أبوليناريوس أسقف اللاذقية

 

كان أبوه (الذي يحمل نفس الاسم) إسكندري الجنس. كان كاهناً وفي نفس الوقت ضليعاً في اللغة، ولذلك علم أبوليناريوس الأب قواعد اللغة في بيروت، وذلك قبل أن يستقر في اللاذقية بسوريا.

 وُلد أبوليناريوس الابن في اللاذقية حوالي 310|315 م وعندما كبر صار واعظاً في كنيسته المحلية.

من أجل أن أبوليناريوس ووالده كانا على صداقة مع القديس أثناسيوس فإنهما عوقبا بالحرم في سنة 342م من قبل جرجس الأسقف الآريوسي. وفي عام 346م استقبلا في منزلهما القديس أثناسيوس في طريق عودته من منفاه في الجزء الغربي من الإمبراطورية الرومانية.

 في 361م أصبح أبوليناريوس الابن أسقفاً للقطاع الذي يتبع إيمان نيقية باللاذقية. وكان معلماً ماهراً حيث جمع بين المعرفة الواسعة والفصاحة في الخطابة لدرجة أن القديس جيروم كان أحد تلاميذه بأنطاكية في العام 374م.

 كتب القديس غريغوريوس النيصي كتابه “Antirrheticus” ضد أبوليناريوس في عام 385م. فند فيه الهرطقة القائلة بأن جسد السيد المسيح جاء من السماء وأن اللوغوس حل محل النفس الإنسانية العاقلة في المسيح. وكتب ضده أيضاً القديس غريغوريوس النزيانزي.

عقائده:

 كان يعتقد أن في السيد المسيح يوجد الجسد البشري والنفس الغير عاقلة (أي عنصر الحياة)، ولم يكن يؤمن أنه يملك الروح التي هي النفس العاقلة، العنصر الذي يوجه ويسيطر وصاحب القرار. ففي الكلمة المتجسد، هذه النفس العاقلة حل محلها عقل الله الكلمة (عقل اللوغوس) و عليه فيكون في نظره أن الله الكلمة المتجسد يملك ألوهة كاملة ولكن ليس بشرية كاملة. وأعطي لذلك سببين:

  1.  إن اتحاد کائنين كاملين (يقصد شخصين)، الله و الإنسان، لا ينتج عنه وحدة (أي شخص واحد)، بل فقط طبيعة مهجنة. وهذه حقيقة فعلاً، لكن يوجد في الكلمة المتجسد شخص واحد وليس إثنين لذلك لا تنطبق عليه هذه الحقيقة.
  2.  إن النفس العاقلة تمثل مركز قوة التحكم في النفس فيما يتعلق بالخير والشر، والتي تأتي من ورائها أن تنسب إلى السيد المسيح إمكانية الخطأ، ولكن المخلص يجب أن يكون بدون خطية من أجل إتمام الفداء. لذلك استبعد وجود النفس الإنسانية العاقلة في الإله المتجسد. (الرد هو أن ولادته المعجزية من العذراء تؤكد أنه بلا خطية).

بالرغم من أن القديس أثناسيوس فند بدعته هذه بدون أن يشير إليه بالاسم ولكن بعض الأنطاكيون اتهموه هو والقديس كيرلس باعتناق الأبوليناريه. حقيقة دافع أبوليناريوس عن تعبير كنيسة الإسكندرية الطبيعة الواحدة ولكنه لم يكن ملماً بلاهوت كنيسة الإسكندرية، ولم يكن قد درس في مدرسة الإسكندرية. بل تأثر بالفكر الأنطاكي وجذوره عند أرسطو بأن الشخصية تختزل إلى مجرد فعل العقل. مما جعله يعتقد أن غياب العقل هو غياب الشخص، ووجود العقل هو وجود الشخص، فإذا وجد في المسيح عقل بشري أو نفس إنسانية عاقلة فهذا عنده يعني وجود شخص بشري بالاضافة إلى شخص اللوغوس الإلهي لذلك استبعد هذه الفكرة ليؤكد أنه شخص واحد وطبيعة واحدة بعد الاتحاد ولكن طبعاً بطريقة خاطئة.

أُدينت الأبولينارية في مجمع في الإسكندرية 362م برئاسة القديس أثناسيوس، ومجمعين في روما بقيادة داماسوس في ۳۷۷، ۳۸۲م وفي القسطنطينية في المجمع المسكوني الثاني ۳۸۱م”.

كتاباته

أعماله التفسيرية: 

يقول القديس جيروم أنه كتب عدداً لا حصر له من تفاسیر الكتاب المقدس سواء العهد القديم أو الجديد. تبقى منها شذرات مبعثرة تنتظر الجمع والدراسة النقدية والنشر. ويذكر جيروم أيضا أن تفاسير أبوليناريوس مقتضبة جدا وبغير إسهاب.

أعماله الدفاعية:

  • الحقيقة: دفاعا ضد يوليان كتبه أبوليناريوس الأب وأبوليناريوس الابن. فقد ألف الأب قصائد مستلهماً إياها من العهد القديم، و كتب الابن الحوارات التي ذكرت في البشائر باسلوب يناسب بلاغة عصره.
  • ضد بورفيري في ۳۰ كتاب.

أعمال في الجدل اللاهوتي:

  • ضد إفنوميوس الآريوسي أسقف كيزيكوس. 
  • ضد ماركيللوس أسقف أنقره، متهما إياه باعتناق هرطقة سابيليوس.
  • ضد دیودور الطرسوسي وفلافيان الأنطاكي مدافعاً عن وحدة اللاهوت والناسوت في السيد المسيح، لم يبق سوى شذرات منهما.
  • ضد أوريجانوس وديونيسيوس الإسكندري.

كتاباته العقائدية:

 يذكر لاونديوس البيزنطي (485-543م) أن بعض الأبوليناريين والمونوفيزايتيين قد نشروا كتابات أبوليناريوس تحت أسماء أرثوذكسية المعتقد ولذلك حفظت كاملة.

  • إثبات تجسد الله طبقا لصورة الإنسان.
  • اعتراف إيماني مفصل أي اعتراف تفصيلي بالإيمان، كان منسوبا لغريغوريوس العجائبي.
  • الخلاصة: يلخص فيه عقائده الأساسية في طبيعة المسيح.
  •  ۳ أعمال وجدت تحت اسم يوليوس الأول أسقف روما، منها خطاب طويل إلى الكاهن ديونيسيوس. و ۳ أعمال وجدت تحت القديس أثناسيوس:
  • عظة في عيد الظهور الإلهي.
  • تجسد الله الكلمة.
  •  إعلان الإيمان: مرسل إلى الإمبراطور جوفيان.

قصائد:

مع والده أعاد كتابة أجزاء كثيرة من أحداث الكتاب المقدس بأسلوب تراجيدي و أيضا في صورة قصائد قصصية.

رسائل:

إلى القديس باسيليوس الكبير.

فاصل

 من كتاب نظرة شاملة لعلم الباترولوجى للقمص تادرس يعقوب ملطي

فاصل

جيلاسيوس القيصري

الكنيسة الجامعة

ديودور الطرسوسي

آباء وكتاب أنطاكية وسوريا
تاريخ الكنيسة

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى