فوق الطبيعة

الله يرفعني إلى فوق

إن وجود الله في الحياة يرفع الإنسان فوق: الأحداث – الأشخاص – الظروف –الإنجازات…

كيف..؟ جرب معی.. .

+ احضر كوب فارغ وضع بيضة نيئة بحرص ماذا يحدث؟.. نجد البيضة تستقر في القاعة.

* ضع ملح طعام وإبدأ بإذابته في الماء.. ستجد البيضة ترتفع رويداً رويداً كلما أذبت ملح أكثر إلى أن تطفو فوق سطح الماء…

لنتعرف على واحد من الشخصيات المأسورة التي عاشت في مجتمع غریب، ولكنها لم تتغرب عن ربها، بل عاشت الوصية فعاش الله فيها، وعمل بها أعمالاً عظيمة. 

المسيحي الحقيقي شاهد أمين للسيد المسيح في المجتمع المحيط به: الأسرة – المدرسة – الكلية – الكنيسة – الشارع… الخ..

لذلك يوصينا الرسول قائلا: “مُعتنين بأمور حسنة قدام جميع الناس”.. “لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير” (رو 17:12 , 21).

وهكذا نتغير – بالمسيح – لنصير صورة جميلة في الداخل والخارج،  وفي الكنيسة والمجتمع. إن الفتية الثلاث كانوا شاهدا للرب في وسط المجتمع الذي كانوا يعيشون فيه (السبي البابلی) فی وسط مجتمع لا يعرف الله.

الفتية الثلاث

يقول عنهم الكتاب “فِتْيَانًا لاَ عَيْبَ فِيهِمْ، حِسَانَ الْمَنْظَرِ، حَاذِقِينَ فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَعَارِفِينَ مَعْرِفَةً وَذَوِي فَهْمٍ بِالْعِلْمِ، وَالَّذِينَ فِيهِمْ قُوَّةٌ عَلَى الْوُقُوفِ فِي قَصْرِ الْمَلِكِ، فَيُعَلِّمُوهُمْ كِتَابَةَ الْكَلْدَانِيِّينَ وَلِسَانَهُمْ. وَعَيَّنَ لَهُمُ الْمَلِكُ وَظِيفَةً كُلَّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ مِنْ أَطَايِبِ الْمَلِكِ وَمِنْ خَمْرِ دانيال والثلاث فتيةمَشْرُوبِهِ لِتَرْبِيَتِهِمْ ثَلاَثَ سِنِينَ، وَعِنْدَ نِهَايَتِهَا يَقِفُونَ أَمَامَ الْمَلِكِ. وَكَانَ بَيْنَهُمْ مِنْ بَنِي يَهُوذَا: دَانِيآلُ وَحَنَنْيَا وَمِيشَائِيلُ وَعَزَرْيَا. فَجَعَلَ لَهُمْ رَئِيسُ الْخِصْيَانِ أَسْمَاءً، فَسَمَّى دَانِيآلَ «بَلْطَشَاصَّرَ»، وَحَنَنْيَا «شَدْرَخَ»، وَمِيشَائِيلَ «مِيشَخَ»، وَعَزَرْيَا «عَبْدَنَغُوَ»“(دا 4:1-7). 

مظاهر اندماجهم في المجتمع

– اعطائهم أسماء جديدة.. لماذا؟
لفرض سيطرتهم – وعدم وجود أسماء اجنبية في بلاط الملك.
– إن الاسم بالنسبة للشعب العبري لم يكن مجرد اسماً.. ولكن يحمل روح وشخصية الإنسان.
– والأسماء التي حملوها مرتبطة بالآلهة البابلية.
– وكان عليهم تعلم كتابة البابليين ولسانهم (الأدب الوثنی).

فهل يقبلون ذلك.. إنهم فعلاً قبلوا ذلك…؟

– قد تضطر للوجود في مواقف لا توافق قيمك .. فكيف تتصرف فيها ؟؟

أوافق ولكن؟؟

“أَمَّا دَانِيآلُ فَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ وَلاَ بِخَمْرِ مَشْرُوبِهِ، فَطَلَبَ مِنْ رَئِيسِ الْخِصْيَانِ أَنْ لاَ يَتَنَجَّسَ…. فَقَالَ دَانِيآلُ لِرَئِيسِ السُّقَاةِ الَّذِي وَلاَّهُ رَئِيسُ الْخِصْيَانِ عَلَى دَانِيآلَ وَحَنَنْيَا وَمِيشَائِيلَ وَعَزَرْيَا: ” (دا 1: 8-11)

  • رفضوا الطعام لأنه قد يكون ذبح للأصنام.
  •  ضحوا (بالطعام والشراب والتنعم والسرور) في سبيل المبدأ.. ورفع ذلك اسم الرب عالياً في وسط المحتمع.
  • لقد اندمجوا تماما في وسط المجتمع الجديد (ثقافة، وتعلم، خدمة الملك) ولكن ھناك أمور لا تنازل عنها.

كيف يتعامل الناس مع المجتمع

أولا: بالانعزال

فهناك فريق يفضل الانعزال عن المجتمع إن كان المجتمع شرير والناس تحيا في الشر.. فالأفضل أن أبقى داخل الكنيسة فقط.. ولكن لا تنسى رسالة المسيح لك: “أنتم ملح الأرض” (مت 13:5 ). فالملح لا يستطيع أن يؤدي دوره ما لم  يتغلغل وسط المادة ويذوب.

– وفي صلاته الختامية قال: “لست أسأل أن تأخذهم من العالم… كما أرسلتني إلى العالم أرسلتهم أنا إلى العالم” (يو 15:17 , 18).
إذاً لا يمكننا أن نحيا بعيداً عن العالم.

ثانيا: بالتكيف

يقول البعض: أن مبادىء العالم لا توافق مبادىء الكتاب، فعلينا أن نتكيف “نمشي أمورنا” يعني -حسب فكرهم الخاطى- إن أردنا أن ننجح في المجتمع، وعلاقتنا داخل المجتمع، فعلينا أن نفعل بعض الأمور التي قد تخالف تعاليم الكتاب “كل الناس بتعمل كده”!!

عزیزی: أن دانيال و الثلاث فتية انغمسوا تماماً في الثقافة الوثنية واجتهدوا في عملهم ونجحوا في مجتمعهم ولكنهم لم يتنازلوا عن مبادئهم الإلهية.

فالذي يقول كيف نحيا بهذه المبادىء في وسط مجتمع لا يعرف الله..؟فهذه الأمور نحيا بها داخل الكنيسة ولكن لا تصلح خارجه (في الدراسة في العمل، في الشارع).

– إن دانيال والفتية الثلاث وضعوا أمامنا تحدياً لمبادىء العالم.. وساروا حسب مبادىء الله..

 وإلى أين صارت الأمور..؟؟

إن اله دانیال هو إلهك.. فهل ستسير حسب مبادئه في العالم الذي خلقه الذي له اليد العليا فيه.
 إن فعلت ذلك فإنك تبرهن أن طرق الله هي أنجح الطرق.

حدد مبادئك ..؟

تأثر دانیال وأصحابه برسالة إرميا النبي التي بعثها للمسبيين: “هذَا كَلاَمُ الرِّسَالَةِ الَّتِي أَرْسَلَهَا إِرْمِيَا النَّبِيُّ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَقِيَّةِ شُيُوخِ السَّبْيِ، وَإِلَى الْكَهَنَةِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَإِلَى كُلِّ الشَّعْبِ الَّذِينَ سَبَاهُمْ نَبُوخَذْنَاصَّرُ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَابِلَ، بَعْدَ خُرُوجِ يَكُنْيَا الْمَلِكِ وَالْمَلِكَةِ وَالْخِصْيَانِ وَرُؤَسَاءِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ وَالنَّجَّارِينَ وَالْحَدَّادِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ، بِيَدِ أَلْعَاسَةَ بْنِ شَافَانَ، وَجَمَرْيَا بْنِ حِلْقِيَّا، اللَّذَيْنِ أَرْسَلَهُمَا صِدْقِيَّا مَلِكُ يَهُوذَا إِلَى نَبُوخَذْنَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ إِلَى بَابِلَ قَائِلاً: «هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ لِكُلِّ السَّبْيِ الَّذِي سَبَيْتُهُ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَابِلَ: اِبْنُوا بُيُوتًا وَاسْكُنُوا، وَاغْرِسُوا جَنَّاتٍ وَكُلُوا ثَمَرَهَا. خُذُوا نِسَاءً وَلِدُوا بَنِينَ وَبَنَاتٍ وَخُذُوا لِبَنِيكُمْ نِسَاءً وَأَعْطُوا بَنَاتِكُمْ لِرِجَال فَيَلِدْنَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ، وَاكْثُرُوا هُنَاكَ وَلاَ تَقِلُّوا. وَاطْلُبُوا سَلاَمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي سَبَيْتُكُمْ إِلَيْهَا، وَصَلُّوا لأَجْلِهَا إِلَى الرَّبِّ، لأَنَّهُ بِسَلاَمِهَا يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ.” (أر 1:29-7).

وماذا عنا

– إن كنا نحيا في مجتمع بعيد عن مبادئنا.. فيجب أن نحرص أن يكون لنا غذاء متوازن من كلمة الله.
– إن الأفكار التي يقدمها المجتمع دائما لها تأثير خفي فينا.. يجب أن يقابلها منا تأثير موازی (حتى يتشبع فكرنا من كلام الله).

كيف نفكر حسب الكتاب ..؟

– كان الثلاثة فتية عليهم كجزء من تدريبهم، أن يعرفوا “كتابة الكلدانين ولسانهم” – وأكيد لم يكونوا متفقين مع الكثير مما يتعلمونه.
– ولكنهم رأوا أنهم يستطيعوا أن يعلنوا اسم الله في وسط هذا المجتمع.. إذا عرفوا لغته ولسانه (ثقافته). 
– إن عرفنا ثقافة مجتمعنا، وكان لنا ثبات على مبادئنا حدث التوازن المطلوب “أما هؤلاء الفتيان الأربعة فأعطاهم الله معرفة وعقلاً في كل كتابة وحكمة” لقد درسوا الأدب الوثني، ولكن الله هو من أعطاهم المعرفة والعقل.

هناك أمور لحياتك

صمم …..> بأدب …..> و ثقة …..> كشاهد

1- صمم بمبدأ

“أما دانيال فجعل في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه فطلب من رئيس الخصيان أن لا يتنجس” (دا 8:1).دانيال والثلاث فتية 

– هذا من البداية.. لتكون الأمور واضحة. سوف تتعرض كثيراً لاختبارات لمبادئك والمساومة عليها.. فماذا سيكون موقفك؟ 

2- بأدب وحكمة:

“أما دانيال فجعل في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك لا بخمرمشروبه فطلب من رئيس الخصيان أن لا يتنجس” (دا 8:1).

– قدم ذلك بشكل ألتماس بلباقة وأحترام.
“وأعطى الله دانيال نعمة ورحمة عند رئيس الخصيان” (دا 9:1).
فالله يعمل خلف الستار ليفتح الطريق

– رأينا بولس الرسول عندما دخل أثينا.. “وبينما بولس ينتظرهما في أثينا احتدت روحه فيه إذ رأى المدينة مملوءة أصناماً” (أع 16:17)

“فوقف بولس في وسط أريوس باغوس وقال: أيها الرجال الأثينيون أراكم من كل وجه كأنكم متدينون كثيرة” (أع 22:17).

كن مستعد دائما لتقدم إيمانك بشكل عملي “بل قدسوا الرب الإله في قلوبكم، مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فييكم بوداعة وخوف” ( 1 بط 5: 13).

عندما يُعرض عليك شيء يخالف عقيدتك.. كيف تتصرف..؟؟

3- بثقة في نعمة ربنا :

قال رئيس الخصيان لدانيال: “إني أخاف سيدي الملك الذي عين طعامكم وشرابكم. فلماذا يرى وجوهكم أهزل من الفتيان الذين من جيلكم فتدينون رأسي للملك؟” (دا 10:1).

– بالتفكير المنطقي تخور قوی دانیال وأصحابه وتحدث المتاعب لرئيس الخصيان .

– فالبعض يظن أن الصوم يضعف التركيز والقوى البدنية. ولكن ضع الألتزام بالله أولا.. لأنك تعرف أن الله يرعى الذين يتبعونه.. وطاعة الله هي الشيء الأكثر حكمة.

4- كشاهد لإلهك

إن كان لك إيمان وثقة بما تحيا به..
“جرب عبيدك عشرة أيام. فليعطونا القطاني لنأكل وماء لنشرب. ولينظروا إلى مناظرنا أمامك وإلى مناظر الفتيان الذين يأكلون من أطايب الملك. ثم اصنع بعبيدك كما تري” (دا 1 :13,12)

إن من يعيشون حولك لا يعرفون إلهك.. ولكن يعرفونك أنت
فإن من أراد أن يعرف المسيح سيبحث عن أتباع المسيح، فقد أوصانا الرب: “فليضي نوركم هكذا قدام الناس لكى يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي فيالسماوات” (مت 16:5 ).

قدم دانيال ورفقاؤه أنفسهم إلى رئيس السقاة غير المؤمن بالله كإختبار لفوائد الطاعة لإله إسرائيل

“وعند نهاية العشرة الأيام ظهرت مناظرهم أحسن وأسمن لحماً من كل الفتيان الأكلين من أطايب الملك” (دا 15:1 )..

فهل نستطيع أن نقدم ذلك دعوة لإعادة التفكير ؟؟

هل حياتنا تسير وفق الله الذي خلقنا، أم تأثرت بمبادىء العالم.
هل اختياراتنا في الحياة تسير وفق مبدأ؟ أم نحيا بمبدأ أللا مبدأ.


 

من المسابقة الدراسية – جامعيين-  مهرجان الكرازة 2012

زر الذهاب إلى الأعلى