كن مبدعًا

 

أولا: ما هو الإبداع ؟

قديماً كنا نعاني من أمية القراءة والكتابة، أما الآن أصبحت الأمية على ثلاث مستويات: أمية القراءة والكتابة – أمية كمبيوترية – أمية الإبداع… وهي أحدث أمية.

الله هو مبدع الكون، بل ومصدر كل إبداع، ومع كل تقدم حديث نكتشف كل صباح أن الله هو المبدع الأعظم، ولأن الإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله، لذلك فهو مدعو لأن يسير نفس الطريق ويكمل مسيرة الإبداع.

 الإبداع هو قدرة ذهنية تدفع الفرد للسعي والبحث عن الجديد، ويستطيع كل فرد أن يكون مبدعاً، إذا اكتسب المعارف والمهارات التي يمكن أن تقوده إلى ذلك، والعمل على تنميتها في نفسه بإرادة قوية.

 وهو أيضا نشاط ذهني مركب ومتميز، يدرك مجموعة العلاقات القائمة بين العناصر المختلفة المكونة للموقف أو المشكلة أو الظاهرة أو المنتج، ومن ثم يقوم بإعادة بناء هذه العلاقات أو بعضها، وفق نسق أو منظومة جديدة، لإنتاج جديد أو تقديم تفسير أو حل يتميز بالجدة والأصالة تقبله جماعة في فترة زمنية معينة.

هو إنتاج فكرة جديدة قابلة للتطبيق على أرض الواقع.

 الإبداع هو قدرة الفرد أو الجماعة على اكتشاف أساليب أو رؤى جديدة غير تقليدية، وغير نمطية، وغير مألوفة تحدث تقدما ما، أو تحل مشكلة ما في الواقع المحيط.

الإبداع هو صنع الجديد.. وإعادة تنظيم القديم بطريقة جديدة.

 

حقائق حول الإبداع 

+ الإبداع غير مرتبط بالسن أو النوع، فنرى أطفال مبدعون كما نرى شيوخ أبدعوا بعد سن الستين من عمرهم.الابداع

+ الإبداع ليس معناه الأخطاء، ولكن في اتضاع يقبل الشخص النقد والنصيحة ويحولها إلى واقع عملي يزيد من رونقه ولمعانه.

+ ليس للإبداع حقل معين أو مناخ خاص، ولكن يولد بعد مخاض الكيان الإنساني، کومضة عقل أو كولادة النور.

+الإبداع كالكائن الحي له تاريخ ميلاد، يبدأ بالمحاكاة والتقليد، ثم يتفرد ليبدأ حياة ثم إزدهار.

يكسب الإبداع قدر من الإرتقاء بالذوق العام، وأيضا أسلوب التعامل، ويضفي على المبدع بهجة ولذة الإكتشاف، مما يجعله راض عن ذاته، نتيجة لما حققه من نجاحات، فيها قدر من إشباع الحاجة إلى تحقيق الذات.

+ معرفة طريق الإبداع تجعلك مبدعاً.

+ يحتاج الإبداع في ميلاده إلى تشجيع وتكريم ومكافئة خاصة للإطفال.

+ جميع أو غالبية الناس مؤهلون لأن يكونوا مبدعين، ولكن بدرجات متفاوتة.

+ أخيرا الإبداع 1% عبقرية، 99% مثابرة (اینشتین).

 

ثانيا: سمات المبدعين 

  • يبحثون عن الطرق والحلول البديلة ولا يكتفون بحل أو طريقة واحدة.
  •  لديهم تصميم و إرادة قوية. 
  • يتجاهلون تعليقات الآخرين السلبية.
  •  لديهم أهداف واضحة مع تصميم و إرداة للوصول إليها.
  • دائما يبحثون عن حلول بديلة ولا يخشون الفشل (أديسون جرب اكثر من 1000 تجربة قبل أن يخترع المصباح الكهربائي).
  • لا يحبون الروتين. 
  • يبادرون. 
  • إيجابيون ومتفائلون.

انتبه: إذا لم تتوافر فيك هذه الصفات لا تظن بأنك غير مبدع، بل يمكنك أن تكتسب هذه الصفات وتصبح عادات متأصلة لديك.

 

ثالثا: معوقات الإبداع 

1- التكرار والإعتياد: يصعب على كثير من الناس أن يتخلوا عن عادتهم السابقة لأنهم قد تعودوا عليها، وتمثل بالنسبة لهم شيئا بسيطاً وسهلاً، ومضمون النتائج، ويخلو من المغامرة والمخاطرة، بل يؤدون العمل براحة كاملة، دون أي توتر أو قلق لحدوث فشل في النتائج التي تعودوا عليها، وتمثل الطريقة الجديدة المطلوبة منهم المجهول، ويتناقض ذلك مع التنمية والإبداع.
ليس هناك مفر من خلق دوافع شخصية و ابداعية، وخلق حاجة إلى ممارسة طريقة جديدة، وهذا يعني إزاحة أو إهمال طريقة قديمة أو تقليدية.

2- الخوف: من أكثر معوقات الإبداع الخوف من الفشل، حيث يقودنا إلى التشبث بالعادات التقليدية والقديمة وبعض السلوكيات المكررة بدرجة كبيرة، ويفضل الناس أن يبقوا فيما هو مريح ولكنه مألوف، بدلا من المخاطرة التي ينطوي عليها المجهول، ويسبب المجهول قدراً من الخوف يمنع الناس من التفكير في التخلي عن القديم والمعروف، كذلك الخوف من طرح أسئلة بلا إجابات جاهزة قد يسبب التهكم من قبل بعض القيادات.

3- الأحكام المسبقة: يتجمع الخوف والجهل ليكونا مصدرا للأحكام المسبقة على الطرق المبتكرة الجديدة، وتتكرر عبارات مشهورة وتتردد كثيراً: (ليس في الإمكان أفضل مما كان – هذا هو ما تعلمناه وعرفناه – هذا ما تسلمناه..).

4- الجمود والكسل: الجمود أخطر ما يوقف الإبداع، فإن كان الخوف بداخلنا كبيراً الدرجة أنه يقيد الخطوات والحركة للإمام، فإننا سوف نتردد كثيراً في أن ندفع الطائرة للحركة في الممر الرئيسي تمهيدا للإقلاع.
ويتطلب ذلك أن يكون هناك إقتناع لدى الخادم الراغب في التحديث الدائم والمستمر بإمكانية وجود طريق أو اتجاه آخر يستحق الإكتشاف، حيث يعني ذلك تشجيع عمليات النمو والإبداع.

5- القصور وعدم القدرة على إظهار الفكرة: كثير من الناس تمر في عقولهم بعض الأفكار الجديدة، ولكن لا يستطيعون تحديدها وصياغتها وإظهارها، وعندما تكون الفكرة واضحة ومحددة في ذهن الشخص، فإنه عادة لا يسعى إلى إطلاقها خوفا من النقد.

6- الإحباط والشعور بالنقص وعدم الثقة… هذه المشاعر تكون داخلية من الشخص نفسه أو خارجية من المحيطين به…  كذلك الرضى بتبعية الآخرين دون استنارة أو وعی.

7- إعتقاد الفرد عن نفسه أنه غير مبدع.

 

رابعاً: كيف نولد ونبتكر أفكار وحلول جديدة 

الأسلوب الأول: علينا طرح هذه الأسئلة ونحاول إجابتها…

1- كيف تبدو الأشياء بالفعل؟

2- لماذا تبدو هكذا؟

3- هل نحن مهتمون بالتغيير؟

4- كيف سنقوم بالتغيير؟

5- هل وضعنا خطة تؤدي إلى نتائج جيدة؟

6- هل نتجاهل عدم الكفاءة ؟

7- هل تحولت أفكارك إلى تصور؟

9- هل نحن على استعداد أن ننتظر حتى النهاية لنرى الثمر؟

الأسلوب الثاني لكيفية توليد و ابتكار أفكار جديدة:

حدد هدفاً واضحاً لإبداعك وتفكيرك:

+ التفكير بالمقلوب: أي اقلب ما تراه في حياتك حتى تأتي بفكرة جديدة، مثال: الطلاب يذهبون إلى الجامعة، عندما تعكسه تقول: الجامعة تأتي إلى الطلاب، وهذا ما حدث من خلال الدراسة بالإنترنت والمراسلة وغيرها.

+ الدمج: أي دمج عنصرين أو أكثر للحصول على إيداع جديد، مثال : سيارة + قارب = مركبة برمائية، وتم تطبيق هذه الفكرة!

* الحذف: احذف جزء أو خطوة واحدة من جهاز أو نظام إدارى، فقد يكون هذا الجزء لا فائدة له.

* الإبداع بالأحام: تخيل أنك أصبحت مديراً للجامعة مثلاً، ما الذي ستفعله؟ أو تخيل أننا نعيش تحت الماء، كيف ستكون حياتنا؟

الإبداع بالنقل: أي تحويل ونقل فكرة تبدو غير صحيحة أو معقولة إلى فكرة جديدة ومعقولة.

أنظر إلى المشكلة أو الإبداع أو المسألة من طرف ثان أو ثالث، ولا تحصر رؤيتك بمجال نظرك فقط. بل اخرج من الإطار المألوف.

قل لنفسك: ماذا لو حدث كذا وكذا.. ماذا ستكون النتيجة؟..

كيف يمكن؟ استخدم هذا السؤال لإيجاد العديد من البدائل والإجابات..

الإستخدامات الأخرى: هل تستطيع أن توجد (20) استخدام آخر للقلم غير الكتابة والرسم؟ جرب هذه الطريقة وبالتأكيد ستحصل على أفكار مفيدة. 

طور باستمرار، لا تتوقف عن التطوير والتعديل في أي شيء.

 

الأسلوب الثالث لكيفية توليد وابتكار أفكار جديدة :

مطبخ العقل:

إننا نمتلك مطابخ لتلبية حاجة المعدة … ولكن لا توجد غرف مشابهة مخصصة لإحتياجات العقل، بمعنى مكان ملئ بالمصادر حيث يقوم الناس بالتجمع والعمل على التفكير من أجل رؤية متميزة.

إن وجود مطبخ للعقل هو نصف العملية الإبداعية، فكر فيه كما تفكر في مطبخ المعدة، إن لديك المنافع الضرورية لتحويل الوصفات الى طعام للأكل، وفي مطبخ العقل يجب أن يكون لديك أدوات لخلق موارد ولتغذية روحك وذكائك.

في مطبخ العقل عليك بالإطلاع والمشاركة والبحث والتعاون والإهتمام.
“احتفظ بعقل متفتح” فالعقل المتفتح والمطلع يبحث عن الأفكار الجديدة الجيدة.

مرحلة الإشراق (انطلاق شرارة الإبداع – ومضة إبداعية): وتتمثل بالتوصل إلى الحل للموقف أو المشكلة في لحظة زمنية محددة.
يمكن تسمية هذه الشرارة بالبرق الدماغي الذي يضئ المنطقة المظلمة في مجال التفكير، فينكشف ما كان مجهولاً، ومن ثم ننتج الفكرة الابداعية والتي يمكن أن تكون حلاً لمشكلة، أو تفسيراً جديداً لظاهرة، أو نص ما، أو تطويرا لمنتج مادی معین.

خامسا: مناخ الإبداع

  • مارس رياضة المشي وتأمل في الطبيعة.
  •  خصص خمس دقائق للتخيل صباحا ومساء.
  •  ناقش آخرين في فكرة تتخيلها. 
  • تخيل نفسك مسئول لمدة يوم واحد.
  •  تبادل عملك مع زميل آخر لمدة يوم أيضا.
  • قدم أفكار و إطرح حلول بعيدة المنال. 
  • إنتبه إلى الأفكار التي تبدو صغيرة.
  •  تعلم رياضة جديدة أو العزف على آلة موسيقية.
  • احلم وتصور النجاح فيما حلمت.
  • تجاسر واسأل كثيرا.
  • تشجع أن تقول لا أعرف.
  •  إملا وقت فراغك.
  • غير ما تعودت عليه.. فمن تعود على شيء صار جزءا منه.
  •  اطلع على قصص المبدعين. 
  • إفترض أن كل شيء ممكن.
  •  خصص دفتر لكتابة الأفكار.. وخصوصا الجديد منها.
  • أخيرا ضع كل هذه الأفكار في روح الصلاة ليعطيك الرب استنارة.

 

من المسابقة الدراسية – إعداد خدام –  مهرجان الكرازة 2011

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى