رو 3:12 لا يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي بل يرتئي إلى التعقل
فَإِنِّي أَقُولُ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي، لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ: أَنْ لاَ يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ، بَلْ يَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ، كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَارًا مِنَ الإِيمَانِ. (رومية 3:12)
+++
تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم
” فإني أقول بالنعمة المعطاة لي لكل من هو بينكم أن لا يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي بل يرتئي إلى التعقل. كما قسم الله لكل واحد مقدارا من الإيمان ” (رو۳:۱۲).
فبعدما قال قبلاً “أطلب إليكم أيها الاخوة برأفة الله “، يتكلم هنـا مـرة أخرى “عن النعمة” لاحظ إتضاع المعلم، ولطفه. لا يحسب نفسه مستحق أن يوجه مثل هذه النصيحة وهذه المشورة، بـل مـرة يعتمد على رأفة الله، ومرة أخرى على نعمة الله. هكذا يوضح أنه لا يتحدث بكلامه الشخصي، بل بكلام الله، ولم يقل، إنني أكلمكـم باسـم حكمة الله، وباسـم نـاموس الله، لكنه قال: “بالنعمة المعطاة لي ” لكي يذكر على الدوام بإحسانات الله، لكي يجعلـهـم بـالأكثر ممتنين لله، وأن يظهـر بهـذه الطريقـة أنهـم مسئولون عن الطاعة لكل ما يقال.
“لكل من هو بينكم “. وليس لهذا وذاك فقط، بل للرئيس، وللمواطن، وللعبد والحر، وللبسيط والحكيم، وللمرأة والرجل، وللشاب والشيخ، لأن هذا الناموس هو واحد للجميع، لأنه ناموس الرب. وهكذا لا يجعل كلامه مزعجا، طالما أنـه يقـدم التعاليم للجميع، ولأولئك الذين ليسوا مسئولين، لكي يتقبل المسئولون بأكثر سهولة هذا التوبيخ وهذا الاصلاح. أخبرني ماذا تقول؟ “أن لا يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي “. إنه يعرض هنا لتاج الصالحات، أي الإتضاع، متمثلاً بمعلمـه. لأنـه مثلمـا أن سيده صعد إلى الجبـل وألقـى الموعظة هناك، وكانت هذه هي البداية، وقد وضع هذه الأساسات، قائلاً: ” طوبى للودعـاء، هكـذا بولس أيضا، بعدما إنتقـل مـن العقائد ، إلى الموضوعات الأخلاقية والروحية، علم بشكل عام عن الفضيلة، طالبا منا الذبيحة المرضية، لكنه يريد أن يصفها بشكل منفصل، يبدأ من الإتضاع، هكذا بدأ من الأهم، إذ يقول: “أن لا يرتئـي فـوق مـا ينبغي أن يرتئي “، لأن هذه هي إرادة الله، “بل يرتئي إلى التعقل”.
مـا يقـولـه يعـني الآتي: لقد وهبنا عقلاً، لا لكي نستخدمه بتباهي، بل بتعقل. ولم يقل بوداعة، بل قال “بتعقل”، قاصدا بالتعقل هنا، ليس الفضيلة الـتـي هـي عكـس الفجـور، ولا التحـرر مـن الفسـق، بـل اليقظـة الروحيـة ، والصحة الذهنية. كذلك فإن الإعتدال يدعى تعقلاً، من حيث إنه صحيح ومنطقي، لكي يبرهن على أن ذاك الذي ليس معتدلاً، لا يمكنه أن يقتني التعقل، أي لا يمكـن أن يكون متوازنـا بشكل جيد، وأن يحكـم علـى الأمور بشكل صحيح، بـل يكـون إنسـان بـلا منطق ومصاب بجنون، وهـو أكثر من مختل العقل، لذا يعتبر الرسول بولس التواضع تعقلاً.
إذن فنظرا لأن منح المواهـب دفع الكثيرين للإفتخار، فعليك أن تلاحظ الطريقة التي أوضح بها للكورنثيين سبب المرض، وكيـف حاصره تدريجيا. لأنه بعدما قال إنه ينبغي أن يكون التفكير بتعقل، أضاف: “كما قسم الله لكل واحد مقدار من الإيمان “. داعيا الموهبة هنا، إيمائًا. ولكن بقوله كما قسم، يكون قد عزى من نال القليل، وضبط الذي تمتع بالكثير.
إذن إن كـان الله هـو الـذي قسم، وأن مـا تحقـق هـو ليس منك، فلماذا تفتخر؟ لكـن لـو أن الإيمـان هـنـا لا يدعى موهبة، فهذا أيضا يظهـر بدرجة كبيرة، كيف أنه يجعل المفتخرين متضعين. إذا فإن كان سبب الموهبة، أي الإيمان الذي به تحدث المعجزات، يأتي من الله، فأين الإفتخار؟ بالتأكيد لو لم يكن رب المجد قد أتى وصار إنسائا، فإن أمـور الإيمـان مـا كـان لها أن عطائه تتقدم. وبناء على ذلك فإن بداية كل ما يتعلق بالأمور الصالحة تأتي من هنا. ولكن إن كان رب المجد يهب ويمنح، فهو يعرف كيف يقسم. لأنه هو خالق الجميع، ويعتني بالجميع بنفس القدر. وكما أن سبب . هـو محبتـه للبشر، هكذا أيضا مقدار العطيـة هـي بسبب محبته للبشر. لأنه لم يكن ممكنا أن يظلمك في القدر الذي يعطيك إياه، طالما أنه قد أظهـر صـلاحه للأمم، بل والأكثر أهمية، هو منحه للمواهب. لأنه، لو كان يريد أن يقلل مـن شـأنك مـا كـان لـه أن يعطيك البداية، أما إن كان قـد حـرص على أن يخلصك ويكرمك، خاصة أنه لهذا قد أتى، وقسـم كـل هـذه الخيرات ، فلماذا تقلق، وتضطرب، وتستخدم العقل في الحماقة، فتهين نفسك، أكثر من الأحمق بالطبيعة؟ لأنه أن يكون أحد بطبيعته أحمق، فهذا ليس إتهاما ، ولكـن أن يصير أحمقـا في طريقة تفكيره، يكـون قـد حـرم نفسـه مـن التسامح، وهكذا ينال عقابا شديدا.
5 ـ مثل هؤلاء، هم الذين يفتخرون بالحكمة (العالمية) ويسقطون في أسوأ أنواع الكبرياء. لأنه هكذا يصف النبي الشخص البربري بقوله : ” لأن اللئيم يتكلم باللؤم “. ولكـي تعـرف حماقتـه مـن كـلامـه، اسمـع مـاذا يقـول: “أصعد إلى السموات أرفع كرسي فوق كواكب الله .. أصير مثل العلي”^ إذا هل هناك حماقة أكثر مـن هـذا الكلام؟ وكـل كـلام الكبرياء يجلب علـى الفـور هـذه الإدانـة. وإن أوردت كـل كـلام يقولـه المتكبرون، فلـن يمكنك أن تُميز أيـا مـن الكلام يتعلق بمتكبر وأي كلام يتعلـق بـأحمق. هكذا فإن النقص أو العيب هو واحد هنا. وقـد يقـول بـربـري آخر: ” قلـت أنـا إله ، يقـول آخر: ” مـن هـو الإلـه الـذي ينقذكم مـن يـدي “. ومن ناحيـة أخرى يقول فرعون:” من هو الرب حتى اسمع لقوله فأطلق إسرائيل. لا أعرف الرب وإسرائيل لا أطلقه . والجاهـل الـذي أشار إليه النبي هـو مثل ذلك، عندما قال في قلبه “ليس إله”، وقايين أيضا هو هكذا، إذ يقول “أحارس أنا لأخي”
تُرى، هل يمكنك أن تُميز أيا من الأمرين، هل تميز ما إذا كان الكلام هو للمتكبرين أم للجهـال؟ لأن الشخص القاسي يفقد المعيار المتعارف عليـه الذي يأتي من الذهن، كذلك فإن رأس الحكمة مخافة الله. وبناء على ذلك فإن رأس الحماقة هو الجهل بالرب. فإذا كانت المعرفة حكمة، فإن الجهل يكون حماقة، وهنا الجهل يأتي من الكبرياء. لأن رأس الكبرياء هو الجهل بالرب. إذا فالكبريـاء هـو أسوأ حماقة. مثلمـا كـان نابال‘‘‘، وإن لم يكن هكذا أمـام الـرب، فكـان هـكـذا أمام إنسان، بعدما صـار أحمق بسبب كبرياءه، لكنه مات في النهاية كما ينبغي له أن يموت. لأنه حين يفقد المرء معيار التعقل، يصبح على التو جبانا ووقحا، بعدما تمرض نفسه. فكما أن الجسد حين يفقد صلابته ويصير ضعيفا، تسود عليه كل الأمراض، هكذا النفس أيضا، عندما تفقـد تعقلها وتواضعها، وتعتاد علـى قبـول الأمراض، تصير جبانة، ووقحة، وحمقى، وتجهل بالأكثر ذاتها.
والذي يجهل ذاته، كيف سيعرف الأمور التي هي أسمـى منـه؟ لأنه مثلما أن الذي يصاب بمرض عقلي، عندما يجهل ذاته، لا يعرف ولا حتى الأمـور التي هي أمام قدميه، والعين أيضا عندما تُصاب بالعمى، يحدث لها نفس الأمر، فتُصبح كـل أعضاء الجسد الأخـرى في ظلام، هكـذا يحدث مع الكبرياء. ولهذا فإن أولئك الذين هم بالطبيعة هكذا، يكونوا أكثر بؤسا وتعاسـة مـن المجانين والحمقى. كذلك فإن أمثال هـؤلاء يثيرون السخرية ، ويسببون إنزعاجا. وهم بكل تأكيد مجانين، تماما مثل هؤلاء، لا يستحقون الرأفة، وبينما يحملون نقائص الاثنين (أي المتكبرين والمخبولين)، لكنهم لا يلقون أي تعاطف، ويكونوا موضع سخرية، ليس فقط حين يتكلمون، بل بمجرد بحضورهم أيضا.
إذن أخبرنـي لمـاذا ترفـع قامتـك بخيلاء؟ لماذا تنتفخ ؟ إنك لا تستطيع أن تجعل شعرة واحدة بيضاء أو سوداء، وتتخيل أنك تسود على كل شيء. ربما تريد أن تزرع لنفسك أجنحة، لكي لا تمشي على الأرض، ربما تشتهي أن تكون مخلوقا عملاقا. فبينما أنت إنسان، تحاول أن تطير؟ أو من الأفضل أن نقول إنك بعدما تطير في داخلك، تشتعل من كل جانب؟ ماذا أدعوك لكي أنزع عنك الافتخار؟ هل أدعوك ترابـا ورمادا ودخائا وغبارا؟ مـن ناحيـة فـإنـي أرجـع افتخـارك إلى تفاهتـك، لكنني مـن ناحيـة أخـرى لم أدرك بالضبط الصـورة الـتي أريدها، حيث إنني أريد أن أعرض تلهفهم، وكـل مـجـدهم الباطل. إذا ما هي الصورة التي يمكن أن نرسمها وتتناسـب مـع هـؤلاء؟ يبدو لـي أنهـم يشبهون الرماد، خاصة وأن المتكبر الذي يكون منتفخا ، واقفا منتصبا ، ، بمجرد أن يتعرض للمسة بسيطة من الأيدي يسقط كله إلى أسفل، ويصير أكثر تفاهة من أي رماد.
هكذا تكون نفوس هؤلاء المتكبرين. لأن أي ضربة بسيطة يمكنها أن تهين انتفاخهم الباطل وتفتته. إذ هـم حتما مرضى. لأن الكبريـاء لـيس مـن سمات الصحة الجيدة، فكما تنفجر فقعات | الصابون بسهولة، هكذا هؤلاء المتكبرين، ينهارون بسهولة. لكن إن لم تصدق، قدم لي شخصا متكبرا ووقحا ، وستراه يصير أكثر جبنا من الأرنب، أمام أبسط شيء. لأنه كما أن الشعلة التي تنتج عن احتراق قطع صغيرة من الخشب، تشتعل سريعا ثم تتحول إلى رماد ، بينما الخشب الصلب لا يشتعل بسهولة، بل ويبقى مشتعلا لفترة طويلة، هكذا النفوس القوية، فهي بكل تأكيد قوية، لا تشتعل ولا تُطفئ بسهولة، أما هؤلاء المتكبرون فهم يعانون الأمرين في أقل من لحظة.
إذن ونحـن نطلـع علـى هـذه الأمور، علينا أن نحيـا حيـاة الإتضـاع. لأنه لا يوجد شيئا أكثر قوة من الإتضاع، فالإتضـاع هـو أكثر قوة من الصخرة ، وأكثر صلابة من الماس، ويجعلنا في أمان أكثر من الحصون، ومن المدن، ومـن الأسـوار، طالما أن الإتضـاع يصبح أكثر علـوا مـن كـل آلات الشيطان الحربية. إذا فكما أن الكبرياء يجعلنا عرضة للهزيمة بكل سهولة، حتى أمام الأمور العارضة طالما أنه ـ كما قلت ـ ينفجر بسهولة أكثر من فقاعات الصابون، ويتمزق بـأكثر سرعة مـن خيـوط العنكبوت، ويضمحل بأكثر سرعة من الدخان.
فلكي نكون إذا مستندين على صخرة ثابتة، علينا أن نهجر الكبرياء، ولنفضل الاتضاع. لأنه هكذا سنجد الراحة في الحياة الحاضرة، وسنتمتع في حياة الدهر الآتي بكل الخيرات، بالنعمة ومحبة البشر اللواتي لربنـا يسوع المسيح الذي يليق به مع الآب والروح القدس المجـد والقوة والكرامة إلى دهـر الدهور آمين.
تفسير القمص متى المسكين
۳:۱۲ «فإني أقـول بالنعمة المعطاة لي لكل من هو بينكم أن لا يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتني بل يرتئي إلى التعقل كما قسم الله لكل واحد مقداراً من الإيمان».
في هذا الجزء من الأصحـاح يـدخل ق. بولس في توزيع مهام العبادة وتقسيمها وتنسيقها ، لا بحسب التعيين على مستوى الأسباط والأشخاص في العهد القديم، ولكن بحسب نصيب كل واحـد من الإيمان الذي وهبه له الله ، هذا هو مصدر السلطات في كنيسة الله !!! وإذ يرى ق. بولس خـطـورة الـدخـول في وضع نظام العبادة وتنسيقها، يعلن في البداية أن الأمر لا يتعلق به شخصياً، وإنما بسلطان النعمة التي أعطاها له الله كرسول، إنه يأمر، مما يشعرنا أن الموضوع هنا على مستوى التدبير الإلهي ولا حرية فيه لأحد .
«فإني أقول بالنعمة المعطاة لي لكل من هو بينكم » :
بعد أن اطمأن ق. بولس ه يتحدث إلى أذهان متجددة، بدأ يكشف لهم تدبير نعمة الله التي أعطاها له الله كرسول ، لا فيما يختص بهم كأفراد من جهة مستوى عبادتهم الروحية وإنما في إدارة الشئون الكنسية. لذلك انتقل من مجرد الطلب إليهم كل واحد فيما له، إلى الإلزام بالنسبة للجماعة، ومن هنا شفع الأمر بالسلطان الذي له، وإنما من مصدر النعمة، كما سبق وكشف عن مصدر هذا السلطان منذ بدء الرسالة: «قبلنا نعمة ورسالة لإطاعة الإيمان في جميع الأمم الذين بينـهـم أنـتـم أيـضـاً مـدعـوو يسوع المسيح » (رو1: 5و6)، الأمر الذي ظل يؤكده لهم حتى آخر الرسالة: « ولكن بأكثر جسارة كتبت إليكم جزئيا أيها الإخوة، كمذكر لكم بسبب وهبت لي من الله . » (رو15:15)
والـقـديـس بولس إذ يزكي الأمر الذي يصدره إليهم بقوة النعمة التي فيه ، يشعر بخطورة الأمر، لأن عـلـيـه سيتوقف قيام الكنيسة كمؤسسة إلهية لضمان مسيرتها عبر الدهور. لذلك، فالأمر صادر لكل فرد في الجماعة من أجل الجماعة، أي أنه يتطلب سمعا وطاعة لدى الجميع .
«”لا يرتئي“ فوق ما ينبغي أن “يرتئي“ بل يرتئي” إلى “التعقل “ » :
يرتئي، يرتئي ، يرتئي
هنا لعب بالألفاظ محكم الإبداع، كما جاء في الترجمة العربية، مضافاً إليها في اليونانية أن “التعقتُل جاءت باليونانية أيضاً «يرتئي » !! فهذه الأوصاف الأربعة من كلمة «يرتئي» تنتهي بكلمة التعقل إنما بمفهوم أخلاقي عالي إذ تعني حكمة الرزانة . فـ «التعقل» في موقعها في الفلسفة الأخلاقية هي قمة أعمال العقل.
« كما قسم الله لكل واحد مقداراً (نصيباً) من الإيمان » : وحـيـنـمـا يشدد ق. بولس على التعقل، أي الرزانة والإفراز، فهو يتجه بشدة ناحية كل فرد بمفرده، مضيفاً إلى ذلك سبق تدبير النعمة في الكنيسة على هذا المستوى الفردي أيضاً، كون الله قسم أنصبة الإيمان على قدر قامة كل فرد بمفرده؛ فأصبح الالتزام على كل فرد أن يتعقل في عمله وتصرفه على قدر نصيبه من الإيمان الذي أخذه مسبقاً من الله ، وصار أمراً في غاية الأهمية من جهة قيام وحياة وتدبير وإدارة الكنيسة على مر الدهور.
والذي يسترعي انتباهنا بشدة هو أن ق. بولس لا يعطي هنا الفرصة لأصحاب المواهب العالية أن يـفـرضـوا مـسـتـواهـم على الكنيسة، ولا لأصحاب المواهب الأضعف أن يخزوا من إمكانياتهم الأضعف، فالله لا يطالب الإنسان إلا على مستوى ما أعطاه من إيمان ومواهب . فصاحب الخمس الـوزنـات جـيـد أن يربح خمس وزنات أخر وليس ثلاثاً، وصاحب الثلاث الوزنات جيد أن يعطي ثلاثاً وليس اثنين، ولا هو مطالب أن يعطي خمساً. وبهذا يحكم التعقل التدبير الكنسي .
إن ق. بولس، أو النعمة على وجه أصح ، تكشف خطر الحماس المنفرد، والغيرة الشخصية الـزائـدة، والـوثـوق في الذات والإمكانيات ، وهذا سنجد ق. بولس بعد ذلك يؤكده مراراً: « غير مهتمين بـالأمـور الـعـالـيـة بـل مـنـقـاديـن إلى المتضعين»، «لا تكونوا حكماء عند أنفسكم » (رو١٦:١٢). وهكذا نرى «التعقل» المبني على الإيمان في حدود النصيب الذي وهبه الله لكل فرد في الكنيسة هو الدعامة الأساسية لقيام ودوام هدوء وسلامة وصحة الكنيسة . وبالتالي وبناء عليه ، فإن واقع حال كلام ق. بولس يوحي إلينا حتماً بأن نسأل : وما حكم الله على الذي يتعالى على الجماعة فوق ما يستحق ؟ أو ما حكم الذي يتذمر على نصيبه الذي أخذ ؟ هذا نتركه للنعمة ولشرح ق. بولس المطول في (١ كو١٢ و١٣ و١٤).
نفهم من هذا أن قانون الخدمة في الكنيسة ـ بحسب نعمة الله التي في ق. بولس ـ الذي يضمن لها الحياة ورضى الله ، يرسو على امتياز الإيمان الذي يظهر في التعقل والرزانة وليس على أي امتياز شخصي آخر مهما كان. والإيمان الرزين هو برهان على صلة العضو بالمسيح، ومستوى صلة العضو بالمسيح هو الذي يزكيه حتماً أن يكون عضواً في جسده ، أي الكنيسة ، فعضو الكنيسة الخادم فـيـهـا والمـسـتـأمن على الخدمة هو في ذاته ليس شيئاً، فلا ينظر إلى ما هو لذاته وحيثياته وإمكانياته إلا ما يرى منه بالإيمان والتعقل ليبرهن على صلته الصحيحة بالمسيح .
حتى الذين هم أصحاب مواهب ممتازة ولكن يرتثون في أنفسهم فوق ما ينبغي أن يرثوا، فهؤلاء فاقدون « الـتـعـقـل والـرزانـة»، والفاقد التعقل هو صاحب نصيب إيمان أقل !! فالمسيحي عموماً والخادم المؤتمن على جسد المسيح خصوصاً ، لا ينظر في نفسه أنه كل شيء، فالذي هو كل شيء في الكنيسة هو المسيح ! ولا حتى ينبغي أن ينظر في نفسه أنه شيء، إذ يستحيل أن يوجد شيء في الكنيسة خارجاً عن المسيح، فالمسيح رأس كل شيء والكل في الكل !! فكل من في الكنيسة هو عضو في الجسد، والعضو ليس عضواً بنفسه ولكن بالكنيسة، ولا لنفسه بل للأعضاء الآخرين . فلا عـضـو أفـضـل مـن عضو، لأن الأفضلية هي ا للجسد. وذلك على أساس ثابت مكين، وهو أن موهبة الفرد الإيمانية التي تميزه لا يعتد بها لنفسه وإنما يوظفها لخدمة ـ الآخرين ـ الكنيسة .
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
يطالبنا الرسول بولس بالحياة المقدّسة في الرب خلال الإمكانيات الجديدة التي صارت لنا بتجديد أذهاننا يسألنا ألا يرتئي أحد فوق ما ينبغي، لئلاّ يظن في نفسه أنه أفضل من غيره، فإن كان الروح يعمل فيه بطريقة فائقة، لكن لكل واحد موهبته وقياس لقامته الروحيّة، فيسلك في جهاده الروحي بروح التواضع والحكمة، بما يناسب ما يناله من نعم إلهية وعطايا.
“فإني أقول بالنعمة المعطاة لي لكل من هو بينكم،
ألا يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي،
بل يرتئي إلى التعقّل كما قسّم الله لكل واحد مقدارًا من الإيمان” [3].
يقول القدّيس أغسطينوس: [حين قال يوحنا المعمدان: “لأنه ليس بكيل يعطى الله الروح“(يو 3: 34)، كان يتحدّث بنوع خاص عن ابن الله الذي لم يتقبل الروح بكيلٍ، لأن الروح يسكنه في كمال اللاهوت (كو 2: 9)… بكونه الابن الوحيد المساوي للآب بالطبيعة لا بالنعمة… أمّا بالنسبة للآخرين، فيُعطى الروح بكيل فائض حتى يبلغ كل واحد كمال ملئه ليس الروح هو الذي يُقسم إنما المواهب التي يمنحها الروح، إذ توجد مواهب متنوعة ولكن الروح واحد (1 كو 12: 4) .]
إذن نحن ننعم بعطايا الروح، كل له موهبته وقامته لكي يمتلئ. بهذا الملء الروحي نشتاق أكثر لعمل الروح وعطاياه لنطلب أكثر فيهب، ونبقى في حالة نموّ دائم، لعلّنا نبلغ قياس مِلْء قامة المسيح. لكن شتّان بين علاقتنا نحن بالروح وعلاقة المسيح به، فنحن ننعم بالروح كهبة مجّانية وعطيّة ونعمة، أمّا المسيح فهو واحد مع الآب والروح القدس في اللاهوت.
يُعلّق القدّيس يوحنا الذهبي الفم على العبارة التي بين أيدينا، قائلاً:
[إذ قال قبلاً: “فأطلب إليكم برأفة (مراحم) الله” [1]، يعود هنا فيقول: “أقول بالنعمة“. لاحظ تواضع فكر المعلِّم وروحه الخاضعة تمامًا! إنه يريد أن يقول بأنه ليس أهلاً أن يكون موضع ثقة بأي حال (من ذاته)، ليقدّم نصيحة أو مشورة، لذا يحمل معه تارة “مراحم الله (الرأفة)” وأخرى “النعمة”. يودّ أن يقول: إذ أتكلم لا أنطق بكلماتي بل بكلمة من عند الله.
لا يقول: “فإني أقول بحكمة الله”، ولا “فإني أقول بالناموس المُعطى من الله”، وإنما يقول: “بالنعمة“، ليذكركم على الدوام بالهبات التي قُدِّمت لهم ليجعلهم أكثر خضوعًا، وليُظهر لهم إنهم لهذا السبب ملتزمون بطاعة ما يُقال هنا.
“لكل من هو بينكم” [3]، لا أقول لهذا الشخص وحده أو ذاك، وإنما الحاكم والمحكوم، للعبد والحرّ، للأمّي والحكيم، للمرأة والرجل، للصغير والشيخ؛ لأن الشريعة عامة للكل، إذ هي شريعة الرب. بهذا يجعل لغته لا تقبل المعارضة مقدًما دروسه للجميع….
لأسمع: “لا يرتئي فوق ما ينبغي”. هنا يقدّم لنا أُم كل الأعمال الصالحة، أي تواضع الفكر، ممتثلاً بسيده. فعندما صعد على الجبل وأخذ يقدّم نسيجًا من الوصايا السلوكية، قدّم في المقدّمة هذا الينبوع، قائلاً: “طوبى للمساكين بالروح” (مت 5: 3)، هكذا أيضًا بولس إذ يعبر من الجوانب التعليمية إلى الجوانب العمليّة يحدّثنا عن الفضيلة بطريقة عامة، سائلاً إيّانا أن نقدم ذبيحة عجيبة، وإذ يودّ أن يقدّم صورة خاصة بها بدأ بتواضع الفكر كما من الرأس، مخبرًا إيّانا: “لا يرتئي فوق ما ينبغي، بل يرتئي إلى التعقل” [3].
إنه يعني القول: لقد تسلَّمنا حكمة، لا لنستخدمها لكبريائنا، وإنما لنكون متعقِّلي الفكر. وهو لا يقول هذا لنكون منحطّين في الفكر بل نكون متعقّلين، قاصدًا بالتعقّل هنا الفضيلة العاقلة والصحيّة في الذهن… الكلمة اليونانية للتعقّل تعني فقط حفظ التعقّل سليمًا.
إذن لكي يظهر أن الذي لا يكون متواضعًا هكذا لا يمكن أن يكون متعقلاً، أي لا يكون ذا عقل رزين صحيّ… يدعو إلى تواضع الفكر تعقُّلاً…
انظر كيف يستعرض بوضوح علّة المرض لينزعه تدريجيًا؛ فبعد ما قال أنه يجب أن نتعقل أردف قائلاً: “كما قسَم الله لكل واحد مقدارًا من الإيمان” [3]، ليقصد هنا العطيّة بالإيمان. بقوله “قسَم” يلاطف من له عطيّة أقل، ويجعل من له نسيب أكبر متواضعًا، لأنه إن كان الله يقسّمها وهي ليست بجهادك الذاتي فلماذا تتكبر؟… إن كان الإيمان الذي به تتم المعجزات هو ذاته من الله فعلى أي أساس تنتفخ؟]
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية (3): “فإني أقول بالنعمة المعطاة لي لكل من هو بينكم أن لا يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي بل يرتئي إلى التعقل كما قسم الله لكل واحد مقداراً من الإيمان.”
علاقة هذه الآية بالآيات السابقة والآيات الآتية:
آية1: تقديم الأجساد ذبيحة حية في مقابل كل ما عمله المسيح لأجلنا.
آية2: تغيير شكلنا إلي صورة أولاد الله.
آية3: الحرب المتوقعة لمن يفعل ما سبق، الكبرياء، وأن الشخص قادر أن يكون كل شئ في الكنيسة، فهو وحده الصالح المؤمن الذي إختبر طريق الله. وتعني أنه في طريقنا الروحي لتغيير أذهاننا أو تقديم أجسادنا ذبيحة حية لا نطبق قوانين فوق مستوياتنا سمعنا عنها عن آباء كبار. لكن أن نكون تحت إرشاد. فما يصلح لشخص لا يصلح لآخر.
آيات 4-6: الكنيسة كلها جسد واحد وكل له موهبته وله دوره. هذا علاج من يظن نفسه كل شئ في الكنيسة. أي لا تحتقر الآخر فله دور كدورك.
باقي الإصحاح: كيف أسلك كعضو صالح في الكنيسة.
يرتئي = يري في نفسه. إذاً نصيحة الرسول لمن تغير شكله أن لا يكون له إهتمام وتقدير لنفسه أكبر مما يجب أن يكون له. بل يكن له إتضاع الفكر. فطوبي للمساكين بالروح. بل يرتئي إلي التعقل = فلا يتسرع ولا يتحمس بسرعة ولا يقرر أموره بسرعة، فمثلا يسمع عن طول صلاة الأنبا أنطونيوس فيقرر أن يفعل مثله، أو عن صيام أحد القديسين فيقلده، أو مطانيات أحد الآباء فيعمل مثله. هنا تأتي أهمية أب الاعتراف. ومن عدم التعقل أن يظن أحد في نفسه أنه أهم شخص في الخدمة، وبدونه تنهار الكنيسة.
فالله قسم لكل واحد وزنات (مواهب) ليؤدي دوره، فمن كانت موهبته أقل فلا يصاب بصغر نفس، ومن كانت مواهبه كبيرة فلا يصاب بالكبرياء. فصغر النفس والكبرياء ليسا من التعقل. فمن له عشر وزنات مطلوب منه عشر أخري، ومن له خمس لن يطلب منه عشر بل فقط خمس وزنات. (راجع آية16). لذلك نسمع فيما يأتي أن الكنيسة كلها جسد واحد وكلنا أعضاء. وهذا لا يمنع أن نطلب لننمو أكثر، والله يعطي بحسب الاحتياج علي أن لا يشعر من يأخذ ويزداد بالكبرياء، بل ليقل المؤمن “يا رب لم يرتفع قلبي ولم تستعل عيناي ولم أسلك في العظائم” (مز1:131) ويقول القديس أغسطينوس أن الكتاب حينما قال “ليس بكيل يعطي الله الروح” كان يتكلم عن المسيح وليس الإنسان، لأن الروح يسكنه في كمال اللاهوت. لكن بالنسبة للإنسان فيعطي كل واحد حتى يفيض (يو38:7). ولكن كل واحد يصل فقط لكمال ملئه، وكل واحد حسب موهبته المعطاة له، وعندما يمتلئ يشتاق أن يأخذ أكثر وهكذا ينمو.
مقداراً من الإيمان= العطية هي حسب الإيمان، والإيمان عطية من الله فهو الذي قسمه. والإيمان لا يسلم للجميع بمقياس واحد أو برؤية واحدة أو بإتساع واحد أو بقوة واحدة، فالله بحسب سبق معرفته بالإنسان ماذا هو وماذا سيكون، يمنحه قسطاً من الإيمان يتوافق مع جميع إمكانياته وضعفاته وطموحاته ومسئولياته، فأصبح الإيمان لدي كل واحد خاصاً به وحده فلا يعرضه للتباهي، أو ينتفخ به فالله هو الذي أعطاه هذا الإيمان، ولا يفرضه علي الناس متجاهلاً إمكانياتهم. ولكن من يجاهد ويضرم موهبة الله التي فيه يزيده الله إيماناً فوق إيمان ويزداد إيمانه، لذلك يقول بولس الرسول لأهل تسالونيكي أن إيمانكم ينمو (2تس3:1). والتلاميذ طلبوا من السيد قائلين زد إيماننا (لو5:17). والإيمان يزداد مع الشكر وسط الضيقات التي يستعملها الله لنري يده وسط الضيقة فيزداد إيماننا، لكن من يتذمر لا يري يد الله، بل يضعف إيمانه. كذلك كلما أعرف المسيح وقدرته ومحبته يزداد إيماني، وهذا يأتي بالعشرة الطويلة مع الله (صلاة ودراسة كتاب…) .
تفسير المتنيح الأنبا اثناسيوس مطران بني سويف
والكنيسه جسد واحد ( 12: 3 – 5 ). وهو جسد المسيح السرى . فما دام الرب قد سكن فينا ، وفي الجميع ، فالكل أعضاء في جسده الواحد . فلا يظنن عضو أنه منفرد بسبب مواهبه ، أو أن له فضلا أكثر من غيره ، بل الكل متضامنون كتضامن أعضاء الجسد . وهذه حقيقة أعضاء الكنيسه بل تنسحب بمعنى عام على المجتمع الإنساني کله . ومن هنا فلا تقول العين لليد لا حاجة لي اليك ، أو الرأس للرجلين لا حاجة لى اليكما.
“بل بالأولى أعـضـاء الجسد التي تظهر أضعف هي ضرورية ، وأعـضـاء الجسد التي نحسبها بلا كـرامـة نعطيـهـا كـرامة أفـضـل”( 1کو12: 21-23). ونجـد ذات المعنـى فـي مـواضـع أخـرى من رسـائـل القـديـس بـولـس ( أف1: 22 و كو1: 24)
تفسير د/ موريس تاوضروس
فاني أقول بالنعمة المعطاة لي لكل من هو بينكم أن لا يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي بل يرتئي الي التعقل كما قسم الله لكل واحد مقدارا من الايمان.
فيما سبق ، تحدث الرسول بولس عن تغيير الشكل وتجديد الذهن ، والآن يتقدم ليتحدث عن الاهـتـمـامـات الجديدة و الأخلاق الجديدة الي تحـمـل سـمـات هـذا الـتـغـيـر وهـذا الـتـجـديد ، والتي يجب أن تنظم علاقة المؤمن بغيره من المؤمنين في المجتمع المسيحي .ويتكلم الرسول بولس بـنـسـب نـعـمـة الاستنارة التي أعطيت له في الـخـدمـة الرسولية التي كلف بهـا .وهو يوجه كلامه للجميع محذرا اياهـم لـثـلا يكون لأحد منهم أهتمام وتقدير لنفسه أكبر مما يجب أن يكون له ، فيجب أن يفكروا بالنسبة لأنفسهم ويحكموا على أنفسهم وفقا للعطايا والمواهب والنعم التي أعطاها الله لكل منهم . ولم تعط المواهب والنعم لكي تكون سـبـبا ودافـعـا لـلافـتـخـار الخاطئ لأن المواهب أعطيت من أجل نفع الآخرين أو من أجل نفع الكنيسة بوجه عام .يقول الرسول بولس في رسالته الاولي الي أهل كورنثوس : فهذا أيها الأخوة حولته تشبيها الي نفسي والي أبلوس من أجلكم لكي تتعلمـوا فـيـنـا أن لا تفتكروا فـوق مـا هـو مـكتـوب كي لا ينتفخ أحـد لأجل الـواحـد علي الآخر ، لأنه من يميزك وأي شئ لك، لم تأخذه ،وأن كنت قد أخذت فلماذا تفـتـخـر كأنك لم تأخذه (1کو4: 6، 7) ، وقال السيد المسيح في مثل الوزنات “فـأعطـي واحـداً خمس وزنات وأخـر وزنتين وأخر وزنة ، كل واحـد عـلـي قـدر طـاقـتـه” ( مت25: 15) ويـقـول الـرسـول بولس عن مـواهـب الله ونعمه هذه كلها يعـمـلـهـا الروح الواحد بعينه قاسما لكل واحـد بمفرده كما يشاء » (1کو12: 11) ولكن لكل واحد منا أعطيت النعمة حسب قياس هبة المسيح ( أف4: 7)، نحن لا نفـتـخـر الي ما لا يقاس بل حـسـب قـيـاس القانون الذي قـسـمـه لنا الله قـيـاسـاً للـبلوغ اليكم أيضـا ( کو 10: 13 ) .لاحظ معني العبارات التالية :
– النعمة المعطاة لي : يشير الرسول بولس الي سلطان الكلمة التي يعلم بها، فهو يتكلم بحسب النعمة المعطاة له . وهو يشير هنا الي نعمة الخدمة الرسولية التي وهبته استنارة الروح القدس .
-أن لا يرتئي فـوق ماينبغي أن يرتئي : أي لا ينظر الي نفسـه بـتـقـديـر أكثر مما يجب ولا يعظم نفسه ولا يصـيـبـه الغرور فـي تـقـيـيـمـه لـقـدراته وأمكاناته، بل يسلك وفقا لمقدار العطايا أو المواهب والنعم التي أعطيت له من قبل الله .
– كـمـا قـسـم الله لكل واحـد مـقـداراً من الايمان : بواسطة الايمان نحصل علي نعم الله ، وحسب قياس الايمان الذي لنا تكون عطايا النعمة . كلمة الايمان هنا تعني النعمة.
- تفسير رسالة رومية 12 – القديس يوحنا ذهبي الفم
- تفسير رسالة رومية 12 – القمص تادرس يعقوب ملطي
- تفسير رسالة رومية 12 – القمص متى المسكين
- تفسير رسالة رومية 12 – القمص أنطونيوس فكري
- تفسير رسالة رومية 12 – الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف
- تفسير رسالة رومية 12 – د/ موريس تاوضروس
- تفسير رسالة رومية 12 – كنيسة مارمرقس مصر الجديدة