يو٢: ٢٤ لكن يسوع لم يأتمنهم على نفسه، لأنه كان يعرف الجميع

 

23وَلَمَّا كَانَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ، آمَنَ كَثِيرُونَ بِاسْمِهِ، إِذْ رَأَوْا الآيَاتِ الَّتِي صَنَعَ. 24لكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَأْتَمِنْهُمْ عَلَى نَفْسِهِ، لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ الْجَمِيعَ. 25وَلأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجًا أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ الإِنْسَانِ، لأَنَّهُ عَلِمَ مَا كَانَ فِي الإِنْسَانِ. (يو2: 23-25)

+++

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

 

“ولما كان في أورشليم في عيد الفصح آمن كثيرون باسمه،

إذ رأوا الآيات التي صنع”. (23)

“لكن يسوع لم يأتمنهم على نفسه،

لأنه كان يعرف الجميع”. (24)

لقد آمنوا به أنه المسيا المنتظر، لكنهم لم يدركوا أنه مخلص العالم، بل ظنوه ملكًا على إسرائيل، ينقذهم من الاستعمار، ويهبهم سلطانًا زمنيًا. لم يدركوا أنه مخلص نفوسهم، فلم تتغير قلوبهم، لهذا لم يأتمنهم يسوع على نفسه.

يميز العلامة أوريجينوس بين الذين يؤمنون بيسوع المسيح والذين يؤمنون باسمه (فقط). إنه لم يأتمن الذين آمنوا باسمه فقط وليس الذين آمنوا به.

v لقد كان التلاميذ أبلغ استقصاء في إيمانهم، لأنهم لم يتقدموا إلى المسيح بسبب آياته فقط لكنهم تبادروا إليه بسبب تعليمه، لأن الآيات جذبت الذين كانوا أكثف عقولاً من غيرهم، إذ أن جميع الذين اقتنصهم تعليمه كانوا أثبت عزمًا من الذين اجتذبتهم آياته. ويدعوهم المسيح “مطوبين” قائلاً: “طوبى للذين آمنوا ولم يروا” (يو 20: 29).

أما هؤلاء المذكورون هنا فلم يكونوا تلاميذ حقيقيين. هذا ما تظهره العبارة التالية، إذ قيل: “لم يكن يسوع يأتمنهم علي نفسه” (24). لماذا؟ “لأنه كان يعرف كل شيء“.

القديس يوحنا الذهبي الفم

v يليق بنا أن نلتصق به أكثر من التصاقنا باسمه، عندما نصنع عجائب باسمه، فلا نسمع الكلمات التي قيلت عن المفتخرين باسمه فقط (مت ٧: ٢٢ – ٢٣)، لكن إذ نتمثل ببولس تكون لنا الشجاعة أن نقول: “أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني” ْفي ٤: ١٣).

العلامة أوريجينوس

v لم يأتمن حديثي الإيمان على نفسه… من هذا فليتعلم وكلاء أسرار المخلص ألا يدخلوا إنسانًا فجأة داخل الحجب المقدسة، ولا يسمحوا للمبتدئين الذين اعتمدوا قبل الأوان ولم يؤمنوا بالمسيح رب الكل في الوقت المناسب أن يقربوا من الموائد الإلهية.

v إن كان اللَّه وحده يعرف دائمًا ما فينا، والمسيح أيضًا يعرفه، فكيف لا يكون هو اللَّه بالطبيعة؟

القديس كيرلس الكبير

إنه يعلم ما في الإنسان لأنه خالق الكل (يو ١: ٣)، الكلي الحكمة (يو ٢: ١)، وفاحص القلوب والكلى.

فاصل

تفسير الأب متى المسكين 

 

 24:2 -25 لَكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَأْتَمِنْهُمْ عَلَى نَفْسِهِ لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ الْجَمِيعَ. وَلأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجاً أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ الإِنْسَانِ لأَنَّهُ عَلِمَ مَا كَانَ فِي الإِنْسَانِ

كثيرون بالطبع تحمسوا حماساً منقطع النظير، وأرادوا أن يرفعوه إلى المستوى الذي وقف عنده تفكيرهم كنبي أو زعيم! وحتى كمسيا. ولكن المسيح كان يرى أنهم يريدون أن يعملوا شيئاً لأنفسهم هم، أو بالحري أن يعملوا لأنفسهم شيئاً على حسابه، فلم تفت على المسيح نياتهم فلم يأتمنهم على نفسه، وغاب عنهم بالطريقة التي اعتادها.
كثيرون تباروا لكي يقنعوه بصدق نياتهم, وكثيرون شهدوا لكثيرين أنهم صادقون في حماسهم ولكنه لم يكن محتاجاً أن يشهد له أحد عن الإنسان، وما كان في الإنسان، «… فاحص القلوب والكلى الله البار…» (مز9:7‏). «فستعرف جميع الكنائس أني أنا هو الفاحص الكلى والقلوب وسأعطي كل واحد منكم بحسب أعماله.» (رؤ23:2‏)

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

 

(آية24): من آمنوا أرادوا أن يجعلوا المسيح ملكاً، فهم لا يبحثون عن المسيح لشخصه بل لأنفسهم على حسابه، لذلك إختفى عنهم وللآن فهناك من لا يريد أن يعرف المسيح إلاّ لمنافع مادية، فإذا خسر مادياً ينقلب على المسيح. يأتمنهم على نفسه= أي يثق فيهم، فهم يمكن أن ينقلبوا عليه في أي لحظة، وهذا ما حدث فقالوا بعد ذلك “إصلبه”.

فاصل

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى