القديس إيريناوس
يعد من أهم وأشهر لاهوتيي القرن الثاني.
ولد مسيحياً في سميرنا بآسيا الصغرى وتتلمذ لأسقفها القديس بوليكاربوس، وتسلم منه التقليد اليوحناوي، لأن بوليكاربوس كان تلميذاً للقديس يوحنا اللاهوتي الإنجيلي. ولا يعرف بالتحديد تاريخ ميلاده. وتتلمذ أيضا لأسقف هيرابوليس ويدعى بانياس.
ترك آسيا الصغرى وذهب إلى فرنسا ولا يعرف سبب ارتحاله إليها. درس وعلم في روما قبل ذهابه إلى ليون في فرنسا. و سامه أسقفها فوتينوس قساً. ثم في سنة ۱۷۷م ذهب بكونه كاهنا في ليون في مهمة إلى الأسقف إلفثيريوس أسقف روما حاملا إليه رسالة من شهداء ليون المسجونين في انتظار المحاكمة والاستشهاد.
بعد عودته سنة ۱۷۸م، خلف فوتينوس (الذي استشهد في الاضطهاد سنة ۱۷۷ أو ۱۷۸م) و أقاموه أسقفا على المسيحيين الناطقين باليونانية في ليون. استشهد في مذبحة عامة في اضطهاد سبتيموس ساويرس.
تدخل بفطنة في الجدل الذي دار آنذاك بخصوص مسألة عيد الفصح، وكان دوره بالفعل كمعنى اسمه “رجل السلام” فقد حاول إيجاد السلم بين فيكتور الأول أسقف روما الذي كان ينوي حرم كنائس آسيا وبين كنائس آسيا الصغرى، لأن كنائس آسيا الصغرى كانت تعيد الفصح في 14 نيسان بينما كانت روما وبعض الكنائس الأخرى تعيده الأحد الذي يلي هذا التاريخ.
كان راعياً ساهرا حرص على حماية شعبة ضد الهرطقة الغنوسية. في مقاومته للثنائية الغنوسية، علم القديس إيريناوس أنه لا يوجد سوى إله واحد هو خالق العالم وهو أب يسوع المسيح، وأن هناك تدبيراً إلهياً واحداً للخلاص وإعلاناً واحداً، الخليقة المنظورة صالحة وليست شريرة، وأن الجسد سيقوم مرة أخرى.
عند إيريناوس، على الرغم من أن الغنوسيين ظنوا انهم يستطيعون الحصول على معرفة مخلصة عن طريق جهدهم البشري، لكن الخلاص الحقيقي يحصل عليه فقط من خلال الإيمان بما كشفه الله وصنعه لأجلنا.
كان القديس إيريناوس هو أول لاهوتي عظيم يؤكد على دور الكنيسة، وعلى قانون الكتب المقدسة، وعلى التقليد العقائدي واللاهوتي. ولا يوجد تقليد سري يحل محل تقليد الكنيسة.
للأسف الشديد فقد تبع رأي بابياس في عقيدة الملك الألفي.
كتاباته
ضد الهرطقات أو الرد على الهراطقة:
• هو أقدم دحض للهرطقة في الأدب المسيحي. كتب أصلاً باللغة اليونانية ولكنه فقد، والموجود هو ترجمة لاتينية للنص كاملاً. وتوجد ترجمات أخرى أرمنية وسريانية لم يبق منها سوى بعض المقاطع. وفيه يصف ويفند تعاليم الغنوسيين الذين يدعون أن لديهم تعاليم سرية غير معروفة لمعظم المسيحيين. ولكن الإعلان عند إيريناوس هو عام ومشاع لكل المسيحيين.
• الباب الأول: دحض الادعاءات الغنوسية بواسطة العقل.
• الباب الثاني: عرض للمعرفة الكاذبة وتاريخ الهرطقة الغنوسية.
• الباب الثالث: دحض الغنوسية عن طريق تعليم وتقليد الرسل.
• الباب الرابع: دحضها عن طريق أقوال الرب يسوع.
• الباب الخامس: يتناول فيه الأمور الآتية وعقيدة قيامة الجسد وبه ملاحظات على الملك الألفي تشير إلى ميله إلى هذه العقيدة الخاطئة.
و كان إيريناوس معجباً بالفلسفة إن كانت ستساعد الإنسان في الدخول إلى عمق أكثر فيما يؤمن به. وقد علم بأن فكر الإنسان لا قدرة له على معرفة الله وتدبيره الإلهي الخلاصي لكل البشر.
و يقول إيريناوس:
إنه من الأفضل أن لا يكون للإنسان معرفة بأي سبب كان خلق شيء من الخليقة، ولكن بالأحرى أن نؤمن بالله ونستمر في حبه، بدلا من الانتفاخ بمعرفة من هذا النوع، تؤدي إلى السقوط من هذا الحب الذي هو حياة الإنسان؛ وينبغي على الإنسان أن لا يبحث عن معرفة أخرى سوى معرفة يسوع المسيح الذي صلب من أجلنا، خوفاً من سقوطه في عدم التقوى عن طريق الأسئلة الماكرة و التعبيرات المماحكة”.
تبيان أو برهان الكرازة الرسولية:
كتاب، يشرح فيه العقيدة المسيحية ثم يثبت صحتها من خلال نبوات العهد القديم. كتبه بعد کتاب الرد على الهراطقة” إذ أنه يشير إليه في الفصل ۹۹.
القسم الأول يشمل عرضاً للإيمان استغرق من فصل 1 إلى 41، والقسم الثاني يشمل برهان هذا الإيمان من فصل 42 إلى 97.
الكنيسة الجامعة | |||
الكُتاب الأوائل ضد الهرطقات |
|||
تاريخ الكنيسة |