زربابل

 

زربابل ومعناه المولود فى بابل ويدعى أيضًا “شيشبصر” وهى كلمة معناها فرح فى الضيق، ويعكس هذا الاسم الفرح الذى فى قلبهم بإتمام مواعيد الله، بالرغم من البلايا والضيقات التى حّلت بهم فى بابل. وهو من الرجال الذين أوجدهم الله فى أرض السبى، والذين اتسموا بالتميز، فكان يملك روح القيادة وتم تعيينه واليًا على اليهود.

قاد أول دفعة إلى إسرائيل (عز 2:2)، واشترك مع يشوع رئيس الكهنة وإخوته الكهنة في بناء المذبح لتقديم المحرقات وتنظيم العبادة (عز 1:3-9). أقيم واليًا، ووضع أساس الهيكل (زك 6:4-10). سعى في إعادة بناء الهيكل، لذا دُعي هيكل زرُبابل، وظل البناء قائمًا حتى سنة 20 ق.م، حيث قام هيرودس بإعادة بنائه من جديد.

وحينما حان وقت العودة كانت أمامهم المشاكل كجبل عظيم مثل:

  1.  بُعد المسافة وطول الطريق المحفوف باللصوص.
  2. ضخامة عدد العائدين معه ما يقرب من 50 ألف نسمة.
  3.  أعدائهم الأقوياء الذين يحاولون إقناع الشعب بعدم جدوى العودة.

إن أصعب شىء فى العمل هو بدايته، فأصعب ما فى عبور شعب بنى إسرائيل البحر الأحمر هى الخطوة الأولى التى داسوا بها على مياه البحر.. وأصعب خطوة لرجال الفضاء كانت هى الخطوة بعيدًا عن الجاذبية الأرضية..

ليتنا نتعلم الدرس ونبدأ البدايات القوية السليمة، ونستمر فى الطريق مهما بدا لنا من صعوبات بالغة. الملاحظ ان زربابل لم يستعن بأية قوة ولا طلب مساعدات أو حراسة بل قال: “إِنَّ يَدَ إِلَهِنَا عَلَى كُلِّ طَالِبِيهِ لِلْخَيْرِ” (عز 22:8).

وفرق كبير بين حالتهم وهم فى طريقهم إلى بابل وبين مغادرتهم إياها، “سيرا كانوا يسيرون وهم باكون حاملين بذارهم (نتائج أعمالهم)، ويعودون بالفرح حاملين أغمارهم” (مز 125 من الأجبية).

خطوات عودة الشعب من بابل إلى أورشليم هى نفس خطوات عودة النفس المتغربة عن الله إلى أحضانه الأبوية، والتى تتمثل فى النقاط التالية:

  1.  الاعتزال عن الشر : الاعتزال عن المجتمع البابلى، وحل الزيجات من النساء الغريبة التى سبق وأرتبط الشعب بها بالمخالفة لوصايا الله.
  2.  التأنى : حتى لا تبدا الطريق ولا تكمل، ولكن تأخذ خطوات حكيمة لتضمن الثبات فى العودة والاستمرار.
  3. القداسة: أن لا يمسوا نجسًا ويتطهروا، فلا ياخذوا أصنام ولا يحتفظوا بأى ذكريات شريرة. فالحسد والنميمة والشهوة والحقد، كل هذه تجعل العبادة غير مقبولة، والخدمة غير سليمة، فالمهم ليس الخروج من الخطية فقط، وإنما التطهير وتقديس النفس والقلب والأيدى.
  4.  القيادة الإلهية: “لأَنَّ الرَّبَّ سَائِرٌ أَمَامَكُمْ، وَإِلَهَ إِسْرَائِيلَ يَجْمَعُ سَاقَتَكُمْ” (إش 12:52). إذا كان الله يطالبنا بوصية فهو أعطانا مسبقًا النعمة اللازمة لها. لقد أوصاهم بالخروج وفى نفس الوقت ضَمن لهم المعونة والحماية لهم من أعدائهم فى الطريق.

لقد أطلق كورش الملك نداء بعودة الشعب إلى أورشليم وأعطاهم الحرية، وزودهم بكل الاحتياجات ودفع ثمن حريتهم، وما على الشعب إلا أن يسعى للثبات فى هذه الحرية وتحقيقها هكذا السيد المسيح له المجد أعطانا الحرية ودفع دمه ثمنًا لها، وما علينا إلا الثبات فيها، “فَاثْبُتُوا إِذًا فِى الْحُرِّيَّةِ الَّتِى قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضًا بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ” (غل 1:5).

فرح الشعب جدًا بعودتهم وبإعادة بناء مذبح الرب، وتقديم الذبائح، وهتفوا هتافًا عظيمًا رافعين أصواتهم بالتسبيح. 

– أول عمل : لم يكن يشغلهم عند عودتهم بناء بيوتهم، بل بدأوا فى إقامة مذبح للرب، وقدموا التقدمات والذبائح وعيدوا الأعياد وحافظوا على الطقوس والفرائض.

– مضايقات فى الطريق : تم بناء المذبح وشرع زربابل فى بناء الهيكل مع يشوع بن يوصاداق وأخوته، إلا أنه ظهر له أعداء كانوا يرخون أيدى الشعب فى البناء كل أيام كورش وداريوس واحشويرش ارتحشستا. فانشغل الشعب ببناء بيوتهم وتزيينها تاركين بيت الرب، وتقدم الأعداء ليشوا بالشعب لدى الملك ارتحشستا قائلين: أنه لو تم بناء أورشليم فإن اليهود سيمتنعون عن دفع الجزية والأموال الأخرى التى يدفعونها، فأصدر الملك ارتحشستا أمرًا بإيقاف العمل. فهل للشيطان قوة لإيقاف عمل الله؟

قطعًا لا يوجد للشيطان سلطان أن يوقف عمل الله أن لم نعطه نحن فرصة، اهتم الشعب ببناء بيوتهم الخاصة وزينتها وتكاسلوا عن بناء بيت الله. فلولا تكاسل الشعب لما كان للملك ان يوقف العمل، ولكن كما تعودنا من الله انه دائماً يفتقد شعبه، فأرسل لهم النبيين حجى وزكريا يحثان الشعب على إنجاز العمل الذى تأخر جدًا، وبالفعل تم الانتهاء من البناء، وكُرّس الهيكل ببهجة عظيمة.

فاصل

المراجع:

  1. تاريخ بني إسرائيل – الأب متى المسكين
  2. تاريخ العهد القديم مبسط – القس مكسيموس صموئيل

فاصل

حزقيال النبيالعودة من السبيعزرا
تاريخ العهد القديم

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى