الغنوسية


أن الغنوسية أي مذهب التوليد انشئت في فلسطين أو سورية عند ظهور الدين المسيحي. ولم يكن مذهب الغنوسيين الإ موفقاً بين الدين المسيحي الجديد والاديان القديمة. وأقيم له في الاسكندرية مدرسة في أوائل القرن الثاني للميلاد واعتنقه بعض المصريين .
والغنوسية مذاهب شتى تجمع بين المسيحية واليهودية والوثنية والأفكار الفلسفية الهيلينية، ولكن جميع هذه المذاهب تنظر للمادة على أنها شر ونجاسة وخطية، والإله العظيم منزَّه عن الاتصال بالمادة، لذلك فهو لم يخلق العالم إنما صدر منه آلهة أخرى، وأكثر هذه الآلهة بعدًا عنه هو الإله الذي اتصل بالمادة وخلق العالم، واعتقدوا أن الأرواح كانت موجودة في عالم سماوي منير ولكنها سقطت فجأة إلى الأرض وأصبحت سجينة الجسد المادي، وتحتاج إلى من يخلصها، والخلاص يأتي عن طريق المعرفة، فغنوسيس gnosis أي معرفة، والغنوسيون هم أصحاب المعرفة. وبالمعرفة يعرف الإنسان أصوله، ويعرف من هو، ويعرف كيف يخلص.
وعندما دخل بعض الغنوسيين إلى المسيحية وقف أمامهم التجسد حجر عثرة، إذ كيف يتحد اللاهوت المنزَّه عن المادة بالجسد المادي، ولذلك ادّعوا بأن جسد المسيح ليس هو جسدًا ماديًا إنما نزل من السماء، وبذلك أنكروا التجسد، وفصلوا السيد المسيح عن بشريته، وابعدوا الله عن الاتصال بالعالم.
وتختلف الغنوسية المصرية عن الاسيوية. فأعتقد المصريون ان المادة أبدية وحيوية أيضاً واعتبروا غالبا المسيح مخلصنا انه شخصان الانسان يسوع وابن الله المسيح. فالمسيح الشخص الالهي زعموا انه دخل في يسوع الانسان حين اعتمد من يوحنا وتركه حين قبض عليه اليهود. ثم انهم نسبوا للمسيح جسدا حقيقياً لا وهمياً مع انهم لم يتفقوا على ذلك. كما انهم وضعوا لاتباعهم شرائع تبيح بفساد اميال البشر.
وظل علماء المسيحيين الافاضل يقاومون كل البدع التى تنشأ من هذه الفلسفة مدة طويلة وانقرضت اخر شيعة لاهل هذه الهرطقة في أواخر القرن السادس.

_______________________________

المراجع

تاريخ الكنيسة القبطية – القس منسى يوحنا
حتمية التجسد الإلهي – حلمي القمص يعقوب

فاصل

بدعة كرنثيوس

القرن الأول العصر الذهبي

المدرسة الوثنية الفلسفية

المجامع – البدع – الهرطقات
تاريخ الكنيسة القبطية

 

زر الذهاب إلى الأعلى