تفسير سفر حزقيال أصحاح ٤٦ للقمص أنطونيوس فكري

الإصحاح السادس والأربعون

الشرائع الموجودة هنا لم ينفذوها بعد عودتهم من السبى بل إتبعوا شريعة موسى. ونظروا لهذه الشرائع وهذا الهيكل على أنهم أشياء سرية وليست حرفية وهى للأجيال القادمة

 

آية 1 :- هكذا قال السيد الرب باب الدار الداخلية المتجه للمشرق يكون مغلقا ستة ايام العمل و في السبت يفتح و ايضا في يوم راس الشهر يفتح.

هذا الباب الشرقى الذى للدار الداخلية خاص بالملك المسيح. لاحظ أن الباب الذى ذكر فى 44 : 1 هو الباب الخارجى. أما المذكور هنا فهو الباب الداخلى. فالباب الخارجى دخل منه المسيح مرة بتجسده. وبعدها يكون مغلقاً وهذا كان إشارة للعذراء. أما هذا الباب الداخلى فلا يفتح إلا فى السبت ورأس الشهر فهذا يشير للراحة التى يعطيها لنا أى السبت ففى السبت إستراح الله ويشير للبداية الجديدة للبشرية أى رأس الشهر. إذاً هذا الباب يشير لصليبه وقيامته وعمله الكفارى الذى به بدأنا بداية جديدة. وهذه الذبيحة الكفارية هى عمل المسيح وحده ولذلك فمن هذا الباب لا يدخل أحد سواه (آية 8)

هذه تساوى ” قد دست المعصرة وحدى ومن الشعوب لم يكن أحد معى “أش 3:63

 

آية 2 :- و يدخل الرئيس من طريق رواق الباب من خارج و يقف عند قائمة الباب و تعمل الكهنة محرقته و ذبائحه السلامية فيسجد على عتبة الباب ثم يخرج اما الباب فلا يغلق الى المساء.

وذبيحة المسيح كان فيها منتهى الطاعة “أطاع للموت موت الصليب فى 2 : 8” وهذه تساوى تماماً فيسجد على عتبة الباب ثم يخرج أى قيامته وصعوده وجلوسه عن يمين الأب. وتعمل الكهنة محرقته = هذا ما صنعه قيافا فقد قدموه محرقة لسلامتنا. وعمل ذبيحته مستمر لنهاية الأيام حتى مجيئه الثانى = أما الباب فلا يغلق إلى المساء

 

آية 3 :- و يسجد شعب الارض عند مدخل هذا الباب قدام الرب في السبوت و في رؤوس الشهور.

وشعب الأرض يسجد عند مدخل هذا الباب = إيمان العالم بصليب المسيح وعبادتهم له.

فى السبوت = أى فى راحتهم التى حققها لهم وفى بداية الشهور = بداياتهم مع المسيح

 

آية 4 – 7 :- و المحرقة التي يقربها الرئيس للرب في يوم السبت ستة حملان صحيحة و كبش صحيح. و التقدمة ايفة للكبش و للحملان تقدمة عطية يده و هين زيت للايفة. و في يوم راس الشهر ثور ابن بقر صحيح و ستة حملان و كبش تكون صحيحة. و يعمل تقدمة ايفة للثور و ايفة للكبش اما للحملان فحسبما تنال يده و للايفة هين زيت.

مرة أخرى موازين للعطايا تشير لعدالة هذه الذبيحة. وما علينا أن نقدمه لله كذبائح

 

آية 8، 9 :- و عند دخول الرئيس يدخل من طريق رواق الباب و من طريقه يخرج. و عند دخول شعب الارض قدام الرب في المواسم فالداخل من طريق باب الشمال ليسجد يخرج من طريق باب الجنوب و الداخل من طريق باب الجنوب يخرج من طريق باب الشمال لا يرجع من طريق الباب الذي دخل منه بل يخرج مقابله.

الداخل من بوابة يخرج من أخرى = وفائدة هذا البقاء فترة أطول وفى هدوء داخل المقادس لنتعرف عليها فى تأمل هادئ. وفى خلال عبادتنا نظل دائماً نندفع للأمام ولا نفكرفى العودة إلى وراء “ننسى ما هو وراء ونمتد إلى ما هو قدام”. وهكذا كانت الأربعة المخلوقات الحية لا تدور عند سيرها (حز 1، 10)

 

آية 10 :- و الرئيس في وسطهم يدخل عند دخولهم و عند خروجهم يخرجون معا.

هذا هو سر فرحنا الدائم المسيح الرئيس فى وسطنا فى عبادتنا “إذا إجتمع إثنين أو ثلاثة بإسمى أكون فى وسطهم ” راجع أيضاً مت 28 : 20

 

آية 12 :- و اذا عمل الرئيس نافلة محرقة او ذبائح سلامة نافلة للرب يفتح له الباب المتجه للمشرق فيعمل محرقته و ذبائحه السلامية كما يعمل في يوم السبت ثم يخرج و بعد خروجه يغلق الباب.

نافلة = عطية إختيارية. وهذه يقدمها الرئيس. “لى سلطان أضعها وأن آخذها (يو 10 : 18)

 

آيات 13 – 15 :- و تعمل كل يوم محرقة للرب حملا حوليا صحيحا صباحا صباحا تعمله. و تعمل عليه تقدمة صباحا صباحا سدس الايفة و زيتا ثلث الهين لرش الدقيق تقدمه للرب فريضة ابدية دائمة. و يعملون الحمل و التقدمة و الزيت صباحا صباحا محرقة دائمة.

التقدمات الصباحية بينما فى شريعة موسى كان هناك تقدمة صباحية وتقدمة مسائية فالعهد القديم كان فى ظلال المساء منتظراً إشراق شمس البر ولكننا نحن الآن فى نهار شمس البر وهو مشرق دائماً فى كنيسته لذلك لا تقام قداسات ليلاً.

 

الآيات 16 – 18 :- هكذا قال السيد الرب ان اعطى الرئيس رجلا من بنيه عطية فارثها يكون لبنيه ملكهم هي بالوراثة. فان اعطى احدا من عبيده عطية من ميراثه فتكون له الى سنة العتق ثم ترجع للرئيس و لكن ميراثه يكون لاولاده. و لا ياخذ الرئيس من ميراث الشعب طردا لهم من ملكهم من ملكه يورث بنيه لكيلا يفرق شعبي الرجل عن ملكه.

قانون الميراث. قارن مع رو 8 “أن كنا أولاداً فإننا ورثة أيضاً ورثة الله ووارثون مع المسيح رو 8 : 16، 17”. وهكذا نحن أولاد الله والله يعطينا ميراثاً من ملكه (18). والأبناء فقط يرثون للأبد (16) أما العبد فيتمتع ببركات مؤقتة مادية.

 

الآيات 19 – 24 :- ثم ادخلني بالمدخل الذي بجانب الباب الى مخادع القدس التي للكهنة المتجهة للشمال و اذا هناك موضع على الجانبين الى الغرب. و قال لي هذا هو الموضع الذي تطبخ فيه الكهنة ذبيحة الاثم و ذبيحة الخطية و حيث يخبزون التقدمة لئلا يخرجوا بها الى الدار الخارجية ليقدسوا الشعب. ثم اخرجني الى الدار الخارجية و عبرني على زوايا الدار الاربع فاذا في كل زاوية من الدار دار. في زوايا الدار الاربع دور مصونة طولها اربعون و عرضها ثلاثون للزوايا الاربع قياس واحد. و محيطة بها حافة حول الاربعة و مطابخ معمولة تحت الحافات المحيطة بها. ثم قال لي هذا بيت الطباخين حيث يطبخ خدام البيت ذبيحة الشعب

راجع الرسم فى مقدمة الإصحاح( 42). فالرب حدد مواضع للكهنة للطبخ فى مخادعهم فى الدار الداخلية. كما حدد مواضع أخرى فى أطراف الدار الخارجية فى الأربعة أركان ز كما حدد أماكن للخبيز. وشتان بين من يدخل الدار الداخلية وبين من يبقى فى الدار الخارجية. فالدار الداخلية تشير للعمق والخارجية تشير للسطحيات لكن الله فى محبته لا يترك أحد جائعاً ما دام قد دخل إلى الشركة مع السيد المسيح إنه يعطى الجميع من مقدساته. ولكن يليق بنا أن ندخل دوماً للداخل فتكون لنا شركة حياة داخلية معه وشبع من مقدساته. ولا يخرجوا بالتقدمة إلى الدار الخارجية ليقدسوا الشعب = حتى يفهم هذا القول راجع حجى 2 : 11، 12 فيبدو أن بعض الكهنة إتخذوا من المقدسات وسائل للتجارة. يأخذون المقدسات للشعب ليلمسها الشعب ويوهمونهم أنهم بهذا يتقدسون ويتقاضون عن هذا أجراً والمعنى لا تتاجروا بالمقدسات.

المطابخ = هناك مطابخ للكهنة، وهناك مطابخ فى كل ركن من الأربع أركان (راجع الرسومات فى مقدمة إصحاح 42 وأيضاً الرسم المقابل لتفسير الآيات 27:40-37. والمطابخ هى أماكن إعداد الطعام للشبع. والمعنى أن على الكاهن فى خلوته أن يشبع بالمسيح، ليعطى الشبع للمؤمنين، والشبع بالمسيح متاح للعالم أجمع، هذا معنى وجود المطابخ فى ال 4 أركان، فرقم 4 يشير للعمومية.

آية 22 :- 40 × 30 =40( مدة يعقبها بركة أو تأديب )، 30 (رقم النضج). والخدمة هدفها أن ينضج المؤمن. ولكن الله يعطى فرصة محددة.

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى