَنَّ الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمِ اللهِ. لأَنَّهُ لَيْسَ بِكَيْل يُعْطِي اللهُ الرُّوحَ. 35اَلآبُ يُحِبُّ الابْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ. 36الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ».” (يو3: 25-36)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

 

“وما رآه وسمعه به يشهد،

وشهادته ليس أحد يقبلها”. (32)

ما ينطق به الأنبياء إنما يشهدون لما يخبرهم به الله بطريقة أو أخرى، أما ما ينطق به السيد المسيح فهو يعلن ما يراه ويسمعه، إذ هو غير منفصل عن الآب، هو الحق ذاته.

v “الذي يأتي من السماء، هو فوق الجميع. وما رآه وسمعه به يشهد، وشهادته ليس أحد يقبلها” (31-32)… له الآب، بكونه ابن اللَّه. له الآب ويسمع الآب… هو كلمة الآب.

القديس أغسطينوس

 

فاصل

تفسير الأب متى المسكين 

 

32:3- وَمَا رَآهُ وَسَمِعَهُ بِهِ يَشْهَدُ وَشَهَادَتُهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُهَا.

‏كانت شهادة المعمدان عن نفسه أنه ليس هو المسيح، وعن المسيح أنه الذي سيعمد بالروح القدس، بمفهوم التغيير الجذري لحياة الناس لتكون لحساب الله والحياة الآبدية، وأنه هو الحمل الذي يرفع خطية العالم، باعتبار رسالته الفدائية للخلاص لمغفرة الخطايا. وأنه هو العريس الحقيقي للشعب أو للأمة الذي انتظرته كل الأجيال السالفة. ولكن هنا تمتد شهادة المعمدان إلى آفاق أخرى لأول مرة يطرقها, وهي إجتهادية، إذ أنه يتكلم عن شهادة المسيح لنفسه ولرسالته, وهي بالنسبة للمعمدان حقيقة بديهية، فلأن المسيح من فوق من السماء فهو جاء ليشهد بما يعرفه سمعاً ورؤية, وهو قطعاً أعلى مما يعرفه كل من على الأرض, لذلك إذ أن هذه الشهادة تفوق المعرفة الطبيعية للناس, إذ هي تختص بالمعارف السماوية, لذلك «ليس أحد يقبلها»؛ ولو أن ذلك ليس بالأمر المقطوع به لأن بعض الناس قبلها. والمعمدان اعتبر نفسه أحد الذين قبلوها، وهو الآن يشهد بذلك.
المعمدان هنا لا يتكلم عن الجموع التي التفت حول المسيح، فهذه الظاهرة تخفي حقيقة هو يعلمها وقد فهمها قبل غيره: أن جوهر رسالة المسيح قائم على أساس أنه «ابن الله»، وأنه مقدم على تجديد كل شيء بالروح القدس، وخاصة بتقديم نفسه عوض الذبائح بصفته حمل الله الذي وحده يرفع خطية العالم؛ فعلى أساس هذه الحقائق سيٌقاوم ولا أحد يريد أن يستجيب لرسالته التي أخذها من فوق. وأوضح دليل على ذلك، الهزة التي اهتزها هو من الأعماق وكادت تعصف به، والتي أعلن عنها الإنجيل أنه في يوم محنته أرسل اثنين من تلاميذه يسأل المسيح نفسه: «أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟» والتي كان ردها باختصار: «طوبى لمن لا يعثر في» (مت1:11-6). والمعمدان يعود إلى أعماق نفسه المضيئة بروح الحق والنبوة، فيرى أن المسيح بحد ذاته هو الحامل لشهادة الله وبما رأى وسمع عند الله كما قال هو عن نفسه: «أنا أتكلم بما رأيت عند أبي… وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله (يو38:8-40‏), هو أنه أقصى ما يستطيع أن يعبر به الإنسان عن قبوله للحق وضمان تعهده بالشهادة بذلك.
‏وإن كان المعمدان لم يكمل فيما يخص نصيب الذين لا يقبلون شهادة الله هذه، فالقديس يوحنا نفسه يقدمها في رسالته: «لأن هذه هي شهادة الله التي قد شهد به االله عن ابنه. من يؤمن بابن الله، فعنده الشهادة في نفسه. من لا يصدق الله، فقد جعله كاذباً لأنه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه.» (ايو9:5-10)

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

 

(آية32): هنا المعمدان يتكلم بالروح عن المسيح وشهادة المسيح لنفسه ولرسالته. ولأن رسالة المسيح سماوية لم يفهمها كثير من الناس ولم يقبلوها. هذه نبوة عن رفض اليهود للمسيح. ورسالة المسيح سماوية فهو يشهد بما رآه وسمعه (قارن مع آية11:3). رآه وسمعه= تعبير بشري عن تطابق فكر الآب والإبن فهو غير منفصل عن الآب، الإبن هو الحق ذاته.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى