يو8: 32 وتعرفون الحق، والحق يحرركم

 

“وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ».” (يو8: 32)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

 

“وتعرفون الحق،

والحق يحرركم”. (32)

هنا يتحدث عن المعرفة العملية والتلامس مع قوتها لممارسة التلمذة الحقيقية له، فنتمتع بالحرية الداخلية. فمادامت الخطية ساكنة في الإنسان لم تتحطم بعد، لا يقدر أن يمارس روح البنوة الذي ناله في مياه المعمودية ليدعو الآب أباه (رو ٨: ١٥). عبودية الخطية هي أخطر أنواع العبودية والتحرر منها هو أعظم أنواع الحرية.

من يعرف الحق ويثبت فيه، أي يعرف السيد المسيح ويقتنيه، يتحرر من عبودية الخطية، ويصير له فكر المسيح المتناغم مع إرادة الله، يحيا في كمال الحرية حسب مشيئة خالقه.

إنه المحرر الذي يقول: “روح السيد الرب عليّ، لأن الرب مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب، لأنادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق” (إش ٦١: ١). على الصليب عتقنا من خطايانا، وحررنا من أسرها، وبقيامته وهبنا برّه الإلهي، فلم نعد بعد عبيدًا للخطية. حررنا إنجيله من نير حرفية الناموس لنحيا بحرية الروح كأولاد الله. نختبر الحياة السماوية، كمن يدخل أورشليم العليا، أمنا الحرة.

v ألم يبلغوا مثل هذه المعرفة حين كان الرب يكلمهم؟ إن كانت ليس لهم المعرفة فكيف آمنوا؟ لقد آمنوا ليس لأنهم كانوا يعرفون، وإنما لكي يعرفوا. فإننا نؤمن لكي نعرف، ولسنا نعرف لكي نؤمن. لأن ما سنعرفه لم تره عين ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على بال بشر (إش ٦٤: ٤؛ ١ كو ٢: ٩) لأنه ما هو الإيمان إلاَّ تصديق ما لم تروه بعد؟.

v “وتعرفون الحق“. الحق غير متغير. الحق هو خبز، ينعش عقولنا ولا يسقط، يغَّير من يأكله، ولا يتغير فيمن يأكله. الحق هو كلمة الله… الابن الوحيد. هذا الحق التحف جسدًا من أجلنا لكي ما يُولد من العذراء مريم وتتم النبوة: “الحق نبع عن الأرض” (مز ٨٥: ١١). هذا الحق إذن وهو يتحدث مع اليهود اختفى في الجسد. لكنه لم يختفِ لكي يُنكر، وإنما لكي ما يُرجأ إعلانه، يُرجأ لكي ما يتألم في الجسد، ويتألم في الجسد لكي ما يخلص الجسد من الخطية. هكذا ظهر بالكامل بخصوص ضعف الجسد، وكان مخفيًا من جهة جلال اللاهوت.

القديس أغسطينوس

v

وتعرفون الحق” بمعنى: “ستعرفونني، إذا أنا هو الحق. كل الأمور اليهودية هي رموز، لكنكم تعرفون الحق فيَّ، وهو يحرركم من خطاياكم”… إنه لم يقل “أحرركم من العبودية” فقد تركهم هم يستنتجون ذلك.

القديس يوحنا الذهبي الفم

فاصل

تفسير الأب متى المسكين 

 

30:8 -32 ‏« وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا آمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ. فَقَالَ يَسُوعُ لِلْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ: «إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تلاَمِيذِي. وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ».

‏في هاتين الآيتين يلزم التفريق بين مضمونهما، وهوالإيمان. فالترجمة العربية قاصرة جداً، حيث جاء الإيمان في الآية الاولى بشكله اليقيني مثل الإيمان في الآية الثانية تماماً دون تفريق، مما يفوت على القارىء المعنى الحقيقي. أما في الأصل اليوناني فيأتي «الإيمان» فى الآية الاول بشكله اليقيي وتأتي ترجمتها الصحيحة «يؤمن به» وفي اللغة الإنجليزية believe in him. أما «الإيمان»د في الآية الثانية فيأتي باللغة اليونانية بدون تأكيد، بمعنى «يصدق» فقط, وبالإنجليزية believe him, وبهذا يستقيم المعنى والشرح. فعندما سمع اليهود كلام المسيح المقنع اقتنعوا, إذ رأوا فيه ملامح المسيا، فأظهروا أو تظاهروا أنهم يؤمنون؛ ولكن المسيح عرف ما في ضمائرهم ونيتاتهم، إذ كان ذلك مجرد تصديق للأقوال فقط التي جاء‏ت على هواهم لبلوغ غاية أمانيهم الوطنية، وليس إيمان التعرف على حقيقة المسيح المخلص والإلتصاق به. فكان في نيتهم أن يجاروه حتى يتأكدوا أنه «المسيا» الذي سيعيد المدد لإسرائيل ويحررهم من الرومان، أي مسيا السياسة ودنيا اليهود. وكان في قلبهم أنه إذا ظهر أنه ليس هو المسيا الذي ينتظرونه، يكون مدعياً ويستحق الموت. لذلك بادرهم المسيح بأقوال كشفت في الحال أن إيمانهم هو مجرد تصديق أقوال جائت على هواهم، بانتظار ما يستجد من الأمر، ولس اتباعه أو الإلتصاق به على أساس الإيمان به ومعرفة الحق.
«فقال يسوع لليهود الذين آمنوا به (أي صدقوه) إنكم إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي»: فالمسألة ليست تصديق كلام «ولكن ثبوت فيه», بمعنى اتباعه، واتخاذه منهجاً وطريقاً، وحينئذ يكونون من التابعين، أي تلاميذ مبادىء وطريق وحق وحياة، وهكذا يتحررون من المعرفة الخاطئة لمعلمين دخلاء: «وتعرفون الحق، والحق يحرركم».
‏هنا يضع المسيح موضوع تحررهم من عبودية الرومان الذي كان يشغل بالهم, والذى هو منتهى اممالهم وإيمانهم في المسيا المنتظر، الذي سيحورهم بالسيف، موضعا حرجا للغاية؛ إذ يكشف لهم أن عبوديتهم للرومان هينة وبسيطة بجوار عبوديتهم للجهل والخرافات التي طمست معالم الحق الاعلي في قلوبهم، وأن المسيح جاء ليحررهم من الجهالة, وليس ليحررهم على مستوى السياسة. وفي الأصل اليوناني يجعل المسيح «الثبوت» ليس ثبوت فكر مع فكر بل ثتبوت أشخاص: «انتم», «إن (أنتم) ثبتم في كلامي»، والنتيجة أنهم هم يصيرون تلاميذ. فالمسيح يرد تفكيرهم وآمالهم وظنونهم من أحوال دنياهم وهمومهم وأفكارهم السياسية، إلى أحوالهم القلبية الداخلية وحياتهم مع الله. فإذا صاروا تلاميذ للمسيح فإنهم يتتلمذون للحق, يعرفونه ويسيرون بمقتضاه، فيتحررون من سيرتهم الداخلية التي أبعدتهم عن الله وزيفت لهم خصائص المسيا. وقد سبق المسيح وقال: «إن لم تؤمنوا أني أنا هو تموتون في خطاياكم» (يو24:8). وهنا يكمل التلمذة الصحيحة: «إن (أنتم) ثبتم فى كلامي، فبالحقيقة تكونون تلاميذي»، ثم يعطي النتيجة للايمان الصحيح والتلمذة الصحيحة وهي: «تعرفوذ الحق، والحق يحرركم». هنا يلمح المسيح إلى الصلة الجوهرية بين «التلمذة له», أي التسليم المطلق للمسيح, و«المعرفة» و«الحق», و «الحرية», فهذه الأصول الثلاثة «المعرفة، والحق، والحرية» تنبع منه هو، وبالتالى تنصب فيهم بالطاعة وتسليم الحياة. فهو الذي جاء أساساً:
‏اولا: ليعرف الناس بالله الآب، وبالحياة الأبدية، فالآب مصدر المعرفة الحقيقية: «عرفتهم اسمك وساعرفهم» (يو26:17‏). واختصارها أن الابن استعلن الآب، وهذا هو جوهر المعرفة: «هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الاله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته» (يو3:17). واختصارها أن معرفة الايمان بالآب والابن هي هي الحياة الأبدية.
‏وثانيا: ليعرف الناس الحق: «أنا هو الطريق والحق والحياة» (يو6:14), واختصارها أن المسيح هو الطريق, أي الوسيلة العملية الوحيدة لمعرفة الحق, لأنه هو الوحيد الذي حمل اللاهوت وأعلنه جسديا, أي الوحيد الذي أعلن الحق الالهي المطلق منظورا ومسموعا ومعمولا, والحق هو جوهر الحريات.
‏وثالثا: الحرية: بموته فك أسر الانسان من عبودية الخطية، فأصبحت مشيئة الإنسان حسب مشيئة الله، لأن المحدود الزمني، وهو الانسان، أصبح متوافقا مع المطلق الأبدي وهو الله. وهي أقصى غاية الحرية التي يمكن أن يبلغها المخلوق.
ويلاحظ أن التلمذة الصحيحة تقوم على المعرفة الصحيحة للحق، ولكن لا يمكن أذ تٌحسب التلمذة صحيحة إلا إذا اُختبر ثبوتها ورسوخها وعدم تزعزعها. وهذا كان محور تأكيد المسيح التعليمي من جهة التلمذة له: «أثبتوا فيّ», «أثبتوا في محبتي. إن حفظتم وصاياي، تثبتون في محبتي. كما أني أنا قد حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته.» (يو4:15 و9 و10)
‏من هذا يتضح أن «ثبوت الإنسان في كلام المسيح» الذي يطالب به المسيح هنا اليهود، هو الطريق الوحيد المؤدي إلى بقية الآية: «وتعرفون الحق والحق يحرركم». فالثبوت في كلام المسيح يفتح البصيرة والذهن ويستعلن «الحق».
‏كذلك يكون «الحق» هنا ليس هو الحق الفلسفي الفكري، الذي ينتهي عند العقل لمعرفة حقيقة الأشياء وجوهرها وتميزها من مظاهر الأشياء؛ بل «الحق» الروحي الذي يؤدي إلى الحياة في الله ومعه، الحق الدي يحرر المشيئة من التعلق بالباطل والأوهام والخطية، وهو «حق» السلوك والعمل والحب والبذل.
‏هنا يلزم أن نضع «المسيح» موضع «الحق» لكي ينكشف لنا بساطة التعبير: «تعرفون الحق والحق يحرركم»، وهو ما فعله المسيح بعد ذلك في آية قاددمة (36:8‏). وهذا أيضا ما علم به القديس يوحنا في رسالته الاولى بوضوح: «لم أكتب إليكم لأنكم لستم تعلمون الحق, بل لأنكم تعلمونه، وأن كل كذب ليس من الحق. من هو الكذاب، إلا الذي ينكر أن يسوع هو المسيح، هذا هو ضد المسيح الذي ينكر الآب والابن» (ايو21:1-22)
‏هنا المسيح «كحق» تكون معرفته ليست من على بعد كمعرفة التأمل في الأمور الخارجية من الإنسان، بل معرفة المسيح هي قبوله شخصيا والخضوع له بالفكر والمشيئة والقلب، لاستقبال روحه وحياته ومشيئته وحبه وعلاقته السرية بالآب!! و بالتالى نوال الفداء والخلاص والتبرير والشفاعة والمجد والتبني، وهذا هو قمة بلوغ الحق والحرية. لذلك يستحيل بلوغ الحرية, للحياة بها, إلا بمعرفة الحق، ويستحيل معرفة الحق, للحياة به, إلا بالمسيح. هذا هو جوهر الإيمان المسيحي، فالإيماذ بالمسيح ليس نطقا ولا فكرا ولا فهما، بل قبول المسيح ذاته. فالإيمان المسيحي، فعل حار، خبرة ساخنة تشعل القلب، ترفع الهم، تريح النفس، تبرىء الضمير، وهذه هي الحرة: «حرية مجد أولاد الله.» (رو21:8)

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

 

الآيات (30-32): “وبينما هو يتكلم بهذا آمن به كثيرون. فقال يسوع لليهود الذين آمنوا به أنكم أن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي. وتعرفون الحق والحق يحرركم.”

آمن به كثيرون.. قال يسوع لليهود الذين آمنوا به

آمن الأولى تعني الإيمان بالمسيح فعلاً believe in him أما آمن الثانية فتأتي بمعنى صدَّق believe him. الأولى تشير لمن آمن بالمسيح فعلاً والثانية تشير لمن آمن بالمسيح حسب رأيهم أن المسيح هو الذي سيحررهم من الرومان، مسيا الدنيا والسياسة. والمسيح عرف ما في ضمائرهم وأنهم أضمروا قتله لو لم يحررهم من الرومان لذلك بادرهم المسيح بأقوال هي تشجيع لمن آمن ليكون إيمانه ثابت حقيقي أو للآخرين تكون لهم فحص ضمير وكشف. كلمات المسيح هنا لمن آمن حقيقة تثبيت حتى لا يكون إيمانهم وقتي ضعيف زائف بل إيمان قوي. وكلماته هنا لمن آمن بطريقة خاطئة فيها كشف لحقيقة إيمانه. فالمسح يريد الإيمان بشخصه والثبات في كلامه بدون أغراض أرضية. إيمان يؤدي لمعرفة الحق الذي هو الله.

إن ثبتم في كلامي= فالمسألة ليست تصديق كلام بل إيمان به، بل إتباع المسيح تماماً والثبوت في كلامه أي يتخذوه منهجاً وطريقاً ويتبعوه تماماً ويسلمون له الإرادة والحياة وينفذوا كلامه، هؤلاء يكونون تلاميذ للمسيح= بالحقيقة تكونون تلاميذي=والتلاميذ سيعرفون الحق ومن يعرف الحق يتحرر= والحق يحرركم. إذاً التلمذة هي تلمذة مبادئ وحق وحياة حسب كلامه هو وليس بحسب أفكارهم هم. وهكذا يتحررون من المعرفة الخاطئة التي تعلموها. والمسيح هنا يكشف أنه ليس المهم أن يتحرروا من الرومان بل أن يتحرروا من جهلهم وكبريائهم وخرافاتهم. فالمسيح يهتم بحياتهم مع الله وليس بالسياسة. فإذا صاروا تلاميذ للمسيح فإنهم يتتلمذون للحق، يعرفونه ويسيرون بمقتضاه= تعرفون الحق= تعرفون ليس معرفة معلومات. فالمعلومات لا تحرر. ولكن المعرفة هي علاقة محبة مع المسيح. وكلمة تعرفون تعني الإتحاد “وعرف آدم امرأته فولدت “لأنهما صارا جسداً واحداً” ونعرف الحق أي نتحد بالحق. فنعرف الحق (أي المسيح) ليس معرفة من الخارج، بل معرفة الإتحاد، معرفة من واقع الإتحاد. ولاحظ قول بولس ” وأوجد فيه.. لأعرفه” (في9:3،10) والسيد يقول “إثبتوا فيّ وأنا فيكم” ومن يفعل سيعرفه وتكون له حياة، فهو الحياة. فالمعرفة إذاً حياة (يو3:17). ليس المعرفة السطحية بل معرفة الحب التي تقود للطاعة هي ليست معرفة جمع المعلومات بل العشرة والإختبار مع الله، وهذا يولد الحب، هي معرفة إختبارية فيها نتذوق الحق في القلب. وهذا يأتي بطاعة الوصية. وكلما أعرف المسيح وأعاشره بالأكثر أحبه فمن يحبه يطيع وصاياه (يو23:14). ولكي نطيع شيئاً ما يجب أن تعرف هذا الشيء، والمعرفة لاحظ هي ثبات في المسيح. والثبات يأتي من الإنفصال عن الخطية فلا شركة للنور مع الظلمة. ومن يسير بمقتضاه يتحرر من سيرته الداخلية التي أبعدته عن الله وزيفت له خصائص المسيا. فالمسيح هو الحق الذي يحرر فمن يعرف المسيح بهذا المفهوم ويتذوق الحب والحرية والحياة سيتحرر من العبودية لملذات العالم الباطل لكن هذا يستلزم طاعة وصايا المسيح. والتلمذة للمسيح هي تسليم مطلق للمسيح وهذا يعطي المعرفة والحق والحرية والعالم ليس فيه حق مطلق وإن وجد فهو نسبي، لذلك قال بيلاطس للمسيح وما هو الحق (يو38:18) حين قال المسيح “جئت للعالم لأشهد للحق” والمسيح سيعرف الناس بالآب ويعرف الناس الحق فهو الطريق والحق، أي هو الوسيلة الوحيدة لمعرفة الحق، وهو الذي أعطانا الحرية بموته. فالثبوت في كلام المسيح يفتح البصيرة والذهن ويستعلن الحق الذي به نحيا مع الله وفي الله. والحق يحرر المشيئة من التعلق بالباطل والخطية. وهو حق السلوك والعمل والحب والبذل. من يعرف الحق يتحرر من عبوديته لهذا العالم الباطل. فالحق هنا هو في مقابل الباطل الذي هو العالم. وهناك فرق بين الحق والصدق. فالصدق هو ما يشعر به المتكلم بحسب رؤيته. لذلك هو نسبي. أما الحق فهو الواقع الحقيقي، هو المطلق. والحق يلد الحرية والحرية تدعم الحق. والحق يحرر من عبودية الموت والخوف وعذاب الضمير والحرية الزائفة حرية الشهوات. من يعرف المسيح حقيقة يعرف الفرح الحقيقي فيتحرر من لذات العالم الباطل.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى