إش52: 11 اعتزلوا اعتزلوا، اخرجوا من هناك، لا تمسوا نجسًا…

 

اِعْتَزِلُوا، اعْتَزِلُوا. اخْرُجُوا مِنْ هُنَاكَ. لاَ تَمَسُّوا نَجِسًا. اخْرُجُوا مِنْ وَسَطِهَا. تَطَهَّرُوا يَا حَامِلِي آنِيَةِ الرَّبِّ.“(إش52: 11)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

بروح النبوة رأى إشعياء الكهنة حاملي آنية الرب التي أخذها نبوخذ نصَّر والتي استعملها بيلشاصَّر في الوليمة باستخفاف (عز 1: 7-11)، في موكب مهيب استغرق حوالي أربعة شهور.

كشف النبي عن سرّ مهابة هذا الموكب ألا وهو:

أ. من الجانب السلبي: اعتزال الشر والخروج المستمر من أسر الخطية؛ “اعتزلوا اعتزلوا، اخرجوا من هناك، لا تمسوا نجسًا؛ اخرجوا من وسطها، تطهروا يا حاملي آنية الرب” [11].دعوة للخروج المستمر كقول الرسول: “لذلك أخرجوا من وسطهم واعتزلوا يقول الرب، ولا تمسوا نجسًا فأقبلكم، وأكون لكم أبًا وأنتم تكونون ليّ بنين وبنات” (2 كو 6: 17-18).

v ينصح بولس قائلاً: “اعزلوا الخبيث من بينكم”، “حتى يُرفع من وسطكم الذي فعل هذا الفعل” (1 كو 5: 13، 2). إنه أمر مرعب، ومرعب حقًا، هو مجمع الأشرار، فإن وباءهم ينتقل بسرعة ويؤثر على من يتعاملون معهم كمن هم مرضى… “فإن المعاشرات الرديئة تُفسد الأخلاق الجيدة” (1 كو 15: 33)… ليته لا يكون لأحد صديق شرير.

القديس يوحنا الذهبي الفم

ب. من الجانب الإيجابي: قبول الله نفسه قائدًا للموكب، لهذا نخرج في هدوء وطمأنينة واثقين من قدرة قائدنا وحمايته لنا كل الطريق؛ “لانكم لا تخرجون بالعجلة، ولا تذهبون هاربين؛ لأن الرب سائر أمامكم وإله إسرائيل يجمع ساقتكم” [12].

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية (11) اعتزلوا اعتزلوا اخرجوا من هناك لا تمسوا نجسا اخرجوا من وسطها تطهروا يا حاملي أنية الرب.

المنظر الذي نراه كرمز لفداء المسيح هو خروج اليهود من بابل ورجوعهم إلى صهيون. وهم عادوا فى موكب حاشد يتحرك ببطء ولكن بلا خوف. وهو ليس مشهد جماعة من العبيد الهاربين الذين يخشون متابعة سادتهم، بل يسيرون في ثقة وترنيم ويركض أمامهم من يبشر بالسلام. ومعهم كهنتهم حاملين آنية بيت الرب، ولقد إستغرقت الرحلة 4 شهور. وكانوا يرنمون، وحين يرنمون ترى الأرض كلها خلاص الله لشعبه. و المعنى، فبعد أن يقدم المسيح الخلاص لشعبه، على شعبه أن لا يخاف بطش عدو، سواء شياطين أو من تحركهم الشياطين ، فهو تحرر منهم. وعلى شعب الله أن يعتزل الشر ويحيا حياة التسبيح شاهداً لخلاص إلهه. وكما إعتزل اليهود الذين تعودوا الحياة في بابل حياتهم، على الكنيسة شعب الله أن تعتزل حياة الخطية =لا تمسوا نجساً = علينا أن لا نكون مثل اليهود الذين أخرجهم الرب من مصر فخرجوا ومحبة الأوثان، أي العجل الذهبي في قلوبهم فأهلكتهم، علينا أن نضحي باللذات الوقتية، ويجب أن نطمئن من جهة الطريق فالله الذي يقود ويحافظ على المسيرة. وعلينا أن نتبع أثار من سبقونا من القديسين والشهداء، وعلى رجال الكهنوت حاملي آنية الرب أن يتطهروا (والآنية هي التي أخذها نبوخذ نصر فأعادها كورش (عزا)).

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى