هيلاري اسقف آرل
ولد غالبا في ذلك الجزء من Gallia Belgica والذي دُعي مؤخراً أوستراسيا. في أسرة نبيلة قريبة لأسرة هونوراتوس التي من الطبقة الحاكمة. وكانت دراسته بالنسبة للمستوى السائد في عصره تعد وافرة تماماً وتشمل الفلسفة والبلاغة.
و في سن مبكرة في حوالي 420م، وبواسطة قدوة وتوسلات صديقه وقريبه هونوراتوس أسقف آرل (ربما ابن عمه)، قرر أن يهجر كل المجتمع الدنيوي من أجل حياة الوحدة في جزيرة ليرينس، وباع كل ممتلكاته لأخيه وأعطى ثمنها جزءاً للمساكين والآخر لبعض الأديرة التي احتاجت مساعدة.
وفي ليرينس، صار راهباً نموذجاً في أحسن وأرفع معنى للكلمة.
بعد فترة وجيزة أختير هونوراتوس أسقفا لآرل وحصل على تعزية مرافقة هيلاري له في واجباته الجديدة في الأسقفية من 428م.
مات هونوراتوس في 430م وللوقت استعد هيلاري للهرب إلى ليرينس، ولكن أرغمه شعب آرل على أن يشغل الكرسي الذي خلی بموت هونوراتوس.
قضى في الأسقفية حوالي عشرين سنة، عاش فيها قريباً إلى شعبه وكان له اهتمام خاص بالمساكين والضعفاء، دائم التأمل والصلاة.
سكن مع بعض إكليروس إيبارشيته، وعاش في الأسقفية كراهب ناسك، في ملابس بسيطة، يسير على قدميه في كل إيبارشيته. لكي يفتدي الأسري، حصل على المال من حراثة الأرض وزراعة الكروم. ولم يكن يتردد، عند الضرورة، في بيع الأواني المقدسة التي للكنيسة مستبدلا إياها بأخرى أقل في القيمة.
جيرمیان Germian of Auxerre الذي زار بريطانيا مرتين لكي يكافح ضد البيلاجيين، كان رفيقاً لهيلاري على الأقل في واحدة من جولاته في فرنسا.
رأس هیلاري مجمع في ريز عام 439م ومجمع البرتقال في 441م، و Vaison في 442م.
كان في مناقشة مرة مع البابا ليو (لاون) الأول من أجل الأولية (في المنزلة) وسلطات كرسي آرل التي منحها له زوسيموس أسقف روما من قبل، على بعض المقاطعات في فيينا. إذ أن هيلاري كان قد عقد مجمعا في فيينا عام 444م وعزل فيه كيليدونيوس Chelidonius of Besancon من أسقفيته. وقد احتكم الأخير لروما فعقد ليو الأول مجمعاً حضره هيلاري، ووجد أن تهمة زواج کیلیدونیوس من أرملة لم تثبت ضده وأعلن رسمياً عودته إلى رتبته الأسقفية وإلى كرسيه.
و لم يكتف ليو بهذا بل منع أسقف آرل من التدخل في شئون مقاطعة فيينا. وبالإضافة إلى ذلك ففي 445م حصل ليو في روما على منشور إمبراطوري أصدره فالنتينيان الثالث باسم فالنتينيان و إمبراطور الشرق ثيئودوسيوس الثاني. تنتقد هذه الوثيقة هيلاري بشدة وتعتبره “متمردا” يهدد سلام الكنيسة والإمبراطورية، وتظهر تأييد الإمبراطور بسلطته المدنية لسلطة كرسي روما ولاسقفها ليكون أسقفاً عاما to be a universal bishop على “الأساقفة الفرنسيين Gallican_bishops ” مثلهم مثل المقاطعات الأخرى. وقد وجه هذا المرسوم إلى الجنرال الروماني في فرنسا.
بالرغم من أن فرنسا لم تكن جزءا من کرسي روما، لكننا نجد أن الحبر الروماني قد أكد له حقوقاً على هذه المقاطعة تشبه تلك التي فشل في تحقيقها في أفريقيا. وهكذا أسفر النزاع بين هيلاري وليو الأول عن ازدياد عظيم لسلطة کرسي روما سواء من حيث المقاطعات أو من حيث القوة. وعلى الرغم من أنه إلى نهاية حياته لم يتم صلحاً بينه وبين ليو الأول، إلا أن تعليق ليو عليه بعد وفاته أنه كان إنساناً قديساً، “of holy memory‘‘ هو تكريم لائق.
كتابته:
كان هيلاري كارزاً بارعاً للدرجة التي يمكن فيها مقارنته بالقديس أغسطينوس.
و يؤكد هونوراتوس أسقف مارسيليا كاتب سيرة هيلاري وتلميذه أنه كتب بعض القصائد ورسائل كثيرة، وشرحاً لقانون الإيمان أيد البعض صحة نسبته إليه وأنكرها آخرون.
كتب أيضاً عظات لكل أعياد الكنيسة. وكانت هذه كلها على ما يظهر مازالت موجودة حينما كتب هونوراتوس.
- و يتبقى فقط الآن رسالة إلى إفكيريوس أسقف Lugdunensem.
- عظة عن حياة هونوراتوس أسقف آرل السابق .De vita S Honoratus يقدم فيها هيلاري معلومات عن حياته الخاصة. ألقاها في الاحتفال بذكرى هونوراتوس، نحو 431م في الاحتفال السنوي بنياحته. وربما أعاد كتابتها بأسلوب متقن في معرفة جيدة بقواعد البلاغة وكتابة السيرة.
- وبعض القصائد حفظها غريغوريوس Gregory of Tours.
- الأعمال الأخرى المشكوك في صحة نسبتها لهيلاري منها قصائد معينة في عدة مواضيع مثل:
– Poema de septem fratribus Maccabaeis ab Antiocho Epiphane interfectis.
– Carmen de Dei Providentia قصيدة نسبت مراراً كثيرة إلى بروسبير الأكويتاني وعموما تشتمل عليها أعماله.
– Carmen in Genesim
هذه القصيدة، وهي مثل سابقتيها على البحر السداسي، غالبا ما تنسب إلى هيلاري أسقف بواتيه. وعلى الرغم من الأخطاء اللاهوتية واللغوية وأخطاء خاصة بالوزن، فالقصيدة لافتة للنظر إذ تعتبر محاولة حقيقية لدمج العناصر المسيحية والكلاسيكية للأدب. - عظة في حياة القديس Genesii شهید آرل
- عظة في معجزات القديس Genesii.
أعمال مزيفة:
-
شرح للسبعة رسائل الكاثوليكون وهو عمل من القرن الثامن.
-
Passio S. Genesii
-
حياة هيلاري Vita Hilarii: وثيقة لها أهمية كبيرة. يعطي كاتبها لنفسه اسم ريفيرينتيوس، الذي ربما يكون اسماً مستعاراً لهونوراتوس أسقف مارسيليا تلميذ هيلاري.
تعاليمه اللاهوتية:
على الرغم من إعجابه الشديد بأغسطينوس إلا أنه رفض عقيدته في التحتيم بالقضاء والقدر، ويستدل على ذلك من رسالتين وُجهتا إلى القديس أغسطينوس في429م؛ الأولى من بروسبير، والأخرى من هيلاري (آخر غير الأسقف). فبعد أن سرد بروسبير الخلاف الذي ظهر في جنوب فرنسا بسبب تعاليم أغسطينوس بخصوص التحتيم بالقضاء والقدر، يذكر بوضوح اسم هيلاري أسقف آرل بین الرافضين. وعلى الرغم من ذلك يشير بروسبير إلى هيلاري بعبارات مديح ذاكراً أنه في جميع النقاط الأخرى يؤيد أغسطينوس وتعاليمه. وتحوي رسالة هيلاري الآخر إلى أغسطينوس نفس ما تعنيه رسالة بروسبير وإن اتصفت أكثر بالإختصار والعمومية.
خشي هيلاري أسقف آرل من تعاليم أغسطينوس بخصوص التحتيم بالقضاء والقدر، لأنها تنفي الاعتراف بحرية إرادة الإنسان.
بناء على هذه الشهادة وأيضا من احترامه لفوستوس أسقف ریز نستنتج أنه حسب ضمن أنصاف البيلاجيين.(يمكنك أن تقرأ أكثر عن البلاجية هنا في موقع أوتار السماء)
الكنيسة الجامعة | |||
الآباء الغربيون قبل وبعد نيقية |
|||
تاريخ الكنيسة |