يو12: 23 وأما يسوع فأجابهما قائلاً: قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان
“وَأَمَّا يَسُوعُ فَأَجَابَهُمَا قِائِلاً:«قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ.” (يو12: 23)
+++
تفسير القمص أنطونيوس فكري
الآيات (23-24): “وأما يسوع فأجابهما قائلًا قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان. الحق الحق أقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير.”
رأى المسيح في مجيء اليونانيين باكورة الحصاد الذي سيحصد بواسطة موته. فحبة الحنطة تشير للمسيح الذي سيدفن بعد صلبه ليأتي بالأمم واليهود. والمسيح انتهز الفرصة ليعلن اقتراب ساعة موته والتي بها سيكون الخلاص لكل العالم يهودًا ويونانيين أي يهودًا ووثنيين. يتمجد= بصليبه وموته ثم بقيامته وصعوده وجلوسه عن يمين الآب. وبذلك يكون الموت بداية للحياة المجيدة السمائية للأمم كما لليهود وبهذا يتمجد يسوع. وفي هذا تشابه مع البذرة في دفنها. اليونانيون أتوا ليروا مجد يسوع الذي دخل في إستقبال عظيم وطهر الهيكل. لكن نجد يسوع يتكلم عن موته. فالصليب هو مجده. وهذا عكس الملوك الأرضيون الذين يفتخرون بالمظاهر. وعلى كل مؤمن أن يميت ذاته مثل حبة الحنطة في هذا العالم، وهذا ما سوف يعطيه حياة أبدية. ومن يميت ذاته يكون المسيح بالنسبة له هو الطريق للقيامة والحياة. أمّا من انغمس في لذات هذا العالم فيكون قد اختار الموت كما أن البذرة لو تركت بدون دفن يأكلها السوس (مت39:10). ولو تُركت البذرة في المخازن دون أن تُدفن في الأرض لأكلها السوس، بل لظلت هكذا بدون جمال، مجرد بذرة يابسة لكنها متى ماتت نبتت وأثمرت وأينعت وأخضرت الحقول وتوجت بالسنابل لذلك فالتضحية هي باب الإثمار والإنتاج، والصليب باب المجد. وأمّا الحبة التي ترفض التضحية وترفض الصليب تظل وحدها بلا منظر، بلا ثمار وبلا مجد. والثمار ستأتي أيضًا بتلاميذه الذين سيبذلون حياتهم. قد أتت الساعة= المسيح يعلن أن ساعة الصليب اقتربت، الذي به سيدخل الأمم (اليونانيون) للإيمان. هم أتوا ليروا مجد أرضي. ولكن أتت الساعة ليعرف الجميع معنى المجد الحقيقي السماوي. والمسيح إذ مات ودفن ثم قام عرفه الكل، وآمن العالم به. هو حبة الحنطة التي إذ تموت في التربة وتتحلل يخرج منها سنابل خضراء مملوءة (المؤمنين في كل العالم). فعمل المسيح الفدائي أعطى حياة لكثيرين جدًا في كل العالم. وبالصليب سيرى الأمم واليهود المسيح رؤية قلبية بالروح القدس فيعرفوه ويؤمنوا به فيتمجد ابن الإنسان.
دخل المسيح إلى أورشليم كملك يملك على قلوب محبيه، دخل وسط جو كله محبة وفرح، محبة منه لأورشليم (رمز لكنيسته) ودخل ليصلب ويكون حبة حنطة تموت ليؤسس كنيسته ويملك عليها، ودخل ليصلب، فالصليب هو قمة الحب، وأمام محبته هذه ملكته كنيسته عليها، على قلوب أولادها. ومن ملكوه على قلوبهم وجعلوه يتعشى معهم كما حدث مع أسرة سمعان الأبرص ولعازر بالأمس سيجعلهم يتعشوا معه في السماء عشاء عرس الخروف (رؤ19: 9 + رؤ3: 20) ويتمجدوا. ويرفع من كانوا في بيت العناء، بيت عنيا على الأرض إلى مجد السماء. فشركاء الألم شركاء المجد. والمسيح كان وسط أحبائه، وقد قبل أن يسلم نفسه للموت، تاركًا نفسه لأحبائه ليكفنوه. وكان هذا الحب ترطيبًا لآلامه. لكنه كان قد بدأ طريق الصليب. طريق إعلان أعظم حب من الله للبشرية. وما زال للآن كل حب معلن، كل زجاجة طيب مكسور هو مُفرح لقلب المسيح، الزجاجة المكسورة هي صليبي ولكن طريق المجد هو الصليب، هذا ما رأيناه مع المسيح، وهذا هو الطريق الذي يدعونا إليه المسيح. (الحب+ حمل الصليب).
تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي
“وأما يسوع فأجابهما قائلاً:
قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان”. (23)
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن السيد المسيح سبق فأمر تلاميذه: “في طريق الأمم لا تمضوا” (مت ١٠: ٥)، لكن إذ حان وقت الصلب انفتح الباب للأمم. لقد أتت الساعة للكرازة الأمم.
قبل السيد طلبهما، وجاء قوله: “قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان” (٢٣)، مشجعًا الأمم أن يتقدموا للتعرف عليه والإيمان به. لقد رأى السيد الحقل قد أينع للحصاد، وجاء وقت قبول الأمم في الإيمان. إنها ساعة مجد له، حيث تُفتح أبواب كنيسته أمام كل البشرية، وإن كان هذا قد جاء كرد فعل لرفض اليهود له وخروجهم من حظيرة الإيمان. هذا يتحقق بموت السيد المسيح ودفنه وقيامته كحبة حنطة في الأرض لتأتي بثمرٍ كثيرٍ.
كان التلاميذ والرسل هم بكور اليهود القادمين للإيمان به، وجاء هؤلاء اليونانيون كبكورٍ للأمم الذين يدخلون الإيمان بعد أن شق الصليب الحجاب الحاجز بين السماء والأرض، وبين اليهود والأمم.
كان لابد للسيد أن يتمجد بموته وقيامته حتى يؤسس كنيسته المجيدة من اليهود والأمم معًا. حبه ألزمه بالموت، لكي يخلص العالم الذي دمره الفساد، يغسله من خطاياه ويبرره ويقدسه ويمجده في السماء، هذه هي الحنطة الكثيرة، حصاد عمله الخلاصي.
لقد أتت الساعة التي لن يدرك أعماقها وأسرارها سوى الله نفسه؛ هذه الساعة هي ساعة المجد للآب كما للابن. لقد مضت حوالي ثلاث سنوات يقدم فيها السيد أعماله العجيبة وكلماته مع الجموع، الآن حان للبذرة أن تقع في الأرض وتدفن وتموت. جاء وقت المعصرة، فقد سبق فرآه إشعياء النبي وسمعه يقول: “قد دُست المعصرة وحدي، ومن الشعوب لم يكن أحد معي” (إش ٦٣ : ٣).
قد أتت الساعة ليبسط يديه على الصليب، ويتمم المصالحة بين الآب وبني البشر، كما يضم اليهود والأمم معًا أعضاء في جسده الواحد.
v أتريد أن تقتنع أنه تألم بإرادته؟ آخرون لا يعلمون ماذا يحدث لهم، لذلك ماتوا بغير إرادتهم، أما هو فسبق وقال: “ابن الإنسان يُسلم ويصلبوه”. ألا تعرف لماذا؟ “صديق الإنسان” هذا لم يمنع الموت؟ لكى لا يهلك العالم كله في خطاياه. “ها نحن صاعدون إلى أورشليم وابن الإنسان يُسلم ويصلب” وأيضًا: “تقدم صاعدًا إلى أورشليم” (مت 18:20؛ لو 28:19).
أتريد حقًا أن تعرف أن الصليب مجد يسوع؟ استمع إلى كلماته لا إلى كلماتي، فإذ كان يهوذا خائن رب البيت على وشك القيام بالخيانة، وقد جلس على مائدته، وشرب كأس نعمته عوض الخلاص، تقدم ليسفك الدم البريء. “رجل سلامتي الذي وثقت به أكل خبزي، ورفع علىّ عقبه” (مز 9:41). لم يكن يده بعد قد تركت عطية نعمته، مدبرًا ثمنًا لخيانته بموته… وإذ سمع “أنت قلت” (مت 5:26) خرج. عندئذ قال يسوع: “قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان“. لترى يا عزيزي كيف عرف أن الصليب هو المجد اللائق به.
إن كان إشعياء لم يخجل من نشره إلى أجزاء، فهل يخجل المسيح من موته عن العالم؟!
“الآن يتمجد ابن الإنسان” (يو 3:13)، لا لأنه لم يكن ممجدًا من قبل، بل كان ممجدًا بالمجد الذي له من قبل كون العالم (يو 5:17). كان ممجدًا على الدوام إذ هو اللَّه، والآن يتمجد حاملاً صبره.
إنه لم يسلم حياته رغمًا عنه، ولا قبل الموت قسرًا بل بموافقته. اسمع ماذا يقول؟ “لي سلطان أن أضعها، ولي سلطان أن آخذها أيضًا” (يو 18:10). إنني أسلمها لأعدائي باختياري، وإلا ما كان يتم ذلك.
لقد جاء بغرض وضعه هو بنفسه أن يتألم، مسرورًا بعمله النبيل، مبتسمًا بتاجه، معتزًا بخلاص البشري، دون خجلٍ من الصليب إذ هو لخلاص هذا العالم. لم يكن إنسانًا عاديًا بل اللَّه المتأنس.
تفسير القمص متى المسكين
23:12- 24 وَأَمَّا يَسُوعُ فَأَجَابَهُمَا: «قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير».
«قد أتت الساعة»: الرب يعلن انتهاء الخدمة العامة في الرواقات الخارجية، وبدء خدمته الخاصة أمام أبيه في قدس الأقداس، كرئيس كهنة ينضح بدمه سرا على العالم من فوق الصليب. الزمن بعد ليس زمن رؤية وحديث مع الناس، ولكنها الآن ساعة معصرة الدم، وينبغي أن أدوسها وحدي: «قد دست المعصرة وحدي، ومن الشعوب لم يكن معي أحد» (إش3:63). لذلك حينما سمع باليونانيين (الشعوب)، علم أن المعصرة قد أُعدت.
على طول خدمة الرب، سمعنا منه أن ساعته لم تأت بعد، وحينئذ لم يقو عليه أعداؤه, لا بالتهديد ولا بالوعيد، ولا حتى برفع الحجارة، ولا رفع الأيادي، إذ كان يعبر من وسطهم دون أن يروه وأيديهم قابضة على الهواء. ولكن هذه ساعتهم وسلطان الظلمة (لو53:22)، وقد أحنى رأسه للصليب وعلى الصليب برضاه، لأنه كان يرى السرور الموضوع أمامه (عب2:12)، والمجد الذي كان ينتظره. لأنه بالصليب غلب الموت، وقام مكللاً بالمجد، وظهر «يسوع قائماً عن يمين الله.» (أع55:7)
إذن، فكانت هي الساعة التي ينتظرها للعودة إلى الآب. ولكن كان عليه أن يضع نفسه أولاً لكي يأخذها ثانياً، يضعها في هوان ويأخذها في مجد، والموت والقيامة متشابكان تشابكاً مستتراً، لا يُفهم الواحد بدون الأخر، ولكن الموت كان فريضة على الواحد (يسوع), أما القيامة فصارت عطاءً للجميع.
«حبة الحنطة»: يلاحظ القارىء أن إجابة المسيح على سؤال اليونانيين بخصوص رؤيته والتمتع به وبالتالي التلمذة له, تأتي على ثلاثة مستويات:
المستوى الأول: التشبيه بالطبيعة، وهو سقوط حبة الحنطة، وأن موتها الظاهري هو الذي يحولها إلى ثمر كثير.
المستوى الثاني: التطيق على مستوى النفس، على أساس إماتة الذات عن وفي هذا العالم، فهو الذي يُقيمها ويُحييها إلى حياة أبدية، حيث العالم هنا هو بمثابة الأرض بالنسبة لحبة الحنطة.
المستوى الثالث: الإلتصاق بالنموذج الإلهي، فالمسيح مات بإرادته وقام. فإذا اتبعناه تماما, نصير مثله، ونأخذ تجربته، فنموت معه ونقوم معه، إذ نأخذ قوة موته وقوة حياته: «وهم غلبوه (أي غلبوا المشتكى علينا) بدم الخروف, وكلمة شهادتهم, ولم يحبوا حياتهم حتى الموت.» (رؤ11:12)
والنتيجة التي نخرج بها من طرح هذه المستويات الثلاثة هي:
أولاً: أن المسيح سيموت ليعبر إلى اليونانيين والى العالم كله، بل والى ملء السموات والأرض.
ثانياً: ليس مجرد رؤية المسيح وسماعه يحولنا إلى تلاميذه بل يتحتم من جانبنا أن نكون مثل حبة الحنطة نموت عن ذواتنا التي تحدنا وتربطنا بالأرض والعالم، وذلك حتى نرى المسيح والحياة.
ثالثاً: موت المسيح وقيامته سيكون النموذج الفعال الذي إذا التصقنا به وخدمناه, نأخذ قوته ونشترك في نتائجه، وهذا متوفر لدى كل إنسان في العالم.
وبهذه الثلاثة المستويات، نبلغ إلى تلمذة المسيح وشركة حياته. فبدل أن يأتوا إليه ليروه، يمكنهم أن يعيشوا معه دون أن يأتوا إليه.
أولاً: التشبيه بالطبيعة: حبة الحطة المهيأة للدفن في الأرض هي الواحد (يسوع)، بكل معنى الوحدة في العزلة عن الكل. هذا كان عمق أعماق شعور المسيح الذي كاذ يعتصره ويهز كل كيانه: «نفسي قد اضطربت» (يو27:12)، «نفسي حزينة جداً حتى الموت» (مت38:26)، «ايها الآب نجني من هذه الساعة» (يو27:12)، «وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض» (لو44:22) ولولا شعوره الدائم بحلول الآب فيه، لسمعنا أكثر وأكثر، ولكنه كان يعود سريعاً لأعماقه فيرى راحته في الآب: «وأنا لست وحدى, لأن الآب معي.» (يو32:16)
ولكن كما أن حبة الحنطة تغلب وحدتها بموتها ودفنها في الأرض فتصير كثيراً، هكذا رأى المسيح «يسوع» في موته عبوراً من وحدته أي فرادته التي عانى منها، إذ لم يفهمه أحد ولم يسمعه أحد، وإلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله، وحتى إخوته لم يكونوا يؤمنون به (يو5:7)، ورئيس الكهنة مزق ثيابه لأنه لم يفهم كلامه، وتلاميذه خانوه وواحد منهم باعه، والمتقدم فيهم أنكره والباقون تركوه وهربوا؛ تم تمت معجزة حبة القمح التي دُفنت في الأرض، إذ خرجت منها السنبلة تحمل ثمراً كثيراً, كله من جسم حبة الحنطة, «من لحمه ومن عظامه» (أف30:5)، «وجيش عظيم جداً جداً» (حز10:37)، «فقال لى تنبأ للروح, تنبأ يا ابن آدم, وقل للروح هكذا قال السيد الرب: هلم يا روح من الرياح الأربع وهب على هؤلاء القتلى ليحيوا. فتنبأت كما أمرني، فدخل فيهم الروح، فحيوا، وقاموا على أقدامهم، جيش عظيم جداً جداً» (حز9:37-10). «بعد هذا نظرت، وذا جمع كثير لم يستطع أحد أن يعده، من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة، واقفون أمام العرش وأمام الخروف متسربلين بثياب بيض، وفي أيديهم سعف النخل.» (رؤ9:7)
انتقل المسيح من وحدته إلى كليته، من فرادته إلى مطلقه، من انحصاره في فلسطين إلى ملئه للسماء والأرض: «صعد فوق جميع السموات لكي يملأ الكل» (أف10:4). بموته عبر المسيح إلى كل إنسان كان أو سيكون، وعوض أن كان على كل إنسان أن يعبر إليه، صار هو الذي يعبر إلى الكل في كل مكان وزمان. عوض أن نذهب إليه ونقرع، صار هو الذي يقف على كل باب ويقرع: «هأنذا واقف على الباب، وأقرع، إن سع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه، وأتعشى معه وهو معي.» (رؤ20:3)
بموت المسيح ودفنه، استعلنت القيامة والروح والحياة الأبدية التي فيه, والتي طرحها الروح القدس مع الرياح الأربع على قتلى الشعوب يهوداً و يونانيين، فدخل فيهم روح المسيح فحيوا، وقاموا، جيش عظيم جداً جداً.
وهكذا كان رد الرب على سؤال اليونانيين، متضمناً رسالته الإلهية المحيية لهم من داخل آلامه وموته ومجده الذي حانت ساعته. فكأن المسيح يخاطبهم: أتركوني الآن وحدي، لأدوس معصرتي, لأنضح دمي عليكم فتحيون. سأطرح روحي عليكم، وحياتي, وكلمتي، ورسالتي، لتصيروا شعبي.
+ «ولكي يبين غنى مجده على آنية رحمة قد سبق فأعدها للمجد، التي أيضاً دعانا نحن إياها، ليس من اليهود فقط، بل من الامم أيضاً. كما يقول في هوشع أيضاً: سأدعو الذي ليس شعبي شعبي, والتي ليست محبوبة محبوبة. ويكون في الموضع الذي قيل لهم فيه (رواق الأمم) لستم شعبي، أنه هناك يدعون أبناء الله الحي» (رو23:9-26)