غيّر واقعك



كثير من الناس يقضون كل سنوات حياتهم على أمل أن تتحسن الأمور .
ويتمنون لو كانت الحياة أسهل ، ويبدو الأمر كما لو كان يأملون أن تهبط عليهم عصا سحرية يوما ما ، تحل لهم جميع مشاكلهم … وهذا طبعاً مستحيل .
إن الأمور تتحسن عندما نتحول نحن إلى الأفضل .
فإننا حين نتغير ، تتغير الأشياء من حولنا .
قال أحد رجال الأعمال الناجحين : ( ما لم تغير من أحوالك التي أنت عليها ، فلن تحصل أبداً على أكثر مما حصلت عليه ) .
ونحن حينما نتحدث عن تغییر واقعنا الذي نحيا فيه ، فإننا لابد أن نبدأ هذا التغيير أولاً من داخلنا ، حيث نبدأ بتغير الذات ورؤيتها للأمور .. فنجد أن واقعنا الذي نعيشه وقد تغير .. لذلك :

1- حدد هدفك

في أحد الكتب التي تناولت الحياة في أحد المعتقلات أثناء الحرب العالمية الثانية … وجدوا أن شخصاً واحداً فقط من بين ثمانية وعشرون شخصاً نجا من ويلات هذه المعتقلات .
فأجريت دراسة شخصية عن سبب بقاء هذا الشخص بالذات على قيد الحياة ، بينما هلك الأخرون على الرغم من أن الجميع كانوا تحت نفس الظروف .
وقد وجد أن الذين نجحوا في عبور هذه الظروف الصعبة ، هم من كان لديهم سبب يعيشون من أجله . فلقد كان لديهم ( هدفاً) .
فقد كان لهذا الشخص رغبة عارمة في رؤية زوجته وأولاده مرة أخرى .
فعندما نفقد هذه القوة الدافعة .. فإننا نقع في مأزق حقیقی .. ونضل
الطريق .. ونشعر بالضياع .
لذلك نحن نحتاج إلى وجود الأهداف في حياتنا .. ليس فقط من أجل ما نجنيه من تحقيقها ، ولكن من أجل أيضا ما تحققه لنا من مكاسب وخبرات تثري شخصياتنا .
إن الأهداف هي التي تعطينا أملا في الحياة وقوة دافعة للاستمرار.


2- ثق بقدراتك ومواهبك

إن الشئ الوحيد الذي يعوق إنجازاتنا هو اعتقادنا بإننا غير قادرين على تحقيق هذه الإنجازات ، فالشخص الذي يقول : سأظل طوال عمري في معركة مع الحياة هو شخص تشاؤمي سوف يتوقف عن تعلم أي شئ جديد حيث يؤمن بأنه ( لا فائدة من ذلك على أية حال ) والعجيب أن نبوعته تتحقق ولا يستطيع أن يقوم بأي شئ على الإطلاق .
إن هذه القيود التي نثقل بها أنفسنا هي مسئوليتنا وحدنا .
بينما يقول شخص آخر : ” سوف أنجح ، سأفعل ذلك مهما تطلب الأمر ” ، ” سأظل أعمل ما دام الأمر يتطلب ذلك ” ، سأتعلم كل ما يمكنني تعلمه ” ، “سأكون مميزة تماما مثلما أرغب”. وبالفعل ينجح الرجل في ذلك لأنه آمن به .

إن الذي يفشل هو من عاش الفشل قبل أن يبدأ ، والذي ينجح هو من يرى نجاحه قبل أن يبدأ .
لاحظ أنه عندما تخطط لتحقيق هدف ما ، يجب أن تتذكر دائما طبيعة هذه الدنيا ، فلا شي يسير في خط مستقيم ، وربما لن تجد كل الطرق ممهدة لك ومفروشة بالورود أثناء سعيك لتحقيق هدفك .
إن العوائق قد تكون للكثيرين سبباً ومبرراً واضحاً للتراجع عن أهدافهم . أما للبعض فهي تكون نعمة ، إذا اخترنا أن نراها بهذه الصورة ، وأن نستخدمها كعوامل مُحفزة من أجل عمل الأفضل .
* ويمدنا التاريخ بكثير من الشخصيات التي استطاعت أن تتغلب على العوائق التي وضعت في طريقها ، فترى ( نابليون ) الذي تغلب على قصر قامته
ليقود جيوشه التي غزت أوروبا كلها .
* كان ( وینستون تشرشل ) طالبا فقيرا مصابا بإعاقة في الكلام ، وعلى الرغم من ذلك لم يفز فقط بجائزة نوبل ، ولكنه أصبح أحد المتحدثين المؤثرين في العصر الحديث … إلخ .

3- ادرس المشاكل لتحلها

كثير ما تراودنا هذه الفكرة : ” أن تكون الحياة عظيمة حقاً إذا خلت من المشاكل ؟ !! ” .
إن بإمكاننا أن نسترخي على الشاطئ طوال اليوم ولا نقوم باي شئ على الإطلاق ويمكن أن تعزل نفسك وتعيش داخل قوقعة حتى لا تأتيك المشاكل .
لقد خلقنا الله في هذه الحياة لكي نكافح ونحل مشاكلنا ، ونجد سبلاً جديدة نتعامل بها مع الأشياء من حولنا . فالمشكلات جزء طبيعي و أساسي في الكون .
إن الحياة مثل أصابع البيانو .. أبيض وأسود … ينبغي أن تعزف على كليهما لكي تحقق لحنا جميلا .


ومواجهة المشاكل تعلمنا أشياء جديدة وتكسبنا خبرات ، وتخلصنا من الكثير من عيوبنا ، لقد ميز الله الإنسان بالعقل ، والقدرة على التفكير ليحل مشاكله .
إن الشخص الذي يفكر بطريقة إيجابية يري ببساطة أن المشكلة فرصة للتعلم وإكتساب الخبرة ، وقديما قال أحد المفكرين : ” إننا دائما نقابل فرصة عظيمة متنكرة ببراعة في صورة مشاكل لا حل لها ” ۔
وقيل أيضا “المِحن تكشف عن العبقرية والرخاء يخفيها” .

4- تعلم من الأخطاء

في ذات مرة كان هناك شخص يبکی ظاناً أن الله غير راض عنه ، فسأل صديقه : ” لماذا لا يهديني الله إلى الطريق السليم ؟ !! ” ، فرد هذا الصديق قائلا : ” ولكن الله يرشدك بالفعل إلى الصواب من خلال أخطائك”

لعل الفائزين في الحياة يرتكبون أخطاء أكثر من الخاسرين ، ولهذا السبب يفوزون في النهاية . فعندما نخسر أو تفشل ، فإننا نفكر في أسباب الخسارة ، ونحللها ونعيد ترتيب أوراقنا ونضع خطط جديدة.
سأل شخص المخترع ( توماس إديسون ) عن شعوره عندما فشلت محاولاته مرات عديدة في إنتاج مصباح كهربائي ، فكان رد ( إديسون ) بأنه لم ير أن الإخفاق في هذه المحاولات يعد فشلاً على الإطلاق ، بل على العكس فقد نجح من خلالها ، في معرفة آلاف الطرق التي لا يمكنه من خلالها تصنيع مصباح كهربانی .
إن موقف ( إديسون ) الإيجابي هذا تجاه الأخطاء ، هو الذي مكنه من أن يقدم إختراعاً عظيماً كهذا ، فالبعض يخاف ويرفض المحاولة خوفاً من الفشل والخطأ . ولكن ليس العيب في الفشل ، وإنما العيب في عدم المحاولة !!
وتتعجب من مقولة ( توماس جيه واتسون ) : ” أن الطريق إلى النجاح هو أن تضاعف معدل فشلك”.

5- اقبل المخاطرة

سيكلفك الأمر كثيراً إذا أردت أن تكون إنساناً ناجحاً بمعنى الكلمة ” (موريس ويس) .
إن تحقيق أي هدف دائماً ما تكمن من وراءه مخاطرة .
هناك مبدأ هام في الحياة يؤكد على أن المكافأة تأتي دائماً بعد إجتياز المخاطر
والصعاب وليس العكس . إن متعة الحياة تكمن في أن نفعل شيئاً جديداً ، وأن نشكل شيئاً مختلفاً وجديداً نابعاً من أعماقنا .
– لاحظ أن الطفل عندما يحاول المشي فإنه يخاطر بالسقوط وإحتمال التعرض لإصابات .
– الحياة نفسها مخاطرة ، لذا فلتقدم عليها بكل ما أوتينا من عزم وشجاعة ، لنجني الثمار .

6- ابذل جهداً

لا يمكن أن تحصد دون أن تزرع ” يجب أن تكدح وتبذل الجهد ويجب أن يكون بمحض إرادتك وليس رغماً عنك ، عليك أن تتأكد أنك حين تحب ما تعمل فستكون النتائج جيدة ، إذا كنت تعمل أمراً ما يا ليتك تعمله حباً في العمل ذاته .
” إن سر السعادة ليس في أن يعمل الإنسان ما يُحب ، ولكن في أن يحب
ما يعمل ” .
قالت إحدى السيدات لعازف الكمان العظيم ( فرتيز کریسلر ) بعد أن انتهى من عزف مقطوعة رائعة : ” إنني على إستعداد بأن أدفع عمري كله لأعزف هذه المقطوعة كما عزفت انت ” فأبتسم لها وقال : ” لقد دفعته أنا بالفعل”.
هذه القصة تعكس بطريقة رائعة العلاقة بين النجاح وبذل الجهد.

” إن الحياة تدعو كل شخص بأن يكون له إنجاز فيها ، ولكن اكتشاف هوية هذا الإنجاز يرجع إلى هذا الشخص نفسه “

فيكتور فرانكل


من المسابقة الدراسية – جامعيين-  مهرجان الكرازة 2012

زر الذهاب إلى الأعلى