فقح بن رمليا – ملك إسرائيل

٧٣٧-٧٣٢ ق.م

يخبرنا سفر إشعياء النبي أن «رصين ملك أرام صعد مع فقح بن رمليا ملك إسرائيل إلى أُورشليم (اليهودية) لمحاربتها فلم يقدر أن يحاربها . وأُخبر بيت داود وقيل له قد حلَّت أرام في أفرايم فرجف قلبه (قلب آحاز ملك اليهودية) وقلوب شعبه … فقال الرب لإشعياء : اخرج لملاقاة آحاز … وقل له احترز واهدأ لا تخف لا يضعف قلبك … لا يكون.» (  إش٧: ١-١٥).

ولكن يخبرنا سفر أخبار الأيام الثاني (٥:٢٨) أن يهوذا وقعت تحت غـارة عنيفة من إسرائيل تخلو من الرحمة على يد فقح بن رمليا، يبدو أنهـا محاولـة أخرى لإخضاعهم غير التي أُنقذوا منها، كما هو مدون في سـفر إشـعياء وكانت هذه الضربة عظيمة للغاية، ودفع الرب آحاز (ملك يهوذا ) ليد ملـك إسرائيل «فضربه ضربة عظيمة، وقتل فقح بن رمليا في يهوذا مئة وعشرين ألفاً في يوم واحد الجميع بنو بأس» (انظر كيف أكل بنو إسرائيل بعضهم بعـضاً ) ونهبوا أيضاً منهم غنيمة وافرة وأتوا بالغنيمة إلى السامرة، «وسبى بنو إسرائيل من إخوتهم مئتي ألف من النساء والبنين والبنات »  ( ٢أخ ٢٨ :٥- ٩). وقد وبخهم نبي السامرة وكان اسمه عوديد توبيخاً شديداً حتى أعادوا المسبيين مرَّة أخرى وألبسوهم لأنهم كانوا عراة :
+ «وألبسوا كل عراتهم من الغنيمة وكـسوهم وحـذوهم وأطعموهم وأسقوهم ودهنوهم وحملوا على حمير جميع المُعيِين منهم وأتوا بهـم إلى أريحا» (٢ أخ ١٥:٢٨  ).

وكان على أثر هذه الضربة المميتة التي تلقتها يهوذا من أختها إسـرائيل في الشمال أن تضعضعت قوة يهوذا، فانتهزت أدوم هذه الفرصة وكسرت نـير الجزية وطردت الحامية اليهودية واستعادت حريتها بعد أن كانت تحت خضوع يهوذا مائة سنة. وهذا الأمر نفسه فعلته المدن الفلسطينية علـى الـساحل إذ كسرت نير يهوذا وتحرَّرت مدن كثيرة، بل وحاربت يهوذا واحتلت كثيراً من مدنها في الجنوب والسهل ( ٢أخ١٨:٢٨)  (٢ أخ ١٧:٢٨ ).

وهكذا وجدت يهوذا نفسها وحيدةً ومهدَّدة من الشمال بإسرائيل ومـن الجنوب بأدوم ومن الغرب بالفلسطينيين، فأرسل الملك آحاز إلى ملوك أشـور (تغلث فلاسر Tiglath-Pilaser) لنجدته ووقف إشعياء النبي أمـام آحـاز يتوسل إليه أن لا يأخذ هذه الخطوة ويتكل على إله إسرائيل، فرفض ( ٢مل٧:١٦ ) 

وصحَّ في هذا الملك القول المشهور واستجار من الرمضاء (شدة الحَـرَّ ) بالنار، ولم يكن مجَّاناً أن يأتي ملك أشور لنجدة يهوذا؟ «فأخـذ آحـاز الفضة والذهب الموجودة في بيت الرب وفي خزائن بيت الملك وأرسلها إلى ملك أشور هدية» ( ٢مل ٨:١٦). وهذه بحد ذاتها جريمة في حق المقدَّسات وحق الشعب . ولم يكتف بهذا بل عندما سمع آحاز باقتراب الملـك مـن دمشق أسرع إلى هناك وقدَّم له الولاء مثل ياهو الذي سجد أمـام الملـك شلمنأسر وأخـذ مقدسـات وأوصـاف مـذبح أصـنام ملك دمشق وأمر رئيس الكهنة أن يعمل مثلها في الهيكل، وكسَّر وغيَّر في بيت الرب ليلائم عبادة ملك أشور، وبالفعل قدم الذبائح لآلهة دمشق: « وقطع الملك آحاز أتراس القواعد ورفع عنها المرحضة وأنزل البحـر عـن ثيران النحاس التي تحته … ومدخل الملك من خارج غيَّره في بيت الـرب من أجل ملك أشور» (٢ مل ١٦: ١٧و١٨ ) «فجاء عليه تغلـث فلاسـر ملك أشور وضايقه ولم يشدده … ولم يساعده … وفي ضيقه ذبح لآلهـة دمشق»( ٢أخ٢٨ :٢٠و ٢٣).

ويتقدَّم ملك أشور تغلث فلاسر الثالث إلى دمشق ويأخذها ويقتل ملكهـا رصين ويعبرها، ويتزل على سوريا وفينيقية ويتجه نحو الساحل حتى الجنـوب ويضرب الفلسطينيين ويستولي على غزة ليقطع الطريق إلى مصر، ويتزل حـتى وادي العريش (نهر مصر) ويستولي على كل المدن الحصينة هناك، وذلك حوالي سنة ٧٣٣ ق.م
ويعود إلى إسرائيل فيضربها الضربة القاضية، كـل الأرض والجليل وعبر الأُردن، ويسبي جزءاً كبيراً من الشعب وينقله – ولا نعلم إلى أين نقل شعب إسرائيل ربما إلى نينوى وجلب شعوباً أخرى لتستوطن الجليل والـبلاد التي أخلاها – وحطَّم المدن الحصينة وجعل مجدو قاعدة تحصين لأشور( ٢مل ٢٩:١٥ )
وتشير البعثات الحديثة للكشف والآثار إلى عثورهم على بقايـا حـصن خريطة غزو الأشوريين لمملكـتي إسـرائيل ويهـوذا (٧٣٤-٧٣٢)تغلث فلاسر في مدينة حاصور Hazor في الجليل ٢( مـل ٢٩:١٥). كمـا وجدوا قدراً من الفخار عليها ختم الملك فقـح Pekah. ولـولا أن قـام شخص اسمه هوشع بن إيلة وقتل فقح بن رملي (٢ مل ٢٠:١٥) وخضع ودفع الجزية لكان ملك أشور قد خرَّب كل بلاد إسرائيل.

فاصل

المراجع:

  1. تاريخ بني إسرائيل – الأب متى المسكين

فاصل

 فقحيا بن منحيم مملكة إسرائيل هوشع بن أيلة
تاريخ العهد القديم

 

زر الذهاب إلى الأعلى