آباء وكتاب أنطاكية وسوريا

كنيسة أنطاكية

أدى استمرار الصراع بين إمبراطورية الفرس والإمبراطورية الرومانية إلى تعرض هذه المنطقة أو جزء منها إلى سيطرة إحدى هاتين الإمبراطوريتين. هذا الصراع كان له تأثيره على الكنيسة وكذلك على المدارس اللاهوتية، فأحيانا كنا نجد أن ناظر المدرسة يكون أرثوذكسياً وأحياناً أخري نجده نسطورياً، ومنذ القرون الأولى للمسيحية كانت الكنائس هناك منقسمة إلى: الكنيسة الأشورية – والتي مازالت النسطورية تسيطر عليها إلى الآن، بل وغيورة جداً على فكر نسطور – والكنيسة الأرثوذكسية. وهنا نتحدث عن بعض الآباء واللاهوتيين والكتاب لهذه المنطقة سواء كانوا من الأرثوذكس أو النساطرة.

من أقدم المستندات السريانية التي نعرفها نجد الدياستارون (الأناجيل الأربعة معاً)، موعظة ميليتو، أعمال بردیصان الغنوسي، أعمال توماس، وتعليم تداوس. كانت مدرسة إديسا (الرها) معهدا لاهوتيا للدارسين منذ القرن الثاني وصارت هي مركز الدراسات الأكاديمية والثقافية والنشاط الأدبي في سوريا . وأفضل من مثل هذه المدرسة هو القديس مار أفرام السرياني (القرن الرابع)، كانت هذه المدرسة ذات صلة قريبة جداً بمدرسة أنطاكية واشتهرت بالتفسير الحرفي للكتاب المقدس. كانت المدرسة السورية (السريانية) الشرقية، شرقية بالمقارنة مع المدرسة السريانية الغربية؛ فقد اهتمت كثيرا بالشعر والتأمل، تنفر من التغيير أو التطور أو الفكر المضارب.

وقد تأذت كنيسة سوريا بشكل واضح من البدع الخاصة بطبيعة السيد المسيح والتي تركت فيها جروحاً غائرة لم تشف. وكانت مدرسة إديسا آخر دعامة للنسطورية في الإمبراطورية، وقد اغلقها الإمبراطور زينون في 489 م لهذا السبب. ولكن على انقاضها نشأت المدرسة النسطورية في نصيبين ببلاد فارس.

آباء وكتاب أنطاكية وسوريا

آباء وكُتَّاب آخرون أنطاكيون وسوريان

زر الذهاب إلى الأعلى