الإيجابية طريق النجاح

 

الإيجابية هى حركة الإنسان بفاعلية وحيوية ونشاط له ولمن حوله، وهى عكس السلبية التى تتصف بالإنسحاب والجمود والتراجع والتردد والتراخى والكسل والعزلة، والإيجابية تنبع من داخل الإنسان لتدفع به إلى تجاوز ذاته والخروج من الأنا إلى الآخر، وللشخصية الإيجابية ملامح: 

1- ملامح الشخصية الإيجابية 

من سمات الشخص الإيجابى المبادرة بدافع داخلى نبيل، من أجل إنجاز عمل مفيد، فالشخص الإيجابى هو: 

  1.  من يطالب ويلزم نفسه ويشارك قبل أن يدعوه الأخرون للمشاركة. 
  2.  يتميز بالإلتزام والقدرة على تحمل المسئولية. 
  3.  يؤدى الواجبات قبل المطالبة بالحقوق. 
  4.  يبحث عن الخطأ فى داخله، ولا يلقى باللوم على الأخرين مبرراً ذاتة. 
  5.  يدرب نفسه على المشاركة الجماعية الفعالة. 
  6.  لديه شعور بالإنتماء لوطنه وعمله وأسرته وكنيسته. 
  7.  يقدم المساعدة للمحتاجين بروح المحبة، فلا ينسحب تاركاً الأمر للغير. 
  8.  يعمل أكثر مما يقول أو يتكلم. 
  9. صاحب مبدأ ويعمل وله رؤية واضحة لنفسه وللأخرين، وله هدف وخطة لحياته. 
  10.  لا ينشغل بضعفات وأخطاء الأخرين غير المقصودة، بل وينظر إلى الجوانب الإيجابية فى حياتهم. 

2- العوامل التى قد تساهم فى تكوين الشخصية السلبية 

  1. مدى إيجابية الوالدين، والحماية الزائدة. 
  2.  المحاذير المتشددة، والمبالغ فيها. 
  3.  عدم الاهتمام بتنميه الثقة بالنفس. 
  4. التوجيه الأخلاقى والروحى المتشددين.
  5.  كبت روح المشاركة. 
  6.  كبت التعبير عن الذات، أو عن الإنفعالات.
  7.  التخويف الزائد من الفشل. 
  8. عدم الاهتمام بتنمية روح الإنتماء والمواطنة. 

3- التفكير الإيجابى 

– هو التفاؤل بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى- والنظر إلى الجميل فى كل شئ وللتفكير الإيجابى أثر فعال وقوى فى نفوسنا وأمور حياتنا اليومية. 

ومن التفكير الإيجابى أن تتأمل فى نفسك جيداً وستجد الكثير من المواهب والقدرات التى وهبك إياها الله- لكن للأسف كثير من الناس تصر على رؤيه العيوب وتضخيمها سواء أكانت عيوبه أو عيوب الآخرين. 

– مهما يحدث لك من أمور لاتعجبك لاتنظر إليها وتقف- ابحث عن الجانب المنير فى حياتك، وإن كانت ومضة ضوء فهى التى ستنير طريقك لتعمل على معالجة الأمور التى لاتعجبك، وذلك لكى تستطيع أن تتخطاها، ولا تجعل الأحداث لها تأثير سلبى عليك. 

– أن ترسل لنفسك رسائل إيجابية للعقل الباطن مثل: أنا ناجح – أنا أستطيع – أنا لدى المقدرة – “أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي” (فى 4: 13) – أنا لست أقل من الناجحين – الله يريد لى النجاح – قوة ربنا تكمل ضعفى… 

4- مقارنة بين التفكير الإيجابى والتفكير السلبى 

صاحب التفكير الإيجابى 

– يفكر فى الحل أكثر من المشكلة. 

– يساعد الآخرين. 

– يرى حلاً لكل مشكلة. 

– يرى الحل صعب ولكنه ممكن. 

– لديه أحلام يحققها. 

– يعامل الناس كما يحب أن يعاملوه. 

– يتمسك بالقيم ويتنازل عن الصغائر. 

– يرى فى العمل والعطاء فرحاً وأملاً. 

– يصنع الأحداث. 

– يوٌلد لديك الحماس والإبداع فى عملك وفى حياتك. 

– يتمتع بعلاقة جيدة مع الأسرة والرؤساء والزملاء. 

– يوٌلد الإحساس بالسعادة والنجاح. 

صاحب التفكير السلبى 

– يفكر فى المشكلة أكثر من الحل. 

– ينتظر المساعدة من الآخرين. 

– يرى مشكلة فى كل حل. 

– يرى الحل ممكن ولكنه صعب. 

– لديه أوهام تقيده. 

– يخدع الناس قبل أن يخدعوه. 

– يتمسك بالصغائر ويتنازل عن القيم. 

– يرى فى العمل ألماً وجهاداً صعباً. 

– تصنعه الأحداث. 

– يوٌلد لديك الكسل والعجز ويشل فاعليتك الشخصية. 

– علاقاته يشوبها الشك والاضطراب والتصادم مع الجميع. 

– يوٌلد الإحساس بالفشل والإحباط. 

5- معوقات الإيجابية 

التشاؤم – اليأس – إهدار الوقت – الروتين – الإستسلام للضغوط النفسية – التأجيل – القلق – جلد الذات – ضعف الثقة بالنفس – الكسل والخمول – الإنسحاب الدائم – استصغار النفس – الإحباط – الخجل الزائد – عدم الإيمان – الفشل – عدم الرجاء. 

6- كن إيجابياً 

أولاً : كيف تنشأ وتولد الإيجابية ؟ 

 أن مايراه الإنسان فى نفسه، هو نفسه: 

سألنى أحد الاصدقاء مرة قائلاً… كيف أصبح جذاباً؟ 

قلت له قف أمام المرأة وأنظر جيداً فى وجه الشخص الذى يقف أمامك وجهاً لوجه، وبعدها سألته ما رأيك الآن فى هذا الشخص الذى وقفت أمامه وجهاً لوجه، هل يبدوا لك جذاباً – فى البدء أطرق رأسه قليلاً، ثم وبشكل عفوى جداً قال أشعر وكأن جبينى… قلت له كفى لاتكمل، تشعر أن جبينك مسطحة، وتشعر أن أنفك كبيرة، تشعر أن عينيك جاحظتان….. كل هذه الأشياء ليست لها أية علاقة بالجاذبية. 

الجاذبية لها علاقة مباشرة فى الكلام الذى قلته للتو (أنك تشعر) .. قال: لا أفهم وضح لى أكثر، قلت له: الجاذبية تبدأ بهذا الشعور، عندما تشعر فى أعماقك بأنك جذاب سيراك الأخرون جذاباً والعكس بالعكس، أى عندما تشعر بأنك غير جذاب، فإنك تنظر بشكل سلبى إلى نفسك، تلك النظرة السلبية تسمى بالقصور الذاتى، سيراك الأخرون غير جذاباً. 

من هذا المثال البسيط نستطيع القول : إن أى شئ إيجابى أو سلبى ينشأ أساساً من خلال الشعور الناتج عن نظرتنا نحن لأنفسنا. 

عندما تشعر بأنك قوى سيراك الأخرون قوياً، وهكذا فإن أى صورة ترى فيها نفسك سيراك الأخرون كذلك…إذا كنت ترى نفسك ضعيفاً، نافعاً، لبقاً، خائفاً، تافهاً، مهماً، ناجحاً، ….. حقاً إن “مايراه الإنسان بنفسه هو نفسه”. 

ردود أفعال الأخرين نحونا: 

يجب ان نعلم بأن الإنسان منذ اليوم الأول لولادته وحتى يرحل من الدنيا يتعرض لمختلف المشاعر والضغوط النفسية – معظمها ينتج عن سلوك الاشخاص القريبين منه – مثل هذه المشاعر وهذه الضغوط تؤثر كثيراً فى حياة الانسان، وخصوصاً الأطفال من عمر ستة سنوات فما دون. 

على سبيل المثال: طفلة صغيرة ثلاث سنوات كسرت فازة زجاجية – مثل هذه اللحظات المشحونة بالخوف والشعور بالذنب هى التى تترك أثراً فى حياتها، وينتج عن ذلك أن تتبلور ملامح شخصيتها ونظرتها إلى نفسها مستقبلاً، من ردود أفعال القريبين منها – الأم، الأب، الأخ، أو أشخاص آخرين، فلو فرضنا أن أمها مثلاً قد استشاطت غضباً وصفعتها ووبختها وظلت ترميها بوابل من التأنيب والعبارات الجارحة مثل: أنت غبية، عديمة النفع …..الخ 

ومع تكرار مثل هذه المواقف وردود الأفعال هذه.. تكون قد تبلورت شخصية الطفلة بنفس العبارات التى ظلت الأم ترددها عليها دائماً. 

أما إذا فرضنا بأن الأم واجهت الموقف بروية وهدوء، بدون غضب، وبكلمات مشجعة فإن الموقف سيمر بشكل طبيعى جداً دون أن يترك أى أثر سلبى. 

مثال آخر: لو أن طفل رسم شجرة أو سمكة أو أى شئ أخر وجاء يعرضه على أبيه فلو أن الأب أخذ الرسم من الطفل وراح ينظر بإعجاب وتشجيع قائلاً: “الله رسمك جميل برافو عليك أنت شاطر” وهكذا.. مثل هذه العبارات تؤثر إيجابياً فى حياة هذا الطفل . وأن تكرار مثل هذه المواقف والعبارات المشجعة ينتج عنها شخصية تتمتع بالإيجابية فى مراحل عمره مستقبلاً. وماذا سيحدث إذا كافئه الأب، أو علق رسمه على الحائط، أو أراه للعائلة والأصدقاء..كم سيؤثر فى شخصيتة ؟! والعكس بالعكس. 

ثانياً: خطوات عملية للحياة بشكل إيجابى: 

1- استيقظ مبكراً مع يوم جديد سعيد، ولعل صلوات باكر مليئة بالتفاؤل والفرح باليوم الجديد الذى منحه الله لك فى حياتك، واحذر من الأفكار السلبية التى يمكن أن تخطر على بالك صباحاً حيث أنها من الممكن أن تبرمج يومك كله بالأحاسيس السلبية – وركز انتباهك على الأشياء الإيجابية تجاه الأشياء، وقل فلنبدأ بدءاً حسناً. 

2- احتفظ بأبتسامة جذابة على وجهك، وكن البادئ بالتحية والسلام فلا تنتظر الغير وابدأ أنت. 

3- كن منصتاً جيداً، وأعلم أن هذا ليس بالأمر السهل دائماً، وربما يحتاج لبعض الوقت حتى تتعود على ذلك، لاتقاطع أحد أثناء حديثه وعليك بإظهار الاهتمام به. 

4- خاطب الأخرين باسمائهم، فإن اسمائنا هى أجمل شئ تسمعه آذاننا وتعامل مع كل أحد على أنه أهم شخص فى الوجود عندك – ليس فقط أنك ستشعر بالسعادة (فقط) نتيجه لذلك، ولكن سيكون لديك عدد أكبر من الأصدقاء يبادلونك نفس الشعور. 

5- كن مبادراً بالمجاملة تجاه الآخرين فى كل الظروف والمناسبات.

6- كن السبب فى رسم البسمة وإدخال السرور إلى قلوب الآخرين (أقاربك – أصحابك – جيرانك..) 

7- كن دائم العطاء وستجد سعادة فى ذلك لأنه:”مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ” (أع 20: 35). 

8- سامح الأخرين – فإن الذات السلبية فى الإنسان هى التى تغضب وتأخذ بالثأر، وتعاقب، بينما الطبيعة الحقيقية للإنسان الذى على صورة الله ومثاله هى النقاء والصفاء والتسامح مع الأخرين. 

9- استعمل دائماً كلمة من فضلك، شكراً – كلمات بسيطه تؤدى إلى نتائج مدهشة وسترى بنفسك، ولابد أن تعرف أن نظرتك تجاه الأشياء هى من اختيارك أنت فقم بهذا الإختيار حتى تكون عندك نظرة سليمة وصحيحة تجاه كل شئ. 

10- حاول التعود على التفكير الإيجابى تجاه الأشخاص فى المواقف، لأن ذلك يعزز الثقه بالنفس، ويقلل من المشاكل النفسية التى قد تنتج من تراكم المشاعر السلبية من غضب وحزن وخوف وتردد. 

11- التفاؤل فى الحياة يسبب لنا الفرح، والفرح يدفعنا للتعامل بشكل إيجابى وتزداد ثقتنا بأنفسنا، وهذا يقودنا إلى الثقة بالله الذى يقول: “أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ” (يو 10: 10). 

12- راقب أفكارك لانها ستتحول إلى كلمات، والكلمات ستتحول إلى أفعال، والأفعال ستتحول إلى عادات والعادات ستتحول إلى مصير. 

13- حينما تقع فى موقف سلبى يؤلمك، تذكر حينئذ موقف إيجابى فى حياتك وسوف تتجاوز هذا الموقف السلبى بكل بساطة وهدوء. 

14- جدد فى خطتك وتعلم من المحاولة والخطأ، حتى تصل إلى النجاح، فليس هناك فشل دائم فى الحياة، ولكن الفشل يقود إلى النجاح إذا استطعت معرفة أسباب الفشل، ومن غير المعقول أو المتوقع أن تقوم بنفس الخطوات والأسلوب القديم وتريد الحصول على نتائج مختلفه. 

وتذكر دائماً القاعدة الذهبية فى التعامل الإيجابى الذى يقدمها لنا السيد المسيح له كل المجد “وَكَمَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ هَكَذَا” (لو 6: 31)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى