كُن قدوة

 

هــل تعلــم كيــف انتشــرت المســيحية.. انتشــرت حــين طبــق أجــدادنا وصــية الــرب ُ يسـوع التـى تقـول: “َفَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.” (مت 16:5).

وأنت أيضاً تسطيع أن تشــهد للمســيح فــى المحــيط الــذى تعــيش فيــه.. هكــذا  يوصى القديس بولس الرسـول: “لا يَسْتَهِنْ أَحَدٌ بِحَدَاثَتِكَ، بَلْ كُنْ قُدْوَةً لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْكَلاَمِ، فِي التَّصَرُّفِ، فِي الْمَحَبَّةِ، فِي الرُّوحِ، فِي الإِيمَانِ، فِي الطَّهَارَةِ.(1تي 4: 12)

فكن نورا ً للعالم
 فــــى إحــــدى مــــدن أوروبــــا، كانــــت هنــــاك قريـة صغيرة جـداًً.. لكـن شـوارعها ضيقة، ولـــــيس بهـــــا مصـــــابيح للإنـــــارة لـــــيلاً لكن العجيب أن النور كـان يغمرهـا عنـدما يحـل الليـل.. يـا تُرى ما
هـــو الســـبب فـــى ذلـــك؟!.. لقـــد كانـــت كـــل ســـيدة تســـكن علـــى جـانبى كـل شـارع تضـع مصـباحاً فـى شـباك بيتهـا عنـد حلـول الليـل، وبـذلك تضـاء الطرقات ويغمر النور القرية كلها.. وهذا ما قصده الرب يسوع حين قال: “أنتم نور العالم” (مت 14:5). ِ 
ً
وتاريخ الكنيسة ملـىء بالأمثلـة التـى تبـين أن المسـيحى كـان عبـر العصـور نـور للعالم.. وهـا هـى القديسـة فيرينـا فـى أواخـر القـرن الثالـث حـوالى سـنة 286 حـين أرســـل الإمبراطـــور مكيســـميانوس كتيبـــة عســـكرية مصـــرية (الكتيبـــة الطيبيـــة) مـــن مدينة طيبة (الأقصر حالياً) ليحاربوا أهل الغال (فرنسا) وكان معهم مجموعة مـن الخادمـــات للمســـاعدة فـــى معالجـــة الجرحـــى، ومـــنهن كانـــت فيرينـــا، حيـــث اســـتقرت الكتيبـــة عنــــد الحــــدود السويســـرية، وراحــــت القديســــة فيرينــــا تعلـــم أهــــل هــــذه الــــبلاد الأهتمــــام بالصــــحة والنظافــــة، وكانــــت تعــــالجهم وتــــداويهم، فجــــذبتهم محبتهــــا لهــــم للإيمان وصاروا مسيحيين.. و أحب أهل سويسـرا القديسـة فيرينـا فأتخـذوها شـفيعة لهم. ولهـا تمثـال مشـهور يصـورها وهـى حاملـة ً مشـطا ـ وأبريقا رمـز النظافـة.. وهـذا التمثال يوجد أيضاً فى حديقة السفارة السويسرية بالقاهرة. ً
لقــد شــهدت فيرينــا للمســيح مــن خــلال تأثيرهــا فــى تعاملهــا مـــع المجتمـــع.. ليســـأل كـــل واحـــد منـــا نفســـه: هـــل يمكـــن أن أكون نموذجا شاهداً للرب يسوع مثل القديسة فيرينا؟. ً

كن قدوة باللسان
فى إحدى المـرات كـان القـديس الأنبـا مكـاريوس يسـير فـى الطريق، وكان يسبقه واحد من أبنائه الرهبان الذى مـر علـى كاهن وثنى، فقال له الراهـب: (إلى أين أنت ذاهـب يـا شـيطان؟)، فاغتـاظ الكـاهن الوثنى وضربه ضرباً
شديداً، ثم طرحه ارضاً. ثم مر عليه القديس مكاريوس فقال له: ســلام يــا رجــل الهمــة والنشــاط.. فتعجــب الكــاهن الــوثنى، ســائلاً ً: ألــيس الراهــب الــذى كان يسبقك مثلك.. فلماذا اختلف كلامه عن كلامك الرقيق!

كن قدوة فى التصرف
يُحكى عن المتنــيح أبونــا ميخائيــل ا إبــرهيم (كــاهن كنيســة مــارمرقس بشــبرا). أنــه أثنــاء عملــه (قبــل الكهنــوت) امتدحــه رئيســه فــى العمــل علــى أمانتــه والتزامــه وســلوكه الطيب, واجتهاده فى العمل, وقال له: العيـب الوحيـد فيـك أنـك مسـيحى فأجابـه أبونـا ميخائيل: أن مسيحيتى هى التى زرعت فى ّ هذه الصفات التى أعجبتك.


كن قدوة فى المحبة
كـــان للمتنـــيح أبونـــا بيشـــوى كامـــل (كـــاهن كنيســـة مـــارجرجس باســـبورتنج) رجـــل يســـكن بجـــواره، ولـــم تكـــن علاقتـــه طيبـــة بأبونـــا.. ــ وذات يـــوم مـــرض الرجـــل مرضا ً شديدا، فأسـرع إليـه أبونـا يـزوره، ويـدعو مـن أجلـه، وكلـف زوجتـه أن تطـبخ طعاماً لــه، وترســله إليــه يومياً، حتــى يتماثــل الرجــل للشــفاء، وكــان كلمــا رأى أبونــا بيشــوى ينظر إليه بخجل ويشكره على محبته.

كن قدوة فى الطھارة
حـــدثت هـــذه القصة فى منتصـــف القـرن الثامن، حيــث دخــل بعــض الجنــود ديــراً ً للعــذارى قــرب أخمــيم، وبعــد أن نهبــوه أرادوا اختطــاف عــذراء صــغيرة تــدعى فبرونيـــا، إذ كانـــت رائعـــة الجمـــال، فطلبـــت مـــنهم أن يمهلوهـــــا قلـــــيلاً، فصـــــلت للـــــرب بحـــــرارة ودمـــــوع، ثـــــم خرجــت ومعهــا زجاجــة بهــا زيــت، وتوســلت إلــيهم أن يتركوها فى مقابل أن تهديهم زيتاً عجيباً, إذا دهن بـه أى جـزء مـن الجســم فـلا يــؤثر فيـه الســيف، ثـم دهنــت رقبتها بهذا الزيت وقالت لهـم: اضـربوا بالسـيف مكـان الزيت، فانفصلت رأسها فى وأنقذت بشجاعتها عفتها وطهارتها، أما الجنود فخـافوا من هذا المنظر وهربوا بعد أن تركوا كل ما نهبوه.

أمـــا القـــديس الأنبـــا صـــموئيل المعتـــرف فقـــد قـــبض عليـــه جماعـــة مـــن البربـــر، محــــاولين أن يقنعــــوا القــــديس بعبــــادة الأوثــــان، ولمــــا فشــــلوا أرادوا أن يســــقطوه فــــى الشــهوة, فربطــوا إحــدى رجليــه مــع رجــل جاريــة حتــى يقــع معهــا فــى الخطيــة، ولكــن
هذه الحيلة فشلت أيضا, وحافظ القديس على عفته وطهارته. 


كن قدوة فى الروح
الإنسان الروحى يرفع يديه للصلاة من كل قلبه، ويذهب للكنيسة مبكراً لاشتياقه أن يتقابل مع الـرب يسـوع فـى القـداس, ويمـارس أنشـطته بطبـاع مسـيحية لا تعرف الكبرياء أو العنف.

هــــل قــــرأت يــــا صــــديقى قصــــة القــــديس الأنبــــا شنوده رئيس المتوحـدين.. حـين يرعـى غـنم أبيـه، وكــان معــه بعــض الرعــاة.. اعتــاد أن يقــدم طعامــه لهؤلاء الرعاة، ويقضى هو يومه كله صائما، وعنـد الغروب كـان ينفـرد وحـده بجـوار بئـر ليصـلى حتـى وقت متأخر من الليل، ولأنه كـان يعـود ا متـأخراً كـل يــوم، ذات يــوم تتبعــه والــده ســراً ً، فــرآه يصــلى عنــد البئر، ولـم يصـــــدق عينيـــــه حـــــين شـاهد أصابع الصــــبى تضىء كالشـموع، ورائحة بخـور تفـوح حوله وتملأ المكان..


ترى لماذا كان يفعل كل هؤلاء ذلك.. نعم كانوا يحبون الرب من كـل قلـوبهم..
وهــذا الحــب هــو الــذى دفعهــم لــذلك فأســتحقوا أن يكونــوا شــهود للمســيح, ويتممــون قـــول الكتـــاب “تكونون لي شهوداً” (أع 8:1) 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى