1يو 6:1 إن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق
إِنْ قُلْنَا: إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ. (1يو 6:1)
+++
تفسير القديس أغسطينوس
لقد منحنا الله التعزية ورفعنا إلى فوق واعطانا رجاء حتى لا نخور في الطريق ، لاننا نركض إلى مدينتنا، واذا تملكنا اليأس من الوصول سوف نفشل ، ولكن ذاك الذي كل ارادته ومشيئته ان نصل الى المدينة يحفظنا في امان ويقوينا في الطريق . “اذا قلنا ان لنا شركة معه وسلكنا فی الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق ، فاذا كنا نسلك في الظلمه لا يمكن أن نقول أن لنا شركة معه، اذا سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ” . لنسر اذا في النور كما هو في النور لكي يمكن أن يكون لنا شركة معه. ولكن ماذا نفعل تجاه خطايانا ؟ اسمع ما يقوله “دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية”، ما أعظم الضمان الذي أعطاه الله لنا !
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“إن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق” [6].
جاء النور الحقيقي ليضيء لكل إنسان. “وهذه هي الدينونة، أن النور قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم كانت شريرة” (يو ٣: 19). فمن يرفض السلوك في النور لا تكون له شركة مع اللَّه بل يكون مخادعًا غير سالك في الحق.
v ليس للكذب شركة مع الحق، كما ليس للنور شركة مع الظلمة. فإن وجود الواحد يستبعد الآخر.
القديس إيريناؤس
v الحق هو نور، فإن لم نُسر حسب الحق فنحن في الظلمة.
“ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور،
فلنا شركة بعضنا مع بعض،
ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية” [7].
هذه هي علامة الشركة مع اللَّه: السلوك في النور. وهذه هي علامة السلوك في النور أن يكون لنا شركة مع بعضنا البعض، أي لنا الحب والوحدة القائمة على ارتباطنا جميعًا بإيمان واحدٍ مستقيم كأعضاء في الجسد الواحد. وأن يكون لنا تمتع مستمر بالتطهر من كل خطية خلال التوبة والاعتراف وذلك باستحقاق دم المسيح.
لقد وضع الرسول شركتنا مع بعضنا البعض، أي وحدتنا الإيمانية المملوءة حبًا ككنيسة واحدة قبل أن يقول: “ودم يسوع المسيح يطهر”، لأنه لا يستطيع إنسان أن يتمتع بدم المسيح خارج هذه الكنيسة الواحدة.
v كان دم الذبائح الحيوانية كافيًا لغسل الشعب من خطايا معينة ارتكبوها،، أما دم المسيح ففيه الكفاية في تطهير الذين يسلكون بالحب من كل الخطايا.
تفسير القمص أنطونيوس فكري
أية 6 :- إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ
هذا الكلام يرد به على الغنوسيين الذين يهتمون بالمعرفة ولا يهتمون بالسلوك الإخلاقى، بل يحرضون على الإنحلال بدعوى أن الجسد شر ولن يضيره شئ من السلوك فى الخطية.
إن قلنا أن لنا شركة معه = فالتجسد أعطانا شركة مع الله فلقد صرنا شركاء الطبيعة الإلهية (2بط1: 4) وأثر ذلك يظهر فى أنه تصير لنا طبيعة جديدة كلها محبة وطهارة فنحن نشترك مع الله فى محبته وطهارته وقداسته، نصير خليقة جديدة (2كو5: 17) أى تتغير طبيعتنا القديمة ويظهر هذا فى حياتنا وسلوكنا اليومى. فمن يؤمن بالمسيح ويعتمد به (رو6: 5) وتصير له حياة المسيح (فى1: 21 + غل2: 20) وبهذا يعيش الإنسان الحق ولا يحتمل الباطل. تتغير طبيعته ليصير نوراً. فالحق ليس معرفة فكرية بل حياة يحياها الإنسان من واقع حياة المسيح فيه، وهذه لها قوة وفعل محرك. ولكن علينا أن نجاهد ونبعد عنا كل ظلمة ونحيا كمائتين عن الخطية ” مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى” (غل2: 20). فالبداية أن أصلب نفسى مع المسيح، بأن أبتعد عن كل شر وخطية، بل شبه شر فلا شركة للنور مع الظلمة (2كو6: 14). وإن حدث وسقطنا فلنتب سريعاً و نعترف ودم يسوع المسيح يطهرنا (7)، (9). شركة معه = كلمة شركة فى اليونانية تشير لإمتلاك مجموعة من الناس لشئ واحد. والشركة المسيحية تعنى الإسهام فى الحياة المشتركة فى المسيح بواسطة الروح القدس، فهى تربط المؤمنين معاً وتربطهم بالله. ولو هناك من يرفض الشركة مع أخيه فكيف يكون هذا حق أو نور، كيف تتخاصم اليد مع الرجل أو العين، ويكون الجسد سليماً
وسلكنا فى الظلمة نكذب = من يرفض السلوك فى النور لا تكون له شركة مع الله وهكذا من لا يريد الشركة مع إخوته (أى يحمل كراهية لهم فى قلبه). مثل هؤلاء يكونوا مخادعين غير سالكين فى الحق أى كاذبين، فكيف تكون فى شركة معه أى نوره فينا وتسلك فى الظلمة.
- تفسير رسالة يوحنا الأولى 1 – القديس أغسطينوس
- تفسير رسالة يوحنا الأولى 1 – القمص تادرس يعقوب ملطي
- تفسير رسالة يوحنا الأولى 1 – القس أنطونيوس فكري