هوشع ملك إسرائيل

٧٣٢-٧٢٤ ق.م

ملك تحت ولاية تغلث فلاسر الثالث . وهكذا انتهت إسرائيل على يـد فقح بن رمليا وسياسته الخرقاء ولم يبق من أهلها وأرضها إلاَّ أقل القليـل !!
وعوض عشرة أسباط بقي سبط أفرايم والجزء الغربي من سبط منسى.
وقد اكتشفت البعثات في سجلات أشور كتابة : [وقد أقمت هوشع ملكاً عليهم]، كما وجد في السجلات اسم آحاز ملك يهوذا كأحد الملوك الـذين يدفعون الجزية.

ولكن نقمة الحرب والمجازفة لم تفارق ملوك إسرائيل بعد كل هذا وفوق كـل هذا! فبمجرد أن مات تغلث فلاسر الثالث ملك أشور وقام ابنـه شلمنأسـر الخامس عوضاً عنه ملكاً على أشور، فهم هوشع بعقليته التافهة أنهـا فرصـته ليتخلَّص من نير أشور ودفع الجزية، فالتجأ إلى مصر وأرسل إلى فرعون مـصر (تفناخت Tefnakht) يطلب الحماية من أشور. وللأسف كانـت الأسـرة الرابعة والعشرين ومركزها “صا” أو صايس غرب الدلتا من أضعف ما يمكن، ولم يرد جواباً على هوشع( ٢مل ٤:١٧). وكان هذا الإجراء بمثابة انتحـار لهوشع ملك إسرائيل، ففي سنة ٧٢٤ ق.م غزا شلمنأسر إسرائيل وقبض على هوشع وأخذه أسيراً، ولم يبقِ من إسرائيل إلاَّ السامرة وهذه بقيت حر ة سنتين فقط. وحينما مات شلمنأسر واستلم الحكم سرجون الثاني سـنة ٧٢٢ ق.م أخذ السامرة، وهذا بحسب سجلات سرجون نفسه، ولكن روايـة الكتاب المقدس أصدق إذ يقول إن الذي استولى عليها هو شلمناصر وذلك في خريف سنة ٧٢١/٧٢٢  ق.م

+ «وصعد ملك أشور على كل الأرض وصعد إلى السامرة وحاصـرها ثلاث سنين، وفي السنة التاسعة لهوشع (ابن إيلة ملك إسرائيل ) أخـذ ملك أشور السامرة وسبى إسرائيل إلى أشـور وأسـكنهم في حلَـح وخابور نهر جوزان وفي مدن مادي ».  ( ٢مل ١٧: ٥و ٦).

وأسر ملك أشور ٢٧٢٩٠ نسمة من إسرائيل سباهم في أشور شمال ما بين النهرين وفي بلاد مادي Media. ويا للحزن والأسف فلم يُسمع لهـم حس ولا خبر بعد ذلك إذ اضمحلوا من التاريخ!!
نبوة هوشع النبي عن سقوط مملكة إسرائيل:
+ «إني هناك أبغضتهم من أجل سوء أفعالهم، أطرد هم من بيتي، لا أعود أحبهم، جميع رؤسائهم متمردون، أفرايم مضروب، أصلهم قد جف، لا يصنعون ثمراً … فيكونون تائهين بين الأمم ». (هو ٩: ١٥ -١٧).

+”حَتَّى نَحَّى الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَمَامِهِ كَمَا تَكَلَّمَ عَنْ يَدِ جَمِيعِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ، فَسُبِيَ إِسْرَائِيلُ مِنْ أَرْضِهِ إِلَى أَشُّورَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ. وَأَتَى مَلِكُ أَشُّورَ بِقَوْمٍ مِنْ بَابِلَ وَكُوثَ وَعَوَّا وَحَمَاةَ وَسَفَرْوَايِمَ، وَأَسْكَنَهُمْ فِي مُدُنِ السَّامِرَةِ عِوَضًا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَامْتَلَكُوا السَّامِرَةَ وَسَكَنُوا فِي مُدُنِهَا.”(٢مل١٧ :٢٣و٢٤) 

وهؤلاء هم أهل السامرة الذين اختلطوا باليهود الذين نسمع عن نسلهم باسم السامريين في الإنجيل الذين كانوا يكرهون اليهود ولا يعاملونهم!!
والعجيب جداً في هذا الأمر أن أهل السامرة الجدد طلبوا أن يعبـدوا إلـه إسرائيل من ملك أشور، فأرسل إليهم كاهناً من كهنة بني إسرائيل لـيعلِّمهم الشريعة وعبادة الرب ٢( ٢مل ١٧: ٢٧و٢٨)  ، فكانوا يعبدون الرب إله إسرائيل ويعبدون آلهتهم الصنمية في نفس الوقت وظلوا كذلك :
+ «كانوا يتقون الرب ويعبدون آلهتهم كعادة الأُمم الذين سـبوهم مـن بينهم”(٢مل ٣٣:١٧ ).

فاصل

المراجع:

  1. تاريخ بني إسرائيل – الأب متى المسكين

فاصل

فقح بن رمليا مملكة إسرائيل السبي الأشوري
تاريخ العهد القديم

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى