الديداكيه أو الديداخيه
جاءت كلمة “ديداكية” أو “الديداخی” Didache عن الحروف اليونانية الأولى لعنوان عمل يسمى “تعليم الرب للأمم بواسطة الاثني عشر رسولاً”
كما يقول Quasten: بين أيدينا ملخص لتوجيهات تعطينا صورة رائعة للحياة المسيحية في القرن الثاني. في الحقيقة نجد هنا أقدم نظام كنسي، نموذجاً قيماً لكل التجمعات القديمة الخاصة بالنظم والقوانين الرسولية؛ هذا النموذج هو بداية القانون الكنسي شرقاً وغرباً.
ویری F. L. Cross أن هذا الدليل السلوكي التعليمي والنظام الكنسي هو أهم اكتشاف في حقل أدب الآباء في المائة سنة الأخيرة.
ليست الديداكية عملاً واحداً قام أحد الكتاب بتأليفه، إنما هو تجميع حاول جامعه أن يربط أجزاءه معاً فلم يستطع، فقدم لنا ثلاثة أعمال مع خاتمة، أو قل ثلاثة أقسام بخلاف الفصل الختامي:
- القسم الأول: يمثل الحياة العملية السلوكية فصل 1-6
- القسم الثاني: الحياة الليتورجية والسرائرية فصل 7- 10، 14.
- القسم الثالث: الترتيبات الكنسية فصل 11-13، 15.
- الخاتمة: عن باروسيا (ظهور) الرب أو مجيئه الأخير فصل 16.
رفض الدارسون ما افترضه البعض بأن العنوان يوحي بأن كاتبها أحدا الرسل. فإن العنوان في جوهره لا يشير إلى ذلك، إنما يقصد واضع لديداكية أن يقدم بصورة واضحة مختصراً لتعليم السيد المسيح للأمم كما علمها الرسل. وإلى اليوم لم يستطع الدارسون التعرف على كاتبها.
بل اختلفوا أيضا في تحديد تاريخ كتابتها. فمال الدارسون الإنجليز والأمريكان إلى تحديد تاريخ كتابتها ما بين عامي ۱۲۰،۸۰م، وظن Hilgenfeld أنها كتبت ما بين عامي 190،160م، بينما حدد Bryennius, Harnack تاريخها ما بين عامي 120،160م.
على أي الأحوال رفض الدارسون ما مال إليه القدامى من نسبتها إلى ما بين عامي ۷۰، ۹۰م، ومال الأغلبية إلى نسبتها بالشكل الحالي إلى المنتصف الأول من القرن الثاني أو بعد ذلك بقليل دون أن ينكروا وجود بعض فقرات ترجع إلى سنة ۵۰-۷۰م.
تعتبر أهم وثيقة بعد كتابات الرسل، تكشف لنا عن الحياة الكنسية الأولى من كل الجوانب: السلوكي والليتورجي والتنظيمي.
كان لها أهمية خاصة في العصور الأولى حتى حاول البعض ضمها إلى أسفار العهد الجديد، فانبری الأولون يوضحون عدم قانونيتها، مثل البابا أثناسيوس الإسكندري (.39.Ep.Fest) والمؤرخان يوسابيوس(Eusebius: H., E., 3:25:4)وروفينوس (.38.Com,in Symb)
لم يتعرف الدارسون الغربيون على الديداكية حتى اكتشفها الميتروبوليت فيلوثيئوس برینیوس Philotheos Bryennius مطران نيقوميديا عام 1875م ضمن المخطوط القسطنطيني لعام 1056م، [انتقلت المخطوطة إلى مكتبة البطريركية اليونانية في أورشليم حيث توجد الآن (54 Codex)] وقام بنشرها عام ۱۸۸۳م، فأثار ذلك ضجة في الأوساط العلمية، خاصة في ألمانيا وانجلترا وأمريكا لم يحدث مثلها في أي اكتشاف أدبي سابق.
يخبرنا القديس أثناسيوس إنها كانت تستخدم في تعليم الموعوظين قبل عمادهم، وغايتها تذكير طالبي العماد بعدما قبلوا الإيمان – أن يعلنوا إيمانهم بأعمالهم، كأنها تضع لهم دستور الحياة الجديدة التي في المسيح
رأى البعض أنها سورية الأصل، وذلك بسبب علاقتها بالقوانين الرسولية Apostolic Constitutions السريانية الأصل. ونسبها البعض لفلسطين بسبب غياب تعاليم الرسول بولس. ونسبها آخرون إلى بلاد اليونان و آسیا الصغرى. إلا أن كثيرين رأوا أنها مصرية، مثل Bryennius, Zahan, Harnack
جاء النص باليونانية كاملاً في المخطوط الذي اكتشفه برينيوس.
الكنيسة الجامعة | |||
تاريخ الكنيسة |