1كو 9:1 آمين هو الله الذي به دعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا
أَمِينٌ هُوَ اللهُ الَّذِي بِهِ دُعِيتُمْ إِلَى شَرِكَةِ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.
+++
تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم
“أمين هو الله الذي به دُعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا” (ع۹).
لم يقل بولس الرسول دُعيتم بفلان وبفلان بل قال “به” أي بالله ولم يقل أيضاً تقدمتم بل قال “دُعيتم”.
ذکر بولس الرسول أن الله وعد أن يصيرنا شركاء الابن الوحيد الجنس لأنه إلى هذا دعانا ودعوته هذه سبق فدبرها ، فالله هنا هو الداعی.
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“أمين هو اللَّه،
الذي به دُعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا” [9].
“أمين هو اللَّه“، فهو صادق في مواعيده، لن يخدعنا. يبدأ معنا ويكمل حتى النهاية (في6:1). تعبير “أمين هو اللَّه” محبوب جدًا لدى اليهود القدامى، يفهمونه بأن اللَّه أمين في حفظ وعده لهم كشعبٍ خاص به، لهم الوعود الإلهية الفائقة. ويرون في إخلاص بعض المؤمنين وأمانتهم توضيحًا لإخلاص اللَّه وأمانته، فيذكرون القصتين التاليتين:
الأولى: قيل أن الحاخام فينحاس Rabbi Phineas بن يائير Jair كان مقيمًا في مدينة ما وقد جاءه بعض الأشخاص وقدموا له كيلتين من الشعير ليحفظهما لهم. نسي هؤلاء الرجال الأمر، وإذ عبرت سنة تلو الأخرى جاءوا إليه بعد سبع سنوات يسألونه الكيلتين من الشعير، أما هو فأخذهما إلى مخازن متسعة وأشار إليهم إلى كمية ضخمة للغاية من الشعير وطلب منهم أن يحملوها. سألوه: “ما هذا؟ نحن قدمنا كيلتين فقط وأنت تقدم لنا هذه الكمية الضخمة”. أجابهم: “لقد وثقتم فيَّ وسلمتم إليّ كيلتين، وأنا بدوري قمت ببذرهم في الأرض سنة تلو الأخرى فجاء هذا المحصول، وهو ملك لكم”. دُهش الكل لأمانته العجيبة وإخلاصه، وصاروا يتساءلون: “إن كانت هكذا هي أمانة رجال اللَّه، فماذا تكون أمانة اللَّه نفسه؟!”
أما القصة الثانية فتُنسب إلى الحاخام سيمون Rabbi Simeon بن شيتاخ Shetach أنه اشترى حمارًا من بعض أشخاصٍ من بني أدوم. بعد فترة اكتشف تلاميذه أن في قلادته التي حول عنقه لؤلؤة كثيرة الثمن. انطلقوا إليه حاملين اللؤلؤة وهو يقولون له أنه كمبارك الرب يصير غنّيًا كما جاء في أمثال 22:10 “بركة الرب هي تغني ولا يزيد معها تعبًا“. أجابهم: “لقد اشتريت الحمار ولم اشترِ اللؤلؤة”. أخذ اللؤلؤة وانطلق بها إلى البائعين من بني أدوم يسلمها لهم. هكذا هي أمانة رجال اللَّه كظلٍ لأمانة اللَّه العجيبة.
v يقول بولس هذا لكي لا يسقط أهل كورنثوس في اليأس عند ما ينتقدهم. إنه يذكرهم بأن المشكلة ليست في اللَّه، إنها بسبب خطايانا وعدم إيماننا.
“دُعيتم” لا تعني مجرد دعوة مقدمة لنا، إنما تحمل إمكانية النعمة والقوة الإلهية لتحقيق الدعوة إن قبلناها.
v ليس بهذا أو ذاك بل يقول “بالآب” قد دعيتم، بواسطته أيضًا قد اغتنيتم.
دعينا إلى شركة ابنه يسوع، لكي نصير شركاء مع المسيح في الميراث (رو17:8-30)، نصير مثله كأبناء اللَّه (2تس14:2؛ 1بط13:4؛ 1يو3:1)، لكن ليس بالطبيعة بل بالتبني، باتحادنا معًا فيه.
v لقد دعيتم إلى شركة الابن الوحيد الجنس، فهل تدمنون الاعتماد على البشر؟ أي بؤس أشر من هذا؟
v إنه يعدنا أنه يجعلنا شركاء ابنه الوحيد الجنس، لهذا الهدف أيضًا دعانا… فإنه بالحقيقة كان يريد أن يعطي، لكنهم برفضهم أن يقبلوا طردوا أنفسهم.
v آمنوا بالمسيح دائمًا، فإنكم قد دعيتم لا لغرض آخر سوى أن تكونوا واحدًا فيه.
v الشركة هي أُخوّة. كما يعلن بولس أمانة اللَّه غير الساقطة من نحونا، هكذا يليق بنا نحن ألا نوجد غير أمناء أو مسيئين إلى بنوتنا. بالأحرى يلزمنا أن نبقى أمناء فيها.
أمبروسياستر
v كون اللَّه أمينًا يعنى أنه يمكننا أن نثق في إعلانه عن ذاته. كلمته تعلن عنه. أنه اللَّه الآمين.
بقوله “شركة ابنه” نصير شركاء معه في الآتي:
أ. نصرته الدائمة على قوات الظلمة: “ولكن شكرًا للَّه الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين و يظهر بنا رائحة معرفته في كل مكان” (2 كو 2: 14).
ب. الطبيعة الإلهية، حيث يقدم لنا بروحه القدوس أن نصير أيقونة له، حاملين سماته. “لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة” (2 بط 1 : 4).
ج. آلامه وصلبه (1بط13:4؛ كو24:1؛ في10:3). “لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبها بموته” (في10:3).
د. حياته المُقامة (مت28:9).
هـ. الميراث الأبدي وشركة المجد: “مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاءٍ حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات، لميراثٍ لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل، محفوظ في السماوات لأجلكم” (1بط 1 :3-4).
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آمين = الله يفي بكل ما وعد به، وهو أن نشترك في مجد إبنه، فهو إذ دعاهم = الذي به دعيتم = فهو من المؤكد أنه سيحقق لهم حياة الشركة في إبنه لينالوا كل النعم السابقة، والله سيعطيهم كل ما يلزم لخلاصهم ويقويهم للثبات في القداسة للنهاية. هذا طبعاً لمن يريد ولا يرفض عمل الله.