العقل هبة إلهية

 

العقل هو عنصر التفكير والإستيعاب والإدارك والتعبير والتحاور والإكتشاف والإختراع …العقل إنه ليس كالعقل الغريزي للحيوانات والذي من خلاله يتعرف على الطعام والصيد الثمين وخلافه . 

1- العقل وزنة إلهية

لأنه عطية ” اللوغوس” للإنسان ومن خلاله يتأمل ويدرس ويستنتج ومن خلاله يقترب من الألوهية واللامحدودية وبالطبع العقل الإنسانی محدود ويستحيل أن يدرك اللامحدود ولكنه يستطيع أن يستنير بروح الله وبالمسيح ليدرك الكثير. و العقل يبدأ والإيمان يكمل دون مصادمة أو إستغناء الواحد عن الآخر ونحن “بالإيمان نفهم أن العالمين أتقنت بكلمة الله ( المسيح ) ( عب 3:11 ) .

2- أهم وظائف العقل 

+ التعرف على الخليقة 
+حفظ المعلومات وتخزينها . 
+إسترجاع المعلومات و إستخدامها . 
+الإضافة والإبتكار والتجديد . 
+القدرة على التخطيط وإتخاذ القرار .
+العقل وسيلة التعرف على الله وإثبات وجوده عند كثير من العلماء والمفكرين 
+ العقل سبيل للإفراز والمعرفة : يقول بولس الرسول “امتحنوا كل شيء ، تمسكوا بالحسن ” ( اتس 21:5 ) . ويقول القديس اغسطينوس ” ربي وهبتنی نعمة سكناك في ذاكرتي يوم أن عرفتك ” . 
” الفقير السالك بكماله خير من ملتوي الشفتين وهو جاهل . أيضا كون الفس بلا معرفة ليس حسناً والمستعجل برجليه يخطئ ” ( أم 2,1:19 ) .

3- لا تتعارض الروحانية العقلية مع الثقافة العامة

من أدب وفن وفلسفة وإجتماع وعلم نفس وتاريخ وجغرافيا ورياضيات و علوم مختلفة وصنعة الأيدي : نجارة – سباكة وحدادة وكهرباء وتكيف وخلافة .. كلها نتاج العقل الإنساني الذي منحه الله القدرة على التفكير والإبتكار والإبداع 

4- استخدام العقل واجب على الإنسان 

+ في دراسة الكتاب المقدس
+و علوم الكنيسة .
+والثقافة العامة . 
+ وأن يكون العقل مستنيراً بنور الله من خلال المعمودية والتقديس والإتحاد بالرب يسوع والشبع الدائم بفكر الآباء الأولين وكتابات الروحانيين فيكون لنا الذهن القادر على التمييز والإستفادة . يقول بولس الرسول ” انموا في ا النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ” ( 2 بط 18:3 ) 
+ فالإنسان الذي ينمو في المعرفة بدون نعمة يسقط في الكبرياء ، والذي ينمو في النعمة بدون معرفة يسقط في الجهالة . 
+يقول سفر الأمثال : “فاقتن الحكمة وبكل مقتناك اقتن الفهم ” ( أم 7:4 ) .
+ أيضا يدعونا بولس الرسول أن يكون لنا ” فكر المسيح ” ( 1 كو 16:2 ) 
+ ما نطلبه من حكمة رب المجد يسوع المسيح في ( يع 5:1 ) “إن كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير ، فسيعطى له” . ويفرق بين الحكمة السمائية : فهي حكمة طاهرة مسالمة مترفقة مذعنه مملؤه رحمة وأثمارا صالحة عديمة الريبة والرياء ( یع 15:3-17 ) أما الحكمة الأرضية : فهي نفسانية شيطانية .

5- أنواع العقول 

+ عقل سيطر عليه الشك ( شكاك مرضی – شكوك ايمانية وإجتماعية ومرض حتى في أحباؤه ) .
+ عقل تتعبه طريقة تفكيره وتتعب عقول غيره . الشهداء
+ عقل تأثر بالجهل والخرافات : ( السحر- الشعوذة – الفنجان وعلم الغيب ) .
+عقل يسيره عقول أخرى فاسدة .
+عقل يقوده الخوف والرعب . 
+ عقل تقوده الأخبار الكاذبة والشائعات بدون تدقيق .
+ عقل تقوده النزوة والعصبية وعدم ضبط الأعصاب .
+ عقل يخضع لمؤثرات عائلية وإجتماعية .
+ عقل تقوده الشهوات والعواطف الخاطئة .
+ ما أعظم العقول التي يقودها الروح القدس : عقول مستنيرة بالروح القدس الذي يفرق بكل الحق وتكون أفكاره سليمة وموافقة لمشيئة الله. هي عقول ترشدها وصايا الله ” وصية الرب مضيئة تنير العينين عن بعد ” ( مز 19 ) “سراج لرجلی كلامك ونور لسبیلی ” ( مز 105:119 ) .

6- تجديد الذهن

“تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم” ( رو 2:12 ) ۔
 معناه : يعني تجديد الذهن تغيير نظرة الإنسان للأمور . واقتناعه العقلی بخطورة الخطية حيث إنها تدمر النفس والجسد ، وتحرم الإنسان من الحياة الأبدية مع الرب وذلك بالآتي :
+ تجديد يصحبه قوة التنفيذ : “وأما منتظرو الرب فيجدون قوة . يرفعون أجنحة كالنسور. يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون” ( أش 40 : 31 ) .
+ ” أعطيكم قلباً جديداً وأضع روحا جديدة في داخلكم ” ( خر 36 : 26 ) .
+ حتى لو أننا إنتصرنا على شهوة الجسد بكوننا إمتنعنا عن إرتكاب الخطية وبالمسيح ننتصر عليها لإننا قد إرتفعنا من مستواها ولا نحتاج لجهد للخلاص منها .
+ بتجديد الذهن لا ننظر إلى أجساد الآخرين ، بل إن من ينظر لإمرأة فلا يشتهيها في قلبه ( مت 28.5 ) . 
+ بتجديد الذهن ننجو من الخطية والشهوة : وذلك من الداخل وليس من الخارج فقط فلا تقول هذه المرأة تعثرني إنما نقول “من كان يعثرني قبل تجدید ذهنی هو شهواتي القلبية في داخلي بسبب مرض ذهنی وسوء تفكيري” . 
+ الشهداء : لم يخافوا الموت بل رأوا الموت هو الوسيلة  السريعة التي توصلهم للمسيح . الشهداء
+ الذهن المتجدد ليس فقط يصوم بالجسد ، بل يصل إلى الجسد الزاهد للطعام . 
+ تجديد الذهن بالنسبة للطموحات والآمال : ننظر إلى الطموح نظرة روحية وذلك لنقترب من صورة المسيح الكاملة ، فترى فيها العظمة الحقيقية والكمال والقداسة . 
+ تجديد الذهن في النجاح والتفوق : التفوق في هذا الذهن هو تفوق في النوعية وليس مجرد تفوقه على الغير ، بل تفوق ليصل إلى ملئ قامة المسيح ويقول : ” ينبغی أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص ” ( يو 30:3 ) .
+ تجديد الذهن هو الهروب من الكرامة : يقول العظيم الأنبا أنطونيوس “من سعي وراء الكرامة هربت منه .. ومن هرب منها بمعرفة … سعت ورائه وأرشدت الناس إليه .
+ تجديد الذهن يجعل الإنسان يفرح بالضيقات : ” إحسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة ، عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبر ” ( یع 1: 2-3 ) . 
+ إذا تجدید ذهن الإنسان يجعل عقله يركز تفكيره إلى الأبدية ، ليقابل حبيب ومشتهي عقله يسوع المسيح بسرعة .

زر الذهاب إلى الأعلى