جابينيوس والي سورية

٥٧ – ٥٥ق.م

تولَّى خلفاً لسكاوروس سنة ٥٧ ق.م، وكان عليه أن يساعد هركـانوس ضد ابن أخيه اسكندر بن أرسطوبولس المطالب برئاسة الكهنوت والحكـم، والذي هرب من المركب التي كانت تقل أباه وعائلته إلى روما لإقصائهم عـن مسرح الحكم ومغامراته، وعاد لمناوءة عمه هركانوس، فجمع الموالين له مـن اليهود من أطراف البلاد وجهَّز جيشاً مـن عـشرة آلاف متـسلِّح وألـف وخمسمائة فارس وتحصَّن في الحصون على حدود جبال العربية. وقد بعـث
جابينيوس بحملة بقيادة مارك أنطوني، ثم لحقه بجيش كبير بقيادته هو نفـسه، وقد التحم معه جنوب أُورشليم وحارب جيش الرومان الرئيسي مع جـيش هركانوس جنباً إلى جنب، فانهزم اسكندر أرسطوبولس وفَّـر إلى الحـصون الجنوبية، فحاصروه هناك حتى استسلم، وكان مُزمعاً التخلُّص منه، لولا تدخل أُمه التي كانت صديقة للرومان، فأفرجوا عنه.

ولكن تسبب هذا العمل الأحمق الذي قام به اسـكندر أرسـطوبولس في سحب الحكم نهائياً من هركانوس وإعطائه رئاسة الكهنوت فقط . وتقـسَّمت البلاد إلى خمسة أجزاء كما يقول يوسيفوس . القسم الأول يشمل أُورشـليم، والقسم الثاني يشمل جدارا (جذارا) على حدود فلسطين ، والثالـث حمـاه، والرابع أريحا، والخامس سيفوريس في الجليل وقد قابل الشعب هذا التقسيم بالارتياح لتخلصهم من اسـتبداد الحكـم الفردي.

وكان غرض جابينيوس الرئيسي من تقسيم البلاد سهولة جمـع الجزيـة، بالإضافة إلى وضع العراقيل في وجه اسكندر الطامح في الحكم.

في هذه الأثناء فرَّ أرسطوبولس من روما (٥٦ ق.م) هو وابنه أنتيجـونيس وظهر في فلسطين فجأة، وقد انحازت له حامية أُورشليم التي كانـت بقيـادة بيثولوس (اليهودي) مع ألف محارب.

وقد تحرَّج موقف أنتيباتر لأنه كان مقيماً هو وعائلته في أُورشـليم لإدارة شئون البلاد من خلف هركانوس، فاضطر إلى ترحيل عائلته لتكون تحت رعاية وحماية الملك العربي أريتاس ملك النباطيين. وقـد نجـح جـابينيوس في تشتيت شمل أرسطوبولس الذي فرَّ إلى الحصون ولم يستطع الـصمود، فـسلَّم وقُبض عليه وأُرسل سجيناً إلى روما مـرَّة أخـرى، أمـا ولـداه فظـلا في اليهودية.

وقد التجأ إلى جابينيوس في هذه الأثناء أحد قواد البطالسة المدعو بطليموس الحادي عشر “أوليتس Auletes” الذي كان والياً على مصر، وأعطاه عشرة آلاف وزنة لمعونته في استرداد عرش مصر، وفعلاً قام جابينيوس وغزا مـصر وأعان أوليتس في استرداد الحكم هناك، وكـان ذلـك في ربيـع سـن ة . وكان لهركانوس وأنتيباس يد في هذه الغزوة إذ أمدا جابينيوس بكل ما لزم الحملة من سلاح وقمح للمؤونة . ولكن بسبب غيـاب جـابينيوس في مصر وانهماكه في الحرب هناك قام اسكندر أرسطوبولس بمحاولة أخرى لغزو اليهودية متحديا السلطة الرومانية كلها، وقد وجد له موالين ومشجعين كثيرين من اليهود، وابتدأ بذبح كل روماني يقع في يديه . وقد قاوم أنتيبـاتر المـوالين لاسكندر وضيَّع عليهم الفرصة، وإذ علم جابينيوس بالأمر أسرع لملاقاته بجيشه في منطقة الجليل على جبل تابور وأنزل به هزيمة شـديدة. وقـد كافـأ جابينيوس أنتيباتر على معونته له وصده لاسكندر بأن منحه حكـم مقاطعـة أُورشليم، ولكن كل ذلك لم يثنِ اسكندر أرسطوبولس عـن أطماعـه، فبحيلة تزوج ألكسندرا بنت هركانوس رئيس الكهنة لكي يـضمن مـيراث رئاسة الكهنوت، لأن هركانوس لم يكن له بنون .

فاصل

المراجع:

  1. تاريخ بني إسرائيل – الأب متى المسكين

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى