1 كو 2:1 إلى كنيسة اللَّه التي في كورنثوس المقدسين في المسيح يسوع

 

إِلَى كَنِيسَةِ اللهِ الَّتِي فِي كُورِنْثُوسَ، الْمُقَدَّسِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، الْمَدْعُوِّينَ قِدِّيسِينَ مَعَ جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، لَهُمْ وَلَنَا:

+++

تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم

 « بولس المدعو رسولاً ليسوع المسيح بمشيئة الله و سوستانیس الأخ . إلى كنيسة الله التي في كورنثوس المقدسين في المسيح يسوع المدعوين قديسين مع جميع الذين يدعون باسم ربنا يسوع المسيح في كل مكان لهم ولنا . نعمة لكم و سلام من الله ابينا و الرب يسوع المسيح (ع ۱ – ۳) .

انظر كيف أن بولس الرسول من البداية أطلق على نفسه مدعواً ، وكأنه يقول : أنني لم أجد ما تعلمته وأدركته بحکمتی ، ولكني دُعيت ، إذ كنت مضطهدًا الكنيسة وهادمها ، كمن يقول إن الأمر كله صدر من الداعي ، وأما عن المدعوين ما صار لهم هذا سوى طاعتهم فقط.

ونرى تواضع بولس الرسول هنا إذ قال : “وسوستانیس الأخ “حيث رتب ذاته مع من هو أصغر منه كثيرًا ، لأن الفرق عظيم بينه وبين سوستانیس وسماها ” کنیسة الله “، موضحًا أنه يجب أن تكون متحدة ، ليس في كورنثوس فقط بل في المسكونة كلها ، لأن اسم الكنيسة ليس هو اسم التفرقة ولا الاختلاف بل الألفة والاتحاد.

وقول بولس الرسول “نعمة لكم وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح” حيث إن النعمة الحقيقية والسلام الصادق فهما من الله والذي تكون له النعمة من الله لا يخاف شيئاً ولو صادفته شدائد كثيرة.

انظر بإمعان كيف أن داود النبی کانت له النعمة من الله وأبشالوم كانت له من الناس ، فأي منهما نجح ؟ وانظر أيضًا  لقد كانت النعمة لإبراهيم من الله وكانت النعمة لفرعون عند الناس ، فمن منهما ظهر سعيدًا مشرفًا  ؟ انظر أيضاً كان للإسرائيليين النعمة من الله وكانوا مبغوضين من الناس المصريين ، إلا أنهم استولوا على مبغضيهم بكل افتخار كما هو معلوم للكل .

لذلك سبيلنا أن نحظى بالنعمة من الله.

فاصل

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

إذ كثرت مشاكلهم أبرز في المقدمة الدعوة الإلهية الموجهة إليهم: 

غاية الدعوة: أن نكون قديسين كما هو قدوس [2].

سرّ الدعوة: نٌدعى باسم يسوع المسيح [2].

خبرة الدعوة: الصليب قوة اللَّه وحكمته [24].

إمكانيات الدعوة: تحدى للحكماء والأغنياء الخ. [26-31].

كعادته يشجع الرسول الكل، فإذ يفند سلوكهم الكنسي المرّ، وأيضًا سلوك بعضهم الأخلاقي الفاسد لم يخجل من أن يقول لهم: إلى “المقدسين في المسيح يسوع، المدعوّين قديسين“. هكذا يرفع الرسول من روحهم المعنوية حتى يمكنهم الإنصات إليه والتجاوب معه. يدعوهم “مقدسين“، و”مدعوين قديسين“، فقد تقدسوا في الرب يسوع وكرسوا قلوبهم له بنوالهم سرّ العماد، لذا لاق بهم أن يسلكوا طريق القداسة. إنهم كنيسة مقدسة، ليس من أجل انتسابهم لبولس أو أبلوس أو صفا (بطرس) بل من أجل اللَّه مقدسّهم.

v لا نصنع شيئًا صالحًا بأنفسنا وإنما بمشيئة اللَّه ننال هذا الخلاص؛ ونحن مدعوّون (قديسين) ليس لأننا نستحق ذلك، وإنما لأن في ذلك مسرته.

v إنه يذكّرهم بعدم طهارتهم التي حررهم منها، وهكذا يحثهم إلى تواضع الفكر، فإنه ليس بأعمالهم الصالحة تقدسوا بل بحنو اللَّه.

القديس يوحنا الذهبي الفم 

واضح أنه وهو يكتب إلى كنيسة كورنثوس يوجه الحديث إلى جميع الذين يدعون باسم يسوع المسيح ربنا في كل موضع، أي إلى الكنيسة الجامعة الممتدة من أقاصي المسكونة إلى أقاصيها. فإن للرب بقية مقدسة في كل مكان في العالم في كل الأجيال تحيا معًا في شركة روحية. هذه البقية كرست حياتها للرب، أي عزلت نفسها لا عن العالم بل عن فساده لتحمل أيقونة القدوس، وهذا هو غاية إنجيل المسيح. فكلمة “مقدّسون” في اليونانية هنا “hagiazo تعني الاعتزال لكي يصير الإنسان في ملكية اللَّه ولخدمته. فمن الخطورة أن ننظر إلى البشرية بمنظارٍ قاتمٍ، إذ يوجد في كل الأجيال قدّيسون يكرّسون قلوبهم وحياتهم للرب القدوس ويحملون روح الوحدة.

v مع أن الرسالة قد كُتبت إلى أهل كورنثوس وحدهم لكنه يشير إلى كل المؤمنين في كل الأرض، مُظهرًا أن الكنيسة في العالم يجب أن تكون واحدة مهما انفصلت عن بعضها في أماكن مختلفة، بالأكثر تكون هكذا في كورنثوس. إن كان المكان يفصلهم فإن الرب يضمهم معًا، إذ هم معروفون للكل. لهذا يوحدهم معًا بقوله “لهم ولنا”.

القديس يوحنا الذهبي الفم 

بقوله “لنا” يعني “لي ولسوستانيس“، فإنه يشعر بأن القدّيسين هم عطية اللَّه لخدامه. فكما يشعر الخادم أنه ليس لنفسه بل للبشرية التي مات المسيح عنها، يشعر أيضًا أن القديسين هم له سند ومعين بل وإكليل مجد يناله.

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

إلى كنيسة الله = إذاً هي ليست كنيسة بولس ولا أبلوس ولا صفا، هنا نجد إحتجاج صامت على التحزباتولاحظ أن الكنائس كلها لله ونحن نطلق أسماء القديسين عليها إكراماً لهم. المقدسين = أي المفرزين أو المكرسين المخصصين للرب، وهذا التقديس يتم بواسطة الاتحاد مع المسيح يسوع بالإيمان به وبالمعمودية التي هي ميلاد ثانٍ من الماء والروح، لذلك أعطانا الله الروح القدس ليساعدنا أن نتقدس وهذا يتم بواسطة أسرار الكنيسةفالخطية تفصل بيننا وبين الله ولكن الروح القدس الذي يبكت على الخطية (يو 16 : 8) ويعين ضعفاتنا (رو 8 : 26) ويعطينا الغفران في سر التوبة والاعتراف ويعطينا الثبات في جسد المسيح في سر الإفخارستيا يعيدنا للثبات والإتحاد مع المسيح يسوعوبهذا تصبح الكنيسة كلها مشتركة مع المسيح في جسد واحد، ولكن علينا أن نسلك في قداسة يعيننا عليها الروح القدس ونسلك بجهاد ضد الخطية. المقدسين في المسيح = فمفتاح بركات العهد الجديد هو إتحادنا بشخص المسيح. المدعوين قديسين = أي لا فضل في ذلك لا لأنفسهم ولا لبولس، بل المسيح هو الذي دعاهم، فلماذا التحزب لشخص ما. جميع الذين يَدْعون = وترجمت يبتهلون ويصلون باسم ربنا يسوعفي كل مكان = إشارة لوحدة الكنيسة. لهم ولنا = قد تفهم بأنهم يبتهلون لهم ولناوقد تفهم أن المسيح رب لهم ولنا.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى