ميخا النبي
ميخا اسم عبري معناه من مثل يهوه . وهو الملقَّب بالمورشتي من قرية جت، معاصر لإشعياء النبي وحسب كتاباته فقد تنبأ في أيام ملوك يهوذا يوثام (٧٤٢ -٧٣٥ق.م)، وآحاز (٧١٥-٧٣٥ ق.م)، وحزقيا (٦٨٧-٧١٥ ق.م)
وكان ميخا، مثل عاموس النبي، قرويا متواضعاً تركَّزت نبواتـه في : أيهـا الأغنياء اعطوا الفقراء!!
كانت كتاباته معروفة جداً لدى من جاء بعده من الأنبياء، مثل إرميا النبي الذي جاء بعده بمائة عام (٦٢٦-٥٨٦ ق.م)م. ق ، الـذي يقـول : «إن ميخـا المورشتي تنبأ في أيام حزقيا ملك يهوذا وكلَّم كل شعب يهوذا» (إر ١٨:٢٦) وظلَّ يتنبأ لأكثر من أربعة عقود (٤٠ سنة) مثل إشعياء النبي .
هاجم أُورشليم وأغنياءها ورأى أن مصيرها كمصير إسرائيل والسامرة :
+ «ما هو ذنب يعقوب – إسرائيل – (الزنا والأصنام) أليس هو السامرة، وما هي مرتفعات يهوذا؟ (مكان ذبائح الأصنام)، أليست هي أورشليم. »( مي٥:١)
+ «يشتهون الحقول ويغتصبونها والبيوت ويأخذونها ويظلمـون الرجـل وبيته والإنسان وميراثه …» (مي ٢:٢ )
ويهاجم القضاة :
+ «اسمعوا يا رؤساء يعقوب وقضاة بيت إسرائيل: أليس لكم أن تعرفـوا الحق؟ المبغضين الخير والمحبين الشر، النازعين – عن الفقراء – جلـودهم عنهم ولحمهم عن عظامهم، الذين يأكلون لحـم شـعبي ويكـشطون جلدهم عنهم ويهشمون عظامهم.» (مي ٣: ١و٢).
وميخا النبي يعلن صدق نبوته صراحة وبقوة، وأنه من فم الـرب يـتكلَّم وبروحه يصرخ :
+ «لكني أنا ملآن قوة روح الرب وحقا وبأساً لأخـبر يعقـوب بذنبـه وإسرائيل بخطيته.» (مي ٨:٣ )
وميخا النبي يكشف العلَّة الكامنة وراء تخلية االله عـن الـشعب والكهنـة والملوك معاً، وهي الثقة الكاذبة بسلام كاذب وإيمان وهمي بحضور االله ورضاه لا يقوم على أي أساس من صدق العبادة أو العمل بالوصايا :
+ “وهم يتوكَّلون على الرب قائلين: أليس الرب في وسطنا، لا يأتي علينا شر” ( مي١١:٣)
وهكذا تناسى شعب إسرائيل الشروط الأساسية التي وضعها االله لبقاء عهده للآباء وموسى وداود قائماً سارياً على الشعب، وأن االله قاضٍ قبل أن يكـون فادياً. لهذا ينطق ميخا بفم الرب معبراً عن مدى سخطه وغضبه :
+ «اسمعوا ما قاله الرب: قم خاصم لدى الجبال، ولتسمع التلال صوتك، اسمعي خصومة الرب أيتها الجبال ويا أسس الأرض الدائمة . فإن للرب خصومة مع شعبه وهو يحاكم إسرائيل !! … بِم أتقدم إلى الرب وأنحني للإله العلي؟ هل أتقدم بمحرقات …؟ هل يسر الرب بألوف كبـاش؟ بربوات أنهار زيت؟ … قد أَخبرك أيها الإنسان ما هو صـالح ومـاذا يطلب منك الر ب … تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعاً مـع إلهك (مي٦: ١- ٨).
ميخا النبي يتجاوز كل ما قاله إشعياء لتوضيح المصير المحتـوم لأُورشـليم والهيكل معاً كنطق إلهي بالقضاء النهائي الذي يأتي كحكم بحيثيات مبيتة قبل مائة عام من تنفيذه :
+ «لذلك: بسببكم صهيون تُحرث بالنورج مثـل حقـل، وتـصير أُورشليم كومة خراب وجبل البيت (الهيكل) كمرتفعة في وسط غابة. » ( مي ١٢:٣ ترجمة مفصلة ).
المراجع:
إشعياء النبي | مملكة يهوذا | حبقوق النبي |
تاريخ العهد القديم |