رو5: 15 ولكن ليس كالخطية هكذا أيضا الهبة…

 

وَلكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هكَذَا أَيْضًا الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ، فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا نِعْمَةُ اللهِ، وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ!“(رو5: 15)

+++

تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم

” ولكن ليس كالخطية هكذا أيضا الهبة، لأنه إن كان بخطية واحد مات الكثيرون فبالأولى كثيرا نعمة الله والعطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح قد ازدادت للكثيرين ” (رو5: 15).

1 ـ ما يقوله يعني الآتي: فلو أن الخطية قد استطاعت أن تصنع كل هذا (أن يجتاز الموت لجميع الناس) وبالطبع من خلال خطية إنسان واحد ، فكيف لا تستطيع نعمة الله، وليس فقط نعمة الله الآب، بل والابن أيضا أن تحقق الكثير (أي خلاص الجميع)؟ وهذا يعد أكثر تمشيا مع المنطق . لأنه أن يدان احد بسبب خطية آخر، فمن الواضح أن هذا ليس له مبررا كافيا (بحسب المنطق الإنساني)، بيد أن يخلص أحد بسبب عطية الآخر، فهذا أكثر قبولاً وأكثر تمشيا مع المنطق. فلو أن البشرية قد أضيرت بالخطية ، فبالأولى كثيرا ستنال فيض النعمة وعطية البر.

2 . إذن فالطبيعي والأكثر تمشيا مع العقل والمنطق، قد برهن عليه الرسول بولس كما سبق وأشرنا، فطالما أنه قد قبلت فكرة أن بخطية الواحد قد اجتاز الموت إلى الجميع، سيصير من السهل قبول أنه بعطية الواحد سيخلص الجميع، وكون أن هذا الخلاص هو ضرورة حتمية، فقد دلل عليه في الآيات الآتية. وكيف دلل على ذلك؟ بقوله:

” وليس كما بواحد قد أخطأ هكذا العطية لأن الحكم من واحد للدينونة وأما الهبة فمن جرئ خطايا كثيرة للتبرير ” (رو5: 16).

فاصل

تفسير القمص تادرس يعقوب ملطي

“ولكن ليس كالخطية هكذا أيضًا الهبة، 

لأنه إن كان بخطية واحد مات الكثيرون،

فبالأولي كثيرًا نعمة الله،

والعطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح

قد ازدادت للكثيرين” [15].

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [ما يقوله هو هكذا: إن كان للخطية آثارها البعيدة المدى هكذا وهي خطية إنسان واحد، فكم بالأولى تكون النعمة، نعمة الله، التي هي نعمة الآب والابن أيضًا يكون لها فيض؟… ربما معاقبة إنسان من أجل خطأ ارتكبه آخر يبدو غير مقبول، لكن ما هو أكثر قبولاً ومنطقيًا أن يخلص إنسان بسبب آخر.]

فاصل

تفسير القمص أنطونيوس فكري

آية (15): “ولكن ليس كالخطية هكذا أيضاً الهبة لأنه إن كان بخطية واحد مات الكثيرون فبالأولى كثيراً نعمة الله والعطية بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح قد إزدادت للكثيرين.”

خطية آدم إنتقلت أثارها لكل البشرية. وفداء المسيح إنتقل أثره لكل المؤمنين. ولكن عطية المسيح لم يكن من الممكن أن تساوي خطية آدم. ولكن عطية المسيح فاقت بكثير أثار خطية آدم:-

1. لم يعد البشر لما كان عليه آدم، فمثلاً لو رجعنا لنفس وضع آدم، لكان الأمر يحتاج لفداء جديد لكل خطية. ولكن فداء المسيح صار غفراناً لكل خطايا الناس، ولكل زمان، ولكل مكان… لكل من يؤمن ويعتمد.

2. آدم لم يكن إبناً لأنه لم يكن متحداً بالمسيح، فالمسيح لم يكن قد تجسد بعد ولكن بعد تجسد المسيح إتحدنا به فصرنا أبناء.

3. بالخطية خسرنا حياة آدم وصرنا نموت، وبالنعمة صارت لنا حياة المسيح، لقد صارت حياتنا هي حياة المسيح فينا (غل20:2 + في21:1).

4. كان آدم يحيا في الأرض، والآن نحن نحيا في السماء (أف6:2).

5. خطية واحدة لآدم، كان الحكم عليه بسببها الموت، أما الآن فالتوبة والإعتراف يمحوان أي خطية من خطايانا المتكررة. فدم يسوع المسيح يطهرنا من كل خطية (1يو7:1-10). الغفران صار مستمراً لكل تائب.

مات الكثيرون = يقصد مات الجميع (ماعدا إيليا وأخنوخ). ولكنه يقول الكثيرون:

1. فالكل قد يكونوا قليلون

2. ليظهر بشاعة الخطية وأثرها الرهيب.

زر الذهاب إلى الأعلى